الثورة المصرية و الخروج من المزرعة !

محمد شتا محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3637 - 2012 / 2 / 13 - 18:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل جردت العالم من ملابسه يوما .. ماذا سترى .. العالم يبدو من الخارج دولا وأنظمة وحدود وجيوش..

ولكن من الداخل ... عصابات نهب منظم لقوت الشعوب عبر تدجينها وتغيبها أعلاميا بالاعلام الممول لالهاء الشعوب وتغفيلها عن عملية السرقة المنظمة فيها .
وسرقة انظمة الحكم فيها عبر سياسات حرية التجارة العالمية والاستثمار والاموال السائلة ... وعبر العمالة المباشرة والغير مباشرة !

.. المهم ان تبقى الشعوب داخل المزرعة تعمل وتعمل وتسرق موارد الارض التي تعيش عليها ويسرق ناتج عملهم عبر الضرائب والجمارك وكل أشكال القوانين التي هدفها تحصيل المال من الشعب وجعل هذا الشعب ينفق كل مايملك ليحظى بأدنى حد من المعيشة وتذهب أمواله الي رجال الاعمال الذين هم واجهه لمافيا سرقة الشعوب من تجار النفط والسلاح والدواء والشركات المالتي ناشيونال عابرة القارات .

الثورة المصرية الحقيقية هي محاولة للخروج من المزرعة !

يتحالف الكثيرون لاجهاض الثورة ومحاولة أقناع المواطن للعودة لسلوك المزرعة مرة أخرى والمشي بجانب الحائط وهم على رأسهم :

الولايات المتحدة واسرائيل والاتحاد الاوربي ورجال الاعمال ومن كانم يحكم ومن ظل يحكم ... كل هؤلاء يتحالفون من أجل هدف واحد .. عودو الي منازلكم ... دقت ساعة العمل !

.. أن الأوان للعودة الي المزرعة مرة أخرى .. لا تشغل بالك بما لك أو عليك أو من يحكم .. ارجع لأولادك بعد اللف في ساقية أكل العيش وتابع المسلسل العربي أو التركي أو الفيديو كليب الساخن أو مشكلة من مشاكل التوك شو !

... ادفع ماعليك لنحضر لك بعض القمح الدرجة الثانية المسرطن .. وأدخر بعض المال من أجل الدواء الذي سنوفره لك وأحذر فأن الدواء غال ايضا .

... وفي النهاية كن جاهزا أذا وهنت وعدت غير قادر على العطاء لاننا سنزج بك في الحرب لكي نأخذ ما تبقى لك من أشياء تخفيها وأموال بخلت بها علينا من أجل شراء السلاح الذي ستدافع به عن نفسك !

.. كن جاهزا لتدافع عن لا شيء من الوطن لاننا سرقنا كل شيء وأخذنا كل ما تبقى لشراء السلاح !

... كن جاهزا للموت مثل كل من في المزرعة .. ونحن ننتظر أجيالا جديدة تحل محلك تعمل وتكد من أجلنا !

انت لن تسأل .... من نحن .. نحن الذين نرى انكم حيوانات مثل سائر الحيوانات في الارض ولذلك سنضعكم في المزرعة .. ونحن بشر !

... وأنتم لا تستحقون العيش لانكم أغبياء تؤمنون بالخير والعدل وكل هذه المباديء التى لا نؤمن بها نحن .. نحن لسنا من دينكم ولا صلة دم بيننا ... ولا نؤمن بما تؤمنون ... ونؤمن بأننا الربانيون نتحكم في الكون ونملكه .. ونقتل ونبيد ونهلك الشعوب متى نشاء ... وأيضا لدينا رغيف الخبز المسرطن متى جعتم .. ولدينا أيضا دوائكم ان صرختم من الالم ...

من فضلكم عودو الي المزرعة مرة أخرى !

.. عودو الي الذبح في مذبح الربانيون ..لا تشغلو بالك بالحياة .. أعملو فقط .. هاتو ما لديكم .. خذو رغيف القمح المسرطن هذا ... خذو هذا الدواء ولكن أعلمو ان هذا الدواء لن يشفيكم أبد ولكنه يطيل فترة تعاطيكم له ويزيد من عطائكم لنا ..

.. ومتى قررنا موتكم .. أخرجو ما أدخرتم من شباب أو مال من أجل السلاح الذي سنعطيه لكم .. ومعذرة سنعقد أتفاق مع بعضنا البعض ومع راعيكم وراعي مزرعة أخرى بجانبكم لتوزيع السلاح على المزارع .

.. فلا تحزنو ان كان السلاح لا يرضيكم .. لانكم ستموتون كأغبياء .. فالراعي الاخر ربما يمكلك ذهبا أكثر ولديه من الغنم عدد أقل منكم !

.. ومزرعتكم فاضت وبدأتم تأكلون من الثمرة المحرمة والتي لم نزرعها لكم .. وهي ثمرة الحرية ...

الان بعد أن أدركتم الحقيقة عارية بعد أن أكلتم من الثمرة التي حرمناها عليكم وهي ثمرة المعرفة والحرية ..
الأن الله اكبر ... حي على الجهاد .. حان وقت الذبح ... حان وقت الذبح !!

.. منذ نصف قرن مضى تغيرت كثير من أنظمة الحكم في الشرق الاوسط الي حكم عسكري وبعدها قامت حروب استفاد منها تجار السلاح والحروب في معسكرات العالم شرقية غربية سمها ماشئت ودفع ثمن هذا السلاح المواطن الغلبان من جهد عمله وايضا من ما ورثه من موارد في وطنه ...

الان وبعد نصف قرن .. تتغير انظمة الحكم مرة أخرى ولكن الي حكم ديني وبعدها ستقوم حروب سيستفيد منها ايضا تجار السلاح والحروب .. والوطن مسروق محاصر بسور المزرعة العال ... وموردين المزارع من الخارج .

.. والراعي بيده عصا غليظة ومعه ورعاه صغار بيدهم عصيان يهشون بها الاغنام الشاردة عن القطيع ويقبضون عليهم .. ويصرخون في كل من يحاول الشرود عن القطيع ... عد الي الحظيرة .. دقت ساعة العمل الي ان تدق ساعة الذبح !!

#محمد_شتا_محمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات