هولوكست الأقباط في مصر المحروسة

نور نديم
(Nour Nadim)

الحوار المتمدن-العدد: 3636 - 2012 / 2 / 12 - 22:21
المحور: حقوق الانسان
    

العامرية .. جلسة صلح عرفية تقرر تهجير خمس أسر مسيحية وتشكيل لجنة لبيع ممتلكاتهم على خلفية قصة حب بين مسلمة ومسيحي ...
حين طالعتنا الأخبار بهذا الخبر الذي تكرر حدوثه في الشهور الأخيرة مرتين على الأقل .. قرار مجلس عرفي في احدى قرى مصر بتهجير مجموعة من الأسر لحقن الدماء ووقف الفتنة كما يدعون .
لا قانون له صوت .. ولا شرطة تتدخل .. ولا بيان تحريم من هنا أو من هناك .. من عمة أزهري أو قس.
صمت يشبه موافقة المجلس الموقر الذي يطل علينا كل يوم ..

عند متابعتي لهذه المصيبة الجديدة القديمة ، تذكرت حديث قديم كان قد دار بيني وبين صديقة ألمانية وأنا أسالها على استحياء :
كيف يـُقيــَم الجيل الحالي لشباب الألمان ما جرى اثناء العهد الهيتلري .. وكيف يرون آباءهم وجدودهم الذين آمنوا بأفكار التطهير العرقي التي مورست تجاه اليهود . سألتها وأنا أعتذر بشدة قائلة أن الفضول ليقتلني لأسمع إجابة من أحد أصحاب الوصمة ..
ضحكت وقالت لي بكل ثقة : أتعرفين .. أظن أن الشيء الوحيد الذي جعل ألمانيا تتخطى تلك الوصمة أنها ناقشتها على الملأ .. صنعت عنها الأفلام والكتب والروايات .. وناقشت كل ما حدث بكل قبحه ، وهذه العملية على ما أظن ساهمت في تطهير وشفاء الشعب الألماني بشكل أو بآخر .
ثم ابتسمت وقالت لكن أتعرفين إن في منزل جدي هناك مجموعات من الكتب والتحف القديمة جداً والتي قالوا أنهم قد اشتروها أثناء فترة الحرب ، ولكن لا أحد يذكر أن تلك الممتلكات كانت للأسر اليهودية التي يتم وضعها في المعسكرات النازية والتي كانت تباع ممتلكاتهم برخص التراب ، وأظن أن لا أحد يود التفكير فيما لحق بأصحاب تلك الممتلكات التي تزين مكتبتهم .

بهذا أنهت صديقتي الألمانية ردها لسؤالي ... واليوم أظن أن المصريين يمارسون ذات الفعل . الكل يرى ولا أحد يتحدث . خرس أصاب الكل فيما عدا بعض البيانات من المنظمات الحقوقية والتي لا يقرأها أحد ....

فلنتذكر أن في عام 2011 قد بدأت عملية التهجير القسري للمسيحيين في مصر.
هولوكوست ولا أحد يرى .. ولا أحد يسمع .. ولا أحد يتحدث ...........

#نور_نديم (هاشتاغ)       Nour_Nadim#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات