|
المهزوم منصف المرزوقي ،وأغاني الحياة والحب ،الضائعة.
محمد فكاك
الحوار المتمدن-العدد: 3636 - 2012 / 2 / 12 - 15:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المهزوم منصف المرزوقي ،وأغاني الحياة والحب ،الضائعة. . إلى صاحب الجلالة الرئيس المعظم ،المنصور بأفغان تونس، وحمائم أمريكا، ونفط ومذهب السعوديين الوهابيين.. فمن هي أولى ،ثم أولى ،ثم أولى،فأجدر ،وأحق، وأهل ،لرئاسة الجمهورية الياسمينية التونسية.؟ أليست أم سيد الشهداء محمد البوعزيزي التي أمطرتنا،وابنها،ونزلا الغيث الثوري،من بعد ما يئسنا أكثر من اليأس، وحررا تونس الخضراء والوطن العربي،من نير وقبضة الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية؟ أم أن غاية دينكم ونضالكم الحقوقي المحسور،أن تتفاخروا وتتنافخوا شرفا مزيفا ،أن أدخلي الصرح يا امرأة،والزمي بيتك،فالرجال قوامون على النساء، وما القيمومة في فهمكم السقيم ،ومذهبكم البئيس،سوى الأيور والقضبان والشوارب واللحى؟ ، أوجب الواجبات إكرام أم الشهيد،إن أم الشهيد البوعزيزي أحق وأشرف وأجل بالإكرام والتبجيل و الإجلال والتعظيم والتقدير والاعتبار والرئاسة والإمامة الصغرى والإمامة الكبرى.. أم لا راد ولا معقب لحكم حزب أفغان تونس وصوت أمريكا؟أمريكا وراء الباب أمريكا،هي مالكة الملك تؤتي الملك من تشاء،وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء،بيدها الحل والعقد والحكم والملك،وهي الرافعة والخافضة.؟أم تراكم علقتم المصحف على رؤوس سيوفكم،وأحرقتم مراكبكم ،وقدمتم نساءكم لقائد الرومان، ورضيتم بدويلة الخصيان، واتبعتم ملة "يثرب السعودية"فأجرتم قرانكم ل"يهود خيبر "؟. أنت يا السي المرزوقي ما عهدناك تقبل برئاسة دولة تونستان،إخوانجستان، قمعستان،ظلامستان. إنه ما كان لشعب عبد الكريم الخطابي والمهدي بنبركة وحسين المنوزي وعمر بن جلون وسعيدة المنبهي ،وعبد اللطيف زروال ودهكون...أن نستقبلك ونرحب بك ،فلا حللت أهلا ،ولا نزلت سهلا، ولا لقيت مرحبا وترحيبا. فلا أقسم بمكانة الشهيد البوعزيزي ،ولا بمقام أمه الصديقة،التي أحصنت فرجها وروحها،فنفخت الثورة التونسية الربيعية العربية في روحها ، وأشرقت بنور شعبها،فجعلت عرش الطواغيت هباء منبثا منثورا. إنه لقسم ،لو تعلمون ،عظيم، يا حضرة الباشا،أن حزب أمهات الشهداء الأحمر،لهمو الفائزون ،المنتصرون،الغالبون المظفرون.ها أخذتكم الظنون والأماني الزائفة،أنكم مانعتكم جدران وحصون وقوة أمريكا من الثورة الشعبية الوطنية الديمقراطية السلمية الياسمينية؟ وطز وألف طز ومليون طز كمان في أمريكا ،وصهاينة أمريكا ،وملوك كاكي أمريكا ،وبترو-دولار أمريكا، وجمال هيلاري كلينتون الذابل الغائض،وأمريكا لأمريكا. وكفاكم وهما واعتمادا على أمريما،واعتبروا يا أولي السوابق الحقوقية ، والأبصار التقدمية المهدورة ،بأصدقاء وعشاق وخليلات أمريكا ،فما مصير الشاهات والسادات وامباركات وبنعليات وبينوشات ،وكل غلمان وولدان وشيخات أمريكا،أليس كلهم ذهبوا كالوليد والغسيل في مستنقعات ومزابل نفايات أمريكا.وتبقى أمريكا لأمريكا. فاليوم ننساكم كما نسيتم الثورة الشعبية الياسمينية التونسية الجميلة ،فزغتم وانحرفتم وارتددتم مع الثورة الرجعية الاسلامنجستانية المضادة،حتى أنساك طمعك وغيك نفسك وروحك. كيف لحقوقي أن يزين ويزخرف دويلة عدوة لحقوق الانسان وحرية العقيدة والضمير، دويلة ترفض أي ملاءمة للتشريعات والدستور والقانون المحلية والوطنية مع الاتفاقيات الدولية المصادق عليها ، دويلة تناهض بقوة المرجعية الكونية لصالح الأصولية الدينية،. لماذا لم تفتح ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ،والكشف عن الحقيقة الكاملة أولا شيء غير الحقيقة ،والحقيقة وحدها ثورية ،يشأن المختطفين مجهولي المصير؟ إنك أعلنت أن حبك للمغرب لا حدود له أولكن حبك يبقى مشكوكا فيه ما لم تبرهن على هذا الحب ،وأبسط برهنة ودليلا،هو إظهار الحقيقة بشأن تدبير وتخطيط وتنفيذ مؤامرة دولة تونس البرقيبية ضد المناضل المغربي التقدمي حسين المنوزي،وعلى أرض تونس وتسليمه لاستخبارات الحسن الثاني ليتم تصفيته نهائيا ،ومنذ سنة 1972 لم يتم الكشف عن مصير هذا المناضل .. ولماذا اخترت مغرب انتهاكات حقوق الانسان بامتياز،مغرب ونظام إيكس ليبان،وخلفاء الڴلاويستان،وأفقيرستان ،والدليمستان والبصرستان.؟ ألكي تطمئن أمريكا من صدق توبتك وإقلاعك عن ممارسة جريمة النضال من أجل حقوق الانسان؟ النظام اللاوطني اللاشعبي اللاديمقراطي محرم عليه استقبال الثوار الأحرار الشرفاء،وأرضه آمنة لكل الخونة والعملاء والمرتزقة الأشرار،فقد كان ملاذا للشاه وبوكاسا وكل طغاة الأرض،والأكثر جرما في حق المغرب هو استقبال الحسن الثاني للمجرم الدولي ورئيس عصابات صهيون شمعون بيريز. لكن النظام نفسه حاصر واعتقل بإشراف ولي عهد النظام الاستبدادي الحسن شخصيا ،المناضل الكوني الأممي تشي غيفارا وهو في زيارة رسمية للمغرب بدعوة رسمية من رئيس الوزراء المناضل مولاي عبد الله إبراهيم وهي أعظم فضيحة ووصمة عار على جبين هذا النظام.. هل يمكن تصور أومجرد تخيل ،أن تكون أول خرجة لمناضل حقوقي لبلد لا مكانة فيه للأحرار إلا تحت دهاليز السجون والمعتقلات السرية والموت البطيء، يتنعمون بأعذب ألحان التقتيل وأحدث ألوان التعذيب لا يأكلون إلا من شجر من زقوم وسموم وحميم،وظل من يحموم لا بارد ولا كريم ،فمالئون منها البطون ،فشاربون عليه من الحميم ،فشاربون شرب الهيم."؟"باقتباس من القرآن الكريم " أما بلغك وأنت تقاوم نظام بنعلي،"قلعة الموت أو ما يعرف عند الحقوقيين "بمقبرة تازممارت" ودرب الشريف بالحي المحمدي بالدار البيضاء،الذي فاق سجن "أبو غريب بالعراق،وسجن "غوانتنامو الأمريكي المخصص لمن كانوا يعتبرون أعداء أمريكا" وها أنت وإياهم تتصالحون مع جلاديكم لتتشاركوا في اقتسام ضحيا القضية الشعبية. أفرأيتم ما تجلسون عليه من "عروش- نعوش" في تونس والمغرب،أأنتم الذين أطحتم بالديكتاتورية البرقيبية،أم الجماهير الشعبية هي صانعة الثورة؟أأنتم المترفون المتفكهون المتنعمون في أكبر فنادق أوروبا وأمريكا،من أنزل وأذل بنعلي وزوجه وأصهاره وبطانته،أم الجماهير الشعبية والطبقة العمالية والشبابية والنسائية هي التي أقامت المتاريس،وضحت بحياتها،أليس هؤلاء الكادحات والكادحون هم من أسقطوا حكومة الاستبداد،وظلوا مصممين تصميما على قلب النظام الكولونيالي التبعي.؟ ألم يستغل حزب الرجعية والتخلف غياب التقدم الاقتصادي وكذلك التطور الفكري لجماهيرنا الشعبية والعمالية والفلاحية والنسائية ،والذين لم يبلغوا بحكم سياسة التدجيل والتجهيل المستوى العلمي والمعرفي والفلسفي والديني الذي يساعد على تحقيق التغيير الاجتماعي والثقافي. ولهذا السبب بالذات،قطفت البورجوازية الكولونيالية التي هي في أعلى مراحل شعبويتها وهمجيتها وبربريتها،ألا وهي شكل الأصولية الدينية المتطرفة،فسرقت وقطفت ثمار الثورة. ولم يفعل أشباه الحقوقيين وأنصاف المثقفين وأرباع التقدميين،وأصفار الثوريين سوى مساعدة أعداء الثورة على أخذ زمام الثورة. كما صدر كارل ماركس بيانه الشيوعي الخالد. إن أفضل شهادة أحاججك بها يا حضرة الرئيس،هو الزيارة التاريخية للسيد الأمين العام،بان-كيمون باسم كل الشعوب والأمم المحبة للسلام والأمن والحرية والثورة،لم يقم الرجل بزيارة ملك المغرب ولا ملك السعودية،بل ترجل ونزل ضيفا كريما ،على بيت أم الشهيد البوعزيزي ،شهيد وعزيز الثورة الربيعية التونسية والعربية، وقال مخاطبا الأم – عروس الثورة الياسمينية" إن ابنك هو من فتح الأوطان العربية على الديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية والمساواة والعدالة الاجتماعية" بينما انت لذت و فررت الى نظام قمعستان تستجير به وتطلب العون و الدعم لتنتصر وتغتال الثورة التونسية العظيمة وحركة 20 فبراير المغربية. أليست هذه المرأة البطلة بكافية شعبها ، واقدر وأجدر منك علي رئاسة الجمهورية التونسية،؟ أليس النساء وأمهات الشهداء هن وحدهن لهن ميراث السماوات والأرض؟أليست ام البوعزيزي أولى بالجمهورية وهي الوطنية التونسية ،ملح الأرض،وربيع القلب،من هؤلاء المتدثرين المتزملين والمستغشين تحت جزمة الأنذال ،الأوغاد الأمريكين والصهاينة المغتصبين لفلسطين والقدس والجليل وحيفا وغزة وبغداد والبصرة وطرابلس وينغازي وتونس الخضراء ومراكش الحمراء؟أليس هي التي يجب انتخابها رئيسة فعلية لتونس،لأنها أصدق وأوفى وأفصح من هذا الرئيس المزدوج الذي له باب ظاهره وخارجه فيه شيء من الديمقراطية وحقوق الانسان،لكن باطنه وخفاياه من قبله التحريفية والتحالفية المشينة مع أعداء الديمقراطية وحقوق الانسان.؟. إن الحزب الذي تحالفتم معه بمباركة أمريكية،وشهود فرنسيين،لكلكم جميعا في الأذلين الأصغرين، لأن الشعب هو الأعز والأعلى والأكبر والأبقى،كتب على نفسه ليغلبن هو والجماهير المنتجة العاملة الكادحة والوطنية المخلصة والوفية لوطنها ومبادئها ومواقفها وتونسيتها.. لا يحق لنا أن نستقبل من واد و ظاهر أعداءنا وشاق شعبه. وانتحى لزاوية الارهاب الديني والفكري والماضوي اللاهوتاني. فهل تدري لماذا أتت بكم أمريكا؟إن نظام أمريكا نظام ليبرالي رأسمالي أمبريالي على النقيض تماما للديانات والأصوليات وذهنيات التحريم ،وعقليات التكفير،وشريعة القمع والقهر والتسلط والتخلف.إنه يقوم على المذهب البيروقراطي البراكماتيكي الماكيافيلي والعقلاني المصلحي،وحكام أمريكا منتخبون وسياسيون ماهرون حاذقون أذكياء،ولم تكن تعنيهم ليبرالية ما ولا ديمقراطية ما خارج بلادهم،إلا بقدر ما تساعدهم أو لا تساعدهم في دعم سياساتهم الأمبريالية المستغلة لثروات الشعوب واستثمار كدح وعرق عمالهم،وتحقيق مطامحهم السياسية في الهيمنة والسيطرة وإلحاق الشعوب وإخضاعها وترويضها. لذلك كان يسيرا على الأمبرياليات الغربية جدا ،أن تمد يدها وتتحالف مع أعدائها كانوا يساريين انتهازيين انبطاحيين ،أو كانوا إخوانيين÷ متعصبين إرهابيين،المهم هو أن يقوم هذا التحالف على عقود ورسوم واضحة ، تضمن للأمبرياليين مصالحهم ،وضرب الثورة الربيعية العربية ،واغتيالها في المهد،وهذا ما تسهر عليه الأصوليات الدينية في مصر وتونس وليبيا والعراق والمغرب والسعودية..... ولكن ما يثلج صدر أمريكا هو سهر أنظمة التدين الزائف على مهادنة اسرائيل ومصالحتها والتطبيع معها.والدليل القاطع هو ا ناول دستور بعد الثورة،حرص الرهبان من حزب النهضة الاسلاماوي على ،ألا يتضمن في بنوده أي إشارة إلى قضية فلسكين وتحريم التطبيع مع الكيان الصهيوني ومقاطعة إسرائيل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. كما كانوا يجرمون ذلك وهم خارج اللعبة السياسية.إنها أكبر خيانة تاريخية ،وأعظم طعنة مسمومة في ظهر فلسطين والقضية العربية. فما رأيكم دام ذلكم وخزيكم،يا أنتيكات وجواري وولدان الست الكبيرة أمريكا؟. لقد شاءت أمريكا أن ترتاح من الحرب الطويلة مع الارهاب الاسلاموي ،فأعادته إلى منبعه وأصله وأهله، ما دام نظام الحكم الاسلاماوي سيشغل الشعب بالتوافه والتخاريف والأساطير،عن قضيا التحرر والاستقلال والتخلص من التبعية والهيمنة الاستعمارية القديمة والجديدة، بدل من التفكير في تحرير فلسطين وسبتة ومليلية. ولم لا؟قما اقتتل العرب والفلسطينون بينهم،فإن أعظم ربح لأمريكا والصهيونية،المهم أن تزرع الفرقة والشقاق والنزاعات والعداوات والبغضاء فيما بين العرب داخلهم.. لقد تفتقت عبقرية أمريكا ودهاء أمريكا ،فأوحت لحوارييها من حزب النهضة للخلف،أن يزخرفوا ويضفوا على حكمهم المكروه والمقبوح طابعا وقشرة حقوقية،فكان سقف البيت الظلامي وحجرته الأخيرة النهائية هو الرئيس منصف المرزوقي. وحتى لا تنكشف اللعبة القذرة،فهؤلاء المرتدون يمكن أن يؤثروا على الحقوقيين،تعمية وتضبيبا وتعتيما وتثبيتا للمصالح الامبريالية في الشرق الأوسط وافريقيا. لكن إعادة التاريخ إلى الوراء غير ممكنة موضوعيا وذاتيا، فمع النهوض الثوري للشعوب العربية سوف تتجاوز بالتأكيد هذا التحالف اللقيط الحرامي بثورة متجددة قاعدية،وبالتالي سوف تدك أركانه وتلغي بنوده وتبطل سحره.. كيف تزعم أنك ستحول تونس الخضراء من الجملوكية إلى الجمهورية ومن المخفر العميق البوليسي إلى فضاءات الحرية والديمقراطية والاستقلال الاقتصادي والسياسي والثقافي، ضمن إمارة إرهابية ظلامانية ،ما تذر من شيء أخضر أتت عليه،إلا جعلته كالرميم أو كصفصاق أملس لا يستقر فيه ماء ولا يبقي على تربة.؟،إمارة تهدم قاعات الدرس والسينما والمسرح،وتستبدلها بدور استعراض الإرهاب والبخور والشعوذة والطلاسم الدمياطية للجن والكائنات الماورائية.؟أمن الديمقراطية فتح الجامعات والكليات والمعاهد للارهابيين يهددون الأساتذة والطلبة وعميدات الكلية بالقتل والتصفية ،إذا عارضوا أسلمة الجامعات وفرض حجاب الجهل والتخلف والدجل. وكل ثقافة ماضوية القرون الوسطى التي تقوم عليها ايديولوجية أحزاب وتيارات الأصولية الدينية. السيد المرزوقي ،لا تحتاج إلى دروس في فلسفة حقوق الإنسان، باعتبارها خاصية من خواص النضال الاجتماعي والصراع الطبقي كأساس لحركة التاريخ والمجتمع والكون والانسان،والذي لا يقبل بغير إقامة نظام ديمقراطي رفيع أكثر رقيا وتقدما وثورية واستقلالية ومواطنة. كيف ينام مناضل حقوقي تقدمي على ما قامت به الموساد الصهيوني من انتهاك حرمة السيادة التونسية والتراب التونسي،وتغتال في واضحة النهار ،أغلى رجالات الثورة الفلسطينية،أبو جهاد وأبو اياد.. ودون خجل يقدم لهذه العصابات بعد تنفيذها جريمة القتل ،يقدم لها الثمر والحليب والعشاء ومن طرف من ؟من نظام بورقيبة،وأنت امتداد شئت أم أبيت لهذا النظام.فأين وصية محمود درويش لكم من حماية وحفظ الدم الفلسطيني؟ أليس دم الشهداء في عنقك حتى تثأر لهم أو تخزى بعارهم طول حياتك. وماذا تقول للمغاربة عن ألاف الشهداء والقتلى والجرحى ،عندما ثاروا وانتفضوا انتقاما لاستشهاد الشهيد البروليتاري العظيم والأممي والوطني التونسي الثوري فرحات حشاد الذي اغتالته سلطات الاستعمار الفرنسي على أرض تونس؟هكذا امتزج الدم المغربي الحر ،بالدم التونسي الحر،وليس كما فعلت أنت ،فعانقت نظاما كان الردف والعضد والرفيق والسند الأعظم لنظام بورقيبة وبنعلي؟ فهل كل هاتين الثورتين العظيمتين في تونس والمغرب وفلسطين بشهيداتها وشهدائها قد سقطت سهوا أو كرها من اهتمامات السيد الرئيس الذي ارتد "وشاحا من القماش المحاك والمنسوج على شكل العلم الأمريكي الصهيوني الرجعي؟ كيف أنساك كرسي الرئاسة قضية فلسطين وحق الفلسطينيين في العودة وبناء دولة ديمقراطية علمانية مدنية تعددية عاصمتها القدس،أم ترى تبحث عن الأعذار والمبررات الفارغة ،بدعوى أن لا طاقة لك بأمريكا وجنودها ونفوذها وإغضابها واستفزازها،لأن أمريكا أكثر تصهينا من الصهيونية نفسها؟أم خشيت أن تتعرض لسياط أمريكا القاسية ومؤسساتها الأكثر تغلغلا في الوعي الانساني التي" تبيح دعم أية قضية انسانية أو سياسية وتقف إلى جانب كل مضطهدي الارض جميعهم باستثناء القضية الفلسطينية كصراع تاريخي وإنساني حفرت تفاصيله في الذاكرة النضالية العالمية ،لتشكل مأساة الشعب الفلسطيني كنموذج مؤلم من العدالة المغيبة" مثلما جاء في إحدى الجرائد الانجليزية.فما لك قد وصلك مرض هوليوود،فتيبست فيك كل عروق الحياة وتبنيت مقولة" القردة الحكيمة الثلاثة:لا أرى ، لا أسمع ،لا أتكلم"؟ وذكرت الجزائر كنظام الجنيرالات وخونة الثورة، ولم تذكر المليون ونصف مليون شهيدة وشهيد الذين قتلوا مرة أخرى بالنسيان والإغفال والتهميش ،ولم تقل كلمة واحدة عن المناضلة الجزائرية "جميلة بوحريد التي لا تزال تعاني من تداعيات ومخلفات التعذيب الوحشي البربري من قبل الاستعمار الفرنسي إبان سنوات الكفاح الوطني.. لقد نشرت أمهات الجرائد الدولية ما يجري من تمشيط وتجريف وإحراق لكل معالم الحضارة والنضارة والعلوم والفنون والجماليات التونسية و ما تتعرض له من التدمير المنهجي للثقافة التونسية الديمقراطية من قبل المغولات والهولاكات وياجوجات ومأجوجات ونيرونات ليشوهوا ويعدلوا ويمسخوا شخصية تونس وتاريخها العظيم وملامحها الجميلة .فأين الأفذاذ والعباقرة الخالدون من نساء تونس ورجالات تونس مثل البطل العظيم "هانيبال أو هنيبعل" وأمه الأمبراطورة الكبيرة وابن خلدون وأبي القاسم الشابي وابن رشيق. ألم يفتح هنيبعل أوروبا ويهزم الرومان ويحرر تونس من الحكم الروماني التعسفي الاستعماري؟لقد كان هذا البطل التونسي القرطاجني الوطني القومي العظيم على مبادئه حتى وهو ينهزم أمام الرومان بفعل غدر الخيانات الذين جعلوا من أنفسهم أذيالا للاستعمار القديم ،مثلما يحصل اليوم في تونس والوطن العربي،ورفض الاستسلام وتسليم نفسه أسيرا لدى أعدائه فشرب السم الزعاق ،وما أتمثله استشهاده إلا على الطريقة السقراطية النبيلة في تفضيل موت العز والكبرياء على عيش الذل والانكسار،هكذا علمنا هؤلاء الأبطال أن الشهداء لا يموتون أبدا. وتذكرت هنيبعل يقاتل أعزل ويغني غناء عنترة ابن شداد لحبيبته عبلة وهو في عز المعركة. يقول عنترة: ولقد ذكرتك ،والرماح نواهل مني ،وبيض الهند تقطر من دمي. فوددت تقبيل السيوف /لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم. إن الحقوقي الحقيقي لا بد أن يكون مع أية ثورة،لكن من الواجب ألا يكون مثل بقية السلفويين الظلاميين الرجعيين اللاهوتانيين ،فليس في مقدوره ولا من حقه أن ينضم وينخرط في الشطحات و"الجذبات الاخوانجية ويناصر دولتهم التونستانية ويتحدث لغتهم. اهديك قصيدة للشابي تدين هذه الامة التي تبشرون بها حضرتك: نص القصيدة : "الدنيا الميتة" لأبي القاسم الشابي (1909- 1932م) لكنها تحيا بلا ألباب إني أرى فـأرى جموعـا جمـة يدوي حوالي جندل و تراب يدوي حواليهــا الزمان كأنها و تراشقوا بالشكوك و الاحصاب و إذا استجابـوا للزمان تناكروا جهلا و عاشوا عشية الأغراب و قضوا على روح الإخوة بينهم و مطامع السلاب و الغلاب فرحت بهم غول التعاسة و الفنـا و صغائر الأحقاد و الأراب لعب، تحركها المطامع و اللهى ميت، كأشباح وراء ضباب و أرى نفوسا من دخان خامد و تحركوا كتحرك الأنصاب موتى نسوا سوق الحياة و عزمها إلا كمحترق من الأخشاب و خبا بهم لهب الوجود فما بقوا يسمو سمو الطائر الجواب لا قلب يقتحم الحياة و لا حجى تنمو مشاعرهم مع الأعشاب بل في التراب الميت قد حازوا الثرى ينمو و يذبل في ظلام الغاب و نموت خاملة، كزهر بائس نور السماء..، فروحها كتراب! أبدا تحدق في التراب..، و لا ترى هدرا على الأقدام و الأعتاب الشاعر الموهوب يعرق فنه قد شيدته غباوة الأحقاب و يعيش في كون، عقيم، ميت في فهم ألفاظ، و درس كتاب و العالم النحرير بنفق عمره كالدود في حمم الرماد الخابي يحيا على رمم القديم المجتوى دنياه دنيا مآكل و شراب و الشعب بينهما قطيع ضائع ماذا يلاقي من أسى و عذاب الويل للحساس في دنياهم ديوان " أغائر الحياة" ، ص 184-185 إنكم وحزب أمريكا"حصاد الفواجع في بيادر الجوع" لقد كنت صدى انهيار في مستهل النضال ،فغدوت ضجيج انهيارات حين تطاولت مراحله. وماذا؟ لئن كنت وجه المناضل الذي انهار في الأمس فأننت الوجه الغالب على واقع جيل،بل واقع أجيال، يبتلى فيها القوي الخير بالمحال،، فيتحول إلى نقيضه، ويتقمص "الخضر" طبيعة التنين،الجلاد والفاسق، وتكون المذلة مصدر تعاظمه. الشاعر خليل حاوي. -مازلت أجهل ما الجمال وكيف يعشق الجمال. طفلة تنبش في المزابل عن قشرة برتقال؟. وانت يا أم الشهيد البوعزيزي،لا تهوني ولا تحزني. زغردي فأنت أم الشهيد ،وكل الشهيدات والشهداء أبناؤك وبناتك وأحفادك وحفيداتك. زغردي ،يا أمي ،يا أم الثوار زغردي فالفجر دم ونار زغردي تسمعك كل الأطيار وافرحي يا أمي ،فأنا أمشي نحو الشمس بالإصرار،بالإصرار صوتي جميل ،وشعبي أنبأني ، بأعظم انتصار،بأعظم انتصار. فأنا صامد مناضل فخور بكل الثوار بكل الثوار. ملعون من يخون العهد ملعون حليف الاستعمار حليف الاستعمار. يا أم الشهيد.خبريني من أين جاءنا هؤلاء؟. وكرم اللوز سيجه أهلي وأهلوك بالأشواك والكبد؟ عاشت الثورة الياسمينية التونسية الجميلة. الخزي والعار والبؤس للمرتزقة الخونة الأشرار. واشهد يا صلاح الدين الأيوبي ،واشهد يا عبد الكريم الخطابي ،واشهد يا جمال عبد الناصر. كيف باعوا مصر والنيل وبغداد ودمشق وبيروت وتونس الخضراء ومراكش الحمراء بالدولار؟
وإنها لثورة حتى النصر. محمد فكاك ابن الزهراء. حمال الأعلام الحمراء.
#محمد_فكاك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في البيان والتبيين، وبيان المالك الحزين،وشاويش الملك الأمين،
...
-
عيد بأية حال عدت يا عيد .
-
نحو استراتيجية وطنية تقدمية موحدة لمقاومة الاجتياح الاخوانست
...
-
الثورة السورية الظافرة المقاومة،والسلطان العلوي محمد السادس
...
-
في البيان والتبيين لما جاء من تهجم وتوقح ومفتريات ،على رواية
...
-
في التصريح المحكومي للسيد ابن كيران.
-
رسالة الى حركة 20فبراير خريبكة
-
التصريح الحكومي،والعلاج بضرطات وغازات ضاحكة و موقف جمهورية ا
...
-
رسالة إلى الرفيقة الرقيقة النبيلة أكثر من النبل السيدة نبيلة
...
-
في ذكرى الهولوكست- الإبادة الجماعية للشعب المغربي الثامنة وا
...
-
ماذا دهى الشعب المغربي ،شعب الجبارين،ليستسلم لحزب بنكيران-با
...
-
إلى السيدة بسيمة الحقاوي،الوزيرة في قفر بنكيران الخاوي..
-
محكومة بنكيران الاخوانجية الظلامية،تحت الملكية الاستبدادية ا
...
-
رسالة إلى الرفيقات والرفاق في النهج الديمقراطي. تحية بلشفية
...
-
مواطنات ومواطنون ،لا عبيد ورعايا يا صاحب الوصاية والصولة وال
...
-
في رثاء الزمن المغربي الكبريائي الجميل :زمن الكفاح والصمود و
...
-
متى تحترم إرادة الشعب في حق تقرير مصيره ذاته بذاته؟
-
في ذكرى ميلاد عمر وانبعاثه كطائر الفينيق ( العنقاء) من هذا ا
...
-
البكاء بين يدي حمراء مراكش منارة البلاشفة الشيوعيين الماركسي
...
-
لمن الملك والحكم والجلالة والمال يا بنكيران؟
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|