أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - السياسة الملتبسة














المزيد.....

السياسة الملتبسة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3636 - 2012 / 2 / 12 - 14:32
المحور: المجتمع المدني
    


السياسة مسار خفي لتمرير الأفكار الملتبسة التي تحاكي عواطف المجتمع وتضعف صلاته وتحتقر تاريخه وتصفه بالمتخلف لتغرس مكانه واقع مغاير تعدّه متطوراً فيصاب المجتمع بحالة أغتراب عن واقعه، وخطورتها تكمن في قدرتها هدم قناعات المجتمع على نحو تدريجي فيرفض الفرد على نحو لاواعي محيطه الاجتماعي وينتمي لجماعة مروجة للأفكار الملتبسة. وبتعددها تنهار الصلات الاجتماعية وتتفتت وحدة المجتمع، فالأفكار الملتبسة وتباين غايات مناصريها تزيد حدة التناحر الفكري في المجتمع ليتحول مع الزمن إلى صراع عنفي يقسر الآخر التخلي عن أفكاره وقناعاته المغايرة.
يعتقد (( دان براون )) " أن تأثير الأفكار الهدامة في تغيير قناعات المجتمعات كبيراً، كونها تهدف لهدم كل بناء راسخ في المجتمع ".
تهدف السياسة على نحو رئيس الاستيلاء على السلطة فإن أمكنها حشد مناصرين أكثر واستخدامهم معاول لهدم مؤسسات الدولة والمجتمع ضعفت السلطة على نحو كبير ما يمهد لاسقاطها، فالصراع بين سلطة الاستبداد والمجتمع المقهور أساسه تسلط قوة قاهرة على قوة مقهورة غير قادرة الدفاع عن مصالحها المغتصبة لاختلاف موازين القوة بينهما بعدّ القوة العنفية عامل حاسم تفوق قوة المناصرين العددية في اطارها الزمني.
على رغم الحجم الظاهري لقوة السلطة العنفية أقل بكثير من حجم قوة المجتمع الكامنة لكنها أكثر فعالية ليس بوسائل العنف وحدها، وإنما غرسها الخوف في وجدان المجتمع لتخميد فعالية قوته الكامنة وتغليب قوة السلطة العنفية فإن أمكن كسر حاجز الخوف فُعلت قوة المجتمع الكامنة لتصبح أكبر من قوة السلطة فتمنى بالهزيمة.
لكن تحرير قوة المجتمع الكامنة ضد سلطة الاستبداد على نحو عشوائي يحولها إلى أداة تدمير ليس لأجهزة السلطة العنفية وحدها وإنما لمؤسسات الدولة والمجتمع، لأن مفهوم السياسة ملتبس في ذهن المجتمع الجاهل وليس في وسعه التمييز بين الدولة والسلطة فيبرر لنفسه هدم مؤسسات الدولة وحرقها ونهبها بوصفها ملك السلطة.
يقول (( أرسطو )) : " إنه يحق لأي شخص الغضب عند انتهاك حقوقه، بشرط يقتصر غضبه على من اغتصب حقوقه ولا يوسع دائرة غضبه لتطال الآخرين وإن يختار الوقت والوسيلة الملائمة لتحقيق غايته على نحو مشروع ".
تفتقد السياسة الملتبسة المعيار العقلاني لقياس شدة الفعل لتحقيق هدفها السياسي والاجتماعي، كونها لا تهتم بشرعية الوسائل من عدم شرعيتها وإنما الفوز بمغانم الصراع لتكون الخسائر من نصيب المُغيبين والسذج غير المدركين لماهية سياسة الالتباس التي تخلق الفوضى وتجلب الدمار، فالسياسة العقلانية تبحث في حجم الخسائر لتحديد قيمة الهدف وجدواه والسياسة الملتبسة لا تهتم بحجم الخسائر لتحقيق الهدف شرط أن تلبي مصالحها.
يعتقد (( دان براون )) " أن الظلام يتبع النور والشر يتبع السلطة، فهناك من يبني وهناك من يدمر ".
لا تقر السياسة الملتبسة بوجود حدود فاصلة بين الخير والشر، والسلطة والمعارضة، والبناء والهدم.... لكنها تؤمن بتوزيع الأدوار بين النخب والحثالات، والمخطط والمنفذ، والمغانم والخسائر لتحقيق الهدف.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة التضليل والخداع
- السياسة الغامضة وآلياتها
- أجندة السياسة الخفية
- السياسة وأسرارها الخفية
- خفايا السياسة
- تقويض النظام وعوامله
- الفوضى والحرب
- النظام والفوضى
- دور الثقافة والإبداع في تطور المجتمع
- توظيف إرث المجتمع الحضاري في حاضره
- اغتراب المجتمع عن واقعه
- الخصوصية الثقافية وماهية الحقوق والمساواة
- اوجه الصراع على الساحة الثقافية
- العلاقة بين الثقافة والمجتمع
- دور الثقافة في الدولة والمجتمع
- محمولات ثقافة المجتمع القيمية
- التنوع الاجتماعي والعيش المشترك
- التوجهات الفكرية والنزعات العنصرية
- التوجهات العنصرية في المجتمع
- التوظيف الفعال لعناصر القوة في المجتمع


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - السياسة الملتبسة