حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 1073 - 2005 / 1 / 9 - 09:37
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
(كم الشغف مفقود في حياتنا اليومية)
سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد.. هي قاع العدمية والصفر الأبدي.
الحقيقة, الواقع, الوجود, المتخيّل, الحاضر, مفردات تتعذر على الضبط وتربك السياق أينما وردت. كذلك هي عناصر أساسية في الفكر السحري تغري كتابها وقراءها بوهم المعرفة وتجنّبهم الخوض في الوحل والقبح, وذلك الحل انتقل من كونه أسلوب في الكتابة إلى البلاغة العربية وفرّغ لغتنا الجميلة من حمولات التسلّط البائسة, السائدة والعامة.
عدنا من جبلة منذر مصري وإسماعيل الحسين, افترقنا عند مدخل اللاذقية الواحدة بعد منتصف الليل, كانت تمطر بهدوء, ورافقتني السيجارة الرائعة إلى الباب.
جملة ياسر اسكيف بأن القنينة فوق أي()ه, تشبه جملة أدونيس جبل فوق رأس نملة, يقول منذر وأوافقه بذلك, لماذا احتدّ الصديق الجبلاوي أحمد صالح على ذلك؟
صلاح عبود وعدي رجب أصحاب الفكرة حاولا التدخل واصلاح ذات البين بلا جدوى.
مع مشاركتي المحمومة في الجدال المستعر,لن أفهم السبب حتى اليوم التالي من رسالة منذر ويوضّح فيها أن أحمد صاحب القنينة التي شربناها حتى آخر نقطة.
إذا كانت سهرة مصغّرة بهذا الحجم تتعذر على الفهم والتوافق,وهي لا تختلف بتقديري عن بقية السهرات في ربوعنا السعيدة,فكيف ببقية القضايا السورية..وحدة الشيوعيين!, المصالحة الوطنية, عودة الأفكار الليبرالية إلى التداول, قضية المرأة والطفل والبطالة عدا عن قضية القضايا الحرب أ والسلام؟هل نحن لا نتبادل الكلام سيقول ياسر.
*
الهيبة الكاذبة:
يتساءل الماغوط عن حال الأبطال وهم يتثاءبون في المراحيض.
لماذا لا نحسن الفرح؟ هل توجد معوقات ثابتة؟ سأعرض تجربتي وأتفلسف قليلا.
الخوف والغضب مشاعر إنسانية عامة لكل منها نصيب. الخوف أو الغضب أو اليأس, عندما ترتفع إحداها عن العتبة الطبيعية تنحرف حياة الفرد بمجملها عن السياق الطبيعي ويفتقد الموجود البائس للمشاعر الإيجابية بحدها الأدنى اللازم, تتحول الحياة إلى مجموعة عادات باهتة تتكرر بشكل آلي. توجد حاجات أساسية لدى الفرد البالغ, في مقدمتها الحاجة إلى الجنس الآخر, بدونها ترتفع المشاعر السلبية وتفلت عن السيطرة, كما حدث لسهرتنا التي خلت من الجنس الأول,المرأة مادّة الحياة ومعناها الوحيد في بلاد الذكورة الحمقاء. كم امرأة في جبلة أمضت ليلتها تلك بضجر وملل قاتمين؟
الخروج من عنق الزجاجة لا يكون إلا بعودة دور المرأة إلى الحياة العامة قولا وفعلا.
وتعرف كل قارئة لهذا الكلام كم فيه من التعالي والمجانيّة بينما تسحقها ثقافة الموت جسدا وروحا, وحين يكون لحضرتي دورا مباشرا أكون بسوء غيري وأكثر.
لا تلتفتي إلى الخلف صغيرتي
الخاسرون لا يبشرون إلا بالخسارة.
العدمّي حسين عجيب- اللاذقية
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟