جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3635 - 2012 / 2 / 11 - 19:34
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
و اذا نظرت الى الولادة من منظار التكاثر و النمو كالنمو الاقتصادي و السكاني فانها في الاساس سلبية و مصيرها الموت و الهلاك و التدمير و التلوث لان هذه الولادة تحمل في طياتها حيامن التدمير من الاساس و ليس هناك امل في الخلاص الا في التحرك الى الوراء و تقليصها لان الذي يريد ان يولد ليس لديه خيار الا ان يدمرالحياة بشكل او بآخر فهناك اذن تناقض بين الولادة التي هي اساس الحياة و نفس الولادة التي لا تريد الا محوها.
والولادة هي البداية ولكن البداية يجب ان تبدأ صحيحة و الا بنيت الحياة من الاول على الخطأ. و يقال ان الانسان عندما يولد يشبه ورقة بيضاء فارغة Tabula rasa
فماهي الجملة او الكلمة الاولى التي تكتب اذن؟ كيف نستطيع ان نعرف ان البداية بدأت صحيحة؟ هل الولادة ليست الا عمليات حسابية تبدأ بالجمع و الطرح و التقسيم و الضرب سهل مراجعتها لاجل تشخيص الخطأ؟ و لكن ما الفائدة لاننا لا نستطيع ان نرجع الى الوراء و نبدأ من الصفر من جديد؟ ليس لدينا خيار عدا ان نستمر بسفرتنا سواء بدأت صحيحة مستقيمة ام ملتوية انطلقت من الخطأ. فماهو يا ترى الصراط المستقيم اذن (صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضآلين)؟ و من هم الذين انعم عليهم و من هم المغضوب عليهم و من هم االضآلون؟ و هل يقسم الله البشر الى ثلاثة اقسام؟ أليست هذه قسمة ضيزى؟ اين الطريق او الصراط (من اللاتينية strata قارن الانجليزية street) الى..؟ اسأل دون ان احصل على جواب لان طريقي خال من الالواح و اللافتات التي تنقذني من الضياع. لا تهتم يا صيقي هذا هو طريقنا جميعا دون تفرقة و تميز و جميعنا نطبخ بالماء وفق مثل الماني.
و لكن لا تبدأ كل بداية بالولادة البايلوجية رغم ان طاقة البداية هذه تعتمد على الثنائية و على الفرق بين المرأة و الرجل و هذا يعني ان الواحد لا يشكل البداية و ان االابجدية العربية لم تبدأ بالاليف سابقا و انما استندت على اسس موسيقية رياضية فبدأت باعمق حرف في الحنجرة وهي العين اي تم ترتيبها من الاسفل الى الاعلى مما دفع الفراهيدي الى تسمية (اول قاموس عربي) قاموسه بكتاب العين طبعا لان العين ايضا منبع الماء و مصدرالبصر ايضا.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟