أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الياس المدني - الخليفة العباسي المعتذر لخلق الله















المزيد.....

الخليفة العباسي المعتذر لخلق الله


الياس المدني

الحوار المتمدن-العدد: 1073 - 2005 / 1 / 9 - 10:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


اضحت القصة مهزلة. اذ اصبحت تسمية العدو باسمه الحقيقي خطأ وزلة لسان يجب الاعتذار عنها وطلب السماح والعفو من العدو على اطلاق تسمية العدو عليه. ولكن يبدو ان ذاكرة البعض جيدة ولكنها قصيرة جدا جدا.
منذ عدة ايام وفي اطار المذبحة اليومية التي يقوم بها العدو الصهيوني (اسف على التعبير هذه زلة لسان وسأعمل على عدم تكرارها) قتلت قوات العدو الاسرائيلي (اسف مرة ثانية) سبعة فلسطينيين، مما اثار غضب مرشح الرئاسة الفلسطينية ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شخصية واحدة هي الخليفة العباسي المعتذر لخلق الله.
وقد ثار به الغضب او الانفعال امام جماهير غزة البطلة (قرأتم عن علم النفس الجماهيري؟) بالاخ المعتذر لخلق الله الى درجة ان يطلق اسم العدو الاسرائيلي على قتلة الفلسطينيين السبعة. وقد اخذت الصحفيون والمحللون بتناقل هذا الخبر على اعتبار انه ثبات على المواقف المبدئية التي اكد عليها الخليفة العباسي افضل خلف لافضل سلف كما يقول احد اعلاناته الانتخابية.
ولكن فرحة الدراويش مثلي لم تطل اذا انه بعد يومين اخذ بالاعتذار عن زلة لسانه هذه. وتقول مصادر مقربة من ديوان الخليفة العباسي انه اتصل بعد هذا الحادث الغير مقصود ببعض اعضاء الحكومة الاسرائيلية للاعتذار منهم، واتصل ايضا بأحد الزعماء العرب الذين تربطهم منذ شهرين علاقة حميمة برئيس الوزراء الاسرائيلي سفاح صبرا وشاتيلا (اعتذر مرة اخرى عن الخطأ) للتوسط له عند شارون لقبول الاعتذار. لكن هذا لم يمرر القضية بلا كسب، بل طلب اعتذارا علنيا وهو ما وافتنا به مشكورة صحيفة يدعوت احرنوت.
ولكن من يظن ان الخليفة العباسي هو انسان ضعيف وسيخضع لكل مطالب الاعتذار فهو خاطئ. حيث اثبت في الاسبوع الماضي ايضا انه بقدر ليونته امام العدو الاسرائيلي (اسف على الخطأ من جديد) فهو صلب اذا اراد ولن يقدم الاعتذار.
بل ويجرؤ على التقدم باتهاماته التي لا يريد الاعتذار عنها خطوات الى الامام. ففي اطار حملته الانتخابية فقد الخليفة العباسي حسه السياسي وبرغماتيته في قضايا اساسية متهما المقاومة المسلحة بانها تجلب المصائب على الشعب الفلسطيني. معطيا بذلك ذريعة وحجته لحكومة العدو الاسرائيلي (اسف) لمواصلة عدوانها على الشعب الفلسطيني بحجة مكافحة الارهاب، واعطى صورة الى الخارج تصور المقاومة الفلسطينية انها خارجة عن الارادة الوطنية ولا تخدم أي اهداف سوى ممارسة الارهاب ضد المساكين الاسرائيليين المقيمين سلميا وبغير ارادتهم بمستعمرات وجدت صدفة داخل الحدود الفلسطينية. وهذا بالتالي يعطي الحق للحكومة الاسرائيلية بابقاء قوات كبيرة من الجيش لحماية هؤلاء الدراويش الاسرائيليين. وهنا انا لا اكرر بيان حماس ولا الجهاد الاسلامي، بل اقتبس بعض ما كتبته الصحافة الغربية في اطار تناولها لتصريحات الخليفة العباسي المعتذر لخلق الله.
وعند مطالبة الخليفة المعتذر بالتراجع عن هذه التصريحات وتقديم الاعتذار اصر مرشح فتح لمنصب الرئاسة على موقفه هذا متهما كل معارضي هذه السياسة بعدم واقعيتهم وعدم فهمهم للامور بل انه عقد اجتماعا للجنة المركزية لحركة فتح التي اصدرت بيانا تهدد فيها المقاومة المسلحة وتوجه لها الاتهامات الغير مقبولة وطنيا ولا اخلاقيا.
ومن درس التاريخ النضالي المشرف للاخ ابو مازن يعرف تماما ان محمود عباس حصل على درجة دكتوراة من جامعة موسكو حيث دافع عن رسالة التخرج التي تناول فيها اللاسامية واثبت فيها "الدعاية المضللة للعدو الاسرائيلي (لن اعتذر هذه المرة فهذا اقتباس من رسالته) برفع اعداد ضحايا النظام النازي من اليهود لكسب التعاطف العالمي".
اما اليوم فقد نسي الدكتور الخليفة العباسي ابسط حقائق السياسة والمنطق وهي ما ذكر بعضها شمعون بيريز في كتابه "الشرق الاوسط الجديد" حيث قال "ان السلم لا يعقد مع الصديق بل مع العدو" فاذا كان الخليفة المعتذر يريد عقد السلم مع الاسرائيليين وليس مع الفلسطينيين فهو سيعقده مع اعدائه وليس مع حلفائه ولا مع ابناء شعبه.
ثانيا: نسي الاخ ابو مازن ان الصواريخ هذه وان كانت معدومة الاهمية من الناحية العسكرية فهي عامل نفسي في رفع معنويات الشعب القابع تحت رحمة قوات الاحتلال.
ثالثا: نسي الاخ ابو مازن ان وقف المقاومة هي ورقة يمكنه استغلالها في أي محادثات سلام ويمكن ان يتلاعب بها تماما كما تلاعب بها سلفه الكبير ابو عمار.
رابع: نسي الاخ ابو مازن انه قوات العدو الاسرائيلي (لن اعتذر فهنا استعمل الكلمة عمدا) هي التي تحتل الاراضي الفلسطينية وهي التي قتلت ما يفوق 3700 مواطن فلسطيني بينهم اكثر من 800 طفل خلال الانتفاضة الحالية وهي التي تعتقل اكثر من 7000 الاف فلسطيني، وهذه الافعال لا يمكن ان تسمى الا اعمال عدوانية يقوم بها عدو وليس صديق.
لهذا اذا كانت الاعتذارات عند الاخ ابو مازن بهذه البساطة وفي الوقت نفسه بهذه الصلابة فعليه ان يعيد النظر ليعتذر من ابناء الشعب الفلسطيني ويرفض الاعتذار عن تسمية اسرائيل بالعدو الصهيوني.
لكن على ما اعتقد ان اعتذارات الاخ ابو مازن لا تأتي بفعل الصدفة ولا تحت تأثير غضب او انفعال كما حدث بتسمية العدو الحقيقي باسمه، بل تأتي ضمن منهج مدروس هي التزاماته الاسروامريكية التي يتصدرها مطلب وقف الانتفاضة، كذلك وقف الاعمال العسكرية ضد العدو الاسرائيلي. واذا كنت شخصيا من معارضي عسكرة الانتفاضة والعمليات العسكرية التي لا تخدم هدفا سياسيا واضحا الا انني ارفض مطالب الاخ ابو مازن على اساس انها تنازل غير مبرر عن ورقة هي واحدة من اخر ما تبقى بيد أي مفاوض فلسطيني من اوراق.
لقد سوق الاخ ابو مازن حملته الانتخابية مستخدما قربه من الرئيس الراحل ياسر عرفات ونصب نفسه ونصبته اللجنة التنفيذية لحركة فتح كخير خلف لخير سلف، ولكن الفارق بين الخلف والسلف اكبر من ان تغطيه التصريحات المبهمة عن حول الحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. ولو كنت يحق لي التصويت غدا لذهبت الى مركز الاقتراع لكنني لن اصوت للخليفة الذي اعتذر للجميع (بحق او بغير حق) لكنه لم ينحني اجلال واكراما امام شجاعة شعبه ومعاناته اليومية ولم يقدم لهم الاعتذار عما اساء لهم فيه. فهذا المرشح لن يكون رئيسا للشعب الفلسطيني بل رئيسا لحفنة منتفعين.



#الياس_المدني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخليفة محمود العباسي والالتزامات الاسرامريكية
- الرئيس محمود عباس؟؟
- السيدة الاولى ام سهى عرفات
- آن للفارس ان يترجل
- البعث الديمقراطي: متى يحمل الشيوعيون السوريون الشماسي؟
- نـــــداء من الفالوجة
- تمنع القوافي - الى سعدي يوسف
- العراق منكم براء والاديان منكم براء وحضارتكم منكم براء
- نص مداخلةبعنوان الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني
- البيروسترويكا السورية
- حرية الاعلام السوري بلا حرية التعبير
- الفصل الثاني من الحلقة الثانية من كتاب: الحرب على العراق: ال ...
- الفرق اللغوي بين سعدي يوسف والمدعو جورج المصري
- صحافة حزبية ام جماهيرية - وقفة نقدية لصحافة المعارضة العربية
- المقاومة العراقية: ارهاب ام مقاومة شرعية؟
- حوار حول مسؤولية المعارضة عن الوطن والمواطن - النظر الى المس ...
- الحلقة الثانية من كتاب -الحرب على العراق: الاسباب الحقيقية ل ...
- قائمة الممنوعات - الى الحوار المتمدن بمناسبة حجبه في السعودي ...
- من الاستبداد الى الديمقراطية
- الحلقة الاولى من كتاب -الحرب على العراق: الاسباب الحقيقية لل ...


المزيد.....




- قمة مصرية أردنية فرنسية في القاهرة حول الحرب في غزة وماكرون ...
- السعودية تعلّق مؤقّتًا منح التأشيرات لمواطني 14 دولة خوفا عل ...
- بشير خالد لطيف.. وفاة المهندس الذي هزت قضية تعذيبه العراق
- حملة -شفاء-.. جسر حياة يمده أطباء سوريون من برلين إلى دمشق
- قائد الجيش اللبناني: انسحاب الجيش الإسرائيلي يجب أن يتم اليو ...
- مصادر RT: تفاهمات عسكرية بين القيادة العامة شرق ليبيا وتركيا ...
- -أكسيوس-: تحقيق في النواب الأمريكي بشأن تضارب مصالح محتمل بي ...
- صحة لبنان: مقتل سوريين اثنين في غارة إسرائيلية على جنوب لبنا ...
- الرئاسة المصرية: قادة مصر وفرنسا والأردن بحثوا مع ترامب سبل ...
- بوشكوف: الولايات المتحدة تواصل شن حرب بالوكالة ضد روسيا وتزو ...


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الياس المدني - الخليفة العباسي المعتذر لخلق الله