أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسنين السراج - 70 عام بين القصيمي والكشغري ولا زالوا حمقى















المزيد.....

70 عام بين القصيمي والكشغري ولا زالوا حمقى


حسنين السراج

الحوار المتمدن-العدد: 3634 - 2012 / 2 / 10 - 20:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عبد الله القصيمي مفكر سعودي متفرد من مواليد عام 1922 بدا متشددا مدافعا عن السلفية بكل ما لديه من تطرف ثم تحول في منصف الأربعينيات الى أسلامي منفتح ناقد للذات وألف مجموعة كتب في هذا المجال أبرزها (هذه هي الاغلال ) فوجهت له مختلف التهم وقوبل بهجمة شرسة وأصبحت مفردة ملحد مرادفة لاسمه . في منتصف الستيتيات تحول من أسلامي منفتح وناقد للذات الى أنسان متمرد على الواقع الديني ومنتقد للواقع الأجتماعي والديني بجراة لا نظير لها وألف في هذا المجال مجموعة كتب من أبرزها ( يكذبون كي يروا الاله جميلا) . مع أنه لم يصرح في أي من مؤلفاته بأنه لا يؤمن بوجود الله ألا أنه أتهم بالالحاد !!! . أنتقل من السعودية الى مصر واقام فيها وتعرض لضغوطات كبيرة ومحاولة اغتيال وثم أنتقل الى لبنان وعاد مرة أخرى الى مصر ومات فيها في منتصف التسعينيات .
يقول القصيمي : (أيماني بالله والأنبياء والاديان ليس موضوع خلاف بيني وبين نفسي أو بيني وبين تفكيري . ... لو أني نفيت أيماني بالقول لما صدقت أقوالي , فشعوري أقوى من كل أقوالي ! ) لكن هذا الكلام ليس له قيمة في نظر منتقديه وبقيت تهمة الالحاد ملاصقة له .
سأعرض نموذج بسيط من اقوال النخبة المفكرة عنه حينها وهو قول أحد الكتاب البارزين :
أن اراء القصيمي السلبية الى أقصى الحدود سيكون من نتائجها نكبة أعظم خطرا من تلك النكبة الحربية (نكبة حزيران) لأنها ستقتل الانسان العربي وتقضي على كل أيمان وقوة فيه وعندئذ لن تقوم للعرب قائمة .
أذا كان هذا القول يصدر من شخص يعتبر من النخبة فما بالكم باراء رجال الدين المتشددين وعامة الناس من المتدينين وحتى غير المتدينين .
حمزة الكشغري شاعر سعودي شاب في بداية عقده الثاني كتب في يوم مولد النبي محمد وعلى صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي تويتر :
في يوم مولدك لن أنحني لك، لن أقبل يدك، سأصافحك مصافحة الند للند وأبتسم لك كما تبتسم لي، وأتحدث معك كصديق فحسب وليس أكثر ... سأقول لك أنني أحببت أشياء فيك وكرهت أشياء.. ولم أفهم الكثير من الأشياء الأخرى... في يوم مولدك سأقول أنني أحببت الثائر فيك.. وأنني لم أحب هالات القداسة، لن أصلي عليك
على أثر هذه الكلمات تم أعلان حالة الاستنفار الجهادي وكتب الشيخ الدكتور سعود الشريم شعرا جهاديا يقول فيه :
ياكشغريُّ لقدْ كشفتَ خفاكا
وكفرتَ بالرِّبِ الذي سوَّاكا
وخرجْتَ مِن ْدينِ الإلهِ مُذمَّماً
بمقالةٍ فيها الرَّجيمُ رقاكا
وقَدَحْتَ في شَخْصِ النّبيِّ محمدٍ
فحفَرْتَ يا صِنْوَ الرَّجيمِ ثراكا
ياكشغريَ اللؤمِ ياحِلْسَ الرَّدى
ويْحَ الذي بسفالةٍ دســَّـاكا
أنت السَّفيهُ فقدْ شتمتَ محمداً
يا ويلَ من يحميك أو يرعاكا
أما عن ردود فعل عامة الناس فقد تم أعلان حالة الاستنفار العام في الدفاع عن الدين ورفع رايته عاليا وأبسط ما قيل عنه:
- نحري دون نحرك يا رسول الله والله لن نقبل الا برأس هذا الزنديق المرتد الفاجر لتدوسه اقدام الكلاب في المملكة
- اللهم عليك بهذا السافل الجاهل اللهم فشل يداه ورجلاه اللهم أرنا فيه وفي من يدافع عنه عجائب قدرتك
- ليس بغريب في من جعل قدوته عملاء الأمة الإسلامية لا تقول اشتهر فهذه الشهرة لا يفكربها من كان به أحساس انه من البشر .. جزاء الله الغيورين على الامة و المنصفين على نصر الحق .
بعد أن وجد الكشغري نفسه محاطا بهجمة استثنائية من المدافعين عن الدين حاول تخفيف وطاة الهجمة فقال :
(والله لم أكتب ما كتبت إلا بدافع الحب للنبي الأكرم، ولكنني أخطأت وأتمنى أن يغفر الله خطأي وأن يسامحني كل من شعر بالإساءة)
لم ولن يفيد أي كلام يقوله الكشغري مدافعا عن نفسه فقد رفعت الاقلام وجفت الصحف . وثبت الكفر والالحاد والزندقة .
قبل فترة شاهدت تقرير عن القرود وكان هناك قرد صغير السن يحاول تقليد الكبار في أن ياكل النمل من باطن الأرض بواسطة خشبة صغيرة فلم يكن يجيد العملية فقام قرد كبير السن كان يراقبه بتعليمه الطريقة الصحيحة وبعد أن قام بالعملية أمامه أكثر من مرة تعلم القرد الصغير وخلال أقل من خمس دقائق تعلم القرد وباتقان كيفية أكل النمل من باطن الارض بواسطة خشبة صغيرة .
مر على ظهور القصيمي كظاهرة مثيرة للاهتمام اكثر من 70 عام ومن ذلك الحين الى الان ظهر عشرات وعشرات رجال الدين المتنورين والمفكرين الواقعيين وكل واحد منهم كتب عشرات الكتب في سبيل ايصال فكرة أن :
- الفكر يواجه بالفكر
- حرية الفكر مكفولة للجميع
- الدين والتدين شيء شخصي
- باب النقد مفتوح ما دام لا يصل الى قمع الاخر وألغائه
- الكلمة تقابلها بكلمة وليس بسيف
هذه النسبة من البشر الذين يعتقدون أنهم اولياء أمر الله ورسوله كانوا حينها حمقى ولم يفهموا أن عليهم قبول الرأي الاخر ومواجهته بالكلمة . ومرت 70 عام وورثوا هذه الحماقة للجيل الذي تلاهم وبعد 70 عام وفي عام 2082 سيظهر شخص اخر يفكر بصوت عالي وسينجب الحمقى حمقى مثلهم ويتهموه بالألحاد . ولن يفيد معهم ملايين المجلدات التي تتحدث عن حرية الرأي وقبول الرأي والرأي الاخر وسيبقون حمقى واغبياء يتسمون بالبلادة . هذا القرد الصغير تعلم مهارة جديدة في أقل من خمس دقائق وهؤلاء الحمقى لم ولن يتعلموا مهارة قبول الرأي الاخر ومواجهته براي مثله ولا بعد خمس قرون . يتهمون الناس بالألحاد وهم لا يعرفون ماهية الايمان !!!
تصعد عندهم الغيرة حين يفكر أحدهم بصوت عالي لكن تختفي غيرتهم حين تنتهك حرمة الانسان وحين تتعرض النساء للأغتصاب وحين يقتل الناس بالجملة بأسم الدين الذي يدافعون عنه . تعسا لكم ولمشايخكم ولكل من علمكم أن الله عينكم ناطقين باسمه ومدافعين عنه . تعسا لكم يا من لا تفهمون معنى قيمة الانسان . تعسا لكم يا من تتملقون لله وتتزلفوه لتحصلوا على مكاسب في الاخرة . أقوام بدائية سادية يتمنون موت مخالفيهم ويتمون التمثيل بجثثهم . وفوق هذا يتمنون مشاهدتهم وهم يتعذبون في نار جهنم . تعسا لكم ولكل سادي مريض لا يستحق الحياة .
التفكير والنقد شيئان ملاصقان للانسان وطالما ان هناك دين فهناك نقد لهذا الدين وهناك من يفكر بصوت عالي . لا يوجد شيء اسمه أنسان يحمي الدين
الدين هو من يفترض أن يحمي الأنسان من خلال تنظيم علاقته مع الله ومع الاخر .
يقول عبد الله القصيمي :
الذي يقول أقاتلك دفاعًا عن الله أو عن الحرية أو عن النظام والعدل إنما يعني الدفاع عن أسلوب من الحياة قد رتب مصالحَه عليه ... إننا لا نعادي المخالفين لنا لأنهم ضد الفضيلة أو ضد الإيمان والحق ، ولكن لأنهم ضدنا . إنهم مخطئون لأن إرادتهم ومصالحهم تناقِض مصالحنا وإرادتنا .
المصادر :
أنظر-ي
1-حسنين السراج - الحوار المتمدن - الأنسان وحده تحدث عن الالهة ودعى الى الايمان بها ... عبد الله القصيمي
2- سي ان ان - اجراءات بحق صحفي سعودي



#حسنين_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبض على ثلاث أنتحاريين قرب عرش الأله
- الأرض التي تمجدونها أدوسها بحذائي
- كم أكره صوت الكناري
- لماذا لا نخدر الحيوانات قبل ذبحها ؟
- الناطق الرسمي بأسم الله
- حين تضاجع الزوجة رجلا اخر
- أقسم بالله أني ملحد
- جثة لعراقي في الدنمارك وجثة لأسرائيلي في لبنان
- لماذا هذه الأخلاق يا سمو الأميرة ؟
- أنه حشرة ... ويبقى حشرة
- هل يملكون شجاعة هذا الجندي الامريكي؟
- رعاع أم ثوار؟ ... انه الحول الأدراكي
- من تاريخ التعذيب بأسم المقدس 3
- من تاريخ التعذيب بأسم المقدس 2
- الموت لأمريكا ... اللعنة على الغرب الكافر
- سأبني تمثال للرئيس مبارك في قلب بغداد
- بتوقيت بغداد أم بتوقيت برلين ؟
- نظرية الخداع بدافع التقوى ... وأخواتها
- منح مظفر النواب درع( شاعر المجد والخلود)بأسم الحوار المتمدن
- الأستعلاء بين العقل الألحادي والعقل الايماني


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسنين السراج - 70 عام بين القصيمي والكشغري ولا زالوا حمقى