أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامان كريم - التحزب الطبقي... بصدد تجربتنا في العراق















المزيد.....



التحزب الطبقي... بصدد تجربتنا في العراق


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3634 - 2012 / 2 / 10 - 15:01
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كتب هذا البحث في شهر أيلول سنة 2011وارسلته الى عدد من الرفاق في المكتب السياسي في شهر اكتوبر الذين كان من المقرر لهم ان يشاركوا في ندوة خاصة حول هذا البحث. وبسبب انشغالهم بالاعمال الحزبية لم يتسنى لنا ان نعقد تلك الندوة. و بعد ذلك وبسبب انشغالي باعمال الحزب المختلفة والمتواصلة لم يتسنى لي نشره في تلك الفترة.... سامان كريم 3.2.2012


التحزب الطبقي
بصدد تجربتنا في العراق
1993-2011
سامان كريم


عناوين البحث:

اولاَ: ضرورة البحث
ثانيا: تأكيدات مجددة حول الشيوعية العمالية
ثالثا: الحزب الشيوعي العمالي العراقي سياساته، اسلوب عمله
رابعا: ثنائية الحزب والمجتمع
خامساً: الهوية الشيوعية/ التحريض، الدعاية، التنظيم....
سادساً: ختام البحث


ضرورة البحث

الشيوعية العمالية، من الناحية الفكرية، تعني الماركسية. ومن الناحية الاجتماعية، تعني حركة العامل الاحتجاجية المعادية للرأسمالية. وتلك حركة موضوعية، كنظرية فكرية موجودة ايضاً. فاذا كنا نتحدث عن جوهر هذه الحركة، حينها تتمحور المسالة حول كيفية تنظيمها وجعل هذه النظرية مرشدها وموجهها بالتمام والكمال.( منصور حكمت/ اختلافاتنا/ التاكيد مني).*

إذا لم يحقق الحزب حضور فاعل ومؤثر داخل الصف الطليعي للطبقة العاملة، او كما يؤكد منصور حكمت في قلب هذه الحركة ليس بامكانه تنظيم الطبقة والتحقق من صحة سياسته واسلوب عمله وتنظيمه. فغير ذلك لا يشبه الشيوعية الا بالاسم. هذا هو الإستنتاج الاول والاهم لهذا البحث. اي ان القضية قبل ان تكون سياسية وافكار وبرنامج هي حضور دائم وطليعي مع هذا الصف، حتى قبل ان نتحدث عن اي برنامج وسياسة وتنظيم وخطة عمل ما.

.... بعد ثلاثين سنة من النضال في سبيل الشيوعية واهدافها الانسانية، وبعد تجارب مع منظمات شيوعية مختلفة وأخيرا بعد بناء الحزب، الحزب الشيوعي العمالي. تطرح جملة من القضايا والاسئلة الاجتماعية التي لابد من طرحها مجدداَ، ليس من باب تاكيدات مجددة على حقانية شيوعية ماركس، لأنها تحققت وستتحقق يومياً في خضم النضال الطبقي. بعد هذا العمر وخصوصا بعد بناء الحزب الذي هو هدفنا في مرحلة من تاريخ نضالنا في سبيل تحقيق هدف الحركة الشيوعية، الغاء الملكية الخاصة والعمل المأجور، علينا ان نسال انفسنا قبل غيرنا، ماهو دور شيوعيتنا في تغيير الواقع الاجتماعي المزري في العراق وكردستان؟ نضال الحزب منذ تاسيسه في كردستان العراق لغاية سقوط البعث، ومنذ السقوط لغاية اللحظة الراهنة. ماهو دورنا وموقعنا في رفع الحصار الاقتصادي؟ ماهو دور الشيوعية في تحجيم النفوذ السياسي والفكري للحركة القومية الكردية؟ دورها في تحجيم النفوذ السياسي والفكري للحركات الاسلامية في كردستان العراق؟ دورها في توفير الحريات السياسية والمدنية وضمان البطالة وتوفير الكهرباء والمحروقات؟ دورنا في فرض وضمان حرية الاضراب وحرية تشكيل الاتحادات والنقابات العمالية في كردستان؟ دورنا في جعل قضية "الأستفتاء الحر والعام حول انفصال كردستان وبناء الدولة فيها او بقائها مع العراق" تتحول الى قضية اجتماعية وسحب البساط من تحت اقدام الحركة القومية الكردية واحزابها واطروحاتها، كالفيدرالية؟

بعد ذلك وبعد السقوط، ماهو دور شيوعيتنا في تحجيم النفوذ السياسي والفكري للحركات، من الاسلام السياسي الى القومية العربية بمختلف كتلها واحزابها؟ ماهوم دورنا في تحجيم نفوذ القوى الطائفية والقومية داخل صفوف الطبقة العاملة؟ ماهو دورنا في ابعاد اهالي منطقة ما من نيران الحرب الطائفية خلال السنوات 2005-2008؟ ماهو دورنا في توفير الكهرباء والخدمات؟ دورنا في تنظيم الناس والعمال حول مطالبهم الواقعية؟ ماهو دورنا في تخفيف معاناة المواطنين وخوفهم من الأوضاع اللاأمنية وعدم الاستقرار؟ ماهو دورنا في تحجيم عامل الخوف الذي بثته المليشيات الاسلامية والقومية المختلفة في صفوف مجتمعنا؟ ماهو دورنا في تنظيم العامل والمجتمع بوجه الفدراليات المطروحة؟ دورنا في الرد على قانون النفط والغاز، ودورنا في اخراج الاحتلال؟ ودورنا في الغاء قانون التمويل الذاتي، والغاء قانون تحويل العمال الى موظفين؟ دورنا في تحرير المراة او اخراجها من اطار النفوذ والخوف الاجتماعي للحركات الاسلامية بمختلف مشاربها؟ ماهو دور شيوعيتنا في تنظيم المراة؟ دورنا في تنظيم الشباب و..؟ دورنا وهو الاهم في اخراج الطبقة العاملة او جزئها الطليعي من نفوذ وافكار وسياسات الحركات الطائفية وخصوصا القومية والديمقراطية؟ واخيرا ماهو دورنا في اخراج الطبقة العاملة كقوة سياسية مقتدرة في المجتمع؟ ماهو دورنا في التقليل من اختطاف البنات والشباب، وتجارة الجنس التي انتشرت في العراق؟! ماهو دورنا...؟!

نحن كحركة وكحزب لدينا شواهد كثيرة وبارزة في رفع شان العمال والمراة والشباب في المجتمع، كنا ولا نزال مدافعين صارمين بوجه الرجعية والحركات الرجعية، كنا ولا نزال ندافع وبقوة عن حقوق المراة، وحقوق الجماهير المضطهدة وحقوق العمال وضحينا في سبيلها في كردستان والوسط والجنوب. كنا نجمع عشرات الالاف من الجماهير المتعطشة للحرية والمساواة في السليمانية واربيل خلال السنوات 1994-1997 في مناسبات عديدة كالاول من ايار وعيد المراة العالمي ومناسبات عديدة اخرى، وكنا مبادرين لتشكيل وبناء العديد من المنظمات العمالية والنسوية والشبابية والعاطلين عن العمل في العراق وكردستان، وكنا نحرض بصورة متواصلة ضد سياسات الاحزاب والحركات البرجوازية، ونعقد نداوت ربما بالمئات حول هموم وقضايا الجماهير وتطلعاتهم في العديد من مدن العراق... ولدينا العديد من الدورات السياسية لكوادر الحزب.

وكنا نقف بالمرصاد ضد التحركات والممارسات التي تقف بوجه تطلعات الجماهير من البصرة الى السليمانية، نضال ضد الحركات القومية والاسلامية... حتما تجمعت حولنا جماهير كبيرة في الفترة التي ذكرتها، لكنها تجمعت فقط في المناسبات (كيف تمكنا من جمع هذا الجمع الكبير؟!)، تمكننا من إنقاذ عشرات النساء من القتل، وكنا نقف بشدة ضد القتل على الهوية وشكلنا قوة الامان لدرء خطر افة الطائفية والسيناريو الاسود التي حصلت في تلك الفترة، وشكلنا مؤتمر حرية العراق في سبيل الوقوف بوجه الاحتلال والاقتتال الطائفي ووقفنا بشدة ضد الدستور الموجود والأستفتاء عليه،... كان ومازال لدينا محرضين وخطباء جيدين، وشخصيات مشهورة ...

لكن كل هذه الامور المذكورة، لا تجيب على الاسثلة المطروحة في المقطع الاول، ان الشيوعية هي اجابة سياسية عملية اجتماعية للمعضلات الاجتماعية. لا اقصد اجابة نظرية والتحريض بوجه الحركات والحكومات والتيارات المختلفة، ولا النداوت والخطابة،(كلها ضرورية طبعا) بل اقصد الإجابة التي تغير المسار من النقطة الف الى النقطة باء، من الحالة الراهنة الى حالة اخرى لصالح العامل او المراة او الشباب اي تغيير الحركة العمالية صوب حركة سياسية مقتدرة الى قوة في مكان ما. هذا يعني السيادة السياسية والفكرية للشيوعية العمالية في هذه المنطقة ويعني سيادة تقاليدنا الاجتماعية في هذه المنطقة. اي تغيير عمال وجماهير هذه المنطقة او المدينة آم هذا البلد الى الشيوعية كمنظمومة سياسية وفكرية وتقاليد نضالية واجتماعية واخلاقية شاملة، مثل باقى الحركات الاجتماعية الاخرى. هذا الذي لم يتم لحد الان. لماذا؟ّ

هذا البحث هو محاولة للاجابة على هذه الـ"لماذا؟". لماذا لم تتحول شيوعيتنا العمالية الى عامل للتغيير في المجتمع؟ لماذا لم يتحول الحزب الى حزب مقتدر، وعامل لتغيير الطبقة العاملة والمجتمع برمته؟

ماهي الشيوعــــــــــية؟!

"...والهدف الأول للشيوعيين هو الهدف نفسه لكل الأحزاب البروليتارية الأخرى: العمل من أجل تشكّل البروليتاريا في طبقة, إسقاط هيمنة البرجوازية, واستيلاء البروليتاريا على السّلطة السياسية. وطروحات الشيوعيين النظرية لا تقوم قطعا على أفكار, على مبادئ, ابتكرها أو اكتشفها هذا أو ذاك من مُصلحي العالم. إنّها فقط تعبير عام عن الشروط الحقيقية لصراع طبقيّ قائم على حركة تاريخية تجري أمام أعيننا. وإلغاء علاقات الملكية القائمة حتى الآن, ليس هو إطلاقا السِّمة المميزة للشيوعية. فعلاقات الملكية كلها, كانت خاضعة لتغيّر تاريخي مستمر لتحوّل تاريخي مُتواصل. فالثورة الفرنسية, مثلا, قضت على الملكية الإقطاعية لمصلحة الملكية البرجوازية. وإنّ ما يميّز الشيوعية, ليس القضاء على الملكية بشكل عام, بل إلغاء الملكية البرجوازية. غير أن الملكية الخاصة للبرجوازية االعصرية هي آخر تعبير وأكمله عن الإنتاج وتملّك المنتجات القائم على التناحرات الطبقية, وعلى استغلال البعض للبعض الآخر. والحالة هذه يستطيع الشيوعيون أن يلخّصوا نظريتهم بعبارة وحيدة: إلغاء الملكية الخاصة."(ماركس- انجلز- البيان الشيوعي/ التاكيد مني).*

ان الشيوعية هي اساسا حركة اجتماعية تاريخية تجري امام أعيننا كما يؤكد عليه ماركس وانجلز. الشيوعية قبل ان تكون افكار واطروحات وبرامج واحزاب سياسية، هي حركة طبقية تعبر عن شروط حقيقية للصراع الطبقي القائم اينما كان وفي اي بلد كان ونحن نتحدث عن القرن الحادي والعشرون. هي حركة طبقية وبالتالي اجتماعية، تطرح افقها وسياساتها وتقاليدها وتنظيمها وهويتها" التحريض، الدعاية والتنظيم" الشيوعية، وتحاول تحشيد القوة حولها. تحشيد القوة الاجتماعية. تحشيد الطبقة العاملة من خلال جزئها الطليعي اي الشيوعية العمالية. تحشيد القوى وتنظيمها وتوجيهها وفق هذا البرنامج "البيان الشيوعي". وجعل هذا البيان والافق افقاً إستراتيجياً، واطاراً فكرياً، واسساً للتنظير ووضع السياسيات، وتطبيق تقاليد وروح هذا النهج الفكري من ناحية النمط العمل الحزبي والنضالي والتنظيمي، حركة طبقية بوجه الراسمال( وليس حصرها بوجه الاحزاب والتيارات السياسية). هذا الافق الاستراتيجي ليس بامكانه ان يغير شيئاً بدون ماركس، بدون ماركس تفقد الشيوعية جوهرها، اي قلب نظام الملكية الخاصة والغاء العمل الماجور عبر الثورة العمالية، كما يؤكد عليه ماركس وانجلز في البيان الشيوعي.

شيوعية ماركس امتزجت مع الحركة الشيوعية العمالية منذ بدايتها، حيث اصبحت شيوعية ماركس شيوعية سائدة خلال فترة قصيرة منذ ولادتها (حيث اختاروا كلمة الشيوعية بدل الاشتراكية في سبيل توضيح اختلافاتهما الطبقية مع كل انواع الاشتراكية السائدة حينذاك-انظروا الى البيان الشيوعي). شيوعية ماركس، هي شيوعية الجزء الطليعي او التيار الطليعي في صفوف الطبقة العاملة، حركة تحاول جاهدةً في بطن ولادة الراسمالية، ان تشكل وتنظم طبقتها، تحشد قواها وتنظمها صوب هدفها النهائي، اسقاط الهيمنة البرجوازية، والإستيلاء على السلطة. هذه الحركة موجودة قبل ماركس وبدون ماركس. ان مأثرة ماركس هي تقويم وتوضيح افاق استراتيجية هذه الحركة بالنظرية الثورية وسبل تحقيق اهدافها، الغاء الملكية الخاصة والعمل الماجور. وضحها في خضم صراع الطبقة مع البرجوازية وسلطتها. الصراع الذي جرى امامه على الصعيد اليومي والإنعاطافات الثورية والإجتماعية الكبيرة في بريطانيا وفرنسا والمانيا وعلى الصعيد العالمي.

اسس النظرية الثورية لماركس، بنائها، مقوماتها، اساليب عملها، تقاليدها، تكتيكاتها، جزء لا ينفصل من هويتها واسسها وهي الطبقة العاملة، تنظيمها وقيادتها نحو الظفر بالسلطة السياسية، الغاء الملكية الخاصة البرجوازية والعمل المأجور. الشيوعيين العماليين كما يسميهم ماركس هم الشيوعيين سواء كانوا احزاباً او حركة او منظمة او نقابة، او اشخاصا، هم داخل اطار الطبقة. داخل هذه الاطار وبالتحديد داخل الصف الطليعي للطبقة سطر ماركس نظريته للتغير، "الشيوعية هو علم تحرير البروليتاريا"* كما يقول انجلز في تعريفه للشيوعية. علم تحرير الطبقة من براثن الاستغلال الطبقي البرجوازي وكيفية الاستيلاء عليه، عبر نفيه بالغاء الملكية الخاصة، وبناء نظام اجتماعي مختلف عنه تماماً. الشيوعية ليس علم تحرير كل الطبقات والفئات الإجتماعية الأخرى. انها علم تحرير طبقة معينة، في مرحلة تأريخية معينة، مرحلة سيادة الراسمال. ان الوعي الشيوعي او علم تحرير الطبقة، يمكن ان يكون او يشكل وعياً بين الطبقات الاخرى بين فئات اخرى، لكن هذا الفهم والوعي هو ناتج عن فهم دور الطبقة العاملة وموقعها الاجتماعي في المجتمع، يقول لنا ماركس وانجلز في الايدلوجية الالمانية" إن هذه الطبقة تؤلف أغلبية جميع أعضاء المجتمع، ومنها ينطلق وعي ضرورة الثورة الجذرية، والوعي الشيوعي الذي يمكن أن يتشكل بالطبع بين الطبقات الأخرى أيضاً بفضل فهم وضع هذه الطبقة...........". ان علم تحرير البروليتاريا لايمكن فهمه و تطبيقه خارج الطبقة، وخارج نضالها الآني والمستقبلي، الاقتصادي والسياسي. ليس هناك علم تحرير العمال اي الشيوعية خارج نضال الطبقة العاملة مطلقاً.

نرى من كل ابحاث ماركس ونظريته الثورية، انه يتحدث كقائد عمالي يعمل لتحرير طبقته، ينتقد تصورات وافكار الحركات البرجوازية الاجتماعية السائدة في عصره، ينتقد انواع الاشتراكيات الدارجة، ويميز نفسه وحركته عن باقي الحركات والتيارات الاشتراكية السائدة في عصره ( الأشتراكية الاقطاعية /الاشتراكية الصحيحة او الالمانية/ اشتراكية البرجوازية الصغيرة والاشتراكية البرجوازية واخيرا الشيوعية الطوباوية). يشكل أحزاباً عمالية وشيوعية وامميةً، ينتقد التصورات الخاطئة عن شيوعيته.... ينتقدها وهو في خضم النضال صوب الظفر بالسلطة السياسية، ينتقدها في خضم النضال الاقتصادي والسياسي للطبقة العاملة بوجه البرجوازية كطبقة وسلطتها ( الدولة، دستورها، قوانينها، وكل بنائها الفوقي). ينتقدها وهو يقود الحركة، حركة الطبقة العاملة. على ارضها وفي خضم نضالها. (مبحث خاص)

لا نرى في نظرية ماركس الثورية، الحزب العمال والحزب الشيوعي العمالي، خارج عن الطبقة، لا نرى منه محاولة لتغيير طريق حزب ما نحو الطبقة العاملة، بل نرى صراع سياسي يومي داخل التيارات العمالية، نرى صراع التيار الشيوعي، بوجه التيارات الاقتصادوية والاصلاحية والفوضوية والمنشفية داخل الحركة العمالية بقيادة ماركس وانجلز ولينين . بل الاساس والاصل في نظريته هو حزب للطبقة ولذات الطبقة، نرى حزب الطبقة ان كان الحزب موجودا او غير موجوداً في خضم الاوضاع الثورية او النضالية اليومية. وفق هذه الرؤية فالحزب والطبقة حالة متداخلة وممتزجة لايمكن الفصل بينهما باي شكل من الأشكال. الحزب السياسي للطبقة وفق هذه الرؤية، هو روح الطبقة لتحرير ذاتها. هو جزء طليعي منها، هذا الجزء والحركة التي سميت بالشيوعية" إن الشيوعيين لا يتميزون عن الأحزاب البروليتارية الأخرى إلاّ في أنّهم: من ناحية, يُبرزون ويُغلِّبون المصالح المشتركة في الصراعات القومية المختلفة للبروليتاريين, بصرف النظر عن تابعية عموم البروليتاريا, ومن ناحية أخرى, يمثِّلون دائما مصلحة مُجمل الحركة في مختلف أطوار التطور, التي يمر بها الصراع بين البروليتاريا والبرجوازية."(البيان الشيوعي). إذن االشيوعية هي شيوعية الطبقة العاملة، بافق واضح ويمثلون اقصى الراديكالية العمالية وامميتها. إذن وفق ماركس ليس لدينا شيوعيات او حركات شيوعية او احزاب شيوعية مختلفة، وذو اتجاهات سياسية مختلفة، بل لدينا شيوعية الطبقة، كحركة اجتماعية تحاول الظفر بالسلطة السياسية، والفوز بالمجتمع، اي فرض سيادتها الاجتماعية، عبر سلطتها السياسية. اية شيوعية خارج هذه الطبقة ونضالها ليست شيوعية. ان الشيوعيات المختلفة الدارجة من الشيوعية الروسية، والصينية، والاوروبية، والعالمثالثية، هي كلها حركات برجوازية مختلفة، استفادت من اسم الشيوعية لتركيع العمال، والفوز " بالوطن" و" ترميم الاقتصاد الوطني" و"الصلح بين الراسمال والعمال".

ان اسلوب العمل الشيوعي والتنظيم الشيوعي، والتحريض الشيوعي اي الهوية الشيوعية (العمل الروتيني)لا يمكن ان تتم وتتحقق من صحتها إلا من داخل صفوف الطبقة العاملة. ان التحقق من صحة "علم تحرير الطبقة" يتم فقط داخل اطار الطبقة العاملة وصراعها مع البرجوازية وسلطتها. ان تطبيق وتحقق "الهوية الشيوعية" داخل نضال الفئات الاخرى او الحركات الاخرى النسوية والشبابية والطلابية....لا يمكن ان يتم إلا عبر فهم ووعي طبقي عميق لموقع الطبقة العاملة وبالتحديد الحركة الشيوعية داخل صفوفها في المجتمع. ان موقع شيوعية ماركس اصبح اجتماعياً على الصعيد العالمي عبر سلسلة من الثورات العمالية. ان جعل الشيوعية قضية مجتمعية، او حزبها يتم عبر نضال الطبقة العاملة بوجه الراسمال. لهذه الطبقة وشيوعيتها تنظيمها الخاص بها "محتواه "، إسلوب عمل خاص بها، تحريض ودعاية خاصة بها،... ان هذه القضايا هي روح الشيوعية وهويتها، ليست مرتبطة بظرف خاص سواء كان الظرف ثوريا او الرجعية فيه سائدة أو كان السيناريو ابيضا او اسودا، الهوية هي الهوية، ربما تتغير تراتبية ادائها. مثلا في مرحلة ما يمكن ان يتقدم التنظيم على الدعائية او على التحريض، كأولوية. بدون جعل هذه الهوية عمل نضالي يومي وفي كل ساعة او مايسمى بالعمل"الروتيني" ليس بالامكان ان تتقدم الشيوعية وحزبها الى الامام. ان تقوية الشيوعية العمالية كحركة سياسية وحزبها كحزب الطبقة، مرهون بادائها وتحقيق هويتها بصورة مستمرة، وفق الظروف التي تمر بها حركتها، النضال بين البرجوازية والعمال. ان اسلوب عملنا وتنظيمنا.... يعبر عنه او ينبثق من هدف الشيوعية وهو الغاء الملكية الخاصة والعمل الماجور. من استراتيجيتنا الثورية، الثورة العمالية وبناء المجتمع الاشتراكي. ( مبحث خاص)

في اطروحة ماركس الثورية والتطبيقات الثورية الرائعة "العمل ونمط العمل الشيوعي" لقائد الثورة لينين، نحن امام تحرير المجتمع عبر الطبقة. في اسس النظرية الثورية هذه ليس لدينا ثنائية الحزب والمجتمع. حيث الطبقة ركن وهوية للشيوعية وحركتها وحزبها وسياساتها وتكتيكاتها ونمط عملها وتنظيمها، من خلالها اي من خلال تثوير الطبقة ورفع استعداداتها اللازمة للثورة "العامل الذاتي" بامكانها تغيير المجتمع لصالحها وللمجتمع. حيث الطبقة العاملة والبرجوازية يشكلان المجتمع في المجتمعات البرجوازية في عالمنا المعاصر. كما ان الفلاح والاقطاع يشكلان المجتمع الاقطاعي في نظام الفئودالية... اي المجتمع البرجوازي كما المجتمعات الاخرى منذ فجر التاريخ ينقسم الى طبقات. في المجتمع البرجوازي، ينقسم المجتمع بصورة رئيسية الى طبقتين رئيسيتين، الطبقة البرجوازية والطبقة العاملة. بفناء اي منهما لن يبقى المجتمع الراهن على حاله بل سيتحول الى نظام مغاير ومختلف تماماً. والمفارقة هنا وفي حالة المجتمع البرجوازي وسيادة الراسمال، بفناء البرجوازية عبر الثورة العمالية سيتحول الى مجتمع اشتراكي، وبفناء الطبقة العاملة (افتراضي او عبر نفي ذاتها من خلال الثورة) يتحول المجتمع الى اشتراكي ايضا. ليس بامكان المجتمع البرجوازي ان يبقى على ركيزة واحدة، اي طبقة واحدة، المجتمع الوحيد الذي بامكانه ان يتطور ويتطور الى اقصى التطورات الثورية في كافة ميادين الحياة الاجتماعية والطبيعية، هو المجتمع الشيوعي فقط، المجتمع الذي هو اساسا خالٍ من الطبقات.

*الحزب الشيوعي العمالي العراقي، سياسة و برنامج

تأسس الحزب الشيوعي العمالي العراقي سنة 1993، بقيادة مباشرة من منصور حكمت، وفق برنامج شيوعي عمالي واضح وشفاف في وقته. لا أريد الخوص في تفاصيل تأسيس الحزب، وما يترتب على هذه التفاصيل (من اين اكتسبنا شوعيتنا؟) على اداء الحزب بعد تأسيسه، هذا بحث اخر، اتطرق اليه بإشارات عابرة فقط خلال هذا البحث، وسنوضحه اكثر من خلال ابحاث لاحقة حول نقد الحركات الاجتماعية ومنها القومية العربية، القومية الاصلاحية، مبحث اسلوب العمل...هذا البحث ايضا تمت دراسته وتحليله بصورة عامة من قبل الرفيق كورش مدرسي سنة 1996 في بحث تحت عنوان "الحزب الشيوعي العمالي العراقي، التحديات والافاق"*. بحثي حول التجربة الشيوعية العمالية يشمل الشيوعية كحركة سياسية اجتماعية برمتها، يعني كامل بنائها الفوقي كمنظومة نظرية، فكرية سياسية وعملية مثلها مثل باقي الحركات الاجتماعية الاخرى.

أذ ننظر الى الحزب في بداية تأسيسه لديه مقومات رئيسة لتغير سكته "بنية" الى سكته الاصلية، اي الطبقة العاملة ونضالها. من الصحيح القول ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي، ليس إفراز وناتج عن الصراع الطبقي بين العامل والراسمال، هذا واقع حالنا. لكن البنية الرئيسة للحزب وكوادرها الرئيسة التي شكلت في بداية الحزب قوامه الاصلي، كانوا من القياديين من الدرجة الاولى للاحتجاجات العمالية والجماهيرية، في كردستان العراق، وهناك جمع اخر ايضا لديهم التجارب العمالية في جنوب العراق ووسطه. لكن الجسد الرئيسي للحزب مكون من نشطاء الحركة المجالسية في كردستان العراق، هذه الحركة كان لها قادتها الميدانيين في اكثرية المعامل والاحياء السكنية في مدينة السليمانية وكركوك واربيل على الاقل، ناهيك عن قادتها على صعيد المدن. كان لدينا مجموعات عمالية ناشطة وقادة للاحتجاجات العمالية المهمة في معمل البسة السليمانية وفي السمنت واكثرية المعامل الصغيرة "اهلية" وحقول دواجن في اربيل والنسيج... ناهيك عن قوى الحزب في اكثرية الاقضية المكتظة بالسكان مثل رانية وحلبجة وعقرة وكفرى وكلار... بفضل مجموعة من القادة العماليين ونشطاء جماهيريين في الاحياء السكنية تمكن الحزب من اقامة مناسبات طبقية عظيمة في السليمانية واربيل، مناسبات الأول من ايار والثامن من مارس عيد المراة العالمي، واكتظت الجماهير في الملعب الرئيسي في السليمانية واربيل، وفي سفح جبل "كيوة رش " في رانية...هذه البنية كانت قوية في بداية تاسيس الحزب لتحويله فعلا الى حزب سياسي، الى حزب عمالي في خضم النضال الطبقي في كردستان العراق، على اسس اللجان الحزبية في المعامل والاحياء السكنية، اللجان التي نسميها اليوم باللجنة الشيوعية. لم يتحول الحزب الى هذا الحزب فحسب بل فرضت عليه معركة من قبل الاتحاد الوطني الكردستاني، بسبب هذا العامل، وتراجع على اثره. العوامل التي تتضمن في احشائها كافة المعوقات والمعضلات الفكرية والسياسية واسلوب العمل والتنظيم التي وقفت عائقا كبيراً امام التحول هذا. هذا العامل هو عدم انتقال او تحول الحزب الى سكته الاصلية الطبقة العاملة وحركتها، كحزب شيوعي عمالي.

هناك ابحاث ومقالات حول عدم تطابق سياساتنا مع عملنا او مع أساليب عملنا، بالتالي هناك انتقادات كثيرة في مسيرة الحزب حول هذا الامر وكيفية تحقيق هذا التطابق والانسجام بين السياسة والعمل السياسي، بين قرارات الحزب وتطبقيها عملياً. ان شيوعية ماركس ولينين ليس فيها هذا الفصل اي الفصل بين السياسة والتطبيق، انهما جزءان متطابقان ومنسجمان في ذات او جسد واحد، مكملان لبعضهما البعض. المشكلة او القضية تكمن اساساً بتواجدنا!، اين نتواجد نحن في الاساس، هذا التواجد هو الذي يحدد ماهية قضيتك او ماهية معاناتك ومرضك في المجتمع الراهن؟! لايمكن الاجابة على هذا الامر بمسائل نظرية او فكرية بحتة، انها قضية عملية واجتماعية بحتة. ليس بالإمكان القول إننا نؤمن بالغاء العمل المأجور والملكية الخاصة البرجوازية اذن نحن شيوعيون عماليون، اذن نحن نناضل في سبيل تحقيق مجتمع بلا طبقات عبر الثورة العمالية. القضية ليس بالنيات والتصورات بل اساسا بالعمل المباشر، والنضال المباشر في صفوف طليعيي الطبقة العاملة بوجه الراسمال. ان الشيوعية كعلم لتحرير البروليتاريا، هي بمثابة دستور وبرنامج تحريرها، تحريرها كطبقة. افق واستراتيجية شيوعية، تحزبها، انماط عملها، نضالها، قادتها.. كلها قضايا واقعية مثل واقعية الراسمال والعمل. بدون الحزب او معه. شيوعية ماركس هو تثوير الطبقة بوجه الراسمال. ليس بامكان تطبيق هذه البرامج والاسس النظرية والعملية واساليب العمل على طبقات وفئات اخرى، الا اذا لم تترقى الطبقة في ثورتها ونضالها الى قوة مقتدرة اجتماعية، وهذا مشروط ايضا بفهم قادة الاحتجاجات الجماهيرية من الطلاب الى الشباب والحركة النسوية والحركات الجماهيرية الراديكالية الاخرى، مشروط بفهم موقع الطبقة العاملة ورؤيتها للتغيير، ليس الفهم الاكاديمي بل فهم وادراك نضالي في خضم النضال الطبقي. هذا الشرط ليس شرطا عقائدياً "ايديولوجياً" او نظرية بل شرطا اجتماعيأً قبل اي شئ اخر.

يقول منصور حكمت بهذا الصدد" اذا اراد امرء ما ان يبين ان الماركسية هي شيء اخر، ان اراد اثبات احقية الماركسية بوصفها نظرية ثورية، عليه ان يقوم بالضبط بذات العمل الذي قام به ماركس، اي ان يجد معيار صحة وحقيقية النظرية في ممارستها في المطاف الاخير. واذا قبلنا ان الماركسية هي نظرية الممارسة الاجتماعية الطبقية الخاصة، فان بوسع تلك الحركة، التي هي في المطاف الاخير تبغي اثبات صحة النظرية الثورية لماركس، ان تمارس هذه الماركسية وتجلبها لارض الممارسة."( منصور حكمت /اسس الشيوعية العمالية - الندوة الاولى للشيوعية العمالية، اذار 1989 / باللغة الفارسية)*

هنا وفي هذه الندوة يقول لنا منصور حكمت، ان الطبقة والحركة التي تحقق صحة نظرية ماركس او الشيوعية او "علم تحرير البروليتاريا" هي الطبقة وحركتها الثورية وليس اية طبقة او حركة اخرى. لكن النظرية الثورية وممارستها، بمعنى اخر ان الثورة العمالية بوجه الرأسمال، في سبيل الغاء العمل الماجور وبناء الشيوعية، اي قانون حركة التاريخ الذي كشفه ماركس في ظل النظام الراسمالي، يشمل كل البناء الفوقي لتثوير الطبقة العاملة، البرنامج السياسي، "اسقاط الراسمالية والغاء الملكية الخاصة"، بناء الحزب والتحزب الشيوعي، التقاليد الشيوعية النضالية، اسلوب العمل الشيوعي، التنظيم الشيوعي.. والأخلاقيات والثقافة الشيوعية "كالجر"... اي كل ما ينقصه العامل الذاتي وتحويل الطبقة لذاتها، تسليحها بافاقها كطبقة مسلحة سياسيا واستراتيجيا. لتسليح "العنصر الفعال" الطبقي بافق سياسي نضالي شيوعي ليتسنى له الظفر بالسطة السياسية.

اذ ننظر الى حزبنا، نرى ان الحزب وبرغم انه تشكل بعيداً عن هذا النضال اي نضال العمال بوجه الراسمال، تقاليده وتنظيمه، الا انه لم يتحرك كحزب ممارس لهذا، للأفق الشيوعي العمالي، لم يتحرك ولم ينهض قواه بهذا الاتجاه. اذا كانت الشيوعية هي الحركة الطبقية الاجتماعية للعمال للظفر بالسلطة السياسية، عبر الثورة العمالية، اذا كان هدف الحزب هو بناء الاشتراكية والغاء العمل الماجور كما جاء في بيان اعلان الحزب.... اذن لماذا لم يتحقق هذا الامر؟! لم يتحول الى حزب اجتماعي مقتدر، لم يتحول الى حزب عمالي مقتدر؟!

الف: هدف الحزب والعمل الشيوعي
هدف الحزب كان واضحا لا لبس فيه مثل ماجاء في البيان الشيوعي لماركس، نحن ايضا لدينا برنامجنا " عالم افضل" وفق ما شرحه ماركس. الفرق الوحيد هو تغيير الاوضاع سواء كان على صعيد الظرف السياسي العام على الصعيد العالمي وتطور الراسمالية الى ابعد الحدود على كافة الصعد التنكنولوجية والانتاجية والاتصالاتية والفكرية والامنية والعسكرية، ومن ناحية انتقادنا لانواع الشيوعية البرجوازية حيث تختلف المرحلتين. بمعنى اخر ان محتوى برنامجنا مستلهم من البيان الشيوعي. البيان الشيوعي وبرنامجنا يرتكزان ويتمحوران حول اسقاط الراسمالية كنظام سياسي اجتماعي عبر الثورة العمالية، والغاء الملكية الخاصة. إذن لا خلاف على البرنامج والاهداف. لكن هذا البرنامج والهدف يتطلب نوع خاص ومحدد، للتحزب" بالمعنى الطبقي" واسلوب العمل او العمل الشيوعي.

ان اسلوب عمل الحزب ولحد اللحظة، بعيد كل البعد عن اسلوب العمل الشيوعي العمالي. حين اقول ذلك، اعني ان اسلوب عملنا هو اسلوب عمل ونضال لحركات اخرى، لا اجتماعية وهامشية تارة وتارة اخرى لانواع الشيوعية البرجوازية السائدة . ان التحقق من هذا الامر لا يتطلب اي تمعن اضافي، بل ان النظرة السريعة لنشاطاتنا وعملنا الحزبي والاجتماعي تؤكد هذا الامر، سواء كان اسلوب عملنا داخل صفوف الطبقة العاملة او الحركة العمالية بصورة عامة، او على صعيد الحركات الجماهيرية الاخرى، من النسوية والشبابية، والاحتجاجات الجماهيرية الاخرى، وبالتحديد، الاحتجاجات الجماهيرية الحاضرة في بغداد والمحافظات الأخرى.......

ان الثورة العمالية واسقاط النظام الراسمالي كهدف، يتطلب نوع محدد من النشاط من اسلوب العمل التنظيمي والنضالي ، داخل طبقة معينة هي التي تقوم بالثورة، عبر الجزء الطليعي منها وليس عبر " كل الطبقة". هذه الجزء اي الجزء الطليعي او الشيوعي هي نقالة للحزب الشيوعي العمالي الذي يبتغي ان ينتقل او ان تتطابق سياساته واهدافه مع عمله ونشاطه، بالتالي يتحول الى حزب شيوعي عمالي، ويحقق تحزب شيوعي داخل الطبقة العاملة. القضية الرئيسة او المحور الرئيس لعدم تمكن الحزب من تحقيق هذا التطابق بين العمل والنظرية، بين اسلوب العمل وسياساته، تكمن في عدم تحوله الى جزء طليعي من الطبقة العاملة. في التحليل الاخيرهذه قضية عملية بحتة، التحقق في نتائجه، عمليا عبر التواجد او امتزاج الحزب بنضال الطبقة وتحركتها اليومية والمستقبلية، بمعاناتها ومشاكلها، بكل شؤونها النضالية.

أن قضية عدم تطابق البراكتيك "العمل" مع سياساتنا، قضية عدم تطابق اسلوب عملنا مع سياساتنا، تنظيمنا مع سياساتنا، وتحريضنا ودعايتنا مع سياستنا، او حتى ترك او الإستهزاء بالعمل "الروتيني"( التحريض، الدعاية، التنظيم/ الهوية الشيوعية)، هي تحصيل حاصل لعدم التحول هذا، اي عدم تحرك الحزب باتجاه سكته او اسسه الطبقية الاصلية. بدون هذا التحرك والاندماج، وبدون انصهار الحزب كجزء طليعي وشيوعي في النضال الطبقي ليس بالإمكان تحقيق او اداء اسلوب العمل الشيوعي، هذا مستحيل. كما برهنت التجارب التاريخية. وحتى اذا تحول حزب يساري او شيوعي ما الى قوة بدون تحويل سكته او اسسه الطبقية، عبر قوى الحركات الاخرى سيفشل لا محال في تحقيق امر الشيوعية او يتحول الى شئ اخر، حركة مغايرة للشيوعية، هذا ما اثبته التاريخ الحاضر والقديم. لان في التحليل الاخيرا ان السنن والتقاليد السياسية هي التي تاخذ الاحزاب والاشخاص الى مطافها الاخير وليس العكس. اسلوب العمل الشيوعي، في هويته ينطبق على حركة وطبقة واحدة وليس كل الطبقات. منصور حكمت يؤكد على هذه القضية بدقة في الندوة المذكورة اعلاه. بطبيعة الحال ان اسلوب العمل الشيوعي يعتمد على رفع استعدادات الطبقة وتنظيمها في محيط العمل والمعيشة صوب الثورة العمالية. ليس بامكان تنظيم الطلاب وفق هذا الاسلوب والنمط من العمل، اي ليس بامكان تنظيم حرکة الطلاب او الشباب والمراة، وفق هذه الخصوصية الطبقية المحددة، اي تنظيمهم في اماكن عملهم او معيشتهم، وخصوصا ان مكان المعيشة والعمل بالنسبة للعامل هو جزءان مكتملان لحالة طبقية واحدة، ان بيت العامل وعائلته جزء من كينونته الطبقية وليسا منفصلان عنه. بل ان العائلة العمالية جزء مهم لاعادة توليد الإنسان العامل ولبيع قوة عمله ووفق حالة الضرورة هذه، ان العائلة او مكان المعيشة للعامل جزء من تنظيم قواه وبالتالي جزء من تنظيم نضاله ايضا.

ان هذا الاسلوب الشيوعي للعمل، لا يتوافق مع حالة الطلاب والشباب والحركات الاخرى. لا يتوافق مع واقعهم المعيشي والعملي او المهني. الطلاب هم في الجامعات مثلا، تصرف عليهم عوائلهم، اي ان العائلة لا تتطلب منهم بل ان العملية هي بالعكس تماماً، حيث ان الطلاب في العراق لا يمكن ان يستمروا و يستكملوا دراستهم الا عبر تمويل العائلة، حتى اذا الطالب يعمل مثل ما يعمل في اوروبا يعمل في سبيل انهاء دراسته وليس لامرار معاش العائلة. هذا ناهيك عن ان الطلاب فئة منقسمة الى طبقات مختلفة، حسب ثروة عائلتهم... أذن ان تنظيم الطلاب يتناقض واسلوب العمل الشيوعي" اقصد هنا بالتحديد الهوية الشيوعية". هذا ناهيك عن حالة الطلاب الوقتية، اي ان الطلاب عادة يكملون دراستهم في الجامعات خلال 4-6 سنوات وبعد ذلك ينقسمون الى طبقاتهم. اذن ان تحزب الطبقة لا يمر عبر تنظيم الطلاب او النساء... بل تنظيم الطبقة التي بامكانها تثوير المجتمع والظفر بالمجتمع عبر الظفر بالسلطة السياسية. في التحليل النهائي ان موقع الطبقة العاملة الاقتصادي، هو الذي يحدد موقعها في المجتمع الراسمالي. موقعها بوصفها القوة الوحيدة والطبقة الوحيدة التي بامكانها ليس تحرير الطبقة فحسب بل المجتمع برمته من النظام الراسمالي، وبطبيعة الحال من النظام الطبقي بالشكل النهائي. ان تحرير الطبقة العاملة هو تحرير البشرية جمعاء.

بقدر مرور سنوات من عمر الحزب، بهذا القدر نرى الابتعاد عن الطبقة وحضور الحزب في نضالها، (لا اقصد الحضور الانتقائي او الاعلامي او الاكسيوني" بمعنى الاكسيونيزم" ) ينخفض الى درجاته الدنيا. حيث نرى في بداية تشكيل الحزب، قوة عمالية منظمة وكبيرة نسبيا في جسد الحزب (ولو ان تنظيم العمال ليس بمثابة الجزء الطليعي والشيوعي للطبقة العاملة وليس بمعنى التحزب العمالي وفق اسلوب العمل الشيوعي) بل وفق اسس تنظيم الافراد المنعزلين وسحبهم الى خارج نظاق نضالهم الواقعي بدل تنظيمهم في الصف الاحتجاجي والنضالي للطبقة بوجه البرجوازية الكردية حينذاك. حيث تمكن الحزب ومن خلال مجموعة مهمة من قادة الطبقة وخصوصا المحرضين منهم في مصانع الالبسة والسمنت والمعامل الاهلية والمستشفيات والدواجن والنسيج، وقادة الاحتجاجات الجماهيرية والعاطلين عن العمل، ان تقود وتقيم مناسبات طبقية عظيمة في السليمانية واربيل ورانية ومنظقة كرميان... مع هذا لم يتخذ أولئك القادة مكانهم الواقعي في المؤسسات القيادية في الحزب، حتى ان نضالات الطبقة العاملة لم تأخذ مكانها في جرائد الحزب بالشكل المطلوب (لا اقصد نشر الاخبار)، وبالتالي لم يتمكن الحزب من تحشيد قوى الطبقة في جسم تنظيمي عمالي مقتدر، وكان العمل "الروتينيى" اي الهوية الشيوعية (التحريض، الدعاية والتنظيم) داخل صفوف الطبقة العاملة وفي صفوف الجزء الطليعي والمنظم هذا غائبا الى درجة تفقاً العين ( سنرجع الى هذا البحث في ادناه). الحزب وعلى رغم خطته السياسية وتوجهاته على الورق، لم يقم ولا بمحاولة جدية لخلق انسجام فكري وسياسي بين صفوف هذا الجزء ناهيك عن صف واسع من القادة العماليين غير منظمين. وبالتالي ان قضية تنظيمهم وفق هذا الاسلوب من العمل، ليس تنظيما وفق مكان المعيشة والعمل. بل قسمت محافظة السليمانية الى اربعة اقسام نوعاً ما سرية، وحتى أسماء اللجان كانت غير اجتماعية، مثل لجنة الشرق والشمال... هذا ناهيك عن الفصل التام بين اللجنة العلنية للحزب او القيادة العلنية للحزب مع الجسد الرئيس للحزب، داخل المعامل والمحلات...

اما بعد السقوط وبعد فتح افاق جديدة للعمل السياسي والحزبي، بعد اتساع دائرة نشاطنا من السليمانية الى البصرة، لم يتغير اسلوب العمل، على كافة الصعد التنظيمية، التحريض، الدعائية، والعمل على القضايا الاجتماعية الكبيرة والصغيرة. اذا كان النضال في كردستان في سبيل "انفصال كردستان" طاغيا بدون قوة الطبقة العاملة، فتحول الامر في العراق الى النضال في سبيل تحويل السيناريو الاسود الى الابيض عبر تاكتيك- منظمة وبسياسة حكومة غير دينية وغير قومية. جاء هذا التاكتيك اي تاكتيك تشكيل المنظمة "مؤتمر حرية العراق" بسبب ضعف الحزب في ادائه؟ لكن اي اداء او اي عمل الذي لم يتمكن الحزب من تحقيقه؟! هو عدم تحقيق تحويل الحزب الى قوة، الى الحزب السياسي. لكن هذه المرة ايضا الهدف هو الحزب السياسي المقتدر لكن بدون قوة الطبقة. بهذا المعنى ان الحزب يتحول الى قوة في المجتمع وبعد ذلك يتطلع الى قوة عمالية (القفز على النضال الطبقي والمجتمع برمته). هذا هو الخطاً القاتل في النموذجين الرئيسيين. مر المجتمع ويمر الان باوضاع غير روتينية وهذا واقع حال العراق وحاضره، لكن الهوية الشيوعية واسلوب العمل الشيوعي، اي رفع الإستعداد السياسي والنظري والتنظيمي لجزء الطليعي للطبقة العاملة لا يرتبط ادنى ارتباط بالاوضاع السياسية المختلفة، السيناريو الاسود او الابيض، مجتمع مستقر او غير مستقر... ان الشيوعية هي اجابة او يجب عليها ان تعطي اجابات دقيقة وملموسة لكل هذه الاوضاع، لكن الهوية تبقى الهوية. الهوية ليس تاكتيكا سياسياً ( في حالتنا، اي الاحزاب الشيوعية العمالية التي لم تتشكل على سكتها الطبقية بل تبتغي دفعها بهذا الاتجاه) بل جزء جوهري من الشيوعية وحركتها بقدر واقعية الحركة واهدافها، هي واقعية وتبقى عمل دائمي يومي دؤوب لغاية اسقاط النظام الراسمالي. حتى ان التاكتيك الدقيق لا يمكن ان يطبق بدون هذه المقدمات اي بدون هذا النوع من اسلوب العمل الشيوعي، "العمل الروتينى". هذه المرة ايضا كانت الضحية هي الهوية الشيوعية، العمل الروتينيى، التنظيم الدعاية والتحريض تحت قبة ان الاوضاع غير روتينة، تحت قبة ان العمال لا يتحركون!!. في النتيجة الاخيرة ليس بامكان اي حزب كان ان يحقق عملا خارقا او غير روتينى، ان الأعمال الخارقة ، تحويل الحزب الى قوة عبر قوة اخرى هي ضرب من الخيال لا يمت بصلة باسلوب عمل الشيوعية العمالية. كما شاهدناه. في هذه الحالة حتى الحزب لم يبقى كحزب، بل حول اعماله الى المنظمات الاخرى، الحركة النسوية الى منظمة، الحركة العمالية الى الاتحادين، حركة العاطلين عن العمل الى اتحاد العاطلين والحزب الى مؤتمر حرية العراق...كانت هذه نتيجة طبيعية لعدم الحضور داخل النضال الطبقي، وبالتحديد في صفوف الجزء الطليعي منها.

التنظيم في العراق ولحد الان كان عبارة عن جمع اناس غير اجتماعيين، اناس غير مرتبطين بعضهم ببعض في العلاقات الانتاجية، اناس منعزلين، عن القضايا الاجتماعية. ان جمع افراد منعزلين في كافة اللجان الحزبية في العراق، كان اسلوبنا السائد، من كركوك الى البصرة... اناس ليس لديهم ادنى ارتباط بالحركات الاجتماعية والنضالية. ليس بامكان تنظيم هؤلاء الناس وفق الاسلوب الشيوعي وفق تنظيمهم في مكان عملهم ومعيشتهم ورفع استعدادهم السياسي والنظري، وبالتالي تهيئتهم للثورة. حتى الرفاق الذين لديهم قوة تنظيم مع القادة العماليين او الشخصيات الجماهيرية، ذابت في هذه اللجان، دون اي تأثير. لكن في العراق القوة الوحيدة والقادرة ولحد الان والمستقبل ايضا، هي قوة عمال النفط، وهي كانت موجودة منذ البداية بخلاف عمال القطاع الصناعي التابع لوزراة الصناعة. ان الشيوعية في العراق اذا ارادت ان تنتصر يجب عليها ان تنظم هذا القطاع نظرا لموقعه الاجتماعي، وعبر الجزء الطليعي منه. ليس بامكان اي قطاع عمالي اخر ان يلعب في العراق وايران والخليج هذا الدور، بسبب موقعه الاقتصادي في المجتمع. هذا ناهيك عن ان الاسلوب الشيوعي للتنظيم، هو ليس تنظيم الافراد بل تنظيم الحركة وبالتالي الطبقة عبر اليات اجتماعية موجودة، وهي حلقاتها ومجامعيها العمالية والطليعية، قادتها ومحرضيها الموجودين اصلا بوجودنا او عدم وجودنا. هي كلها مواد خام للعمل الشيوعي. مثل المواد الخام الطبيعية، التي تتحول الى مواد اخرى عبر سلسلة من العمليات الانتاجية. وفي حالتنا العمل السياسي الدؤوب لرفع الاستعداد السياسي والنظري والتنظيمي لهذا الجزء، لتحقيق الانسجام الفكري والسياسي للشيوعية العمالية في صفوف الجزء الطليعي هذا. براي اذا لم تتحول شيوعيتنا وبسرعة الى قيادة هذا الجزء وبهذا المعنى ليس بامكاننا ان نتحول الى قوة. هي اولوية الاولويات. هذا يتطلب جملة من المسائل والابحاث حول الاسلوب العمل الشيوعي، التنظيم، الدعاية، التحريض، وازالة العوائق التي حالت دون توحيد الصف الطليعي، وهذا يتطلب، نقد الافكار واساليب العمل الرائجة وغير الشيوعية في صفوف الجزء الطليعي، منها نقد افكار وسنن وسياسات الحركة القومية العربية ومنها الحزب الشيوعي العراقي، الحزب البرجوازي القومي الذي ليس لديه سوى " الاقتصاد الوطني" سوى التراث الديني والوطني، وسوى اعطاء الضوء لبعض الاصلاحات في اطار الراسمالية "حتى ليس النضال في سبيل تحقيقها" خصوصا بعد سقوط الشيوعية البرجوازية في الاتحاد السوفيتي. ويتطلب من جملة ما يتطلبه الانخراط التام مع الجزء الطليعي في سبيل توضيح الرؤية الواضحة للحركات الاقتصادية واليومية، نقد التصورات الللاعمالية وكل الميول التي تعيق توحيد صفوف العمال، وتوضح رؤية الحركات الاقتصادية، وبناء المنظمات العمالية، التدخل المباشر وغير المباشر في نضالهم اليومي...

ان عدم الحضور هذا لا يجمد فقط أسلوب العمل الشيوعي بل يتعدى ذلك الى كل الامور السياسية والتكتيكية. حيث ان اليسار الهامشي، هو غير موجود او حتى اذا كان موجود في العراق، ليس لديه قوة تذكر على الصعيد الاجتماعي، لكن اذ ننظر الى انتقاداتنا خلال الـ 8 سنوات الماضية كانت موجهه ضد اليسار اللاإجتماعي الهامشي، براي موجهه ضدنا!! بطبيعة الحال ان تقليد الشيوعية وماركس، لا يبدأ من انتقاد الذات او ذات الحزب بل انتقاد الحركات البرجوازية التي تعيق النضال العمالي وتوحيد صفوفه. كان القوة الوحيدة والحركة الوحيدة التي عاقت خلال العقود الماضية نضال الطبقة العاملة وقسمها الى اقسام مختلفة هي الحركة القومية العربية واحزابها المختلفة، من يمينها الى يسارها اي الحزب الشيوعي العراقي. عبر هذا الحزب رسخ اسلوب ونمط عملي لا عمالي داخل صفوف طبقتنا وبالتحديد في صفوف طليعي الطبقة. لكننا وبسبب عدم حضورنا داخل هذا الصف ، لم يبادر الى مخيلتنا انتقاد هذه الحركة من كل جوانبها، وبالتحديد مسائل اساليب العمل، التنظيم، الدعاية، التحريض.... كنا مشغوليين بنقد اليسار اللااجتماعي ولكن بدون وجوده الاجتماعي، وبدون ان يعرفها العمال اصلا....حسب معرفتي المتواضعة، بالمجاميع العمالية وبطليعيي الحركة، لا ارى اضرابأً او نضالا عمالياً ليس مصبوغا بهذا التقليد او ذاك من التقاليد التي رسخها الحزب الشيوعي العراقي. لهذا السبب بالذات ان راية اليسار لحد الان ليست بايدنا، وهذا نقص كبير لاي حزب شيوعي عمالي، يهدف الى الظفر بالسلطة السياسية وان يتموضع كقوة في موقع طبقي واجتماعي.

ان العمل في وعاء المجتمع برمته وعدم الحضور كقوة ثورية في صفوف الطبقة الثورية الوحيدة في عالم الراسمال، وبالتالي النضال في سبيل انسجام سياسي وفكري تنظيمي وعملي للجزء الطليعي منها، ادى الى السباحة في المجتمع كوعاء لنضال طبقي، لكن دون إيجاد الركيزة والاسس الطبقية، حينذاك لا يبقى لتوازن القوى اية اهمية لان توازن القوى في التحليل الاخير هو توازن القوى بين الطبقات الاجتماعية، عبر الحركات السياسية واحزابها. وليس بالإمكان اصلا قراءة توازن القوى بشكله الدقيق. كان همنا فقط وفقط هو كيفية ابراز الحزب، كيفية ابراز قيادة وكوادر الحزب، عبر اكسيونات حزبية او جماهيرية "الشهرة" والإستهزاء بالعمل الروتيني، عبر اطروحة ان المجتمع في حالة غير مستقرة او معلقة سياساً، يتطلب عملا خارقاً، وحين تضرب الراس بالواقع الاجتماعي وبالنضال الطبقي وتوازن القوى، اي حين يتطلب هذا العمل القوة، حينذاك ستتبدد الخطط السياسية العديدة، ولا يكتب النجاح في تحقيق اي عمل اجتماعي ما. كان اسلوب العمل النضالي لدينا حينذاك هو التاكيد على المجتمع دون الطبقة، اي تحويل الحزب الى قوة بواسطة الاجابة العملية السياسية للقضايا الاجتماعية مثلا " انفصال كردستان"، أو "تجاوز السيناريو الاسود" وبعد ذلك تحويله من المجتمع الى الطبقة العاملة. هذه الاسلوب وهذه النوعية من انماط العمل المختلفة، نابعة من هذا التصور ولو ان هذا التصور لم يدون من قبل احد، لكن الاعمال والنشاطات تؤكد ذلك. وهذا الاسلوب متناقض مع اسلوب العمل الشيوعي، واهداف الشيوعية. من المفارفة العجيبة، ان بحثي "الحزب والسلطة السياسية" و"الحزب والمجتمع" لمنصور حكمت، لم يصدرا الا بعد سنة 1998، حين صدر البحث كان الحزب قد فقد مقومات كثيرة، حتى قبل ضربة الاتحاد الوطني بسنتين. بعد ذلك في العراق تكررت الحالة نفسها. ان البحث في اللوحتين اصبح كاريكاتوراً لا اكثر.

ان عدم الحضور بعنوان قوة منظمة للطبقة والحضور في خضم نضالها، تؤدي لا محال الى توليد اسلوب وانماط عمل مختلفة تتناقض واسلوب العمل الشيوعي. لان الشيوعية هي علم تحرير هذه الطبقة، وجزء واقعي منها، جزء اكثر راديكالية في النضالات العمالية. في المحصلة الاخيرة ان سياسات الحزب تجاه المجتمع، ليست مبنيه ولا مرتكزه على اسسه اي طبقته، بل كان مخاطبا المجتمع برمته دون طبقة، كان مفعماً ومطعماً بالنضال ضد الحزب الحاكم. حينذاك ضد الاتحاد الوطني كونه حزبا قوميا كرديا حاكما في منظقة نفوذنا. ان عدم تواجد هذا لا محال سيؤدي الى إستبدال النضال بوجه الراسمال والبرجوازية كطبقة وسلطتها كسلطة الطبقة الى النضال بوجه الحزب، حتى ليس الحركة القومية بعنوان حركة برجوازية تمثل حركة طبقية تحت عنوان القومية الكردية. حتى اذا ياخذ بحث او مقال ما مجراه ضد الحركة في جرائد الحزب او اذاعته، يتحول الى المسائل الايديولوجية البحتة" القومية عار للبشرية".... اي النقد ليس موجهاً للقومية الكردية بصفتها حركة واقعية وتيار اجتماعي يمثل الطبقة البرجوازية. حين ننتقل الى العمل داخل العراق نرى التوجه نفسه، حيث الفساد، المحاصصة، الطائفية، القومية، القتل والدمار، القتل على الهوية.... كلها مجردة او اكثريتها مجردة من الواقع الطبقي والمصالح الطبقية... حين نكتب عن الفساد او المحاصصة أو او.... لانرى حتى صبغة طبقية. اذ ان الفساد والمحاصصة، وانعدام الخدمات، والبطالة، كلها اجزاء لمصلحة الطبقة البرجوازية في العراق، الطبقة البرجوازية في العراق تجمع بطرق ماتماكية عبر ممثلي الحركات البرجوازية الكردية والعربية والاسلامية، حيث ان للمحاصصة محتوى الطبقی على صعيد العراق في هذه المرحلة.

*هدف الحزب وسياساته.تكتيكان

على الصعيدين السياسي والنظري، ربما ليس هناك مشكلة ما في حدود بحثنا هذا "على رغم قناعتي باننا لدينا نقص كبير وكبير جدا من الجوانب النظرية والفكرية على صعيد حزبنا وحتى حركتنا". برنامج حزبنا واضح تماماً" يتطلب تغيرات معينة بعد سقوط النظام، هذا الذي نقوم به في المؤتمر القادم"، لدينا قرارات وسياسات وتكتيكات سياسية اجتماعية مناسبة، لدينا مقومات واسس نظرية مناسبة للشيوعية العمالية بقيادة منصور حكمت... هذه كلها تشكل بمجملها حالة مناسبة للبناء الفوقي الحزبي، اي البرنامج والسياسات والمنظمومة الداخلية بصورة عامة.

انا ابحث محورين سياسيين لعبا دوراً محوريا في حياة الحزب سواء كان على صعيد مشغلة الحزب بكامل او اكثرية جسده التنظيمي، او من زاوية الفترة الزمنية التي استغرقتها تلك السياسات، اي التكتيك السياسي المحوري للحزب. اولاً: انفصال كردستان وتشكيل الدولة فيها عبر استفتاء عام وحر للجماهير في كردستان، وثانيا: تجاوز السيناريو الاسود عبر حكومة غير قومية وغير دينية، بواسطة تكتيك-منظمة.

بدأت سياسة او تكتيك الانفصال في سنة 1995. هذه السياسة طرحت من قبل منصور حكمت، وكانت سياسة دقيقة خصوصا في تلك الفترة، وهي قضية اجتماعية مطروحة، حيث كان وضع كردستان السياسي يمر بأسوأ اوضاعه، من حيث فك ارتباطه بالمركز العراقي من جانب ووجود خط حظر الطيران، وهي ليست دولة ولاتتعامل كدولة، بل سيطرت عليها مليشيات القوى القومیة الكردية، كان وضعها معلق سياسيا. لا دولة ولا جزء من الدولة (الا عبر الخريطة والامم المتحدة). هذه السياسة والتكتيك اتخذا من قبل منصور حكمت، لتحويل الحزب الى حزب سياسي مقتدر، اتخذت كحلقة سياسية مهمة لتقريب الحزب من هدفه اي بناء الاشتراكية عبر الثورة العمالية، هذا هو طرح منصور حكمت. هذه السياسة ومن وجهة نظر الشيوعية العمالية، ومرتبطة بمصير جماهير كردستان، وهي حلقة لبناء حزب سياسي، حلقة لتقوية الشيوعية العمالية كحركة سياسية مقتدرة، وبالتالي جزء من مسعى الشيوعية العمالية كحزب وكحركة للنهوض بمهامها الشيوعية واخيرا الثورة الاشتراكية.

انها قضية اجتماعية ومطروحة اجتماعياً، بطبيعة الحال هي قضية العمال والطبقة العاملة لتقريبهم من الظفر بالسلطة السياسية من خلال حزبها. خصوصا الحزب يواجه طرح الفدرالية من قبل الاحزاب الحاكمة، التي لا تعني شيئا خلال تلك الفترة. طرحت من قبل الحركة القومية الكردية "الكردايتي" بمجملها وكافة فصائلها السياسية. بهذا المعنى هي قضية طبقية ايضا ليس لانها اجابة دقيقة لطرح البرجوازية الكردية بل لان اسس "تاكتيكنا" نابعة من تحرير الطبقة من الوهم القومي وسحب البساط من تحت اقدام الحركة القومية. من زاوية اخرى ان الصراع القومي بين الحركة القومية الكردية والعربية الحاكمة في العراق على الاقل منذ 1968 بقيادة البعث، ادى الى تعميق الفجوة بين المواطن العراقي على اساس القوميات، حيث الدستور العراقي حينذاك مبين على القومية. العراق جمهورية عربية وجزء من الامة العربية، واصبح "الكرد" اقلية لديها "الحكم الذاتي لغاية سنة 1974.... بالتالي تشكل القومية حركة وتقليد راسخ على الصعيد الاجتماعي وبطبيعة الحال عائق جدي امام توحيد صفوف العمال ونضالهم. ان تحرير العمال من الوهم القومي والقوميات، هي مهمة الشيوعيين اولا واخيرا، اقصد الشيوعيين على طريقة ماركس وليس على طريقة الاتحاد السوفيتي التي هي اصلا لاتمت بصلة للشيوعية بل هي قومية اصلاحية.

من جانب اخر، لماذا على من يريد ان يتحرر من الظلم القومي ان يلجاً الى الاحزاب القومية سواء كردية كانت او عربية او إيرانية او تركية او لا يجد غيرها...ان شيوعية ماركس وبرنامجنا، لديهما اطروحة واضحة لحل هذه القضية عبر اليات اجتماعية واضحة وشفافة. ان الشيوعية العمالية ليست عقيمة تجاه القضايا الإجتماعية وبالتالي، لديها حل لقضايا القومية كما اعلناه في برنامجنا "عالم افضل" وفي طرح منصور حكمت... عليه ان طرح "الانفصال عبر الاستفتاء" هو طرح طبقي لصالح الطبقة العاملة في العراق اجمعه حينذاك. حيث تقلل من دور الحركات القومية واحزابها ونفوذها لشق الصف العمالي في العراق وبفرض وجود الدولتين من جانب ومن جانب اخر، توضح الرؤية الطبقية في البلدين حيث لم تكن لتبقي شماعة القومية، او شماعة "حركة العصيان او الجيب العميل" لتمييع الصراع الطبقي في بوتقة القومية سواء كانت العربية او الكردية. بهذا المعنى ان الطرح كان سياسة وتكتيك مهم للطبقة العاملة وقدوتها وحزبها، ليتبنى قضية اجتماعية كبيرة، والفوز بها في المجتمع. لكن هذا يتطلب تحقيق الإنسجام الفكري والسياسي داخل الصف الطليعي للطبقة العاملة، لجعل السياسة سياستها، والخطوات العملية، خطواتها... تحولت هذه القضية السياسية المهمة الى الندوات والمقالات فقط " انهما ضروريان طبعا" لكن العمل الرئيس لم يتحقق ابدا، ولم نبدأ به اصلا. اي جعل هذه القضية قضية طبقية في كردستان العراق. حتى ان المقالات والابحاث والندوات كانت ذو طابع عمومي غير طبقي الا نادرا.ً

يضاف الى ذلك انه تم تحويل السياسة الرئيسة الى حملة للأستفتاء، عبر الاتصال بالاحزاب والشخصيات في كردستان وخارجها. حيث فرغت السياسية من محتواها الطبقي، وبالتالي تحول اسلوب العمل النضالي واليات عمل الى اساليب عمل لا تمت بصلة ما باسلوب العمل الشيوعي... ان السياسة في التحليل الاخير تعني تحشيد القوى لصالح هذه السياسة او تلك، تحشيد القوى وتنظيمها صوب الهدف النهائي للحزب، لكن تحول هذا العمل الى تحشيد الاحزاب السياسية بمختلف توجهاتهم وكانت توجهات تلك الاحزاب والشخصيات معروفة، عليه باء التحشيد بالعقم. ان هذه السياسة الحكيمة تحولت الى لا شئ تقريبا، مع هدرنا لطاقات جبارة، من قيادة الحزب الى كامل هيكل الحزب.

مع دخولنا الى عالم العراق الواسع بشکل علنی، كان الوضع ماساويا، وبعد الاحتلال اصبحت المأساة حالة دائمة خصوصا مع بدأ العملية السياسية الراهنة. كانت تنائج الحصار الاقتصادي الامريكي الظالم، والحملة الايمانية لحكومة البعث والفقر والبطالة، يضاف الى ذلك الاحتلال وحملاته وظهور الطائفية كأتجاه سياسي ومن ثم القتل على الهوية، كان ولا يزال يشكل لوحة ماساوية على المجتمع العراقي، حيث انعكست هذه الاوضاع على كل معالم الحياة الاجتماعية، من السياسة والتنظيم الى التقاليد وونوع العلاقات الاجتماعية، وظهور اخلاقيات وثقافات رجعية عجيبة. كان هذا الوضع وكنا حذرنا من افرازات الهجمة الامريكية والاحتلال قبل بدأ الحرب بثلاثة اشهر تقريباً. أذن الوضع غير روتينى والوضع ليس غير مستقرا فحسب بل الفوضى العارمة حيث حل السيناريو الاسود محل الوضع الطبيعي... القتل والدمار والاغتيالات والهجرة القسرية. اتجاه هذه الاوضاع و بسبب عدم تواجدنا وحضورنا في داخل الصف الطليعي للطبقة العاملة وبالتحديد القطاع النفطي حيث لم ينقطع عن العمل، والعراق كله بيده اذا اراد ان يكون بيده. بسبب عدم الحضور هذا، اي بسبب عدم وجود موطأ قدم طبقي للحزب حتى يحوله الى قوة، طرح تكتيك-منظمة، وكان سياسة صحيحة بهذا المعنى. لكن للسبب نفسه، وليس لان برنامجنا وسياساتنا خاطئة ان الحزب لم يتمكن من الاستفادة من تكتيكه وسياسته ومنظمته، وحتى من الفضائية التي توفرت للـ آي أف سى، بدون اي فلس. بل تحولت كل المنظمات التي شكلها الحزب وهدر طاقات وامكانيات كبيرة لبنائها الى منظمات غير قادرة الى اداء عملها النضالي، وتدريجيا تحولت كافة المنظمات بدءاً من المؤتمر الى الاتحادين الى المراة كلها الى ورش عمل وندوات ومؤتمرات وحفلات وامسيات شعرية، مثلهم مثل باقي منظمات المجتمع البرجوازي اي المدني. حيث لانرى الان اية من هذه المنظمات منخرطة في قضية اجتماعية معينة وتعمل وفق منشورها او بيانها التاسيسي، وفق تقاليدها التي تأسست عليها.

كان تكتيك – منظمة تكتيك سياسي جدير بالتمعن خصوصا في شان العراق وفي المرحلة التي تاسس فيه المؤتمر. ان المجتمع العراقي كان غارقاً في انسداد الافق والمستقبل، غارقا في الاوهام، غارقا في اشد انواع الافكار الرجيعة الجديدة وفق الموديل الديمقراطي لنيوليبراليي الديمقراطية الاثنية-الطائفية، والافكار القديمة بين ثنايا الماضي وحاضره، أغرقت المجتمع العراقي في البؤس والعوز والفقر وسلبت منه القوة والارادة. في تلك الاوقات وفي ظل هذا السيناريو المأساوي الذي سميناه السيناريو الاسود، تم بناء مؤتمر حرية العراق وفق بيان سياسي وبديل سياسي دقيق وشفاف " منشور المؤتمر" الذي كتبه كورش مدرسي. تبنينا السياسة والتكتيك هذا ليتسنى لنا تحشيد القوى ليتسنى لنا تحجيم نفوذ القوميين والطائفيين وتخفيف عامل الخوف على كاهل العمال والنساء والشباب، تبنيناه في سبيل ردء خطر الانشقاق الاجتماعي على اساس الطائفية، وتبنيناه في سبيل حشد القوى وتنظيمها بوجه القتل على الهوية، بوجه الصراع الطائفي، بوجه الاحتلال والسيناريو الاسود هذا، تبنيناه في سبيل توفير الخبز والحرية للناس، للعمال والنساء.... هذا الذي لم يتم ولم يتحقق. لماذا؟ لان الحزب لم يقف على اساس طبقي متين، لان الحزب ليس لديه مقومات الحفاظ على منجزاته ومنظماته التي شكلها. بدون الحزب ليس بامكان هذه المنظمات ان تبقى كمنظمات نضالية، ليس بامكانها ان تتطور وتتوسع، وان تحشد القوى لصالحها، وهذا ما شهدناه ونشهده الان ايضا.

لان الحزب ليس لديه موطأ قدم طبقي، حينذاك ومع بناء هذه المنظمات تحولت كل اعماله ونشاطاته الى نشاط تلك المنظمات، حيث تحول النضال في سبيل تحسين امور معاشية ونضالية للعمال الى الاتحادين، وأحيل المجتمع برمته الى مؤتمر حرية العراق. والحال كهذا لم يبقى من الشيوعية شيئاً، حيث الشيوعية هي حركة اخرى، هي ليست الاتحادات العمالية، ولا منظمات للمراة ولا مؤتمر حرية العراق، بل هي حركة اخرى تهدف الى استراتيجية خاصة بها، الغاء الملكية الخاصة، عبر حزبها. هذه الحركة ونضالاتها وهويتها ليست مرتبطة باوضاع سياسية، انها عملية سياسية دؤوبة في اية مرحلة من المراحل السياسية التي يمر بها المجتمع. عليه بدل تقوية الحزب تحول نشاط الحزب عند انشاء هذه المنظمات الى ضعف، تحولت قوته الى ضعف. وهذا نتيجة طبيعية، لاي حزب شيوعي يهدف الى تحقيق الثورة العمالية، اذا لم يحقق وجوده الطليعي في داخل الصف الطليعي للطبقة العاملة. ان سياستنا كانت مهمة فعلا ودقيقة فعلا، لكن ادائنا واسلوب عملنا بسبب عدم تواجدنا داخل الصف الطليعي للطبقة العاملة تحول الى اساليب عمل تشبه اي شئ لكن لا تشبه شيوعية ماركس. وفي التحليل الاخير تحولت السياسة هذه، الى شئ اخر وافرغت من محتواها.

يقول منصور حكمت بصدد التكتيك" العمل الروتيني الشيوعي ، يعني الأعمال نفسها الضرورية لانتصار الثورة العمالية. يعني إدخال الاشتراكية إلى صفوف الطبقة العاملة وتنظيمها في حزب عمالي، وإدخال التكتيكات الحزبية إلى صفوف الطبقة العاملة وتحشيدها حول هذه التكتيكات، وتعريف الأوضاع الخاصة بها في اي مقطع، وتنظيم النضال الطبقي في كافة أوجهه. نفس هذه الأشياء التي نقولها على الشيوعيين أن يؤدوها ويؤدونها."(ندوة في المؤتمر الأول لاتحاد النضال الشيوعي/ندوة أسلوب العمل سنة 1982/ التاكيد مني )*

إذن التكتيك مثل الوظائف الروتينية او الهوية الشيوعية، يتطلب تحشيد قوى الطبقة حولها قبل اي شئ اخر. "في السياستين المحوريتين للحزب، او التاكتيكين الرئيسيين "الانفصال وتجاوز السيناريو الاسود" كنا ولحد الان نتطلع الى المجتمع. ناسين ان المجتمع منسقم الى طبقتين، وعلى اي منهما نرتكز؟! بصفتنا شيوعيين ليس امامنا خيار غير اختيار طبقتنا العاملة، وجزئها الطليعي، للارتكاز عليها، والمضي قدما بها صوب السلطة السياسية، صوب تحولها الى قوة مقتدرة اجتماعيا. لان الاوضاع غير روتنية، كانت الضحية ايضا الهوية الشيوعية، وكانت انظارنا الى المجتمع بعموميته... لكن الواقع الاجتماعي هو في الوقت نفسه، هو واقع تاريخي، لا يقبل هذه المسارات الخاطئة. المجتمع يفرض عليك سواء كان كحزب او كافراد، ان تختار بين الطبقتين، نحن عاندنا المجتمع، وكنا عنيدين ونعاكسه ومتزمتين بقوة ونهتف ليعيش المجتمع بدل أن نقول لتعش الطبقة العاملة، لان المجتمع الحالي هو مجتمع برجوازي. افكاره، تقالديه، سياساته، اعماله... علينا الرقص على اوتار طبقتنا وليس على نغمات متنوعة مختلفة للمجتمع، حيث الدبكات مختلفة بين حين واخر، ليس بامكان اي حزب ان يمارسه ناهيك عن الاحزاب الشيوعية. هكذا اذن، ان عملنا مع سياستين محوريتين للحزب وفي مرحلتين مختلفتين، كان التوجه الى المجتمع، والركض وراء الشهرة والاكسيون، والمجتمع يسلم اليك حقك فقط، وهذا حقنا الذي حصلنا عليه لحد الان. النضال داخل عمومية المجتمع والتحول الى قوة ومن ثم نقله الى الطبقة العاملة، هذا هو عملنا واسلوب عملنا،على الصعيد العملي. من جانب اخر ليس بامكاننا كحزب ان نتبى اساليب غير شيوعية، مثلا اساليب شعبوية، او الشيوعية الروسية، وفي الوقت نفسه تحقيق تاكتيك شيوعي، هذا تناقض في الواقع الاجتماعي. هذا مبحث اخر ليس هنالك مجال لبحثه، العلاقة بين التاكتيك واسلوب العمل. بهذا نصل الى الحزب والمجتمع...

*جعل بحث الحزب والمجتمع، كاريكاتوراً

من اراد ان يفهم بحث منصور حكمت حول الحزب والمجتمع بدون الطبقة العاملة والمجتمع، حينذاك يصل الى ثنائية مغايرة وهي ثنائية "الطبقة والمجتمع" وهذه ثنائية عجيبة، لا تمت بصلة لماركس ولا منصور حكمت، بل هي تحول ماركس ومنصور حكمت الى كاريكاتور بحت. لان مفهوم حزب الطبقة هو بديهي ومسلم به من قبل منصور حكمت، الحزب هو مولود وناتج من ذات الطبقة بل الجزء الطليعي منها، عليه ان اساس بحث منصور حكمت هو بحث حزب الطبقة والمجتمع. لان ليس هناك تاريخ بلا طبقات ومجتمع بلا طبقات. ليس بالإمكان الحديث عن المجتمع بدون الطبقة كما ليس بالإمكان الحديث عن الطبقة بدون المجتمع حيث وعائها الاكبر.

براي ان الحركة الشيوعية العمالية كحركة وكاحزاب استلمت البحث بالثنائية الخاطئة وليس بما رسمه منصور حكمت. لكن قبل ذلك اود ان اؤكد على مسالة مهمة، وهي لماذا كتب منصور حكمت هذا البحث، وهذا البحث جزء لا يتجزء من بحث "الحزب والسلطة السياسية" اي ان بحث "الحزب والمجتمع" هو سلم للوصول الى السلطة السياسية. براي ان بحث الحزب والمجتمع وبحث الحزب والسلطة السياسية ليستا بحثين جديدين لمنصور حكمت "اقصد سنة 1998" بل كتب حول هذه المواضيع قبل ذلك بكثير حين كتب ابحاثه حول اسلوب العمل والنقاشات الدائرة حوله قبل تشكل الحزب الشيوعي الايراني وبالتحديد في سنة 1982 في ندوات حول اسلوب العمل في اتحاد النضال الشيوعي، وبعد ذلك في مبحث "المحرض العمالي". لكن لماذا كتب هذين البحثين. منصور حكمت يجيب على هذا السؤال ويقول "أود الشروع بمجموعة من النقاط التي تبدو وكأنها أسئلة باعثة على الكفر نطرحها على أنفسنا. باعثة على الكفر بمعنى أن الأجوبة النظرية حتى الآن تضع طرح هذه الأسئلة نفسها تحت طائلة الشك والظنون. "(منصور حكمت/ الحزب والسلطة السياسية/ التاكيد مني)*.

ان القضية الاجتماعية الرئيسة هي السلطة السياسية، وليس بمعنى استلام السلطة فحسب بل ايضا بمعنى القوة والاقتدار، تحشيد القوى وتنظيمها، العمل والنضال في مركز المجتمع وحول قضايا المجتمع، كانت مسلوبة من الشيوعيين، ليس الافق السياسي فقط بل اساليب العمل والتنظيم والتحزب ايضا، بل واكثر من ذلك، سلبت من الشيوعية بنيتها، عليه يؤكد منصور حكمت ان السلطة السياسية وعبر الحزب هي قضية الشيوعية، ليس الشيوعية البرجوازية بل شيوعية ماركس. انه كتب هذين البحثين، ليقول نحن تاخرنا، وليقول لرفاقه نحن لحد الان نخاف من توجيه هذه الاسئلة، نخاف من المواجهات الإجتماعية تلك المواجهات التي تقربنا من مركز القرار تقربنا من اهدافنا واخيرا نخاف من السلطة السياسية، نخاف منها لان البرجوازية عبر اكثر 70 سنة (وقت كتابة البحث) سلبت كل المقومات الطبقية منا بحيث حولت الشيوعية الى حركات اخرى الى حركات شبابية وعمومية جماهيرية، حولتها الى اشكال وانواع من البرجوازيات القومية والوطنية... يذكر رفاقه بان لا خوف على الشيوعية اذا نتمكن من ادائها، ادءاً متقنناً. انه يقول "كانها باعثة على الكفر نطرحها على انفسنا" لانه يعرف ان قضية الشيوعية الدارجة، هي ابعاد العمال من السلطة السياسية، ويعرف ان سنن وتقاليد هذه النوعيات من الشيوعية اثرت على الطبقة العاملة وعلينا ورفاقه في الاجتماع. حيث أن كل من علق على علمه مطرقة ومنجل او لصق صورة جيفارا في علمه او تيشرته، او يرفع راية الاقتصاد الوطني وبيعه بالجملة كانه شيوعية.... منصور حكمت ناضل في سبيل بناء حزب سياسي ماركس عمالي قوي ومؤثر على الحياة السياسية في إيران خلال 18سنة (وقت كتابة البحث) هذا لم يتحقق في تلك الفترة، انه ينتقد رفاقه، ويقول لهم ان "استلام الحزب للسلطة السياسية" ليس كفرا بل هو محتوى نظرية ماركس الثورية. بالنسبة له ان الحزب الشيوعي العمالي هو حزب الطبقة ويمثلها على الصعيد الاجتماعي لاستلام السلطة السياسية. بالنسبة له ان الطبقة والحزب منصهران في بوتقة اجتماعية واحدة. مثل ماركس يبدأ من الطبقة خصوصا بعد بنائه لفراكسيون الشيوعية العمالية في صفوف الحزب الشيوعي الايراني. الطبقة هي اساس ابحاثه ولم يبحث الحزب والمجتمع بدون الطبقة، الطبقة موجودة في محتوى ابحاثه وتشكل بنيته الاساسية. من خلالها اي من خلال الطبقة وجزئها الطليعي يصل منصور الى المجتمع وعلاقة الحزب بالمجتمع على اليات اجتماعية واضحة.

حين يتحدث منصور حكمت عن المجتمع وعلاقته بالحزب، يتقدمه بالحزب الطبقة، اي ان الحزب الشيوعي العمالي/الطبقي الذي لديه اقلية طليعية في الصف النضالي للطبقة العاملة بامكانه ان يؤدي دوره، وان يستلم السلطة في مرحلة من مراحل الثورة اذا توفرت شروط اجتماعية اخرى. فهو يقول "إن حزباً عمالياً، ومع كونه يشكل أقلية في صفوف العمال، بإمكانه، في فترات تاريخية معينة، بلورة حركة أغلبية العمال، والقيام بالثورة والإمساك بالسلطة والحفاظ عليها ومن خلال هذا السبيل يمكن في الأساس التحول الى الأغلبية. بتصوري يمكن القيام بهذا العمل."( منصور حكمت/ المصدر نفسه/ التاكيد مني)* إذن ان الحزب وفق تصوره هو حزب عمالي حشدت قواه الطبقية "اقلية في صفوف العمال" اي الاقلية الطليعية، التيار الشيوعي العمالي داخل صفوف الطبقة العاملة، هو الذي بامكانه ان يقوم بالثورة حين يأتي الاوان، وليس في اي وقت. اي حين تتوفر الشروط الاجتماعية لاستلام السلطة. لان قضية الثورة ليس قضية من صنع الاشخاص والاحزاب بل هي قضية اجتماعية لها اسسها واليات عملها الاجتماعية.

ولکن كيف استلم حزبنا هذا البحث؟ وبراي هذا يتعدى حزبنا ويشمل احزاب اخرى من نوعنا. استلمناه وافرغناه من محتواه الطبقي، وحولناه الى كاريكاتور بحت. حيث حول البحث الى الصاق الصور مع مقالات الرفاق، ندوات وبانيلات علنية، انشاء سايتات شخصية واصدار بيانات باسم الاشخاص، ومحاولات او حتى منافسة حول اللقاءات مع القنوات الفضائية والاذاعات (هذه المسائل ضرورية ولكن هی قشرتها و ليس لبها) وسلبنا من البحث قوته اي بنيته الرئيسة وهي " تشكيل اقلية في صفوف العمال" اي تنظيم الجزء الطليعي تنظيما شيوعيا متراصا. حولناه من تنظيم وتثوير هذه الاقلية الى التوجه نحو المجتمع، بعموميته، توجه نحو تنظيم فئات اجتماعية ليس بامكانها ان تقلب موازين القوى، وليس بامكانها ان تجيب على القضايا الاجتماعية الكبيرة، حسم السلطة، او حتى التاثير على توازن القوي، ناهيك عن المحتوى الطبقي. أي حزب سياسي سواء كان برجوازيا او عماليا ليس بامكانه ان ينمو بدون طبقته، ليس بامكانه تطبيق وتحقيق اساليب عمله على الطبقة الاخرى وخصوصا الجزء الطليعي منها. هذا قانون اجتماعي. اذا اردت ان تفوز بالمجتمع عليك ان تفوز بطبقتك قبل ذلك، تكسب طبقتك قبل ذلك، من خلال جزءها الطليعي. واذا اردت ان تسبح في المجتمع بعرضه وطوله حينذاك، لن تتبنى اي طبقة حزبك بل يتحول الى حزب لا اجتماعي هامشي. وبصفتنا شيوعيين ليس لدينا الاختيار غير تحويل سكتنا ووضع حزبنا على سكته او بنيته الاصلية، الطبقة العاملة. ان تحويل هذه البحث الرائع الى الكاريكاتور، كان نتيجة حتمية، لعدم حضورنا في قلب نضال الطبقة. بدون الطبقة ليس بامكانك ان تتحرك نحو المجتمع. مثل ما تقوم به البرجوازية، هي لديها طبقتها وتدعو المجتمع كله الى الالتفاف حول سياساتها وتقاليدها ودستورها وقوانينها وتراثها الرجعي، ودولتها وحكومتها. منصور حكمت نفسه يحذرنا من هذا الامر يحذر قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي حين يقول "ان بحث الحزب والمجتمع ذا صلة بالحزب الشيوعي العمالي العراقي قبل أي طرف اخر. افترضوا اننا تمكنا من استعادة مقراتنا في السليمانية مرة اخرى واعدنا عقارب الساعة اشهر للوراء، وماذا بعد ذلك؟ ماهو برنامجنا وخطتنا للتقدم والانتصار؟ ان هذا سؤالاً ينبغي ان ينال جواباً اجتماعياً من قادة الشيوعية في العراق. ان الشيوعية بوصفها جماعة ضغط ذا قيمة ونفع محدودين. بيد ان الشيوعية بديل، اداة لتغيير اساسي في حياة الناس. انها ذلك الشيء الذي انفقنا العمر من اجله...( منصور حکمت/ ملاحظة للجلسة مع قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي-ترجمة فارس محمود /سنة 2000/ التاكيد مني)*. يحذرنا من ان الشيوعية ليست لها منفعة اذا تعمل وفق اساليب عمل وافق جماعات الضغط، لان الشيوعية هي عامل للتغيير وليس عامل للضغط، هي بديل وتغيير جذري في حياة الناس. لكن الشيوعية كعامل للتغيير والبديل، هي حركة اجتماعية طبقية، عليها ان تتواجد في قلب الصراع الطبقي ، والتواجد هذا يرسم بنيان الشيوعية. بدون هذا التواجد القوي لا يبقى من الشيوعية اي شئ، الا سفسطة فلاسفة، ونحن علينا التغير وليس التفسير كما يقول ماركس في فروضاته حول فيورباخ.

لان لم يكن هناك ثنائية الطبقة والمجتمع، بطبيعة الحال ليس هناك ثنائية حزب الطبقة والمجتمع، سواء كان للبرجوازية او الطبقة العاملة، هذه الثنائية ليست مطروحة من قبل الاحزاب البرجوازية، حيث لديها تقاليدها السياسية العديدة والمتنوعة. يمعنى اخر ان قضية حزب الطبقة البرجوازية هو بطبيعة الحال هو الحزب المجتمعي او الاجتماعي، كشئ مسلم به، بدون اي تفسيرات او تجريدات تحليلية وفلسفية. اي حزب برجوازي سواء كان صغيرا او كبيرا، سائدا او غير سائدا، مقتدراً او ضعيفا، يعمل مباشرة ومنذ اليوم الاول من تاسيسه في سبيل الفوز بالمجتمع عبر استلام السلطة السياسية وفق تقاليده المختلفة ليبرالية، او ديمقراطية، قومية او برجوازية او اصلاحية بتشعباتهما المختلفة.وهكذا للطبقة العاملة، والإطروحة الثورية لماركس لانرى الحزب والمجتمع مطلقاً، ان الحزب في اول وهلة ومنذ تاسيسه يحاول ان يجعل من الطبقة العاملة، الطبقة السائدة اي الطبقة التي تفوز بالمجتمع عبر الظفر بالسلطة السياسية. وهكذا نرى لينين وهكذا نرى منصور حكمت في بحثيه "الحزب السلطة السياسية" و"الحزب والمجتمع ". حزب الطبقة مفروض لديه ومسلم به. لكن وبسب استلاب التقاليد الشيوعية من قبل الحركات البرجوازية يعود ويؤكد على علاقة الحزب بالمجتمع عبر طبقتها وليس بدونها.

*الهوية الشيوعية: العمل الروتينى( التحريض، الدعاية، التنظيم)

" وفق رؤية تحليلية ورؤية تاريخية في حركتنا، يبدأ بحث اسلوب عملنا، من بحث برنامجنا وعقيدتنا. ان سننا بطبيعة الحال يجب ان تكون جزءاً من عقائدنا. ان كل الموضوع هو ان هذه السنن ليست جزءاً من عقيدتنا، بل سنن طبقة وفئات اخرى في المجتمع متعهدة بالملكية الخاصة، هي التي تشكل جزء من عقيدتنا وسننا. نحن نهدف الى توديع سنن الطبقات الأخرى، وادخال سنن طبقتنا في اعمالنا..." ( منصور حكمت/ ندوة في المؤتمر الأول لاتحاد النضال الشيوعي/ندوة أسلوب العمل سنة 1982 / التاكيد مني)*.
لا اريد الخوض في هذا الموضوع لان الموضوع اي "الهوية الشيوعية" السنن الشيوعية العمالية، العمل الروتيني،... مبحث خاص ومتشعب للغاية.... لكن اريد ان اؤكد على قضية مهمة، وهي ان بدون نقد جذري لاساليب عملنا والسنن والتقاليد التي عاقت تحويل الحزب الى قوة مقتدرة سياسيا، ليس بامكاننا ان نتقدم الى الامام. وهذا النقد قبل ان يكون نقداً نظريا وسياسيا، هو نقدا عمليا، يتحقق بتواجدنا كجزء من النضال الطبقي بوجه الراسمال. عليه اكتفي بقدر من رؤس اقلام ومحاور حول هذا الموضوع وبراي أكثر اهمية من مواضيع اخرى في هذه المرحلة. براي ان البحث هو باي سنن وتقاليد واساليب عمل بامكاننا ان نحقق برنامج الحزب؟. ان برنامج الحزب هو جزء من هويتنا، كما اسلوب العمل وسننا النضالية. اذا كان برنامجنا هو ملخصا "الغاء الملكية الخاصة" كما يقول ماركس، حينذاك باي اساليب عمل وسنن نضالية يتحقق هذا الهدف؟ فقط ان الطبقة العاملة بامكانها ان تنفذ عمليا هذه الاساليب والسنن، في خضم النضال الطبقي بوجه الراسمال، لغاية نفي او الغاء الملكية الخاصة عبر ثورتها الاجتماعية. وفق هذه الرؤية، يترتب علينا:
- نقد انواع السنن والتقاليد النضالية اللاعمالية السائدة في الصف الطليعي للطبقة العاملة./ التنظيم، التحريض، الدعاية..
- نقد الأفق السياسي السائد في صفوف طليعيي الطبقة، الذي ادى الى اعتماد او سيادة تلك السنن والاساليب...
- توضيح رؤية الشيوعية العمالية حول القضايا الجارية للطبقة العاملة... الخصخصة، قانون التمويل الذاتي، النضال ضد البطالة، مسائل النضال الاقتصادي للعمال بصورة عامة
- اللجان الشيوعية وبنائها عملياً، والعوائق الموجودة...
- التنظيم والاضراب/ اسلوب عمل
*الخاتمـــــــــــــــــــــــــــــــة
منطقتنا في الشرق الاوسط والعالم العربي، تمر بـ" اوضاع ثوریة" بدأت من تونس ومثل نار في الهشيم اانتقلت الى بلدان اخرى مصر، اليمن، البحرين، سوريا، ليبيا... اجهضت بعضها باسم الثورة وافرغت من محتوائها كما حدث في ليبيا و سوریا، وبعضها مستمر كما في مصر... وتراجع الوضع الثوری فی العراق علی اثر عدم وضوح الرؤیه‌ السیاسیة وتاثیر سیاسات بلدان اخری علی مسارات الثورة، والقمع المستمر.. ولکن الحرکة الاحتجاجیة مستمرة لحد الآن .
الدرس الاهم والمحوري في كل هذه "الثورات" هو انه بغياب الطبقة العاملة كقائد للثورة ليس بالأمكان ان نتحدث عن انتصار الثورة ولا حتى الاصلاحات الجذرية ايضا. التجربة الانتخابية في تونس ومصر، التي فاز فيهما الاسلام السياسي ، تثبت هذه الحقيقة، ومليئة بهذه الدروس. والعراق الذي تجاوزت الاحتجاجات الجماهيرية فيه تسعة أشهر وبصورة منظمة في كل يوم جمعة في بغداد ومتقطعة في المحافظات الأخرى، دون ان تتسع رقعتها، دون ان تنظم نفسها وفق رؤية سياسية موحدة، يدل بما لا يقبل الشك بان الضعف الرئيس هو عدم اقدام الطبقة العاملة على دورها السياسي. بدون الدور الريادي لهذه الطبقة ليس بالإمكان الحديث عن تطوير وتوسيع رقعة الاحتجاجات الجماهيرية لصالحها. ان الطبقة العاملة وبالتحديد جزءها الطليعي لديها نقص كبير في الأداء النضالي، الرؤية الشيوعية العمالية.
من جانب اخر نفرض تطور وتوسع الاحتجاجات لا بل تحولت الى الثورة في العراق حينذاك في ظل الثورة العمومية "مثل مصر، ثورة كل الطبقات والفئات" هل ان الطبقة العاملة مستعدة لقيادة هذا الامر؟! هل جزئها الطليعي منسجم فكريا وسياسيا وفق رؤية ماركس "الشيوعية العمالية"؟! هل لديها عشرات من اللجان الشيوعية في المعامل والشركات الكبرى وبالتحديد في القطاع النفطي، والاحياء السكنية؟ هل وهل...؟! يجب ان يتهئ الحزب لهذه المهمة، هكذا يقول برنامجنا، وهذا الهدف الذي صرفنا عمرنا من اجله.
هذا البحث هو جزء من الابحاث التي قدمتها، خلال السنتين الماضية... الحركة العمالية/ افاقها، التنظيم الشيوعي في الخارج، اسس التنظيم الشيوعي في العراق، النضال ضد البطالة، .... في سبيل وضع الحزب علی موطئه الطبقی فی خضم الصراع الطبقی، کقوة شیوعیة مقتدرة. انتهى البحث.



المـــــــــــــــصادر والابـــــــــــــــــــــــــــــــــحاث
- الايديولوجية الالمانية/ ماركس -انجلز
- البيان الشيوعي/ ماركس-انجلز
- ماهي الشيوعية/ انجلز
- اطروحات حول فيورباخ/ ماركس
- الحزب والسلطة السياسية/ منصور حكمت
- الحزب والمجتمع/ منصور حكمت
- اختلافاتنا/ منصور حكمت
- اسس الشيوعية العمالية/ الندوة الاولى حول الشيوعية العمالية(الفارسية)/ منصور حكمت
- اسس الشيوعية العمالية/ الندوة الثانية حول الشيوعية العمالية( الفارسية)/ منصور حكمت
- ندوة في مؤتمر الاول لاتحاد النضال الشيوعي/ندوة اسلوب العمل 1982( الفارسية)/ منصور حكمت
- ملاحظة للجلسة مع قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي 2000/ منصور حكمت
- اللجان الشيوعية/ كورش مدرسي
- مبادئ العمل الشيوعي/ كورش مدرسي( الفارسية)
- الحزب الشيوعي واقتدار السياسي/ الشيوعية العمالية واربعة تجارب/ كورش مدرسي(الفارسية)
- الحزب الشيوعي العمالي العراقي، التحديات والافاق/ كورش مدرسي (الفارسية)
- برنامج الحزب الشيوعي العمالي العراقي(عالم الأفضل)
- اسس التنظيم الشيوعي في العراق/ سامان كريم



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول التحزب الطبقي وتوجهنا السياسي
- حول المستجدات السياسية في العراق على هامش قضية طارق الهاشمي
- حول الوضع السياسي في العراق
- بمناسبة حل منظمة -مؤتمر حریة العراق-
- قيادات شابة، هي حاضر الحزب ومستقبله!
- مصر الى اين؟!
- حوار جريدة -الشيوعية العمالية- مع سامان كريم
- سامان كريم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العر ...
- النضال ضد البطالة
- مصير - الربيع العربي- مرهون بحضور الطبقة العاملة كقوة مقتدرة
- رسالة الى الرفيق/ حول التنظيم 2
- رسالة الى الرفيق: حول التنظيم
- ما صورته -الثورة- الليبية لنفسها، بأنه اكثر الاحداث ثورية، ا ...
- أسس الشيوعية العمالية لتنظيم الطبقة العاملة في العراق
- سياسة اوباما و الصدر، وجهان لعملة واحدة
- إخراج الطبقة العاملة كقوة سياسية مقتدرة بوجه الرأسمال و سلطت ...
- الوضع السياسي في العراق واجتماع قادة الكتل السياسية يوم 2 من ...
- (حوار مع سامان كريم حول الفيدرالية
- العملية السياسية الراهنة، والحركات البرجوازية في العراق!
- الدولة في العراق الراهن و التكتيك الشيوعي العمالي!حول تصورات ...


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامان كريم - التحزب الطبقي... بصدد تجربتنا في العراق