أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - تعاون الحكم الملكي مع امريكا لمد اسرائيل بيهود العراق وحرماني من عائلتي















المزيد.....

تعاون الحكم الملكي مع امريكا لمد اسرائيل بيهود العراق وحرماني من عائلتي


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3634 - 2012 / 2 / 10 - 13:41
المحور: سيرة ذاتية
    


تعاون الحكم الملكي مع امريكا لمد اسرائيل بيهود العراق وحرماني من عائلتي
اسس الحزب الشيوعي العراقي جمعية مكافحة الصهيونية عام 1946 واستطاعت بنشاطها الاعلامي رغم قصر مدة اجازتها ان تكشف كنه الصهيونية العنصري ومعاداتها للعرب بما فيهم اليهود . باعتبار الصهيونية صنو الفاشية ربيبة الامبريالية واداة لتنفيذ مشاريعها لاحكام سيطرتها على البلدان العربية واستغلال ثرواتها وشعوبها. وكان لجريدة العصبة دور تثقيفي كبير فقد كتب الرفيق فهد معظم مقالاتها الافتتاحية.كما كان لاجتماعاتها الاسبوعية الحاشدة اثرها الكبير على معظم يهود العراق. كانت اختي حبيبة وخطيبها من نشطاء الجمعية حتى اغلاقها من قبل الحكومة واعتقال مؤسسيها . وبعد ذلك اخذ النشاط الصهيوني يتعاظم في العراق وباسناد ليس من الامبريالية البريطانية المهيمنة على العراق فقط بل ومن الامبريالية الامريكية التي اخذت تزاحم النفوذ البريطاني في اغنى بقاع العالم بالنفط دون مقاومة تذكر, لا سيما بعد الضربات القاسية التي تلقاها الحزب الشيوعي العراقي. وحرص النظام على الربط بين الشيوعية والصهيونية في جميع وسائل الاعلام . ومع ذلك فقد كانت مظاهرات الاحتجاج على وعد بلفور سنويا وعلى جميع المشاريع الاستعمارية ضد الشعب الفلسطيني ولاسيما ضد تقسيم فلسطين واقامة الدولة الاسرائيلية هي من اوسع التظاهرات . وتصدرت وثبة كانون بالاضافة الى الشعارات الوطنية شجب قرار تقسيم فلسطين واقامة الدولة الاسرائيلية . ولكن الحكومة التابعة استغلت قرار تقسيم فلسطين وانشاء الدولة الاسرائيلية في 15/ايار/1948 لفرض الاحكام العرفية وضرب جميع مكاسب انتفاضة كانون والقيام بحملة ارهابية ضد القوى الوطنية عموما والحزب الشيوعي خصوصا . وبلغت ذروتها باعدام قادة الحزب الشيوعي فهد وحازم وصارم. وجمد الحزب الوطني الديموقراطي نشاطه احتجاجا على الارهاب . فخلا الجو للسلطة العميلة وتجرأت على تقديم اكبر مساعدة لدولة اسرائيل في عام 1950 باصدار قرار اسقاط الجنسية العراقية عن كل يهودي عراقي يرغب بالسفر الى اسرائيل. والتظاهر بمنتهى الديموقراطية بمنحهم حرية الاختيار في حين اخذت تمارس اجهزتها والعصابات الصهيونية مختلف وسائل الارهاب فقد رميت عدة معابد يهودية بالقنابل ومورست مختلف وسائل الترهيب على الموظفين اليهود في دوائرهم بعد ان لمسوا عزوف اعداد كبيرة منهم عن ترك وطنهم . وكان اصغر اخوالي موظفا في السكك الحديدية ومعاديا للصهيونية ومصرا على البقاء في العراق . فارسل في طلبه مدير عام السكك الحديدية الانكليزي وهدده قائلا, الا تعلم ان كل يهودي عراقي يرفض السفر الى اسرائيل يتهم بالشيوعية او الصهيونية!!ويواجه احكاما قاسية!!
لم يكن احد من العائلة يفكر يوما بمغادرة الوطن ويكره الجميع الفكر الصهيوني , ولكن والدي ليس كصهيوني ولكن كيهودي متدين ومعاناته بعد اعتقالنا فضلا عن تدهور وضعه الاقتصادي قرر السفر مصطحبا معه ىزهير وهو اصغرنا وعمره انذاك ست سنوات وامل اصغر اخواتي وعمرها تسع سنوات عام 1951. ودعناهم بعد ان سمحت ادارة السجن لزهير وامل البقاء معنا ليلة سفرهم. فما كان من امل الا ان تلعن الصهيونية والشيوعية قائلة, لقد حرمتنا الشيوعية منكم وتحرمنا الصهيونية من وطننا!! ولم اجد مجالا لتصحيح رأيها بالنسبة للشيوعية. ولم ار والدي بعد ذلك فقد توفى عام 1983, ولم التق امل الا عام 1994 فقد زارتني في استوكهولم ولم استطع التعرف عليها لولا قدومها مع خالتي دوريس التي فارقتها منذ اطلاق سراحها وتسفيرها عنوة الى اسرائيل من قبل الحكومة عام 1953. فقد بلغت امل الثالثة والخمسين اي بعد ان اصبحت امرأة كبيرة وتغيير شكلها جذريا. ولم ارى زهير الا عام 1996 اي بعد ان بلغ الثالثة والخمسين من العمر , في باريس حيث تمكن من الدراسة والعمل فيها كبروفيسور في الطب. وهكذا حرمت من رؤية كل افراد عائلتي ولم يبقى منهم في العراق سوى امي , من عائلة يزيد عدد الاقربين منهم على المائة فرد بين اخوة واخوات وخالات واخوال وعمات واعمام وعوائلهم.
لم تكن علاقاتي متينة مع اخوة واخوات ابي ولم يزرني احد منهم بالسجن لعدم تقبلهم لمستوانا الفكري والاجتماعي وارائنا السياسية دع عنك دخولنا السجن. ولكن علاقات متينة وحميمية كانت تربطني باخوالي وخالاتي , ففضلا عن ارتباطنا العائلي المتين كان يجمعنا المستوى الاجتماعي والفكري ولاسيما الشعور الوطني.
بقيت امي لوحدها مضحية باولادها الصغار لترعى الكبار وهم في السجن ولحق بها ابن عمتي فاروق . كان مهندس ري وسبق ان خطبني منذ ان كان عمري اثني عشر عاما عندما جاءنا ليقضي فترة ضباط الاحتياط في العمارة وبقي ثابتا على حبه رغم رفضي له. وبعد سفر عائلته الى اسرائيل انتقل الى بغداد ليعيش مع امي ويتكفل بنا جميعا .
كانت اشراقة طلعة امي في كل زيارة تهدم كل اسوار السجن من حولي وتشعرني بالسعادة والطمئنينة واعتدت عند انتهاء الزيارة مباشرة اسالها متى ستعود.فكانت نظراتها تعبر عن احتدام مشاعرها واتناقضها, لماذا اذن يا لبنتي قبولك البقاء في السجن!!ومشاعر الامومة الجياشة والحنين الى اللقاء السريع . اذ يستحيل البديل وهي تعرف سلفا موقفي من الذين ينبذون المبدأ لقاء حرية مزيفة تستبدل جدران السجن بجدران داخلية من الندم وتعذيب الضمير. ولذلك لم تجرأ ان تطلب مني ذلك صراحة . ولكنها توجه كل طاقاتها لتذليل كل الصعوبات والحواجز لزيارتي ولاسيما بعد ان انتهت محكوميات اختي وخالتي والاخريات عام 1953 وتسفيرهن مكبلات الى اسرائيل.
بقيت الحكومة العراقية العميلة تمد اسرائيل بالحياة فترسل من ينهي محكوميته قسرا الى اسرائيل دون ان تطلق سراحه ولاتفك قيوده الا وهو على ظهر طائرة تقله الى اسرائيل . وهكذا فعلت مع اخي فؤاد بعد ان انهى محكوميته عام 1955.
واجهت امي الكثير من الصعوبات في تحقيق زياراتها لي لكثرة مصادماتي مع الادارة سواء بسبب علاقاتي مع السجينات العاديات او مجابهتي للمسؤليين بما فيهم وزير الداخلية عند زيارتهم للسجن او عندما يحضرون طلابا من الكليات ليخيفونهم من النضال وعواقبه, بما فرضوه علينا من احكام. فكنت اتصدى للزوار الرسميين بفضح تعاونهم مع الاستعمار وتنفيذ مخططاتهم بالقضاء على المعارضة بمختلف السبل وفي الحديث مع الطلبة وتشجيعهم على النصال.وكثير ما كان الطلبة يبدون اعجابهم بمعنوياتنا ولاسيما بعد ان يعلموا بمضي العديد من سنوات السجن دون ان تضعف ارادتنا بل وتاججها. وزارنا مرة العلامة علي الوردي وكان قد اصدر كتابا بعنوان , الشخصية المزدوجة للشعب العراقي, ولم ارتح لذلك لانني اجل شعبنا عن مثل هذه الاتهامات. وكان العلامة استاذنا في معهد الملكة عاليا في درس احوال العراق, وكنت معجبة باسلوبه وبالمامه باحوال العراق. فقلت له , كنت احترم اراءك عندما كنت تدرسنا احوال العراق ولكني لا احترم اتهامك لشعبنا المستعبد بازدواج الشخصية . فضحك وقال لمدير السجن الذي كان يرافقه لم تعد طالبتي تحترم ارائي.
وكان لزيارة وفد بريطاني للسجن عام 1957, تاثير كبير لا ينسى . وكانت في فترة من احلك سنوات السجن بعد عقد حلف بغداد وانشاء لجنة مكافحة المبادئ الهدامة وحرماننا من القراءة والكتابة ومن الزيارات غير الشهرية مع تشديد الرقابة وارهاب الزوار . وبدأ الوفد الحديث المملؤ بالتعاطف معنا والتوجع لمهانتنا وشبابنا, وصولا الى المبتغى . فقال احدهم , انتم شيوعيون امميون فما الفرق بين ان تناضلون هنا في العراق او في اسرائيل !! ونحن على استعداد لاقناع الحكومة باطلاق سراحكن فورا وتسفيركن الى اسرائيل حيث يعمل الشيوعيون بحرية !! فتصديت لهم بعد تشجيع من مسؤلتنا بنظرة خاطفة قائلة , ان المسؤلية لا تقع عليكم بل على الحكومة العراقية التي سمحت لكم بالمجيء الى هنا لجمع جنود لاسرائيل , اننا نفضل الموت في وطننا وفي السجون على السفر الى اسرائيل!! وكان غضبنا جميعا عارما افزعهم جميعا فولوا هاربين ولم يلتفت منهم احد سوى وزير الداخلية ليصلينا بنظرات التهديد والوعيد.
كان كل ذلك يحمل امي مصاعب جمة في الحصول على اي تصريح بالزيارة ولكن لم يثنها ذلك طيلة العشر سنوات, وكان اقساها تسفيري الى سجن البصرة.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنظيم حياتنا السجنية
- الفصل الثالث عشر سنوات السجن في سجن بغداد المركزي
- الفصل الثالث عشرسنوات في سجن النساء المركزي في بغداد
- 4- الاعتقال والحكم المؤبد
- مساهمتي في وثبة كانون / 1948
- الفصل الثاني الانعطاف الحاسم
- 2- بوادر الوعي الوطني
- الفصل الاول من رحلة حياة البدايات
- البشرية تغذ السير نحو تحررها رغم المصاعب والتضحيات
- رحلة حياة امرأة عراقية عبر اخطر مراحل تطور شعبها والبشرية
- تجتاز البشرية مرحلة المطالبة بالحرية الى مرحلة صنعها
- البشرية تغذ السير نحو تحررها رغم المصاعب والتصحيات
- يحق للفلسطينين التمتع باول منجوات عصر التحرر لانهم اغنوا تار ...
- الانتفاضات والاعتصامات المعاصرة ميادين اعداد الاجيال الصاعدة
- دماء الشهداء تؤجج الحراك الجماهيري وتطور اهدافه
- التحرك الجماهيري العراقي يوطد ديناميكيته بالتظافر مع تحرك عم ...
- البشرية تغذ السير نحو تحررها باسقاط الانظمة الموغلة بالتخلف ...
- ثورة 14/تموز رائدة الثورات التحررية المعاصرة ومحكمة الشعب من ...
- لماذا يموت الشعب الصومالي جوعا والسبيل الوحيد لانقاذه
- العامل الحاسم في اجتياز البشرية المرحلة الانتقالية لتحررها و ...


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - تعاون الحكم الملكي مع امريكا لمد اسرائيل بيهود العراق وحرماني من عائلتي