|
الرد الرصين على السيد علي الأمين
فائز الكنعان
الحوار المتمدن-العدد: 3634 - 2012 / 2 / 10 - 03:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اتفقوا على قدسية النص ولكن اختلفوا على التفسير
الجواب الرصين على السيد الأمين
(تركي الدخيل في برنامج إضاءات ولقاء مع السيد علي الأمين ) نص اللقاء http://www.youtube.com/watch?v=wjEQIXIE4zY&sns=em
الحقيقة المستمع العادي حين يسمع السيد الأمين لا يستطيع ان يخفي إعجابه بالرجل من حيث الطيبة والنوايا الحسنة. ولكن كما نعلم ان الطيبة والنوايا الحسنة لا تحل المشاكل .
قال الوردي في صفحة 13 من كتاب " مهزلة الفعل البشري" لايكفي في الفكرة ان تكون صحيحة بحد ذاتها، الأحرى بها ان تكون عملية وممكنة التطبيق. فبعض البشر لا يميزون بين الممكن وغير الممكن. ان وجود المشكلات دافع من دوافع التطور انتهى الاقتباس
نرجع للسيد الأمين الحقيقة فكرته ليست فقط غير عملية او من المستحيل تطبيقها وهو ليس الوحيد الذي يدعو لها ، فإذا سالت كل المشاركين في هذا الملتقى ( هذا اذا تجاوبوا معك) عن رأيهم بما قال الشيخ فان الغالبية ستصفق، ولكن هذا كما نعلم لايغير من شئ .
مقتدى الصدر، فالرجل حين تسمعه وغيرته على الدين وحديثه ودفاعه عن السنه والورع في وجهه الاهبل المفولي يجعلك تتسائل و لا تصدق انه وجيشه الكارتوني هو من قتل وشرد المئات من اهل السنه ومن جماعته وبالنهاية له اتباع ومريدين ونواب اكثر من الشيخ الأمين. (إذن ليس كل من له مريدون هو الطريق الصح حتى لو كانوا بالملايين). ان الدين الاسلامي معقد وليس وصايا عشرة ولا حفنه أحاديث بل عشرات الالاف من الآيات والأحاديث والروايات التاريخية المتناقضة والمختلف عليها في مصداقيتها وتفسيرها. فالمسألة ليست بسيطة كما يظهرها الأمين. وانت كلما دخلت بالتفاصيل كلما زادت الشقة ومثال هو رجال الدين في المذهب الشيعي فلكثرة التفاصيل وفتح باب الاجتهاد اصبح لكل رجل دين مدرسته ومريديه حيث يفسر على هواه وواقع الحال ان لكل منهم لديه دينه الخاص والذي لايتفق معه صاحب التكية المجاورة و قد يتحول الى طائفة بمرور الوقت .
لا يدرك السيد الجليل الأمين انه هو أيضاً مسك بعض تعاليم الدين وبعض الآيات التي أعجبته وفسرها ومططها بما يريح عقله البسيط والكاره للعنف وغض الطرف عن الأحاديث والآيات التي لاتلائم مزاجه كالتي تبشر القاتل بالجنة وبالنهاية تصور انه الدين الصحيح او الحق كما ان بن لادن يعتقد انه الدين الصح ، ولا يدري الامين ان الذي كفروه فعلوا نفس الشئ من حيث انهم اختاروا الآيات والأحاديث التي تناسب عقولهم وطريقة تفكيرهم والطرفين لايصدقون وينكرون الاخر. والحق يقال ان الطرفين صح وعلى حق فكل الأطراف لديها الدليل والبرهان. ودخلنا كما يقول المثل العامي في نفس الطاس والحمام ، فقال فلان وعلان، والحل في النهاية بمزيد من القتل والتكفير والفرقة. حديث واحد ممكن ان تتنازع عليه القبائل لعشرات بل مئات السنين كما هو مسالة ولاية على. فالبعض يقول انه ايد أبو بكر والبعض يقول لا لم يفعل الا بعد حين والحقيقة تجدها في سيرة الامام علي، فالذي يجيش الجيوش ويقاتل ويقتل من اجل الخلافة هو من الأكيد يعتقد انها ملك وحق صرف والا لما قبل الخلافة ومشاكل الخلافة وشق الصفوف الى يوم الدين. فمهما قيل عن سمو أخلاقه فان الحقيقة واضحة كالشمس بانه حارب وقتل وشرد معارضيه كما فعل العباد من بعده.
أنا اتفق مع السيد الأمين انه وأسلوب الحكم الحديث فانه لم تعد تهم من هو احق بالخلافة وباقي القصة المشروحة لان العقد الاجتماعي والنظام السياسي الذي انتجه الغرب لايمكن الا الاعتماد عليه في الوقت الحاضر وان اي اجترار للماضي هو خطا حيث الامور اصبحت معقدة ولا يستطيع شخص واحد وأمي كالخليفة ان يحلها بعد دردشة في الجامع بعد إكمال الوضوء والصلاة .
مرة ثانية أؤكد على موضوع وضع العربة قبل الحصان. وهذا ناتج عن قيود وانعدام حرية التفكير فالمتدين ليس لديه حرية التفكير من حيث انه لا يستطيع ان يلغي النص او الحديث المقدس ولذلك كالعادة فانه يترك الحمار ويمسك البردعة ، اي بتفسير ثاني يتناسى المشكلة الاساسية لان النص مقدس ويحاول ان يتفلسف بالغير ممكن.
انظر الى ابسط مثال ، الديانة المسيحية ورغم التطور الحضاري الذي وصله الغرب المسيحي فانهم لم يلغوا الطوائف الدينية ولم يخرجوا بقالب واحد ، بل انها تزداد عددا، وكلما زادت الحضارة علوا وازداد تقبل الاخر كلما ازدادت الطوائف. فالطوائف تظهر وتزول ولكن بقى المسيح كرمز للتسامح والأخوة والسلام.
إذن المشكلة ليست بتعدد الطوائف كما يعتقد الشيخ الامين ، فهذه كلها تصبح ثانوية اذا الانسان احترم المقابل وتخلى عن الحق والرائ المطلق .
إذن المشكلة اولا في الانسان الشرقي الذي لايتقبل الاخر ، ولكن كيف وصل الى ماوصل اليه الشرقي من العنف وعدم تقبل الاخر؟ الجواب بسيط اولا ابحث عن العنف في النص فستجده متوفر وبغزاره وثانيا التناقضات في النصوص وتنوعها والأدهى هو غموض النص وإمكانية التأويل حسب حرارة الطقس فقاتلوا الكفار او اقتلوا الكفار هي شهادة بقتل اي انسان ، فهل يتفق اي مسلمين اثنين على تعريف كلمة الكافر وبالنهايه اصبح الكافر هو الذي لا اتفق معه وهذه هي طبيعة البشر. (فاتفقوا على مصداقية النص ولم ولن يتفقوا على التفسير وهذا هو البيت القصيد ومشكلة المشاكل ). من الاشياء الغريبة انهم يتفقون على النص وعلى الحديث والدفاع عنه ولكن لا يتفقون على الشرح او ان الغالبية لأتعرف ولا تريد ان تعرف معنى النص او حتى تتعجب من شرح النص. ولكنه مستعد للقتال والقتل من اجل قدسية النص. إذن المهم هو قدسية النص وليس مافي النص.
كما نعلم او نتناسى ان ليس هنالك شحة في التاريخ الاسلامي من حوادث القتل العشوائي ، قتل الغيلة والغدر ،الاغتيال السياسي ، بدون محاكمات ، لأشخاص عزل، نساء، شيوخ فماذا سيفعل الشيخ الجليل بهذا الإرث ؟ اقرأ عن حادثة مسجد الشقاق وكيف هدم المسجد على رؤوس أصحابه. "من قتل بالسيف يقتل بالسيف"
فمثالية الشيخ الجليل لا تتلاءم وطبيعة البشر "واذا اردت ان لاتطاع فأمر بما لا يستطاع". يبحثون عن المثالية في كل شئ ويتجاهلون بان الانسان خلق ومعه حب الذات والأنانية والكذب والمراوغة والتنافس وكلها غالبا بحدود المعقول وبالتالي هي من العوامل والقوى التي طورت حياة البشر عبر التاريخ وليس العكس.
والآن نصل الى البيت القصيد والتي لايدركها الكثير وهي "ان الثورة تاكل اولادها" ، وملخصها ان العنف ليس له حدود او اداب ،( و اصعب الاشياء ان تقتل لا ان تقتل من ). وكما قلت سابقا ان الاسلام والمسلمون عموما لديهم قابلية الانتحار الذاتي وذلك نابع من ان لديه النص الذي يؤيد العنف والحادثة التاريخية والباقي هو تحصيل حاصل. الذي يكفر المسيحي او اليهودي او الصابئي سوف يكفر وبسهولة الفرق الاسلامية التي حوله ونحن نعلم ان اعداد من قتل وسبي واغتصب وجلد على يد المسلمين من عامة المسلمين يتجاوز اعداد الغرباء .
قيطان الكلام فالإنسان قبل ان يتصالح مع أخيه عليه ان يتصالح مع البشرية التي كفرها، ولكي يتصالح مع البشرية يجب ان يلغي الكثير من النصوص التي يعتبرها مقدسة . والحقيقة ان هذا من المستحيل (لان نصوص وحوادث العنف هي من لب القران والسنة الشريفة والمساس بها مساس بالرسول). فانت سيدي الشيخ الامينة محق كل الحق بان لا تستطيع ان تنشا جيل متسامح مع ابن العم وتكره الجار، فالإنسانية لا تتجزأ والحب لا يتجزأ والله اعلم مافي القلوب. حب لأخيك ما تحب لنفسك. وتتغير الأسباب والقتل واحد ، فأبو بكر سبى وقتل العباد باسم الدين والردة ولكن عينه على السلطة والدليل ماحصل من شقاق يوم السقيفة . هل نسى او تناسى ان ربه يهدي من يشاء ويظل من يشاء . صدام والاسد استعمل نفس النهج للحفاظ على السلطة والنفوذ والجميع شهدائهم في الجنة. تذكر ان شهداء حرب الخليج من الطرفين، فيجب ان يكون احدهم من الشلة الباغية! وماهو ذنب العباد، انظر الى معركة الجمل بنفس المنظار، ماهو ذنب البشر الذي قتل ؟
فإيران وسوريا شجعوا الإرهاب لعشرات السنين وسينقلب السحر على الساحر.
إذن ملخص الكلام ان النص مقدس ولا يحرف ، النص ضبابي ومتناقض ويدعو للتناقض، يا شيخنا الجليل انت تركت النص الذي أذى الناس ومسكت طريق الموعظة الحسنة، والكلام لا يغير الانسان ، والطبيعة البشرية لا تتغير بالنصح والموعظة فقط، فتركت الحمار ومسكت البردعة.
#فائز_الكنعان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل نعيش بداية العصور المظلمة الجديدة
-
ماذا لو بقي أوباما رئيساً
-
ملاحظات في الشخصية العربية
-
شكرًا صدام حسين
-
التكعيبية في الشخصية العراقية
-
اناالإعجازات و الإعجاز اللغوي في القران
-
البدن و البدينة , المجموعات المؤلفة للكيان العراقي
-
ابو لهب والربيع العربي في مكة
-
الى توفيق محسن ضيدان الذي علمني القراءة
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|