أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اجرعام ساكورا - الاتكال على بركة السماء














المزيد.....

الاتكال على بركة السماء


اجرعام ساكورا

الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 22:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انا اشاهذ ذلك البرلماني المصري الذي أذن في مجلس الشعب.. تذكرت صديقة لي كانت تعمل معي كانت مومنة جدا و تردد دائما " ان شاء الله " عندما اطلب منها اي طلب لتنفده لي او لرئيسي في العمل.. وفي احد المرات اوقفتها وقالت لها بصرامة ..
هنا في العمل عندما اطلب منكِ طلب عليك ان تقولي حاضر و في الحال.. اما انشاء الله فبأمكانكِ استعمالها كتعويدة سحرية في المسجد او اينما تشائن خارج هذا المكان المقدس ..
فوقف لبرهة تحدق فيني بعينين جميلتين مثل اعين الحمام المسالم و ردت علي بابتسامة مؤمنة شريرة..
يا صديقي لن يحدث لي الا ما كتب الله لي و هذا ركن ايماني بالله.. و كل شيء مكتوب لي من امور اجهلها وخاصة ما يتعلق باللحظة المقبلة و بالموت..
انا ايضا ابتسمت لها ابتسامة الفيلسوف الواثق من منهاجه الصارم.. ثم طلبت منها أن تثبت لي قوة ايمانها برب الرمال المزاجي وتغمض عينها و تنزل الادراج الكثيرة بتهور.. ولن يكون ذنبها ان وقعت و انكسر قوامها الرشيق.. بل ستكون قد ساهمت في تحقيق قدرها المكتوب مسبقا.. ودفعتها في كتفها ممازحا.. هيا يا مؤمنة.. ابدئي في النزول فكل شيء قد قدر وكتب لكِ..
فردت على طلبي بجواب غير مقنع بنوايا اعرفها وهي تضحك بصوت ناعم .. الأمر ليس بهذا العبث و هذه العشوائية..
فاجبتها بصوت بارد.. وهو ايضا ليس بمثل عبثك الذي بدأتي به.. فانتي باتكالكِ على بركة السماء تلقين بكل قوانين العمل و المفاهيم التي درستيها لتمارسي عملكِ و تحافظي على بقاء هذا المكان المقدس في عالم مادي بارد لا يعترف كثيرا بكلامكِ المتهور و لا مسؤول.. و لو كان الامر كذلك فلا داعي لان نتعلم شيئا و سوف القي بكل الكتب الفيزيائية و الرياضية و الفلسفية و اعمل مغمض العينين على بركة السماء.. و اضفت هامسا.. لا وجود للآلهة في هذا المكان الذي لا يعترف بالبركة و الدعاء..
فنظرت الي نظرة مستنكرة قائلة و كانها تقول استغفر الله.. يا اخي سواء اسرعت في تنفيد العمل و اتقنته فدائما هناك شيئ مكتوب لي و مقدر يقع رغما عني و هذا ما اسميه بقدرة الله.. لذلك تجدني اتكل علي مشيئته.. و هذا مبدأ ايماني الذي لن اتخلى عنه و بدات عينايا تبرقان و نبرتها ترتجف قليلا لتشعرني بالذنب..
هكذا يختم المتصحرون احاديثهم مشاكلهم و ما يقع لهم بالعويل و تحريك العواطف و لا يترددون بالقاء اخطائهم و اهمالهم و تهورهم على ذلك الصامت المختبئ خلف السحاب.. دون تعمق و دون دراسة للقوانين الطبيعية..
و انا انتظرها واقفا الى ان انتهت من عملها همست لها قائلا.. نحن باتكائنا على العلوم قوانين السرعة وقانون القوة والسببية والنسبية وردات الفعل وغيرها من القوانين التي يمكنك استعمالها نحو حياة افضل.. انهيتي عملكِ باتقان شديد و في الوقت المناسب .. و ابتسمت و هي تستغفر الله لانها خافت ان تشاركني الاثم بابتسامتها بسبب اتكالي على قوانين الحياة..
و ذلك البرلماني بالمثل.. يستجلب بركة السماء بالاذان في اجتماع مجلس الشعب متناسيا العلوم التي يمكنه اقتراحها و استعمالها لحل مشاكل الشعب المصري.. و حين اعترض رئيس الجلس على تهوره بدأ في الصراخ و العويل و تهييج العواطف.. يا امة ضحكت من جهلها الامم..



#اجرعام_ساكورا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والعرب سات
- عطلة رسمية للمسيحيين في 20 و21 نيسان
- هآرتس: مكافحة الإرهاب اليهودي تثير التوتر وانعدام الثقة بين ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسط تعزيزات أمنية + في ...
- بين فتوى الخميني و8 أطنان يورانيوم.. إيران لا تملك أسرارا بل ...
- الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي أمام الفلسطينيين ويفتحه للمس ...
- الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية
- انتحل شخصية يهودي عراقي ليكشف أسرار سرديات الاحتلال.. من فاد ...
- مصادر فلسطينية: 400 مستعمر يقتحمون المسجد الأقصى في ثالث أيا ...
- ثبت تردد طيور الجنة الجديدة على القمر الصناعي بجودة هائلة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اجرعام ساكورا - الاتكال على بركة السماء