مصر - العصيان المدنى

أشرف انور

الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 17:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يلتبس الأمر على الكثيرين فى معانى ما يطلق من الفاظ فى دولتنا الحبيبة
وذلك اعتمادا على المية المنتشرة أو حتى أمية المثقفين فى السؤال عن ما لا يعلمون
وهى أفة اصابتنا فى كافة مناحى الحياة
لذلك يشرفنى أن اساهم ولو بقدر ضئيل فى شرح المعنى ببساطة :
العصيان المدنى فى التعريف:
هى توقف قوى الحياة الفاعلة المدنية ( غير العسكرية ) عن القيام بأعمالها التى جرى أتباعها لتسيير مناحى الحياة العادية للدولة ولأجبارها ( الحكومة أو السلطة ) على الأتيان بامر يتطلبه الشعب تعديلا أو أنشاءا أو الغاءا لسلوك السلطة الحاكمة مهما كان شكلها ( دولة عسكرية أو دولة مدنية تعتمد فى حكمها على قوة العسكر ) .
ومن السم ( العصيان المدنى ) يظهر انه تقوم به القوى المدنية بالدولة غير العسكرية أو الشرطية والتى تحافظ على كيان الدولة .
تجريم العصيان المدنى :
لذا فالعصيان المدنى غير مجرم فى المواثيق الدولية ولا فى الدساتير بالدول الديمقراطية
ولكن الدول الشمولية والديكتاتوريات الحاكمة تجرم العصيان المدنى
هل يحق للجميع العصيان المدنى ؟
لا يحق لقوى الجيش أو الأمن العصيان المدنى لأنها تعتبر عصيانا عسكريا يجرمه القانون العسكرى بل يصل به الى حد الخيانة ( يحق العصيان العسكرى أذا أجتمعت أرادة الشعب والجيش على ذلك ).
هل يحق للعاملين بالمرافق الحيوية العصيان المدنى ؟
أختلف فقهاء القانون والدستور ولكننى أرى أن هناك مرافق لا يجب ان تقوم بالعصيان المدنى وهى : البوليس خاصة النجدة والمطافىء
مرفق الصحة ( المستشفيات والأسعاف )
مرفق الكهرباء والمياه
المطارات والنقل بالسكك الحديدية .
ذلك أن تلك المرافق قد يؤدى اشتراك العاملين بها الى ضياع حياة أفراد من المجتمع .
كيف يقاس قوة العصيان المدنى ؟
توجد أوربا وأمريكا وبعض الدول مراكز قياس الأراء والمعلومات .
كذلك يمكن قياسه بمدى تاثر الدخل القومى عن فترة العصيان المدنى .
هل مصر فى حالة تسمح بذلك طبقا للأوضاع الراهنة ؟
أرى أن مصر فى تلك الوضاع قد يكون العصيان المدنى نظريا مفيدا للضغط على السلطة الحاكمة بالطلبات المرفوعة من الثوار
لكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
بناء على ما سبق من أن ثمرة الثورة لم تصل الى الشعب الثائر بل جناها فصيل واحد فقط ( الأحزاب الدينية السياسية )
فأرى ان العصيان المدنى والدفع بالسلطة الحاكمة الى ترك السلطة الأن سيأتى برئيس ليس عسكريا ولا مدنيا بل رئيس دينى مسيس وهو سيكون أخطر على مصر من مجلس الشعب لأنه قد يصنع منه خليفة ويجعل من الكاسبين فى المعركة السياسية رجوعا الى مبداء عدم الخروج على الحاكم
والذى قد يؤدى الى تناطح بين القوى الثورية بمفهومها المدنى والقوى الدينية المسيسة بمفهومها الدينى وهو التمكن من الأرض وحرمة الخروج على الحاكم .
لذا أرى كمصرى أن العصيان المدنى الأن قد يفقد الثورة تعاطف قوى الشعب المدينة وغير المسيسة وأعلان الحرب الخفية على الثوار من منافقى السلطة الموجودين كل وقت منذ الأزل
كذلك وجود المجلس العسكرى ( رغم اعتراضى على تصرفاته 9 وما وضعنا فيه من حالة بلبلة سياسية ومجتمعية ألا أنه قد يكون الدرع الأخير فى الصراع الدائر على مدنية الدولة .

#أشرف_انور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات