|
مريدي الصدر، باتريس لومومبا وأميركا أوباما
مصدق جميل
الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 16:35
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
يحيا يرتزق: جميل الإنتقال من نقش يافطت البعث في بغداد عقد سبعينات القرن الماضي بتزوير الوثائق والشهادات الرسمية إلى جامعة (إلنوي) في دولة الإحتلال ماما أميركا لا جامعة (الصداقة بين الشعوب) باتريس لومومبا وحمل لقب فنان بروف د. لكن بادعاء المصداقية اليسارية المخضرمة بين عهدي حزبي العودة- البعث والدعوة الحاكم اليوم بعد جلاء الإحتلال دون الإفادة من استعمال الشهادة الزور في بغداد لكهل من مواليد طويريج 1954م يتعلل بمعارضة حكم طويريج!. *** تعتبر سوق مريدي من أكبر أسواق بغداد الشعبية وأكثرها شهرة حيث تتميز عن غيرها من الأسواق الأخرى بأن اغلب باعتها من الفقراء الذين يفترشون الأرض ببضائعهم المتنوعة والزهيدة الثمن وأن زبائنها من الطبقة الفقيرة أيضاً. بين جدارين إسمنتيين يفترش المئات من باعة السلع المستخدمة كالمواد الاحتياطية الصناعية والمنزلية المتنوعة الأرض في سوق مريدي عارضين بضائعهم المختلفة التي جاءت بها المناشئ العالمية في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي من أجل كسب قوتهم اليومي ومجاراة غلاء المعيشة المتزايد يوماً بعد يوم في العراق وسط غياب دور الدولة في الالتفاف نحو هذه الشريحة من المجتمع. تعتبر سوق مريدي شرقي العاصمة العراقية بغداد من أكبر الأسواق الشعبية وأكثرها شهرة حيث تتميز هذه السوق عن غيرها من الأسواق الأخرى بأن أغلب باعتها من الفقراء وذوي الدخل المحدود وزبائنها من الطبقات الفقيرة. تمتد السوق في مدينة الصدر على مسافة نحو كيلومتر ونصف الكيلومتر من شارع القيارة حتى مستشفى الجوادر بجانب الرصافة من العاصمة. وفي السوق تمتزج أصوات الباعة المروجين لبضاعتهم مع معاناة ما عاشتها مريدي من الإهمال وغياب الخدمات فيها على مدى سنين نشأتها الأولى إلى مطلع سبعينيات القرن الماضي. وتتميز السوق أيضاً ببطء حركة السير فيها بسبب ضيق المكان الذي احتلته البضائع الناجية من نفايات مختلف المناطق الراقية من بغداد. عبدالزهرة حلو خصاف (53عاماً) شاهد على نشوء السوق في بغداد جالساً خلف منضدته الحديد مكتفياً بالصمت باحثاً عن زبون من هنا أو هناك يرغب في شراء ما جمعته يداه من بقايا نفايات أحياء بغداد الراقية من أجل سد رمق عيش عائلته المكونة من 8 أفراد. هذا حال عبدالزهرة وهو من أقدم الباعة الموجودين في سوق مريدي. يرتبط خصاف بعلاقة وثيقة مع مريدي منذ أكثر من 20 عاماً ويسرد حكاية هذه السوق واقترانها بهذه التسمية قائلاً: تاريخ سوق مريدي وتسميتها يعود إلى نحو 40 عاماً مقترناً بأول باعتها ويدعى الحاج مريدي وكان ذلك بعد تأسيس مدينة الصدر بـ10 أعوام. ويعود تأسيس مدينة الصدر (سميت أيضاً الثورة سابقاً) إلى عهد رئيس الوزراء العراقي الأسبق الزعيم عبدالكريم قاسم الذي بناها مطلع ستينيات القرن المنصرم من أجل توطين سكان الريف النازحين من جنوبي العراق إلى بغداد. ويضيف خصاف وهو يعامل أحد الزبائن الذي لم يشتر منه شي حتى بعد أن خصم له ربع مبلغ حاجته القاصد بيعها بأن هناك الكثير من الناس يتوافدون إلى هذه السوق في كل يوم لغرض شراء مختلف أنواع البضائع المستعملة والخردة وبأسعار زهيدة مبيناً أن السوق تعتبر بالدرجة الأساس ملاذا للفقراء سواء من الزبائن أو الباعة. بثيابه الرثة ويديه الملطختين بالزيوت الصناعية كان حسن عنيد جادر من باعة هذه السوق كان منشغلاً بتصليح أحد الأجهزة المنزلية الصغيرة يوضح قائلاً: يباع في السوق مختلف أنواع السجاد والموبيليات والأجهزة الكهربائية والمنزلية والدراجات النارية والهوائية وغيرها من الحاجيات التي تباع بأسعار زهيدة جداً مقارنة بباقي أسواق بغداد. ويضيف جادر: تتراوح أسعار البضائع التي تباع في هذا المكان باختلاف نوعيتها فمنها من يباع بسعر 75 ألف دينار عراقي نحو (60$ دولاراً أميركياً) كالثلاجة المنزلية و500 دينار نحو (40 سنتاً أميركياً) ثمن القميص الرجالي. حسن شنيشل طعمة من رواد سوق مريدي أما حسن شنيشل طعمة (45عاماً) وهو أحد زبائن سوق مريدي والذي يرتادها بصورة مستمرة لشراء كل ما يحتاجه من مستلزماته المنزلية يقول: إنسوق مريدي تعتبر ملاذاً وحيداً للطبقات الفقيرة في ضوء الارتفاع المستمر لأسعار السلع والحاجيات في الأسواق المحلية والتي باتت تثقل كاهل الفقراء. و يعاني المواطن العراقي من ارتفاع مفرط في المستوى العام للأسعار على خلفية التضخم الحاصل في البلاد. ويتوقع أن يزداد التضخم في موازنة عام 2012م بسبب استمرار الاهتمام بالجوانب التشغيلية على حساب الجوانب الاستثمارية. ويبلغ عجز الموازنة للعام الحالي 20 تريليون دينار عراقي أي ما نسبته 10% من الناتج المحلي الإجمالي. ويضيف طعمة في حديثه: أفضل اقتناء متطلباتي المنزلية من سوق مريدي لرخص أسعار بضائعها ويؤكد أن هذه السوق أصبحت من تراث المدينة ويجب الحفاظ عليها لأهميتها التجارية والاقتصادية لهذه الشريحة الكبيرة مبيناً أن الكثير لا يستغني أبداً عن زيارتها بصورة يومياً والشراء منها. ولم يذهب علي فلاح حسن بعيداً عما قاله طعمة فرخص أسعار السلع والبضائع مقارنة بارتفاعها في الأسواق والمحال التجارية الأخرى فضلا عن وجود السلع القديمة ذات المناشئ العالمية الرصينة كالألماني والياباني والأميركي سبباً آخر لـشهرة هذه السوق. ويقول حسن (39عاماً) أرتاد هذه السوق بصورة مستمرة لشراء كل ما احتاجه من نواقص الحديد الخاص بمحل حدادتي فهو ارخص بكثير من المحال التجارية الأخرى. وبينما ينشغل حسن بشراء بعض العدد والقطع الحديدية من أحد الباعة المتجولين في سوق مريدي يضيف قائلاً: باستطاعتك الحصول على كلما يجول في خاطرك بمجرد بذل القليل من الجهد أثناء البحث. وكان لـسوق مريدي نصيب من موجة العنف الدامية التي اجتاحت العراق بعد عام 2003 بعد أن تعرضت لتفجيرات عدة وهجمات مسلحة راح ضحيتها العشرات من روادها وباعتها المتجولين كالهجوم الانتحاري الذي ضربها مطلع 2008 وسقط على أثره نحو 170 بين قتيل وجريح. ويترك بائعو سوق مريدي حالهم إلى الدولة العراقية من أجل إنصافهم ورفع مستواهم المعيشي والعمل على تخصيص رواتب الضمان الاجتماعي لهم فضلاً عن مطالبتهم في تعيينهم كحرفيين في دوائر البلدية المحلية كون أغلبهم من حملة الشهادات الابتدائية. ولم تفلح محاولات أمانة بغداد من خلال حملاتها الرامية لرفع التجاوزات عن شوارع العاصمة بإزالة سوق مريدي بسبب الزحام الذي يؤدي إلى قطع الشارع الرئيس شارع الجوادر التي حالت دون جدوى فقد ظل حالها الآن كما هي عليها.
#مصدق_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
روى الأمازيغي
-
فقراء الجزيرة أولى بربيع نفطها
-
فوز الشاعر السويدي ترانسترومر بجائزة نوبل للأدب لعام 2011م
-
أبرز الشعراء في الشعر العراقي الحديث
-
فرعون ومثقف
-
الجد أوعز كل شيء للجنس والحفيد استلهم بيكاسو
-
طالعني بيان مَليك المَلَكة والبيان
-
مَلِك البيان والقبّان والگرعان: شدوا روسكم
المزيد.....
-
مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا
...
-
تعرف على موعد صرف رواتب الموظفين شهر ديسمبر 2024 العراق
-
تغطية إعلامية: اليوم الأول من النسخة الأولى لأيام السينما ال
...
-
النقابة الحرة للفوسفاط: الامتداد الأصيل للحركة النقابية والع
...
-
مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا
...
-
وزارة المالية بالجزائر توضح حقيقة زيادة 15% على رواتب المتقا
...
-
اصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من العاملين بقصف مسيّرات ا
...
-
مراسلنا: إصابة مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية وعدد من
...
-
السلطة الشعبوية تعلن الحرب على العمال وحقوقهم النقابية
-
سياسات التقشف تشعل غضب العاملين في القطاع الصحي بالأرجنتين
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|