أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نزار رهك - عن الجيش وذكرى تأسيسه














المزيد.....

عن الجيش وذكرى تأسيسه


نزار رهك

الحوار المتمدن-العدد: 1072 - 2005 / 1 / 8 - 10:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عن الجيش وذكرى تأسيسه
لقد كان الأحتفال الرسمي العراقي بذكرى تأسيس الجيش العراقي تقليدا ديكتاتوريا إستنسخته الديكتاتوريات الحاكمة في العراق من مصادر ديكتاتورية عالمية إمتدت من النازية الألمانية والفاشية الأيطالية حتى الأتحاد السوفيتي والصين وكان الغرض من هذه الأستعراضات العسكرية إبراز القدرات الدفاعية والهجومية لهذا البلد أو ذاك .
إذا كانت الدول العظمى تستعرض عضلاتها في تقنية منتجاتها العسكرية في إشارات واضحة لتحدي الدول العظمى المعادية لها فأن الديكتاتوريات الصغيرة ومنها العراق فأن إستعراضاتها كانت موجهة لأرهاب الشعب العراقي وتهديد من يقف في مواجهة النظام وجعله صغيرا في مواجهة الترسانة العسكرية المستوردة الهائلة في التدمير .
وكما هو معروف في جميع أرجاء العالم بأن الجيوش الوطنية تتشكل من أبناء الشعب نفسه وإن تجارب الأنقلابات العسكرية جاءت بسبب إنحياز القوات المسلحة الى جانب الشعوب المنتفظة ضد حكامها وتصبح القوة الضاربة الشعبية لتحقيق أهداف الشعب أو قد يكون العكس هو الصحيح أي تتحول المؤسسة العسكرية الى قوة قمعية ضد شعوبها وضد مسيرة التطور الأجتماعي والسياسي لأسباب عدة أهمها هو التدخل الخارجي للقوى العظمى التي حولت ساحات صراعاتها الدولية على حساب إرادة شعوب العديد من بلدان العالم الثالث وجاءت بأنقلابات دموية وإبادة جماعية وعلى الغالب تكون متشابهة في إسلوب تنفيذها ( إنقلاب شباط 1963 في العراق بدعم وتخطيط من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وإنقلاب بينوشيت في شيلي 1972 بتخطيط وإسناد من الولايات المتحدة الأمريكية أيضا..وغيرها )
أما الاتحاد السوفيتي فقد حول المبدأ اللينيني في مساندة حركات التحرر الوطني في البلدان المستعمرة الى مساندة للديكتاتوريات العسكرية الناشئة ووصلت هذه المساندة الى حد التعارض حتى مع الأحزاب الشيوعية في هذه البلدان.
إن نمو هذه الديكتاتوريات وتطورها الأيديولوجي أوصلتها الى تبني السياسة النازية في عسكرة المجتمع دون أن تسميها بمسمياتها وما الأحتفال بذكرى تأسيس الجيش العراقي إلا إنعكاس لهذا التحول وهذه العسكرة الأجتماعية والثقافية والأقتصادية.
العسكرة هو عندما تصبح الحياة الأقتصادية والسياسية والثقافية لدولة ما تخضع للأسس والأهداف العسكرية , وتصبح واجبات الدولة الأساسية وضع القوة العسكرية والتسليح من أهم ألأولويات وفوق جميع الواجبات الأخرى.
العسكرة تعني الأعتراف بمبدأ واحد في الحياة اليومية وهو مبدأ الأوام والطاعة العمياء وتنفيذ الواجبات , دون أي حق من الحقوق . وتكون الحرب مقياس شجاعة الرجال , وتمجيد مفهوم البطولة وإعتبارها مرتبطة فقط بالبلاء الحسن في المعارك حتى وإن كانت هذه الحروب عدوانية وخارجة عن إرادة الشعوب.
يلعب الجيش في النظام العسكري الديكتاتوري الدور الأساسي والمتميز , فهو حسب المفاهيم النازية والبعثية يعتبر المفخرة والشرف والأنتساب اليه يزيد الشخص عزة ونفوذا وإحتراما وهذا الأحترام والفخر يتدرج حسب الرتبة المكتسبة ولذلك علق هؤلاء الديكتاتوريين الصغار أعلى مايمكن وجوده من الرتب في العالم بالرغم من جهلهم بأبسط المعارف والعلوم العسكرية وعدم مشاركتهم في أي عملية عسكرية قتالية ( كان أحمد حسن البكر ومن بعده صدام حسين مهيب ركن ) بينما كان الزعيم عبدالكريم قاسم الذي قاد ثورة الشعب العراقي في الرابع عشر من تموز زعيما في رتبته العسكرية وبقي حتى إستشهاده برتبة الزعيم .
إن العسكرة السياسية والأجتماعية تجعل جميع القرارات السياسية تتأثر بشكل كبير بمواقف الجنرات ورجال الجيش وقواده .. وهذه المنزلة يراد بها أن تأخذ طابعا مستقبليا في توجهها الى الشعب وخصوصا الشباب منهم لتهيئتهم للحروب القادمة التي تعتبر الأسلوب الأساسي في معالجة جميع المعضلات والمشاكل الأجتماعية والسياسية.
إن مفهوم العسكرة هذا أخذ صيغا متعددة وبارعة في قساوتها وسحقها لكل ما هو إنساني ومسالم بما فيهم الأطفال والنساء والشيوخ وحولتهم الى عساكر مسكينة تعلن جهارا ورغما عنها بأنهم حطبا ووقودا قنوعة لكل حرب قادمة.
لقد جاء الأحتلال الأمريكي للعراق ليحول العسكرة الأجتماعية لديكتاتورية البعث الى العولمة العسكرية الشاملة التي تقودها الأحتكارات النفطية الأمريكية لخلق بدائل سياسية إستراتيجية تهيء المستلزمات الأقتصادية واللوجستية للعسكرة الأمريكية في عالم القطب الواحد .



#نزار_رهك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيدرالية بين الموقف الوطني والمصالح الحزبية
- الفيدرالية والأكراد والتجمع العربي لنصرة القضية الكردية
- محاولة خلق نموذج جديد وبديل أكثر إرتباطا بالوطن والحرية والس ...
- الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية - 8
- من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية - 7
- من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية - 6
- من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية- 5
- من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية - 4
- من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية- 3
- من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية - 2
- من الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية -1
- من يقف وراء ثورة الحرامية ؟- 2
- من يقف وراء ثورة الحرامية ؟ 1
- الخونة والأدعاء بالحرية والديمقراطية
- شعرة من جلد خنزير
- السادة منتقدي أصحاب الخيار الثالث
- أخذ الشور من الصالحي ...شركات النفط الفرنسية وراء التظاهرات ...
- حول مقالة غسان العطية تحرير الانسان العراقي وليس مجرد ازالة ...
- حول مقالة غسان العطية تحرير الانسان العراقي وليس مجرد ازالة ...
- حول مقالة غسان العطية تحرير الانسان العراقي وليس مجرد ازالة ...


المزيد.....




- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...
- حدود العراق الغربية.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
- وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض ...
- أرامكو ديجيتال السعودية تبحث استثمار مليار دولار في مافينير ...
- ترامب يرشح أليكس وونغ لمنصب نائب مستشار الأمن القومي
- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نزار رهك - عن الجيش وذكرى تأسيسه