|
التحليل المنطقي لعلاقة الانسان المعاصر بالدين والحياة
سامي كاب
(Ss)
الحوار المتمدن-العدد: 3632 - 2012 / 2 / 8 - 16:37
المحور:
المجتمع المدني
كيف للدين ان يحكم دولة مدنية في عصرنا ؟ اذا كان الدين قد اثبت فشله كمنهج حياتي وكسلطة ذات نظام وتشريع ودستور وادارة وبرنامج حياة انسانية اجتماعية في كل مراحل التاريخ الانساني وفي كل الاماكن والظروف وبات من الحقيقة العلمية والمنطق الواقعي والفلسفة الحيثية الوجودية وحسب علوم الطبيعة وعلوم الانسان المختلفة بان الدين بشكل عام مصدره غيبي بعيد عن الواقع والحقيقة ولا يلامس حياة الانسان وتكوينه ولا يعالج جوهر الحياة بتركيبها ومعادلة سيرها ومنهجيتها ويضع الحلول السليمة والصحيحة والفعلية لكافة الاسئلة اللتي تدور حول علاقة الانسان بنفسه وبالوجود من حوله ومن هنا نحا الدين الى اثبات ذاته كفكر ومنهج حياة باتجاه الاستحواذ على السلطة والثروة للتحكم بالانسان وحياته باسلوب الترغيب والترهيب وصناعة الولاء المطلق على قاعدة السيد والعبد وبهذا فقد قسم المجتمع الانساني الى طبقتين هما طبقة واسعة عامة وهي الاكبر وتضم الناس البسطاء المستعبدين المسحوقين المستغلين والمستسلمين والمنقادين والتبعيين والضعفاء والجهلة والاغبياء والمتخلفين وطبقة صغيرة متنفذة حاكمة صاحبة القرار والادارة والتوجيه والنفوذ والكلمة والسيطرة والملكية للثروة تلك الطبقة المتمثلة بكبار رجال الدين من الانبياء والمرسلين وتابعيهم من الاولياء ورجال الدين هذا وان كل دين اتى وليد وارهاصات وافرازات مرحلة حضارية في تاريخ فئة او عنصر او مجموعة او شعب من الناس في مكان معين في ظروف وحالات موضوعية معينة تتعلق بدرجة تطور ذالك الانسان موضوع الدين ومستوى حياته وحضارته واهدافه وعلاقاته مع عناصر الحياة من حوله ومستوى الوعي الانساني الحضاري العام ---------------- الدين منبع الارهاب الدين هو منبع الارهاب وقد شكل الفكر الديني الغيبي مدرسة الارهاب في كل مراحل تاريخ الانسان عموما وقد عملت كافة المدارس الدينية بنشر ثقافة الارهاب بكل انواعه وتعليمه للموالين والتابعين والمنتسبين والمنتمين والمؤمنين بفكرها وبالدين الذي تمثله حيث كانت وما زالت دروس الارهاب الديني تتضمن كل انواع الاجرام والقتل والاغتصاب والسلب والنهب والاعتداء والتخريب والتدمير وكل التخصصات اللازمة للهدم و العدم والفناء وذلك بهدف الترويع والتخويف واتاحة الفرصة للحصول على الثروة والسلطة دون منازع وذلك على حساب الانسان وحقه في الحياة وبدون اي اعتبار لكيانه وحقه بالحياة هذا وقد تخرج من هذه المدارس جيوش وقادة ومسؤولين وحكام واداريين وكبار ومتنفذين ومارسو ضد شعوبهم والانسانية الارهاب بكل انواعه من القتل والقهر والحرمان والظلم والافقار والتجويع والحبس والتشريد والحرمان من ابسط حقوق الحياة واستفردو بالثروة وتحكمو بالسلطة وكل ذلك بتعاليم غيبية قادمة من خارج حدود المادة وحسب ادعائهم من الله ملك السماء ---------------- مسالة خطيرة عند اطفال المتدينين مسالة خطيرة موجودة في المجتمع المتدين الغيبي ولكن لا يتطرق احد لها خوفا من ان يدعى بالعنصري والمسالة هي : ان معظم المواليد للعائلات المتدينة ذكورا واناثا يكون لديهم ميولا ونزعات عدوانية ويتصرفون بعنف وعدوانية بطريقة لا ارادية رغم انهم يدركون خطورة تصرفهم واخطائهم السلوكية ورغم توعيتهم وتعليمهم اللا انهم يمارسون العدوانية والعنف بدافع وراثي منقول كشيفرة على جيناتهم الوراثية من آبائهم واجدادهم هذا ويجدون متعة وراحة نفسية في تصرفاتهم حيث تحقق لهم اتزانا عاطفيا ووجدانيا ورضى وترفع من معنوياتهم حسبما تظهر الدراسات وحسبما يقولون هم باعترافاتهم ---------------- اسس الدولة المدنية مفقودة باي دين لا حرية ولا ديمقراطية ولا عدالة اجتماعية ولا سلام في الدين دستور الدين يمثل حدودا وفرائض ونواهي بموجبها استسلام كامل للفرد ضمن حكم الجماعة والدستور الديني ( حسب الديانات السماوية ) سماوي الهي غيبي بالمطلق ولا يوجد به اي مادة ارضية مدنية والحكم بالدين خلافة او ولاية او سلطنة او امارة كلها ليست ديمقراطية ولا تسمح بالحريات مطلقا ولا تحكم بالعدل اضافة الى ان الدين قائم على الجهاد والقتال والنزاع والتصفية والتحييد والتطهير والغاء الآخر وهو الحرب التصفوية المؤدية لوجود طرف واحد حاكم مالك له كل شيء في الوجود والمحيط ولا وجود للآخر المعارض او المنافس او المختلف ولهذا فان قيم الحضارة الراقية تنتفي وتلتغي من الفكر الديني مثل الحرية والسلام والعدالة ويلتغي مفهوم كرامة الانسان واعتباريته وحقه في الحياة وتطغى قيم التسلط والاستبداد والاستعباد والاستغلال والابتزاز وعليه فان اسس الدولة المدنية في الدين مفقودة ولا مدنية او حضارة او تقدم او رقي او رفاه او سعادة او تطور او حياة طبيعية للانسان في ظل الدين كمنهج حياة ونظام وقانون ودستور وفكر وثقافة وتربية وسلوك وادارة وبرنامج معيشي ---------------- الفكر الديني لا يستحق التفكير لدى الانسان المعاصر عندما ابحث في عمق الفكر الديني وفي كل جوانبه وثناياه لم اجد اي شيء به يستحق التفكير لانه غير مبني على اسس منطقية وجدلية ومادية وجودية حقيقية ولا يلامس جوهر الواقع والحيثيات للاشياء والموجودات انما التفكير به يميت العقل ويخدر الوجدان ويشوه الكيان ويدمر الشخصية فهو يشطح بالعقل الى العاب بهلوانية عبثية خطرة تسبب الانزلاق والانحراف الى عالم الدونية والضياع في متاهات بعيدة عن ساحة الحياة المادية والواقع الحقيقي ومعادلة الحياة وكنه الوجود فيفقد المفكر اتزانه الذهني والوجداني ويتصرف بطريقة هجينة غريبة عن سلوك الانسان الطبيعي ولذا فانه من الواضح بان الدين معد لاناس مختلفون تماما بتركيبهم الفسيولوجي ( بدائيون ) من ناحية طريقة تفكيرهم وقدراتهم الذهنية ومدى استيعابهم ونوعية منطقهم ومن ناحية تركيب اجسادهم ونمطية نفسياتهم وهيكل شخصياتهم وخصوصيتهم الفردية وعلاقاتهم الاجتماعية وبيئتهم الحياتية وزمانهم ومستواهم الحضاري وعاداتهم وتقاليدهم ومفاهيمهم واخلاقهم وقيمهم وباختصار فانه فكر ونظام حياة خاص بانسان يمتلك قدرات محدودة من الوعي والادراك والفهم والتمييز والتفكير والاستيعاب والعلم والمعرفة والتقنية الحياتية تلك القدرات ببساطتها وقلتها لا تؤهل الانسان لقيادة نفسه ولتصميم برنامج حياة فعلي يعالج علاقته التفاعلية مع ذاته ووسطه وتقوده الى اهدافه وغاياته الحياتية وتؤكد وجوده وتحافظ عليه وتمنحه القدرة في مواصلة حياته بشكلها الطبيعي وبكفاءة واقتدار وثقة نحو الاهداف السامية ولتحقيق مستويات اعلى من التطور والبناء والحضارة ومن هنا تاتي خطورة اعتبار الدين منهلا للفكر ومنهجا للحياة على الانسان المعاصر ذاك الانسان اللذي يمتلك قدرات عصبية وجسدية متطورة جدا عن ذاك الانسان البدائي الغيبي الذي اتخذ الدين منهج حياة له الانسان المعاصر يمتلك العلم والمعرفة وتقنية الحياة والخبرة والمهارة والقدرة الكاملة على صنع منهجه وبرنامج حياته ونظامه وقانونه ودستوره بناء على حقائق واقعية تعالج جوهر حياته وليس بناء على تصورات غيبية لا تمس جوهر الحقيقة ---------------------- المتدين ارهابي بطبعه المتدين ارهابي بطبعه مجرم بكينونته والدليل على ذلك ايمانه بالدين والغيبيات مما يدل على تخلفه العقلي وبدائية تكوينه الخلقي والمعروف علميا ان البدائية تعكس في شخصية صاحبها صفة الارهاب كغريزة فطرية وتوجه طبيعي لاثبات الوجود وتحقيق الذات والمحافظة على الاستمرارية في الحياة فالدين كعقيدة ارهابية لا يؤمن بها اللا من هو ارهابي بطبعه والمؤمن بالدين في عصرنا هذا يتصف بانه غبي او حيوان دوني ناطق ويكون بالنسبة للانسان المعاصر خسيس نذل غدار خائن متحايل مكار كذاب افاق مختلس متسلط مغتصب اتكالي متطفل سلبي عاطل بليد كسول مستهتر مخادع متحايل كسيب ويكون في اغلب الاحيان متخلف عقليا وجسديا ونفسيا وغير مؤهل كبقية البشر للاستيعاب والعمل والانتاج وتفهم الحياة والاندماج مع عجلة التطور والتنمية والبناء والمنافسة الحضارية بكفاءة وبهذا فانه يحتاج الى تاهيل باعادة برمجته ثقافيا وتعليمه وتدريبه وبناء قدراته وتنميتها واعادة صياغة شخصيته وهيكلتها على اسس علمية حضارية حديثة ومادية فعلية حقيقية لا غيبية ولا تصورية او وهمية وكما الحيوانات بنفس النوع تقسم الى اصناف حسب درجة تطورها فالانسان كذلك كونه نوع من انواع الحيوانات الذكية وبما ان البيئة هي المسؤولة عن تطور الكائن الحي فان الانسان يختلف في درجة تطوره ووعيه وادراكه وفهمه وتفكيره ورقيه حسب بيئته وظروف حياته وتاريخ نشاته وعوامل تطوره واسباب وجوده ولذا فانه من المنطق ان تقتدي الفئات المتخلفة بالفئات المتحضرة وتسير على هديها وبرنامجها وتتبنى فكرها لتتخذ طريقا حضاريا يرتقي بها الى المستوى الحضاري اللذي تستحقه ويليق بها تبعا لانتاجها وقدرتها على التفاعل الايجابي مع الوسط الحياتي فيا اخي الانسان المتدين المؤمن الجاهل بالحقيقة والعلم والمعرفة والمادة والكون الحقيقي والمغفل المضلل المنقاد المستغل المستعبد المستسلم للمجهول والموهوم الحالم المتخيل الغيبي انفض عباءة الدين والغيبية عن كيانك واترك الدين بكل تفاصيله وابعده من حياتك نهائيا وانطلق نحو العلم والمعرفة والعمل والانتاج وخوض غمار الحياة واعمل على تطوير نفسك وقدراتك وبناء شخصية حضارية جديدة تقدر من خلالها مجاراة بقية البشر المتحضرين المتطورين العلمانيين والاندماج معهم في البناء والتقدم لتحقق ذاتك وتؤكد وجودك وتحيى حياتك بكل مساحتها وابعادها بحرية وكرامة وعزة ورفاه وسعادة ورخاء كبقية البشر الاسوياء
#سامي_كاب (هاشتاغ)
Ss#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى نهتف للحرية والحياة حيث لا دين ولا غيبيات ؟
-
مجتمع يستعصي على التحضر والتطور والتغير
-
اعلنها ثورة باحثا عن انسانيتي وكرامتي وحريتي
-
تقدير المراة واحترامها واجب مقدس لانها انثى
-
كيف نمنح المراة الاحساس بالثقة والاعتزاز بالذات ؟
-
مفهوم حرية الفرد وحركة التفاعل الاجتماعي
-
اسئلة منطقية حول الله والدين والذات والحياة
-
ضرورة العنف الثوري مع العلم والمعرفة
-
كلهم خفافيش مهما تغيرت الاشكال والالوان
-
قراءة علمية في العملية الحيوية لتطور الانسان
-
بالفكر العلماني نبني الحضارة
-
ضريبة الوطن العربي اغلى من حياة الانسان
-
الطباع الخلقية هي اللتي تحدد ملامح الشخصية
-
الوان فلسفية ونثريات منطقية
-
لا يوجد في الحقيقة اي نظام عربي علماني
-
كلمة دين اصلها ديدن وتعني عادة والاسلام عادات العرب
-
رتوش من فلسفتي بالحياة
-
انعكاسات الفكر الغيبي وثقافة الدين بالمنهج والسلوك
-
ماهية الله من وجهة نظر عقلانية واعية
-
لماذا انا علماني مادي طبيعي لا ديني
المزيد.....
-
يوم أسود للإنسانية.. أول تعليق من الرئيس الإسرائيلي على أوام
...
-
حماس: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت تصحيح لمسار طويل من الظلم
...
-
رفض إسرائيلي لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو
...
-
منظمة الفاو تحذر من وصول المجاعة إلى أعلى درجة في قطاع غزة،
...
-
مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت والضيف.. كل ما نعرفه للآ
...
-
مذكرة اعتقال ضد نتنياهو.. أول تعليق من مكتبه وبن غفير يدعو ل
...
-
زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في
...
-
حماس ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق ن
...
-
حماس تحث المحكمة الجنائية الدولية على محاسبة جميع القادة الإ
...
-
هولندا تعلن استعدادها للتحرك بناء على أمر الجنائية الدولية ب
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|