مومياوات تحارب ثوار

حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3632 - 2012 / 2 / 8 - 08:52
المحور: المجتمع المدني
    

لماذا يكره جيل جيل آخر ؟
لأنه كشف ضعفه ..
فضح تواطئه
أربك حساباته المعصومة
أسقط قناع معارضته الهزليه الكرتونية
ودبلوماسيته المصلحية السبوبية
ونضاله المهذب والشيك والمُمنطق والمُعلب والمُروض ..
الذي لا يهز أركان قصر ولا يُسقط عرش
جيل سخر من أزهى عصور النباح لأنه اكتشف ليس بالصوت وحده يحيا الانسان
بل بدمه أيضاً
ليس بالنباح فقط تهرب الذئاب
ولكن بدمه
جيل عرف أن " لا حرية إلا بدم "
حقيقة لا شعار
وأن " يا حرية فينك فينك أمن الدولة بيننا وبينك "
حقيقة لا شعار
جيل فضح جيل .. أم جيل وراء جيل
حيث التراكم الكمي والكيفي ؟
احتمال للحفاظ على ماء الوجه
أكثر من 60 عام يحكمنا العسكر والداخلية بمكياج مدني مـُلطخ
وجيل يسلم الخنوع والتمرد المهذب والمعارضة المروضة لجيل آخر
إلى أن أتى جيل غير كل الأجيال
بإمرأة ليست ككل النساء
وبشاب ليس ككل الرجال
لم ينظروا ولم يتفلسفوا ولم يروضوا ولم يخافوا
جيل غير مخصي
مستعد أن يدفع كل غالي وثمين ببساطة الأطفال
دون تردد أو شو مسرحي رخيص
ودون حنجورية تصم الآذان
يدفع دمه كجندي مجهول في ميادين الحرية
من المصريين الفقراء والمضطهدين والمعذبين
من أجل حريته .. من أجل مصر
يدفع حتى دمه لتحريرها
وهو يعلم أو لا يعلم أن السور وراءه سور آخر
وأن الذئب وراءه ذئب آخر
وأن السجن بداخله سجن آخر
وأن صمت الأجيال المخزي جعله يستلم تركة مليئة بالديون
وعليها كم هائل من الضرائب
ضريبة الفقر .. من سيدفعها ؟
ضريبة الجهل .. من سيدفعها ؟
ضريبة المرض .. من سيدفعها ؟
ضريبة القهر .. من سيدفعها ؟
فالعبودية ترسخت بالجهل والفقر الى حد النخاع الهرمي
وها الجيل الثائر يحصد كل المـُر القابع في شرايين مصر
من اكتشف سر البيادة يكتشف الآن سر اللحية
ولعبة القمار التاريخية على مائدة مصر الوطنية
وها كل أجيال العهد القديم تتحالف على جيل العهد الجديد
وتحاول بكل الطرق دفنه حياً في مقابر جماعية في ميادينه .. أو في ماسبيرو ..
أو في محمد محمود .. أو مجلس الوزراء أو إستاد بورسعيد
أو في محيط كعبة الدولة البوليسية وزارة الداخلية
خرج القرار .. ينبغي أن يصمت هذا الجيل إلى الأبد
قرار بإغتيال جيل كامل
جيل كشف عورات الكل .. فضائح الكل .. فساد الكل ..
إرهاب الكل .. تواطؤ الكل
جيل قرر أن يكون أو لا يكون
يثور أو لا يثور
كره أنصاف الإجابات
وأنصاف الرجال
وقال بدمه لا بصوته .. ولا بمقالاته ولا بشعاراته
جيل كوني غير محلي يمكن إفساده أو إسكاته فقط يمكن إغتياله
وكان القرار في الكواليس .. كواليس المصالح المتقاطعة
بين الكل .. من داخل السجن المعقم .. أو من زرع في البيادات
أو من يقبعون أسفل اللحى منذ قرون
الكل اتفق وتعاهد على اغتيال جيل .. وإغتيال ثورة .. وإغتيال حرية .. وإغتيال عدالة
ولكن سينتصر المستقبل .. سينتصر العلم .. ستنتصر الحرية
مهما اتحد العتيق واتفق البائد وتعاهد المستبدون
جيل الحرية والثورة والمستقبل والعلم سينتصرون

#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات