نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 3631 - 2012 / 2 / 7 - 17:09
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
قدم برنامج الشرقية والناس أحد مواطني هذا الوطن الذي تتعدد فيه هبات العدل الالهي الذي قام بأجراء إحصائية لمجموع ما يصرفه العراقيون على المولدات بنوعيها المنزلية .وتلك التي تنصب في الحي السكني وتسمى مولدة السحب الأمبيري فكان مجموع ما يصرف شاملا السعر كل فصول هذه العملية الأسطورية ( أجرة الاشتراك .أسعار جوزة الامبير .أسعار الأسلاك الممدودة . وهي بأطوالها تساوي مسافة الطريق بين بغداد ودلهي بالخط البحري . سعر البنزين والكاز .الصيانة .سعر شراء المولدة ، وربما يضاف اليها سعر الوجبات التي تعملها بعض العوائل لعامل مولدة السحب أرضاء له ورشوة كي لا يقطع الكهرباء ويداري بيوت الحي ) .
فكان المجموع التقريبي رقما مهولا وعجيبا هو 11 مليار دولار . فإذا كان الرقم في هذه العملية الحسابية صحيحا فهذا يعني أن الموازنة العراقية واحدة من اكثر موازنات العالم بطراً ...وربما هي موازنة مجنونة حين يصرف منها 11 مليار دولار على جوزة الامبير وسلك التوصيل وكاز المولدة .
هذا الجزء الخفي من كوميديا واقعنا لا أحد ينتبه اليه ليفهم ما يجري بالضبط واتنمى أن ننتبه الى جزئيات هذا الواقع الذي نرى في الاغرب من الخيال حيث وزارة مالية لبلد عظيم أنشئ للدنيا حضارة بابل وسومر وعاشور والإرث الاتي من نزول الجمع الخير لأكثر من عشرة انبياء أن تضع ضمن ميزانية غريبة اسمها المنافع الاجتماعية للرئاسات الثلاثة تضع جدولا اسمه ( كارت موبايل ) وحتما بأكثر من مليون دولار . وأشياء اخرى لا يكشف للعلن منها سوى اليسير .
حتما هذا المواطن الذي أجهد نفسه وارقامه في هذا الاحصاء هو لم يبتعد عن الرقم الحقيقي كثيرا ولكنه كشف لنا حجم الكوميديا التي يعيش في آتونها الناس ولا يعلمون .
فأي كان الرقم فهو حتما ملياري وبهذا المبلغ ونحن نرضخ تحت سطوة صرفه من رواتب وبطون بسطاء الشعب نستطيع أن نبني عشرات محطات الكهرباء .
لكن العلة في امراض الإدارة والجشع الكامن في تواريخ الحرمان وازمنة القهر ليولد الغول فينا .الغول الكاذب والمرائي والدعي والمراوغ ليسلب وينهب ويقتل تحت ظلال المسميات والمناصب . حتى ما نناله من الارهاب من عفن التفجيرات وتخريب ابراج الضغط العالي يستفيد منه المسؤول عن طريق مقولة مصائب قوم عند قوم فوائد فتكتب الاف الكشوفات وتعلن الاف المقاولات ويتعاقد مع مئات الشركات وحين تصل الشحنة الى ميناء الفاو نجدها لعب اطفال وليست مولدات كهربائية .
أي دراما هذه ..؟
أي وزارة ..؟
أي دمعة تسكب في ظل هؤلاء التماثيل الكاريكاتورية الذين يتبئون المناصب ويشفطون مال الشعب وحين يُزف اولادهم الى عريساتهم ترى عالم من الف ليلة وليلة ..فيما احياء الطين والتنك والمزابل ترفع شهقتها الى الله ..ولا من مجيب ما دام تموز يحرق في الجباه امنيات الصبر ويجعل العراق سوقا رائجاً للمولدات والمهفات والوعود ..........!
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟