أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الناصري - توقعات كبيرة وأمنيات صغيرة في العام 2005














المزيد.....

توقعات كبيرة وأمنيات صغيرة في العام 2005


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1072 - 2005 / 1 / 8 - 10:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تمر الأعوام غاربة وهاربة من بين عيون وأصابع الوطن الجميل ، حيث يتناسل فيه الحزن والدم وتتصاعد منه رائحة البارود ، فلم يزل وطني يقيم بين عاميين حزينين داميين ، يقيم بين عالميين من الخراب واللوثة والمحنة الطويلة والقاسية ، وهو لم يعبر بعد البرزخ إلى عالم الأمان والطمأنينة ، العالم الثالث والأخير ، فحقبة الفاشية انقلبت إلى محنة الاحتلال والاختلال ، وقد أختلط كل شيء بكل شيء إلى درجة تشوش وانعدام الرؤيا والغيبوبة ، وضياع البوصلة الفردية والجماعية للبعض ، وفقدان الاتجاه نصفياً أو تماماً لدى البعض الآخر !!

ونحن نهم بدخول العام الجديد وتوديع العام السابق ( القديم ) ومحاولة تناسيه أو نسيانه ، وبينما كانت العواصم والمدن الأوربية والعالمية تلهو وتحتفل احتفالاتها الهسترية الصاخبة ، وهي تفجّر مفرقعاتها الوهمية الضوئية والصوتية لتنير سماء المدن ببهجة عجيبة ، تسفح خلالها ملايين اللترات من أنواع المشروبات ، تحيل شوارع المدن إلى ساحات جنون ومجون وصخب من دون عنف ، في نفس تلك اللحظات وفي ليل بغداد الحالك والحزين والخائف ، هناك أصابع مشبوهة وغامضة تضع لمساتها السوداء الأخيرة على نوع آخر من المتفجرات القاتلة وألعاب الموت الحقيقي التي سوف تلطم وجهها وتمزق جسدها الطاهر عند الصباح ، بينما تطحن شرايينها النبية جنازير دبابات الإحتلال ، وتخرب الطائرات المغيرة هدوء صباحاتها الباردة وتلوث ثيابها الرثة وجبهتها الجميلة ورئتيها باليورانيوم المخضب !!

إذا كان العام الفائت محملا بالحزن واستمرار الفجيعة ، فماذا نتوقع في العام الجديد ، وماذا نتمنى فيه وله ؟؟ فقراءة وطنية وواقعية للوضع واتجاهاته الرئيسية تدل على استمرار وتعمق مأزق الإحتلال ، الذي يكاد أن يصطدم بالجدار ، ودخوله طورا جديدا ربما تفلت الأمور فيه من يديه تماما ، ففي أمريكا المجتمع والإدارة ومراكز الدراسات والبحوث ، بدء يسمع حساب الربح والخسارة من عملية الحرب والإحتلال والنتائج الراهنة ، والتكاليف الباهضة البشرية والاقتصادية ، وإمكانية الإستمرارفي تحملها وتحمل فواتيرها المتصاعدة خاصة في هذا العام الجديد وفي المستقبل القريب .

لقد أعترف تقرير أمريكي رسمي بحصول أكثر من 5000 آلاف عملية عسكرية في العام 2004 ، وهذا يعني حصول أكثر من 400 عملية في الشهر، وهو رقم كبير ومخيف ( حسب المصدر الأمريكي وليس مصادر محايدة ، ونحن لا نعرف ماهو الرقم الحقيقي ) !! كما أعترف التقرير بأنهم لم يقولوا الحقيقة عن الأوضاع الجارية في العراق ، وقد تأخروا في تقديرها وتوصيفها !! فكم سيكون الرقم هذا العام ؟؟ وكم سيكلف قوات الإحتلال من خسائر ؟؟ وهل هي قادرة على تحملها وتحمل النفقات المادية المتصاعدة ؟؟ وماهي انعكاسات ذلك على الوضع الأمريكي الداخلي ؟؟ وماذا لو جرى كشف الخسائر البشرية والمادية الحقيقية لهذا العام والعام الفائت ؟؟ ماذا لو جرى الاعتراف بوجود المأزق ؟؟ وإن ثمة خطأ ما أو أخطاء قد حصلت في التقدير والتخطيط وعليهم مواجهتها والاعتراف بها وتصحيحها ؟؟ وكيف سيكون التصحيح وماهو شكله ؟؟ كما قرر البنتاغون إرسال جنرالاً متقاعداً كبيراً لدراسة وتقيم الوضع الخطير ، ماذا سيكتب هذا الجنرال ؟؟ وكم من لجنة وجنرال كانا قد مرا سراًً إلى القواعد والمقرات السرية للدراسة والمقارنة والتقييم ؟؟!! ولمن يريد معرفة الفكر الأمريكي فليقرأ آراء توماس فريدمان بصدد القضية العراقية واقتراحه لتغير وتدوير الحرب الأهلية المنشورة في النيويورك تايمز يوم 6 . 1 ؟؟ وموقفه من القضية الفلسطينية والمشروع الصهيوني الذي يقوده شارون ؟؟ عندها سنعرف جزء من المخطط وليس المخطط كله !!

وإذا كان الوضع هكذا مع الإحتلال رغم كل إمكانياته الكونية ، ورغم سعار السيطرة على العالم وقيادته قسرياً حتى لو كان إلى المجهول ، فماذا سيجلب هذا العام للهيئة المحكومة ولكل من لاذ ويلوذ وأحتمي بالمحتل في وجوده ونشاطه وأطروحته المتهافتة والمتكررة والمحدودة ؟؟ ماذا ستفعل الهيئة المحكومة وأبواقها مع هذا المأزق الحقيقي والكبير ؟؟ ماذا لو جرت الانتخابات الموعودة ولم تفض إلى حل ؟؟ عندها بما ذا سيتلهون وأي لعبة يلعبون ؟؟ هل سيستمر سعار التصريحات بالوكالة عن السيد والحامي والممول ؟؟

هذه الأسئلة وغيرها ستكون مطروحة بشدة على روزنامة العام الأمريكي الجديد في بلادنا ، وهي سوف تثقلها وتحدد الاتجاهات الرئيسية لسير الأحداث ، بما تحتوي من تفاصيل كثيرة ومثيرة ومرعبة تنتظر الجميع على بوابات العام الحالي ، لتضاف إليها داخليا وعراقيا مواقف وطنية سوف تنضج وتتطور ، وسوف يواجه الإحتلال برفض وطني شامل ومتصاعد ، لا يقبل بأقل من الاستقلال التام ورفض كل أشكال التبعية أو النتائج المترتبة على الإحتلال وسقوط بغداد من خلال عملية صراع بين الفاشية والقوات الغازية ، كان شعبنا ووطننا المغيب والخاسر الأكبر والدائم فيها !!

أتمنى أن يكون عام 2005 عام سقوط الإحتلال ( بداء القلب ) ، بينما يظل قلب بغداد المتحرر يدق إلى الأبد ، وأن تعود بغداد إلى عهدها مدينة للخبز اليسير وللثقافة والسلام والعلوم والمحبة ....... وأن ترفع أشرطة الحزن من على جبهتها العريضة الطيبة ، أن ترمي بمعطفها القديم البالي وتخلع ملابسها السوداء المتسخة والبالية ، وأن تركض وترقص في شوارعها النظيفة حافية القدمين بطمأنينة تامة ، وبشعور نبيل وجميل بالحياة وبالأعوام ...... ....... أتمنى أن يعود المسرح مزدهراً ، وأن يعود الكتاب مقروءاً ، وأن ينتشر التعليم في كل مكان ، ويصير التشكيل في الساحات العامة كما في الصالات الراقية ، وأن يعود الغناء عميقا وشفافاً وفسيحاًً . أتمنى أن يتوقف النهب المنظم والواسع لكل شيء في بلدي !! علينا أن نتشبث بالحياة رغم المأساة الشاملة والطويلة والمستمرة والتي تبدو أحيانا من دون أفق !!



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة الموصل خط أحمر وطني وملتهب .
- بطاقة للناس والوطن
- الشهيدان الخالدان سحر أمين منشد وصباح طارش ( ثائر ) . نجمان ...
- دعوة : من أجل كتابة وتوثيق تاريخنا الوطني اليساري ، من اجل ك ...
- السجون والمعتقلات الرهيبة وبارقة أمل مغربية وسط الليل البهيم
- تطورات الوضع السياسي والأمني بين الإرهاب والإنتخابات وحمى ال ...
- نحو تدقيق المصطلحات والمفاهيم والمقولات السياسية . النظام ال ...
- الإعداد والتحضير للعمل الفكري والسياسي في الماركسية . مهزلة ...
- الأهوار : طائر الفينيق الذي عاد إلينا من زهرة الرماد والوجع ...
- الشهيد مناضل عبد العال موسى / مؤيد
- كلمات في عشق النساء . نص من أدب الرسائل
- الرعب ، الصمت ، العار . قضيتان من باريس وبغداد
- اليسار الجديد والقضايا الفكرية والسياسية والإعلامية ، بمناسب ...
- بشتآشان الجرح المفتوح والملف المغلق !!
- عن المبادرة الوطنية والإنتخابات وقضايا أخرى
- رسالة الى الفدائية البطلة لويزه أحريز
- عرس واويه في شرم الشيخ ، وأشياء أخرى
- عن أغراض مؤتمر شرم الشيخ ، وأهمية المبادرات الوطنية الموازية ...
- كيف تعرفت على شعر سعدي يوسف ؟؟
- مبادرة وطنية ديقراطية عراقية


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الناصري - توقعات كبيرة وأمنيات صغيرة في العام 2005