كاظم حبيب
(Kadhim Habib)
الحوار المتمدن-العدد: 1072 - 2005 / 1 / 8 - 10:40
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الأخت الفاضلة السيدة فينوس فائق المحترمة
تحية طيبة
تسلمت رسالتك الكريمة والأسئلة التي وجهتموها لي. أعتذر عن التأخير.
س: ماذا لو لم يشارك الكورد في الانتخابات، إذ أن هناك توجهاً كبيراً في أوساط الكتاب الكورد يدعو إلى عدم المشاركة في الانتخابات القادمة ؟ وماذا يعني مشاركة الكورد في الانتخابات العراقية القادمة بقائمة واحدة؟
ج: وفق قناعاتي الشخصية أجد أن مشاركة الشعب الكردي في كردستان/العراق بالانتخابات القادمة, بغض النظر عن إجرائها أم تأجيلها لفترة قادمة, يعتبر مكسباً باتجاهات خمسة أساسية, وأعني بها:
1. إنها مناسبة مهمة لبلورة ونشر الأهداف الأساسية التي ناضل من أجلها الشعب الكردي على امتداد عشرات السنين في صفوف كل القوميات في العراق وعلى امتداد الساحة العراقية, أي في إقليم كردستان وفي إقليم وادي الرافدين, أي الوسط والجنوب وبعض مناطق الشمال, إذ لم يتسن للأحزاب الوطنية والديمقراطية الكردستانية أن تصل إلى تلك الأوساط بشكل سليم وفعال لتوضيح القضايا التي تناضل من أجلها والتضحيات التي قدمتها وقدمها الشعب الكردي في سبيلها. وهي مناسبة مهمة يفترض استثمارها وأن لا تفوتها القوى الكردستانية أولاً, وأن لا يقتصر الإعلام عنها على كردستان وحدها, بل في سائر أرجاء العراق. ومن هنا أجد مناسباً جداً أن تقيم حكومة اتحادية كردستان قناة كردستانية تقدم برامج لها باللغات العربية والتركمانية والكلدانية والآشورية أو السريانية.
2. إنها تساهم في تعزيز الوجهة الديمقراطية التي يناضل من أجلها الشعب الكردي وبقية القوميات في العراق, فلم تسنح للشعب العراقي بكل قومياته المشاركة السليمة في أية انتخابات ديمقراطية, وبالتالي فاستخدام الحق ضرورة وواجب يمليه علينا مفهوم الديمقراطية, كما أنه يتضمن في جوهره ممارسة حق الشعب الكردي في تقرير مصيره وفق الظروف الملموسة التي يمر بها في هذه المرحلة.
3. إنها تعبير عن نضج الشعب الكردي ووعيه بمهماته ودوره لا في كردستان فحسب, بل على مستوى العراق كله. وعلينا ان لا ننسى الدور البارز والمتميز الذي لعبه الشعب الكردي في النضال ضد الدكتاتورية الفاشية خلال العقود الثلاثة المنصرمة على نطاق العراق كله.
4. وهي تأكيد من جانب الشعب الكردي إلى أنه يريد تحقيق الهدوء والأمن والاستقرار في العراق وأن ينهي الاحتلال أيضاً بعد أن تستتب الأمور ويقضى على الإرهاب الدموي الذي حصد عشرات ألاف الأرواح البريئة من مختلف القوميات والأديان والمذاهب والاتجاهات الفكرية والسياسية.
5. وهي تجسيد لروح المشاركة النضالية في العراق الجديد الفيدرالي الذي يراد إقامته حيث يتمتع الشعب الكردي بحقوقه المرحلية العادلة والمشروعة, وحيث يعزز قدراته ويشارك في تطوير أبناء وبنات الشعب الكردي وبقية القوميات في العراق الذين حرموا لسنوات طويلة من الثروة الوطنية وخيرات البلاد.
أحترم رأي الذين يرفضون المشاركة في الانتخابات لأسباب متباينة, إذ أن منهم من يرى المشاركة في الانتخابات إقرار بواقع حال لا يرونه مناسباً, خاصة وهم يعملون من أجل إقامة دولة كردستانية مستقلة, ومنهم من يرى أن الوضع غير ملائم للانتخابات حالياً ...الخ. اختلف في الرأي مع هؤلاء وأجد نفسي منسجماً مع الأحزاب والقوى السياسية الكردستانية التي تمارس سياسة واقعية, إذ ترى بان من الواجب الانتباه إلى الظروف الملموسة المحيطة لا بكردستان العراق فحسب, بل بالعراق كله والمنطقة والعالم من جهة, ومدى القدرة على تحقيق كل ما يصبو إليه الشعب الكردي من جهة أخرى, وأهمية تعزيز المكاسب التي تحققت حتى الآن من جهة ثالثة. إن ما لا يدرك كله لا يترك جله. والسياسة فن الممكنات وليس فن الرغبات أو الإرادات الذاتية. وهذا ما تعلمته الأحزاب السياسية الكردية خلال العقود الثمانية المنصرمة, وهذا ما أدعي بأني تعلمته أيضاً, وهو أمر بالغ الأهمية, إذ أنه لا يعني بأي حال خاتمة المطاف. أتمنى على الأخوات المثقفات والأخوة المثقفين في كردستان أن يفكروا أكثر من مرة قبل الدعوة لمقاطعة الانتخابات, إذ أن هذا لا يضعهم في مقدمة النضال الذي يراد خوضه في كردستان العراق, بل فيه نسبة عالية جداً من الهروب إلى أمام والانفصال عن الواقع المعاش وفهم مستلزمات النضال والمهمات التي يفترض النضال من أجلها حالياً. إن أهم وأبرز ما يفترض أن يتحقق للشعب الكردي هو الاعتراف من جانب عرب العراق بحق الكرد الكامل والمطلق بتقرير مصيره بنفسه ووفق اختياره. ويبدو لي أن هذا بدأ يتخذ مجرى أخر غير المجرى السابق, وبالتالي فأن الهدوء والموضوعية في النضال سيسمح للشعب الكردي بتحقيق مطامحه المشروعة.
س : ماذا يعني مشاركة الكورد في الانتخابات العراقية القادمة بقائمة موحدة ؟
ج : أرى بأن مشاركة الكرد بقائمة واحدة في المرحلة الراهنة وفي الظروف الملموسة التي يمر بها الشعب الكردي تحتل أهمية خاصة لأنها تعبر عن حرص القوى السياسية الكردستانية على تفويت الفرصة على من يحاول إعاقة أو إشاعة المشكلات في صفوف القوى الكردستانية, كما أنها تعني أن هناك محاولات جادة من جانب الأحزاب الكردية لمعالجة مشكلاتها الداخلية بالطرق التفاوضية والسلمية بعيداً عن الاقتتال الذي عشناه في سنوات منصرمة, ويعني أيضاً نضوج متطور في الوعي والتجربة الكردستانية لدى الأحزاب والقوى السياسية المختلفة. كما أن صدور قائمة موحدة يلعب دوراً مهماً على صعيد العراق كله ويسمح بلعب دور أكبر في الانتخابات العراقية العامة.
أرى بأن القائمة الموحدة على مستوى كردستان العاق يفترض فيها أن تأخذ بالاعتبار الحقائق التالية:
• وجود قوى سياسية كردستانية فاعلة في الساحة السياسية غير الحزبين الرئيسيين الحاكمين, الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني, وأن لهذه الأحزاب الحق في المشاركة وبنسب معقولة في القائمة المشتركة.
• أن هناك إلى جانب القومية الكردية قوميات أخرى في كردستان يفترض أن يؤخذ هذا الأمر بنظر الاعتبار في بنية القائمة الموحدة للقوى والأحزاب السياسية الكردستانية, وأن تكون لها نسب مناسبة في القائمة الموحدة.
• أن يفسح في المجال للقوى السياسية الأخرى الاستفادة من أجهزة الإعلام الكردستانية للدعاية لبرامجها السياسية في إطار القائمة الموحدة.
يهمني جداً في هذا الإطار أن أشير إلى ملاحظات سريعة حول تجربة الديمقراطية في كردستان خلال السنوات المنصرمة. فرغم أهميتها والفسحة الديمقراطية التي برزت خلال الأعوام 1998 – 2004, إلا أنها تحتاج إلى عمل كثير لتستند إلى أسس أكثر ثباتاً ووعياً وعمقاً في آن, إذ أن التجربة يمكن أن تقدم نموذجاً طيباً لبقية أجزاء كردستان الكبرى, وهي مسألة غاية في الأهمية للحاضر والمستقبل في آن. وأركز هنا على ثلاث مسائل, وهي:
- ضرورة إيلاء اهتمام خاص بالمستقلين من الكرد والقوميات الأخرى في كردستان في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية من جانب الحزبين وأجهزة الفيدرالية.
- فتح الأبواب أمام الجميع دون استثناء في مجالات غير قليلة في كردستان بدلاً من حصرها بأعضاء من الحزبين الرئيسيين كل في منطقته, إذ أن الاحتكار لا يساعد على تعزيز الثقة بالنظام السياسي القائم.
- محاربة الفساد المالي والإداري المنتشر في كردستان, كما هو حال بقية أنحاء العراق.
- السعي إلى طرح المشكلات القائمة في كردستان العراق أو على مستوى العراق بصيغة تساعد على تعزيز الأخوة بين القوميات التي تعيش في كردستان.
س : ما هو الفرق بين أن يشارك جميع القوى السياسية الكوردية في انتخابات العراق القادمة بقائمة موحدة ، أو بقائمة مشتركة مع قوى سياسية عربية سونية على سبيل المثال ؟ أي ما هي تأثيرات ذلك على نتائج الانتخابات ؟
ج: أرى بأن من الصائب في المرحلة الراهنة وفي ظروف العراق الملموسة أن تشارك جميع القوى الكردستانية مع جميع القوى السياسية الوطنية والديمقراطية العربية وغير العربية في قائمة انتخابية واحدة لأهميتها في تعبئة الغالبية العظمى من المجتمع العراقي وقواه السياسية في النضال من أجل أهداف مشتركة تعتبر قواسم مشتركة لمستقبل العراق السياسي, إذ أن المرحلة الراهنة مليئة بالعثرات والمشكلات التي يمكن أن تتفجر في كل لحظة ما لم تبذل الجهود الحثيثة لمعالجتها من خلال رؤية ديمقراطية إنسانية مشتركة تستند إلى مبادئ وقواعد أساسية. لست مع قوائم تستند إلى المذهبية, سواء أكانت سنية أم شيعية, فهي من شأنها تفريق الصف العراقي, في حين أن العراق مكون من قوميات ذات خصائص محددة. وجدير بالإشارة إلى أن الدين مسألة شخصية وليست عامة, رغم المحاولات التي تجري لإعطاء المذاهب موقعاً سياسياً واجتماعياً وثقافياً في الحياة السياسية العراقية من جانب بعض القوى الطائفية. والطائفية بمضمونها المتعارف عليه في العراق لا يعني سوى التمييز بين أتباع المذاهب المختلفة أو الأديان المختلفة, وهو ما ينبغي رفضه وعدم التعاون مع القوى التي تريد تنشيط الطائفية والتمييز الديني والطائفي في العراق, إذ أن لها عواقب وخيمة على مستقبل العراق, كما أنها تسقط مفهوم المواطنة العامة المعروفة في المجتمعات المدنية الديمقراطية الحديثة. ولهذا لا أرى مناسباً دخول القوى الكردية في قائمة تجمع بين القوى السنية فقط أو الشيعة فقط, كما لا أدعو إلى قوائم ذات محتوى ديني, بل أدعو إلى قائمة وطنية ديمقراطية عراقية, التي سيكون لها الحظ الأوفر في الفوز بالانتخابات.
س : كيف تقيمون المستقبل السياسي الكوردي من خلال مشاركته في حكم العراق داخل نظام فيدرالي في عراق الغد؟
ج : من يتابع الوضع في العراق يستطيع أن يؤكد بأن الأحزاب الكردستانية تلعب دوراً مهماً في الحياة السياسية العراقية بشكل عام ودور الأخوة الكرد في الوزارات التي يشغلونها بارز ومعترف بدوره الإيجابي. ويمكن أن تلعب الأحزاب الكردية, وبشكل خاص الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني, دوراً مهماً في توحيد الصف الوطني والديمقراطي العراقي, إذ أنه في مصلحة الكرد أيضاً.
أرى بأن الفترة القادمة يمكنها أن تفتح طريقاً جديداً أرحب لبناء عراق فيدرالي ديمقراطي متحرر يتمتع فيه الشعب العراقي بالحرية والديمقراطية واحترام وممارسة حقوق المواطنة وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية بحدود معقولة, ويتمتع بالتعددية والبرلمانية والتداول الديمقراطي للسلطة والتوزيع العقلاني للثروة الوطنية بين إقليمي العراق الرئيسين, كردستان ووادي الرافدين, ومعالجة البطالة وتسريع التنمية والتشغيل ... وإقامة علاقات ود وصداقة مع الشعوب والدول المجاورة تستند إلى التكافؤ وعدم التدخل في الشئون الداخلية ...الخ. ولكن تحقيق ذلك يعتمد بالدرجة الأساسية على تحقيق ما يلي:
1. التصدي النشيط والصارم لقوى الإرهاب الدولي التي تعيث حتى اليوم فساداً وقتلاً وتخريباً في العراق, وتعبئة كل الشعب من أجل إنجاز هذه المهمة الكبيرة والمباشرة والملحة.
2. التعاون من أجل فوز القوى الوطنية والديمقراطية على صعيد العراق كله في الانتخابات العامة القادمة التي تؤسس مجلساً تشريعياً عراقياً جديداً يضع ويصادق بالدرجة الأساسية على دستور عراقي فيدرالي ديمقراطي ومدني حديث, ويضع ويصادق على القوانين الأساسية التي تحرم العنصرية والشوفينية والعنف والحرب والتمييز العنصري والديني والطائفي والفكري والسياسي على صعيد العراق كله, وتقر مبادئ جوهرية كحق تقرير المصير والتآخي بين الشعوب واحترام كرامة الإنسان وعدم التعرض لها بأي شكل كان وتحريم التعذيب الجسدي والنفسي ... الخ.
3. العمل من أجل تعزيز القوات المسلحة العراقية والشرطة وعملها في دولة فيدرالية ديمقراطية حرة, أي في ظل دولة القانون الديمقراطي, ومن أجل الدفاع عن النظام السياسي الديمقراطي في البلاد وحماية استقلال واستقرار البلاد.
4. إنهاء وجود القوات الأجنبية في العراق واستعادة الاستقلال والسيادة الوطنية بأسرع وقت.
5. تأمين إعادة إعمار العراق وتحقيق التنمية البشرية والاقتصادية وفق أسس البرمجة القطاعية والإقليمية وتنشيط دور القطاع الخاص والقطاع الحكومي والمختلط لضمان تعجيل عملية التنمية والتصنيع والتشغيل وتطوير قطاع النفط الخام وبقية المواد الأولية ... الخ.
6. إلغاء الديون الخارجية التي بذمة العراق ورفع التعويضات عن كاهل الاقتصاد العراقي نهائياً.
7. إعادة السكان المهجرين قسراً إلى المدن الكردستانية, وخاصة كركوك, وإعادة المرحلين لها إلى مناطقهم الأصلية وفق أسس تساهم في احترام كرامة الجميع وإزالة الغبن الذي لحق بالكرد والتركمان في فترة النظام الاستبدادي في محاولته تغيير البنية السكانية لتلك المناطق.
8. تسهيل عودة الكرد الفيلية والعرب الذين هجروا قسراً إلى خارج العراق وتأمين تعويضهم بشكل لائق ويحافظ على كرامتهم يعوض لهم معنوياً أو أخلاقياً العذابات الكبيرة والهائلة التي تحملوها نتيجة السياسات الشوفينية والعدوانية التي تعرضوا لها.
9. محاكمة كل المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة الجنس البشري من أتباع وأعوان النظام السابق وخاصة بالنسبة إلى ضحايا مجازر الأنفال وحلب?ة وغيرها, إضافة إلى ضحايا الأهوار وانتفاضة 1991. ومن المهم متابعة تلك الدول التي زودت العراق بما ساعده على إنتاج أسلحة الدمار الشامل التي استخدمها في الحرب ضد إيران وضد الشعب الكردي وضد عرب الأهوار.
ويمكن أن أضع قائمة طويلة بالمهمات التي يفترض الآن وفي المستقبل ممارستها لتحقيق عراق فيدرالي ديمقراطي مستقر وآمن ومزدهر.
إن فرصة تحقيق كل ذلك متوفرة في العراق شريطة أن نساهم جميعاً في تحمل مسؤولياتنا المباشرة وغير المباشرة في ذلك. فإقامة جبهة وطنية شعبية واسعة على صعيد العراق كله هي القادرة على تحقيق هذه المهمات, وتبدأ من خوض الانتخابات القادمة بقائمة وطنية وديمقراطية شعبية موحدة.
لدي القناعة التامة بأن مشكلة كركوك والمدن الكردستانية الأخرى ستعالج بحس وطني مشترك لصالح كردستان والعراق في آن واحد. كما أن مستقبل كردستان العراق سيكون مشرقاً حقاً لا عبر أو بسبب منحة أو هدية تمنح له, بل بفعل النضال الطويل الذي خاضه على امتداد العقود المنصرمة من أجل حقوقه القومية المشروعة والعادلة, وخاصة حقه الكامل في تقرير مصيره بنفسه, وبفعل مساهمته الحيوية في النضال العراقي الواسع من أجل الديمقراطية والحرية والسلام والفيدرالية, وبفعل دوره الراهن في النضال ضد الإرهاب والعدوان.
برلين كاظم حبيب
#كاظم_حبيب (هاشتاغ)
Kadhim_Habib#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟