|
العمال والعاملات أولى بالحماية الاجتماعية
خولة عليان
الحوار المتمدن-العدد: 3630 - 2012 / 2 / 6 - 10:36
المحور:
حقوق الانسان
الحماية الاجتماعية مطلب وطني عاملاتنا وعمالنا أولى بالحماية
مما لا شك فيه ان قضايا وهموم المرأة العاملة بحاجة الى وقفات جادة والكثير من العمل .. ويجب ان يشغل هذا الهم كافة الأطر والاحزاب والنقابات والقوى والفعاليات السياسية والمجتمعية، فلطالما كثر الحديث عن هذا "الهم" ، ومن الأولى والحال هذه ان تكون الفعاليات بمستوى القول ، فالأهداف العامة التي رسمت من قبلنا تستدعي الاهتمام الفعلي لكون ثروتنا ورأس مالنا فقط هو الانسان الفلسطيني (رجل ومرأة) . فالحماية الاجتماعية للعاملات والقطاعات الفقيرة والمهمشة، لا بد وان ترتبط واقعاً بقانون الضمان الاجتماعي ، وهو ما يمثل مجموعة الاجراءات الوطنية والادارية، وفلسفة مفهوم المواطنة فالحكومات مطالبة بحماية الافراد من الفقر والتهميش ، وعدم تأبيد الفقر ، بل انها مطالبة لاستدامة الاستقرار وتعزيز القدرات ، وهو ما يعزز البنى الاجتماعية الصلبة في مواجهة الاحتلال، وقدرة هذا النسيج الاجتماعي على حماية ذاته الوطنية والانسانية،. وهناك عناوين رئيسية ترتبط بمفهوم المواطنة (بيئة مناسبة للعمل، عمل لائق، التنظيم النقابي والحق في العمل ) .. فالحماية الاجتماعية لا تعني فقط اثناء العمل وانما ايضاً ما قبل العمل (البطالة) ، الى ما بعد التقاعد .. وهذا بمجمله يشكل حقاً من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي تتجاهلها الحكومات المحلية، وتبتعد بفعلها هذا عن الأسس الديمقراطية "في الحياة الاقتصادية" لأنها تعتبر "مكلفة" بالنسبة للسلطة والحكومة. وفي المقابل تشكل الحماية الاجتماعية عقدا اجتماعيا لحماية المواطن/ة والعامل/ة، والموظف/ة بمفهومها الواسع ، وبالتالي فهي "مكلفة" بنظرهم.. الا ان واقع الحال يشير الى انه لا يمكن الحديث عن الحماية الاجتماعية في بلادنا بدون ربطها باستراتيجية وطنية للسلطة وحكوماته ومؤسساتها التشريعية والمجتمعية وبدون ذلك نُدخل في مستقبل مبهم يعزز من الفقر والتهميش. فوضع للنساء العاملات على سبيل المثال ندفع ثمنه على صعيد تفاصيل حياتنا كلها .. فالسياسات المالية فرضت بمنطق العولمة وتوجهات البنك الدولي رغم ان الشرعية الدولية تقر عكس ذلك. وإن كنا جزءاً من حراك عالمي ، فالبحث عن التعلم والتنظيم ومواجهة الرؤى ..الخ ، يجب ان يصبح نبراساً للحقوق، حسب الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، والذي هو شرعة لم تأت بسهولة وانما جاءت نتيجة كفاحات الشعوب ونضالاتها في الميادين نحو تحقيق المساواة والكرامة والعدالة. فالقانون الاساسي الفلسطيني اذا كانت مرجعياته الشرعة والاتفاقيات الدولية التي حظرت التمييز ودعت الى المساواة بين الجنسين ، فالمواد من 22-27 تحدثت عن جملة من الحقوق الاجتماعية : (حق الضمان الاجتماعي وهو واضح وصريح "الحق في العمل، ومراعاة مستوى المعيشة، السكن ، الاكل ..الخ) وهناك ايضاً عهد دولي (حقوق الانسان) وعدم التمييز بين الذكور والاناث ، ايضاً الحق في العمل ضمن شروط عمل كريمة ، وضمان اجتماعي .. ايضاً الحق في التنمية، مطالب ان يسير وفق ذلك! الانسان هو محور التنمية، والحديث عن التنمية المستدامة مرتبطاً بالخلاص من الاحتلال وتثبيت الحقوق ، عبر توسيع خيارات الحماية الاجتماعية، وخاصة للنساء العاملات وتمكين القدرات والفرص المتساوية ، والحق في بيئة عمل مناسبة. سنت بعد قدوم السلطة عدة قوانين منها قانون العمل الذي هو بحاجة اصلا الى اعادة النظر به ، من حيث عدم ضمانه لعمل لائق للنساء ، واستثناء خدم المنازل، وعاملات الزراعة اللواتي يعملن في منشآت زراعية .. ان مشاكل النساء العاملات منذ القرن الثامن عشر هي نفس المشاكل ، تعرض للاستغلال والتحايل على الحقوق من حيث الاجور ، وساعات العمل ، والفصل التعسفي من العمل ، ..الخ .
ان فرض البنك الدولي لرؤيته على الحكومة الفلسطينية بعدم اقرار قانون الضمان الاجتماعي، والتمييز بين ابناء وبنات الشعب الواحد ، فهناك قانون تقاعد في القطاع العام ولا يوجد مثيلاً له في القطاع الخاص ، ويعاني من جراء ذلك العمال والعاملات في هذا القطاع "الخاص" من ظروف سيئة جداً ، ورغم ذلك فالعاملين والعاملات في قطاع المنظمات غير الحكومية والموظفات اللواتي يعملن في الحكومة ضمن مشاريع لا ينطبق عليهن قانون التقاعد الحكومي.
وعليه "فنحن" كأحزاب وقوى ونقابات وفعاليات وطنية ومجتمعية مطالبون بالنضال المستمر من اجل تحقيق اسس الحماية الاجتماعية كمقدمة رئيسية للعدالة الاجتماعية في مجتمعنا ، الذي يعاني ما يعانيه من جراء استمرار الاحتلال، فالحديث عن التحرر الوطني لا ولن يستقيم دون وضع المداميك الاساسية للمساواة الاجتماعية .
#خولة_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نوال السعداوي.. زهرة ميدان التحرير
-
العدالة للمرأة .. وللوطن الإنتصار
-
دروس وعبر من بوليفيا: مرحى .. مرحى ايفو مواراليس ... يعيد لل
...
المزيد.....
-
اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر
...
-
ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا
...
-
بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
-
مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا
...
-
إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
-
مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى
...
-
آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
-
مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري
...
-
لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
-
مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|