أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - خالد صبيح - حق الانفصال وداعا ايها الكرد وداعا















المزيد.....

حق الانفصال وداعا ايها الكرد وداعا


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 1072 - 2005 / 1 / 8 - 11:04
المحور: القضية الكردية
    


حينما تكف الأيدلوجية عن دورها المعرفي ستتحول بالضرورة إلى ممارسة مغرضة والى إطار ضيق يغطي ويبرر مصالح فئوية ضيقة ويغلفها بأردية شعاراتية براقة من غير أن يكف عن إلباسها لبوس حلم لأمة أو جماعة لتجتمع حوله فاصلة به نفسها عن همها الحقيقي ومتنازلة عن وعي تؤسسه لها الوقائع ومسارات الحياة لصالح وعي زائف يقدم الشعار والهتاف على الإنسان وقيمته ومصالحه.

ماذا سيكون إذا تحول الإنسان العاقل والفاعل الاجتماعي إلى كائن أيدلوجي؟ ألا يكف بذلك عن اداء دوره العقلاني في تنظيم حياته ورسم أهدافه وتحديد مصيره؟ ألا يتحول إلى قربان ساذج يضحي بنفسه وبمصالحه من اجل شعار يزيف كل المصالح ويضعها في كفة رخوة لا تستقيم مع حركية الحياة؟

على ارض الواقع عراقيا، بعد التاسع من نيسان، وقبل ذلك في أجندة ومخيلات الساسة الطامحين تطلع الكرد ومازالوا إلى وطن في رحم المرحلة القادمة وتأسس حلمهم ذاك على ارض الأيدلوجية غافلا الزمن وناسفا أكثر من ثمانين عاما من آلية انصهار تكاملي ـ متلكأ وقسري لكنه فعال ــ في بوتقة دولة معاصرة تطمح موضوعيا إلى تشكيل كيان امة عابرا للقومية والعرق. ولجأ ـ الحلم ـ إلى التاريخ والخرافة والى غنائية أو بكائية رومانسية أيدلوجية تصهر الحق، بعد أن تصيره تجريدا، لتنسف به الواقع ولتؤسس لنظرة وتاريخ جديدين للمكان مصنوعين بحذاقة.

حقا... ولم لا! فالكرد امة لها كل مقومات الاستقلال وإدارة نفسها وشؤونها بنفسها. وهم لديه لغة خاصة وبيئة اجتماعية وإطار جغرافي وأبنية عقلية خاصة ومشتركة وفوق هذا وقبله وعي قومي بضرورة وأولوية الاستقلال. في هذه الحالة سيكون من نافل الكلام لدى الطرف الآخر، الشريك ألقسري، حسب هذا الواقع الصريح، إطلاق مواقف تؤمن بالحقوق ولا تريد أن تمنحها.. معذرة، اقصد أن يفتح لها الطريق لتتحقق.

لكن الكردي أتقن اللعبة بعد مراس وبعد أن دفع ثمن ازدواجية وتصادم حلمه الأيدلوجي مع الواقع الذي يبشر بكيانية شاملة. صار يلعب اللعبة السياسية بمهارة يريد بها أن يتكلف الآخرون بخسارته أيضا. فاخذ يمارس لعبة المتاهة( الغميضة!) في السياسة ليتشبث بشراكة يريد أن يكون هو الرابح الوحيد بها. فهو متشبث بالبقاء ولكنه يعمل ويعيش لحلمه في أن يفارق شركائه (الأجلاف).

والكردي، المواطن والمتعلم والسياسي والمثقف القومي والماركسي ـ حتى الشيوعي ـ واللبرالي والحداثي أو( العداثي) إذا كان من أهالي اربيل، يعزف لحنا واحدا موحدا قومي النغمة ومتعصب. فقد تحول الكردي إلى كائن أيدلوجي صريح، استبدل وما يزال، رغم التبدلات بل وبسببها ربما، كل ممكنات الوعي بطبقة أيدلوجية كثيفة احادية يتراص الجميع بها وراء شعار ويتغافلون بل وينسون ان في واقعهم مرارات يراد لها أن تغطى وتنسى تحت لمعان الهدف القومي العابر للتاريخ والزمن. يتحول الخصم عندهم في تصيرهم الأيدلوجي ألشعاراتي كتلة متراصة من الأعداء الخارجيين ــ العدو الخارجي مرة أخرى، صرخة القومية المتعصبة الأبدية ــ فيصير عدو الكردي هو (الميت) التركي والشوفيني العربي والإسلامي فقط وليس ذلك الذي يتحكم بالثروة والسلطة والمقدرات أمامه وعلى أرضه. ويصير الكردي، أي كردي، صورة مجردة للنقاء الملائكي الخالص حتى وان كان سمسار سياسة لعوب ودجال مثل ( المام والأستاذ) ( جلال الطالباني) أو دعي قميء ك( نو شيروان) والقائمة طويلة. أيختلف هذا العقل وروحية هذه الممارسة كثيرا مع من صفه منطقه الجوهراني مع نظام صدام لأنه يتخاصم مع أميركا وإسرائيل؟

إنها آلية اصطفاف مصنوعة بحذاقة اعتاد دهاقنة السياسة أن يبدعون بها طالما بقي المواطن والجمهور مخدرا وممهورا بختم الأيدلوجية الشعاراتية.

لااقول ـ معاذ الله ـ إن الكرد لايجب عليهم الانفصال بل العكس عليهم الآن قبل غد أن يباشروا بمشروعهم بكل صدق وجدية ووضوح أيضا. فلا يمكن أن يتشارك في ارض واحدة ووطن واحد ومصير واحد قوم لايجيدون لغة بعضهم البعض ولايفهمون بعضهم وأكثر من هذا ينفر بعضهم من بعضهم الآخر وكثيرا ما يشك به ويكرهه والأكثر سخرية يستنكف منه.. فكيف سيعثرون على ما يجمعهم إذن وسط ذلك الاضطراب وتلك الأحقاد.

يصر دعاة انفصال الإقليم الكردي من جامعي التواقيع على أن يحدث الاستفتاء الذي يريدون أن يمرروا من خلاله مشروعهم، الآن.. الآن، الآن وليس في وقت آخر لأنهم يدركون، بالفطرة ربما، إن الجرح الكردي لايزال طازجا وان مفاعيل الضخ الأيدلوجي في كراهة الشريك العربي) والإبداع في وصف عدوانيته وتربصه ستفقد مفعولها تماما إذا ما حلت مشكلة العراق الأزلية واعني بها الديمقراطية السياسية والاجتماعية حيث سيتم التقارب والفهم وسوف لن يصوت من يستفتى عندها لصالح مشروع انفصال. ففي ذاك الزمن المريب ستجلى بعض مظاهر الحقيقة ويعرف الكردي، المضلل بالنفخ الأيدلوجي ألشعاراتي، إن شريكه (الجلف) هذا هو إنسان معذب ومضطهد ومدمن خسارات مثله وان لافرق حقيقي بينهما يستوجب تفارقهما. لكن ذلك مرهونا بزمن يكون الإنسان فيه قادرا على إسقاط الشعار ويتخطى قليلا تزييف الوعي. وذلك قد لايتحقق لأنه أيضا حلما يلامس اليوتوبيا وسيتعثر في شهقات الهتاف ويتوه في دهاليز الشعار.

أي خطاب يطرحه الكردي يكون اطلاقيا وقادرا بالضرورة على جمع الأمة والجموع حوله فهو حامل جوهر الحق مقابل جوهر الباطل لدى الخصم ـ الشريك. وان كانت تلك ليست صفة كردية بحتة فالكثيرون صاروا يتحدثون بخفة مخزية باسم كتل بشرية هائلة ومتنوعة من غير أن يصابوا بإحراج ساذج هو انهم في الغالب يمثلون أنفسهم فقط، هذا إذا استطاعوا أن يمثلوا أنفسهم فعلا. وبهذا سيرمي الكردي كل خلافاته، إن وجدت، خلف ظهره ويتفرغ للشأن الانفصالي. أليس هو حق تقرير المصير إذن؟ ومن يستطيع أن ينكر عليهم مثل هذا الحق الجلي؟

لكن ماذا ينتظرون. لماذا يجالسوننا ويشاركوننا الوطن الداكن وهم كارهون لنا؟. ليذهبوا تصحبهم كل هتافات السلامة والمحبة وسوف لن يختلف احد معهم على تفاصيل عابرة كأرض كركوك مثلا. ليأخذوها ان شاءوا فقط لكي لا يمسخوا البعض منا ويستنصرون لأنفسهم أكاديمي خذل السياسة وخذلته فاخذ يبحث عن موضع تحت الشمس فاتكأ عليهم و قاضي أدمن المديح ويخاف الحقيقة فاتكأوا عليه و ثوري منسي في الشمال الاسكندنافي أضاع قضيته فوجدها تدجيلا في قضيتهم.

معلومة:
تسعى الأحزاب القومية الكردية المتحكمة في ارض كردستان العراقي في تكريس استراتيجية إعلامية تستأجر بموجبها كتاب ومثقفين عرب ليدافعوا عن قناعاتها القومية لكي تكتسب تلك القناعات مصداق أوسع ومشروعية اكبر.

تعليق:

لايلام من يدفع اجر المغني فالعار عار المغني.

تماديت قليلا ؟
ربما
قد يصرخ الآن كردي يخنقه الغضب والتعصب والاشمئزاز:
آه، آه لو لم تكن تركيا المتربصة وإيران المتأهبة والسوريون، أللعنة حتى السوريون، لأقمنا دولتنا وألقمنا هؤلاء الأجلاف المتنطعين حجرا.

لكنني أقولها صادقا:

طالما أن كردستان هي العنوان الأول للهوية والتعريف. والعراق، أرضا وهوية، مرمي في زاوية مهملة، وطالما نحن العرب، الشركاء المقيمون في الجانب الآخر من شرخ الوطن، لدينا أيضا جذاماتنا ودماملنا الطائفية وقيوحنا المتعصبة فإذن ليس هناك بعد كل هذا ما يستوجب جمعنا.


ليذهب إذن كل منا في تشرذمه.


فوداعا أيها الكرد وداعا.



السويد
5-1-2005



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلل بنيوي وتبعية مركبة
- ماذا عن القتلة
- هيئة علماء المسلمين بين الكراهية الدينية واعادة الاعتبار للن ...
- الجانب الاهم في جرائم النظام البعثي
- الحوار المتمدن في لحظة اختبار
- العراق .. عراق من؟
- تضييق دائرة الصراع علاوي ـ الزرقاوي
- الشهيد عاشقا للحياة
- مخاض السيادة ورهان الامن
- وحدة اليسار العراقي
- البطالة السياسية - عن ظاهرة المنسحبين من الحزب
- شمر بخير ولكن....!
- تسمية الأشياء بأسمائها - حول الأحداث الأخيرة في العراق
- من اجل يسار عراقي معافى - ملاحظة عامة على أوضاع النقد في حيا ...
- أخوة الخوف
- الشهيد الشيوعي مشروع إعلامي
- إرهاب جيفارا ألزرقاوي
- الجرح النرجسي للكرد
- ألترهيب الإسلامي
- ثقافة الصنم


المزيد.....




- رئيس المجلس الرئاسي اليمني يبحث مستجدات الوضع الإنساني وجهود ...
- لجان مقاومة فلسطين: نتنياهو مجرم وخطابه بالأمم المتحدة أكاذي ...
- حماس: خطاب نتنياهو في الامم المتحدة مليء بالأكاذيب
- الخارجية الايرانية تعتبر اعتداء الاحتلال على الضاحية باسلحة ...
- -اللعنة والنعمة-.. قصة خارطتي نتانياهو في خطابه بالأمم المتح ...
- لافروف يلتقي بسام الصباغ على هامش الجمعية العامة للأمم المتح ...
- تصفيق وصيحات استهجان ومقاطعة.. شاهد كيف استقبل نتنياهو في قا ...
- -رش الملح على الجرح- أمطار غزة تفاقم معاناة النازحين وتُغرق ...
- نتنياهو يتمسك بالحرب ويهاجم الأمم المتحدة ووفود دبلوماسية تق ...
- ضمت دولًا مثل السعودية ومصر وإيران.. نتنياهو يعرض خرائط -الن ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - خالد صبيح - حق الانفصال وداعا ايها الكرد وداعا