أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - حسنين السراج - لماذا لا نخدر الحيوانات قبل ذبحها ؟














المزيد.....

لماذا لا نخدر الحيوانات قبل ذبحها ؟


حسنين السراج

الحوار المتمدن-العدد: 3630 - 2012 / 2 / 6 - 03:56
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


الحديث في موضوع حقوق الحيوان يعتبر من أحاديث الترف والبطر . فنحن نعيش في مجتمعات ليس للانسان فيها حقوق وترفع شعار ( البي زود يعبي السكلة ركي ) . بالضبط نفس قانون الغاب ( القوي ياكل الضعيف ) . من الامور الملفتة للنظر أن حب الحيوانات يولد مع الانسان فمن يحب الحيوانات وهو صغير سيبقى كذلك الى اخر عمره ومن يبغضها ويؤذيها وهو صغير قد تتعزز لديه هذه الحالة و يتطور لديه الامر ويتحول الى مجرم .

قبل فترة وجد أحد الاطفال طير مصاب وساقط على الارض فأمسكه بيده وقطع راسه باسنانه . ماذا عن الحفلات الجماعية للاطفال في تعذيب القطط والكلاب . كانت تحدث بكثرة حين كنا صغار وأنا متيقن أن نسبة كبيرة من هؤلاء تحولوا من معذبين للكلاب والقطط الى مقاومين أبطال للمحتل الامريكي الغاشم . هوية الانسان ذو الميول الاجرامية تظهر في هذه الامور التي يفعلها في صغره وهي مؤشر خطير يجب الالتفات له ومعالجته ويجب اشعار الطفل بفداحة ما يفعل وبأن الحيوان يشعر بالالم والمعاناة بالضبط كالانسان . لكن السؤال هو هل الكبير أصلا يفهم حقيقة أن الحيوان لديه مشاعر ويشعر بالالم كالانسان ليفهم الصغير هذه الحقيقة ؟ الواقع أن الكثير من الاباء لا يعلمون أصلا أن الحيوان يشعر بالجوع أو بالعطش او بالالم . قبل فترة كان أحد الصبية الطيبين يطعم قطة قرب دار عبادة فتوقف أحد المصلين ونظر اليه وبعد ( صفنة طويلة ) قال ( عمو أنت تصلي؟) فقال له الصبي ( نعم عمو أصلي الحمد لله ) فقال له ( عمو أنت هسة نجس من فوك ليجوة)ثم ذهب ليلاقي ربه بقلب سليم . هو لا يعلم طبعا ان القط غير محكوم بالنجاسة حسب الفقه الاسلامي ولا يعلم أن هناك احاديث للنبي محمد تشجع على أطعام الحيوانات . لكنه نشا و تربى على أحتقار الحيوانات وتحقيرها لذلك يشعر بداخله أن كل الحيوانات نجسة .

رقة القلب شيء يولد مع الانسان ومن الصعب أن يكتسبه من خلال التربية أو الدين أو غيرها من يملك قلب لئيم حتى السلوكيات الحسنة التي يرغب بها الدين لا يلتفت لها ولا يهتم لامرها كأطعام الحيوان الجائع . ومن يملك قلب رقيق حتى الأمور القاسية التي يحللها الدين لا يتقبلها كذبح الحيوان لأكله .

قبل فترة كنا في نقاش حول ذبح الحيوانات لاكلها ومدى أنسانية هذا الفعل . فقلت لأحدهم لو كانت الدجاجة بحجم برج أيفل لأصبح الأنسان طعامها المفضل . الموضوع يتعلق بالمثل الذي يعشقه أبناء شعبنا ( البي زود يعبي السكلة ركي) . واستمرارنا بالحياة يتعلق بموت اخرين أقل قوة منا . فقال لي احدهم . أراك تشفق على الحيوانات وتتفلسف علينا وأنت تأكل اللحوم هل تخدعنا ام تخدع نفسك ؟؟؟ فعلا انا لم أتمكن من ترك أكل اللحوم أكثر من شهر ويا ليتني كنت أملك أرادة هادي العلوي لكن مع الاسف لست ألا كائن ضعيف .

أذا كنا لا نستطيع ترك أكل اللحوم لماذا لا نبحث عن طريقة أقل قسوة في قتلها ؟ لماذا لا يخدر الحيوان قبل ذبحه ؟ والنتيجة انه لن يشعر ألا بوغزة الأبرة . ما هي المشكلة في ان نقلل الالم الذي يتعرض له الحيوان من حده الاعلى (الشعور بألم الذبح)الى حده الادنى (الشعور بوغزة الأبرة) ؟ طرحت هذه الفكرة قبل سنوات سيدة هولندية تدعى ماريان ثييم مهتمة في الدفاع عن حقوق الحيوان لتقليل الالم عن الحيوان ورفع المعاناة عنه .

كم هو امر مضحك ان يتحدث احدهم عن حقوق الحيوان في مجتمع يفجر فيه الانسان نفسه على مجموعة من الناس لاسباب فكرية عقائدية . كم هو أمر مثير للسخرية ان يتحدث احدهم عن تقليل معاناة الحيوان في مجتمع يذبح فيه الانسان أخيه الانسان لأسباب طائفية . كم هو امر سخيف أن يتحدث احدهم عن التعاطف مع الحيوان في مجتمع يصنع مجازر بشرية بسبب مباراة كرة قدم .



#حسنين_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناطق الرسمي بأسم الله
- حين تضاجع الزوجة رجلا اخر
- أقسم بالله أني ملحد
- جثة لعراقي في الدنمارك وجثة لأسرائيلي في لبنان
- لماذا هذه الأخلاق يا سمو الأميرة ؟
- أنه حشرة ... ويبقى حشرة
- هل يملكون شجاعة هذا الجندي الامريكي؟
- رعاع أم ثوار؟ ... انه الحول الأدراكي
- من تاريخ التعذيب بأسم المقدس 3
- من تاريخ التعذيب بأسم المقدس 2
- الموت لأمريكا ... اللعنة على الغرب الكافر
- سأبني تمثال للرئيس مبارك في قلب بغداد
- بتوقيت بغداد أم بتوقيت برلين ؟
- نظرية الخداع بدافع التقوى ... وأخواتها
- منح مظفر النواب درع( شاعر المجد والخلود)بأسم الحوار المتمدن
- الأستعلاء بين العقل الألحادي والعقل الايماني
- سركال الأله ... 1
- زجاجة الويسكي والأمتحان الالهي
- ولا تحسبن الذين قتلوا
- وجهة نظر الخروف


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - حسنين السراج - لماذا لا نخدر الحيوانات قبل ذبحها ؟