أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامان كريم - حول التحزب الطبقي وتوجهنا السياسي















المزيد.....


حول التحزب الطبقي وتوجهنا السياسي


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3630 - 2012 / 2 / 6 - 00:28
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


(بحث قدمه سامان كريم في ندوة اعضاء اللجنة المركزية و كوادر الحزب في الثالث من شباط 2012! )
رفاقي الاعزاء: هذا البحث قديم جديد، او جديد قديم... وأنا شخصيا ناقشت هذا البحث مع عدد من الرفاق, بعضهم موجودون داخل هذه القاعة و بعضهم الاخر خارج القاعة, وقدمت هذا البحث بشكل واسلوب اخر الى عدد من الرفاق في المكتب السياسي في الشهر تشرين الاول الماضي وذلك لعقد ندوة الذي يفترض ان تنعقد داخل المكتب السياسي حيث لم يتم انعقادها لحد الان. هذا جانب والجانب الثاني سألتني الكاتبة منى بوتانى حين كنت في حوار مع الجماهير على صفحة مؤسسة الحوار المتمدن.. سؤال مفاده...تتحدثون دائما في كل اجتماعكم الموسعة للجنة المركزية او حتى مؤتمراتكم عن تحول الحزب الى حزب اجتماعي ولسنين عدة, فهل تحول حزبكم الى حزب اجتماعي؟ اذا كان الجواب نعم فماهي الدلائل؟ واذا كان الجواب لا فماهي الاسباب او المعوقات؟ وهل هي ذاتية ام موضوعية ام الاثنين عماً؟ وما هي الخطوات العملية لجعل الحزب حزب جماهيري مقتدر وقادر على التاثير على المعادلة السياسية؟وقد اجبت على السؤال في حينها في الحوار والان اجيب عليه مرة اخرى ... واطلب منكم التركيز معي لانه بحث مطول...

اذن هذا المبحث هو قديم ولكن بالنسبة لنا جديد...طالما لم يتحول الحزب الى هكذا حزب اجتماعي ويمثل الصف الطليعي للطبقة العاملة.. مادامت اقدام الحزب لم تترسخ داخل هذه الطبقة وداخل الصف الطليعي لهذه الطبقة...علينا ان نبحث ونبحث عوائق عدم التحول هذا. لماذا لم يتحول الحزب الى حزب الطبقة العاملة ؟
اذا سألت اي رفيق داخل هذه القاعة تقول له ماهو عملك الحزبي او ما مشاغلك الحزبية من الكوت الى الحلة, البصرة وبغداد وكركوك و في الناصرية وصلاح الدين؟ اما انه ليس لديه جواب او انه سيقول لك لدينا عدد من الاجتماعات الحزبية و اصدار عدد من البيانات... الخ.. ولكن تبقى هذه الامور مسائل هامشية جداً وثانوية...اذا قارناها بالقضية الرئيسية اي قضية تواجدنا اليومي والحضور داخل هذا الصف الطليعي العمالي ...اذا كان لدينا تواجد ولدينا حضور و موطئ قدم قوي او حتى غير قوي..في ذلك الوقت سيكون أعضائنا وكوادرنا مشغولون دائما وخلال 24 ساعة.. لان الموتور سيتحرك بقوة الطبقة العاملة و نضالاتها بوجه الراسمال. والطبقة العاملة دائما عندها مشاغل...عندها قضايا عندها عوائق.. عندها اطفال وعوائل ومعاناتها, لديها المجاعة و الفقر و المطالب ، ولديها التنظيم.. في ذلك الوقت سيكون كل عضو او كادر في الحزب مشغولا بهذه الامور ولديهما العمل داخل هذا الاطار خلال 24 ساعة..

وكنا حتى في الفترة الماضية حين تدخلنا بصورة معينة في الاحتجاجات الجماهيرية في بغداد, في ساحة التحرير. قد ناقشنا هذه الامور، وقلنا اذا كانت هذه الاحتجاجات لم ترتق وتتوسع في اطر اخرى, داخل المعامل والمحلات و الجامعات ستفشل لا محالة... على اية حال ادخل صلب بحثي..
رفاقي..

في البداية اريد ان اشير الى التجارب الثورية الاخيرة في العالم العربي سواء كانت في مصر او تونس, هذه التجارب و بعد ان مضت عليها سنة كاملة تؤكد مرة اخرى ان الثورات في عالمنا المعاصر اذا لم تتطور وترتقي الى النزول السياسي للطبقة العاملة كقوة مقتدرة تناضل في سبيل الظفر بالسلطة السياسية... ليس بامكاننا الحديث عن انتصار الثورة وليس بامكاننا الحديث حتى عن الاصلاحات الجذرية, حيث البرجوازية الخارجية والمحلية تقف بالمرصاد لاحتواء الثورة باسم الثورة, وهذا ماشاهدناه في البلدين, عبر مشروع برجوازي دولي ومحلي عبر جمع شمل الحركات البرجوازية الاكثر رجعية وعبر شراكة الاسلام السياسي مع العسكر في مصر بدعم قوي من امريكا وبلدان الخليج..وحتى في العراق الذي تجاوزت الاحتجاجات الجماهيرية فيه أحد عشرة شهرا وبصورة منظمة في كل يوم جمعة في بغداد ومتقطعة في المحافظات الأخرى، دون ان تتسع رقعتها، دون ان تنظم نفسها وفق رؤية سياسية موحدة، يدل بما لا يقبل الشك بان الضعف الرئيس هو عدم اقدام الطبقة العاملة على لعب دورها السياسي. بدون الدور الريادي لهذه الطبقة ليس بالإمكان الحديث عن تطوير وتوسيع رقعة الاحتجاجات الجماهيرية لصالحها. ان الطبقة العاملة وبالتحديد جزءها الطليعي لديه نقص كبير في الأداء النضالي، اي الرؤية الشيوعية العمالية.
من جانب اخر لو نفترض ان الاحتجاجات تطورت وتوسعت و تحولت الى مستوى ثورة في العراق حينذاك في ظل الثورة العمومية "مثل مصر، ثورة كل الطبقات والفئات" يبقى هنالك تساؤل هل ان الطبقة العاملة مستعدة لقيادة هذا الامر؟! هل جزئها الطليعي منسجم فكريا وسياسيا وفق رؤية ماركس "الشيوعية العمالية"؟! هل لديها عشرات من اللجان الشيوعية في المعامل والشركات الكبرى وبالتحديد في القطاع النفطي، والاحياء السكنية؟ هل وهل...؟! يجب ان يتهئ الحزب لهذه المهمة، هكذا يقول برنامجنا، هذا الهدف الذي صرفنا عمرنا من اجله. ويجب علينا ان نستمر حتى تحويل الحزب الى الحزب المنشود....

ما معنى هذا الامر, اي عملية وضع الحزب في مكانته واسسه الطبقية ؟ بهذا الصدد يقول منصور حكمت: "الشيوعية العمالية، من الناحية الفكرية، تعني الماركسية. ومن الناحية الاجتماعية، تعني حركة العامل الاحتجاجية المعادية للرأسمالية. وتلك حركة موضوعية، كنظرية فكرية موجودة ايضاً. فاذا كنا نتحدث عن جوهر هذه الحركة، حينها تتمحور المسالة حول كيفية تنظيمها وجعل هذه النظرية مرشدها وموجهها بالتمام والكمال.( منصور حكمت/ اختلافاتنا/ التاكيد مني).*

هذه المهمة بالنسبة لنا كشيوعيين على غرار شيوعية ماركس ليست مهمة اختيارية, بل هي مهمة فورية وضرورية ان نجعل من الحزب حزبا لطبقته حزبأً لطليعي الطبقة العاملة... ليس امامنا اختيارات مختلفة. في الوقت نفسه ان هذه المهمة هي قديمة قدم وجود الحزب، ومنذ تأسيسه, لا نستنتج هذه المهمة من الثورات في العالم العربي ولا من الانشقاقات الحزبية وللمثال الازمة الاخيرة داخل الحزب الحكمتي الذي تحدثنا عنه في الفقرة الاولى من فقرات ندوتنا هذه... وهنا لابد من التأكيد بان الشيوعية ليست لها وجود بدون وجودها في طليعة النضال العمالي بوجه الراسمال وسلطته.... ان مهمة الشيوعية وتحزبها هي تنظيم الطبقة بوجه الطبقة البرجوازية واسقاطها واحلال بديلها الشيوعي, اسقاط الملكية الخاصة البرجوازية... يقول ماركس بهذا الصدد في البيان الشيوعي:

"...والهدف الأول للشيوعيين هو الهدف نفسه لكل الأحزاب البروليتارية الأخرى: العمل من أجل تشكّل البروليتاريا في طبقة, إسقاط هيمنة البرجوازية, واستيلاء البروليتاريا على السّلطة السياسية. وطروحات الشيوعيين النظرية لا تقوم قطعا على أفكار, على مبادئ, ابتكرها أو اكتشفها هذا أو ذاك من مُصلحي العالم. إنّها فقط تعبير عام عن الشروط الحقيقية لصراع طبقيّ قائم على حركة تاريخية تجري أمام أعيننا. وإلغاء علاقات الملكية القائمة حتى الآن, ليس هو إطلاقا السِّمة المميزة للشيوعية. فعلاقات الملكية كلها, كانت خاضعة لتغيّر تاريخي مستمر لتحوّل تاريخي مُتواصل. فالثورة الفرنسية, مثلا, قضت على الملكية الإقطاعية لمصلحة الملكية البرجوازية. وإنّ ما يميّز الشيوعية, ليس القضاء على الملكية بشكل عام, بل إلغاء الملكية البرجوازية. غير أن الملكية الخاصة للبرجوازية العصرية هي آخر تعبير وأكمله عن الإنتاج وتملّك المنتجات القائم على التناحرات الطبقية, وعلى استغلال البعض للبعض الآخر. والحالة هذه يستطيع الشيوعيون أن يلخّصوا نظريتهم بعبارة وحيدة: إلغاء الملكية الخاصة."(ماركس- انجلز- البيان الشيوعي/ التاكيد مني).

اريد ان اشرح هذا المقطع لانه بصراحة مهم جدا بالنسبة لهذا البحث. ان الشيوعية هي اساسا حركة اجتماعية تاريخية تجري امام أعيننا كما يؤكد عليه ماركس وانجلز. الشيوعية قبل ان تكون افكار واطروحات وبرامج واحزاب سياسية، هي حركة طبقية تعبر عن شروط حقيقية للصراع الطبقي القائم اينما كان وفي اي بلد كان. هي حركة طبقية وبالتالي اجتماعية، تطرح افقها وسياساتها وتقاليدها وتنظيمها وهويتها" التحريض، الدعاية والتنظيم" الشيوعي، وتحاول تحشيد القوة حولها. تحشيد القوة الاجتماعية. تحشيد الطبقة العاملة من خلال جزئها الطليعي اي الشيوعية العمالية. تحشيد القوى وتنظيمها وتوجيهها وفق هذا البرنامج "البيان الشيوعي". وجعل هذا البيان والافق افقاً إستراتيجياً، واطاراً فكرياً، واساساً للتنظير ووضع السياسات، وتطبيق تقاليد وروح هذا النهج الفكري من ناحية نمط العمل الحزبي والنضالي والتنظيمي، حركة طبقية بوجه الراسمال.

اي عامل بسيط، حتى اذا كان وعيه لم يصل بعد الى الوعي الطبقي يعرف هذه القضية اي الاحتجاج بوجه مظالم الراسمالية...بدون اي توضيح بدوى نقابة بدون حزب و ... غريزيا يعرف ذلك وهي قضية موضوعية وتاريخية... اذن الوجود والحضور داخل هذا الصف كجزء من النضال الطبقي, هو الشرط الاول. لان النضال الطبقي هو الاطار الاوسع... بمعنى اخر اولا لدينا الطبقات و الصراع الطبقي...والثاني لدينا الحركات الاجتماعية وداخل هذه الحركات المختلفة لدينا الاشتراكية بصورة عامة, الاشتراكية لديها تيارات مختلفة مثلا هناك الاشتراكية المسيحية او الشعبية او الديمقراطية وداخل هذا الاطار التيار الشيوعي العمالي كتيار واقعي مثلما هو النضال الطبقي حالة موضوعية ومثلما الراسمال حالة موضوعية ومثلما وجود العامل الاجير حالة موضوعية؟ فاهم شئ هذه البنية اي احتجاج العامل , وحركته الطبقية التي تعبر عن شروط حقيقية للصراع الطبقي القائم في اي بلد كان واينما كان... مادامت طبقية اذن فهي اجتماعية.... مثلما ان كل افكار وقضايا البرجوازية هي قضايا اجتماعية .. فان القضايا العمالية هي ايضا قضايا اجتماعية مثل الاجر او زيادة الحد الادنى من الاجر، من 120 الف الى مليون دينار هي قضية طبقية واجتماعية تشمل الملايين من البشر.. وهكذا التنظيم لان البرجوازية تسلب التنظيم من العمال حتى لا يتسنى لهم تنظيم انفسهم وان يتوحدوا في سبيل تحقيق مطالبهم...لان العامل المنظم لا يقبل بهذه الدونية والفقر والمجاعة... اذن الشرط الاول هو الوجود والحضور داخل هذا البنيان الطبقي الاجتماعي التاريخي الموجود في كل بلد في فرنسا و في جنوب افريقيا في العراق في مصر في امريكا في افغانستان وفي تورا بورا " الرفيق فلان يحب ان اقول هذا"( الضحك)

اسس النظرية الثورية لماركس، بنائها، مقوماتها، اساليب عملها، تقاليدها، تكتيكاتها، جزء لا ينفصل من هويتها واسسها وهي الطبقة العاملة، تنظيمها وقيادتها نحو الظفر بالسلطة السياسية، الغاء الملكية الخاصة البرجوازية والعمل المأجور. الشيوعيين العمليين كما يسميهم ماركس هم الشيوعيين سواء كانوا احزاباً او حركة او منظمة او نقابة، او اشخاصا، هم داخل اطار الطبقة. داخل هذه الاطار وبالتحديد داخل الصف الطليعي للطبقة سطر ماركس نظريته للتغيير، "الشيوعية هي علم تحرير البروليتاريا" كما يقول انجلز في تعريفه للشيوعية. علم تحرير الطبقة من براثن الاستغلال الطبقي البرجوازي وكيفية الاستيلاء عليه، عبر نفيه بالغاء الملكية الخاصة، وبناء نظام اجتماعي مختلف عنه تماماً. الشيوعية ليس علم تحرير كل الطبقات والفئات الإجتماعية الأخرى. انها علم تحرير طبقة معينة، في مرحلة تأريخية معينة، مرحلة سيادة الراسمال. ان الوعي الشيوعي او علم تحرير الطبقة، يمكن ان يكون او يشكل وعياً بين الطبقات الاخرى بين فئات اخرى، لكن هذا الفهم والوعي هو ناتج عن فهم دور الطبقة العاملة وموقعها الاجتماعي في المجتمع، يقول لنا ماركس وانجلز في الايديولوجيا الالمانية" إن هذه الطبقة تؤلف أغلبية جميع أعضاء المجتمع، ومنها ينطلق وعي ضرورة الثورة الجذرية، والوعي الشيوعي الذي يمكن أن يتشكل بالطبع بين الطبقات الأخرى أيضاً بفضل فهم وضع هذه الطبقة...........". ان علم تحرير البروليتاريا لايمكن فهمه و تطبيقه خارج الطبقة، وخارج نضالها الآني والمستقبلي، الاقتصادي والسياسي. ليس هناك علم تحرير العمال اي الشيوعية خارج نضال الطبقة العاملة مطلقاً.


اذا ما تحولنا الى مستوى اخر من البحث لا نرى في نظرية ماركس الثورية، حزب العمال والحزب الشيوعي العمالي، خارج عن الطبقة، لا نرى منه محاولة لتغيير طريق حزب ما نحو الطبقة العاملة، بل نرى صراع سياسي يومي داخل التيارات العمالية، نرى صراع التيار الشيوعي، بوجه التيارات الاقتصادوية والاصلاحية والفوضوية والمنشفية داخل الحركة العمالية بقيادة ماركس وانجلز ولينين . بل الاساس والاصل في نظريته هو حزب للطبقة ولذات الطبقة، نرى حزب الطبقة ان كان الحزب موجودا او غير موجود في خضم الاوضاع الثورية او النضالية اليومية. وفق هذه الرؤية فالحزب والطبقة حالة متداخلة وممتزجة لايمكن الفصل بينهما باي شكل من الأشكال. الحزب السياسي للطبقة وفق هذه الرؤية، هو روح الطبقة لتحرير ذاتها. هو جزء طليعي منها، هذا الجزء والحركة التي سميت بالشيوعية" إن الشيوعيين لا يتميزون عن الأحزاب البروليتارية الأخرى إلاّ في أنّهم: من ناحية, يُبرزون ويُغلِّبون المصالح المشتركة في الصراعات القومية المختلفة للبروليتاريين, بصرف النظر عن تابعية عموم البروليتاريا, ومن ناحية أخرى, يمثِّلون دائما مصلحة مُجمل الحركة في مختلف أطوار التطور, التي يمر بها الصراع بين البروليتاريا والبرجوازية."(البيان الشيوعي). إذن الشيوعية هي شيوعية الطبقة العاملة، بافق واضح ويمثلون اقصى الراديكالية العمالية وامميتها. إذن وفق ماركس ليس لدينا شيوعيات او حركات شيوعية او احزاب شيوعية مختلفة، ذات اتجاهات سياسية مختلفة، بل لدينا شيوعية الطبقة، كحركة اجتماعية تحاول الظفر بالسلطة السياسية، والفوز بالمجتمع، اي فرض سيادتها الاجتماعية، عبر سلطتها السياسية. اية شيوعية خارج هذه الطبقة ونضالها ليست شيوعية. ان الشيوعيات المختلفة الدارجة من الشيوعية الروسية، والصينية، والاوروبية، والعالمثالثية، هي كلها حركات برجوازية مختلفة، استفادت من اسم الشيوعية لتركيع العمال، والفوز " بالوطن" و" ترميم الاقتصاد الوطني" و"المصالحة بين الراسمال والعمال".

ان اسلوب العمل الشيوعي والتنظيم الشيوعي، والتحريض الشيوعي اي الهوية الشيوعية (العمل الروتيني)لا يمكن ان تتم وتتحقق من صحتها إلا من داخل صفوف الطبقة العاملة. ان التحقق من صحة "علم تحرير الطبقة" يتم فقط داخل اطار الطبقة العاملة وصراعها مع البرجوازية وسلطتها. ان تطبيق وتحقق "الهوية الشيوعية" داخل نضال الفئات الاخرى او الحركات الاخرى النسوية والشبابية والطلابية....لا يمكن ان يتم إلا عبر فهم ووعي طبقي عميق لموقع الطبقة العاملة وبالتحديد الحركة الشيوعية داخل صفوفها في المجتمع. ...لهذه الطبقة وشيوعيتها تنظيمها الخاص بها "محتواه "، إسلوب عمل خاص بها، تحريض ودعاية خاصة بها،... ان هذه القضايا هي روح الشيوعية وهويتها، وهي ليست مرتبطة بظرف خاص سواء كان الظرف ثوريا او رجعيا أو كان السيناريو ابيضا او اسودا، الهوية هي الهوية، ربما تتغير تراتبية ادائها. مثلا في مرحلة ما يمكن ان يتقدم التنظيم على الدعائية او على التحريض، كأولوية.

في اطروحة ماركس الثورية والتطبيقات الثورية الرائعة "العمل ونمط العمل الشيوعي" لقائد الثورة لينين، نحن امام تحرير المجتمع عبر الطبقة. في اسس النظرية الثورية هذه ليس لدينا ثنائية الحزب والمجتمع. حيث الطبقة ركن وهوية للشيوعية وحركتها وحزبها وسياساتها وتكتيكاتها ونمط عملها وتنظيمها، من خلالها اي من خلال تثوير الطبقة ورفع استعداداتها اللازمة للثورة "العامل الذاتي" بامكانها تغيير المجتمع لصالحها وللمجتمع.

إذن المشكلة في ماذا؟ وعندما تسالني عن سياسات الحزب خلال السنوات 18 الماضية ليس لدي شيء مختلف عن سياسات الحزب. اين المشكلة اذن؟. لماذا كل هذه القرارات الجدية لم تتحول الى شئ مادي ملموس داخل المجتمع؟ لماذا لم تطبق السياسة مع العمل, والقرارات لا تطبق؟ الجواب هو ان سياستك شيوعية .. وقلنا ان الشيوعية هي علم تحرير البروليتاريا. اذن الذين يؤدونها يجب ان يكونوا من الطبقة العاملة او الذين يفهمون دور هذه الطبقة كما قلنا. بدون هذا الامر ليس بالامكان تحقيق هذه السياسة. لان السنن والتقاليد ليست انا الذي اختارها اراديا... بل هي قضية اجتماعية موضوعية وتاخذك الى حيث مصدرها الطبقي .. اذا كان الشخص المعنى ليست داخل هذا الصف العمالي , فان السنن الاخرى تاخذك اليها . هنا بامكاننا ان نتحدث عن ستالين و التجرية الروسية ابان سنوات 1924-1928.. وكيف ساد التقليد القومي على حركتنا... ليس بالامكان التحقق من صحة النظرية و الخطط السياسية والقرارات الحزبية للاحزاب الشيوعية دون تواجد الحزب و مؤسساته في قلب صراع الطبقة العاملة بوجه البرجوازية كطبقة وسلطتها كدولة.... يقول منصور حكمت بهذا الصدد" اذا اراد امرء ما ان يبين ان الماركسية هي شيء اخر، ان اراد اثبات احقية الماركسية بوصفها نظرية ثورية، عليه ان يقوم بالضبط بذات العمل الذي قام به ماركس، اي ان يجد معيار صحة وحقيقية النظرية في ممارستها في المطاف الاخير. واذا قبلنا ان الماركسية هي نظرية الممارسة الاجتماعية الطبقية الخاصة، فان بوسع تلك الحركة، التي هي في المطاف الاخير تبغي اثبات صحة النظرية الثورية لماركس، ان تمارس هذه الماركسية وتجلبها لارض الممارسة."( منصور حكمت /اسس الشيوعية العمالية - الندوة الاولى للشيوعية العمالية، اذار 1989 / باللغة الفارسية)

اخيرا ماهي الشيوعية؟ هي رفع الاستعداد السياسي والنظري للطبقة العاملة وتنظيمها في مكان العمل والمعيشة... ويعني ايضا تحشيد القوى. نحن ليس بامكاننا تنظيم الطلبة وفق هذه السنن والتقاليد... .ان ذلك لا يتوافق مع واقعهم المعيشي والعملي او المهني. الطلاب هم في الجامعات مثلا، تصرف عليهم عوائلهم، اي ان العائلة لا تطلب منهم بل ان العملية هي بالعكس تماماً، هذا ناهيك عن ان الطلاب فئة غير متجانسة منحدرة من طبقات مختلفة، حسب ثروة عوائلهم... أذن ان تنظيم الطلاب يتناقض واسلوب العمل الشيوعي" اقصد هنا بالتحديد الهوية الشيوعية". هذا ناهيك عن حالة الطلاب الوقتية، اي ان الطلاب عادة يكملون دراستهم في الجامعات خلال 4-6 سنوات وبعد ذلك يعودون الى طبقاتهم الاجتماعية . ان تحزب الطبقة لا يمر عبر تنظيم الطلاب او النساء... بل تنظيم الطبقة التي بامكانها تثوير المجتمع والظفر بالمجتمع عبر الظفر بالسلطة السياسية

رفاقي الاعزاء
كيف بالامكان ان نقود حزبنا الى الامام وفق هذا التصور و الاتجاه السياسي ... كيف بامكاننا ان نكون سدا منيعاً ليس لحزبنا فقط بل لاحزاب حركتنا ايضا لعدم تكرار هذه التجربة المؤسفة من الانشقاقات اللامنطقية ، من انشقاقات غير مناسبة من انشقاقات بعيدة عن اسسها الطبقية الملموسة... كيف بامكاننا ان نبىي حزباً سياسيا ونرسخ مبدأ" تعدد النظرات و وحدة الارادة والعمل" ... وكيف يبنى هكذا حزب..؟ ان الاجابة على هذه الاسئلة تدلنا في الوقت نفسه عن ماهية مستقبلنا؟ ماهي توجهاتنا السياسية للفترة القادمة؟ ماهي اساليب عملنا , تنظيمنا و تحزبنا؟
أود ان اؤكد ان الاجابة على هذه الاسئلة لن تكون اجابة قانونية او وفق الضوابط والاسس التنظيمية، بل هي اساسا اجابة عملية طبقية وبالتالي اجتماعية.... ليست الاجابة على هذه المشاكل والعوائق اجابة محصورة في النظام الداخلي و الضوابط الحزبية بل اهم من ذلك وقبل ذلك هي اجابة عملية بحتة.. تعتمد على التواجد الفعلي و العملي داخل النضال الطبقي العمالي بوجه الراسمال... ان هذا التواجد والحضور الفعلي هو الذي يحدد شؤونك واولوياتك السياسية و النظرية والفكرية, وفي التحليل الاخير يحدد اسلوب العمل الشيوعي للقوى والاحزاب الشيوعية .
اذن بدون هذا الحضور في قلب الصراع الطبقي الحضور كجزء قيادي وطليعي لتنظيم وقيادة الطبقة العاملة بوجه الراسمال وسلطته كقوة طبقية تهدف الى الظفر بالسلطة السياسية ... ليس بالامكان التحقق من صحة قراراتك و خططك السياسية بدون هذه النوعية من الحضور الثوري والماركسي...

رفاقي الاعزاء
ان وجود انشقاقات متتالية و نحن نتحدث عن الانشقاق الاخير داخل الحزب الحكمتي ... وحسب وجهة نظري الشخصية, اساسه هو عدم التواجد هذا بالمعنى الملموس لهذا التواجد, و بالمعنى الفعلي لهذا التواجد.... ان عدم وجود الحزب اي حزب شيوعي كان, يهدف الى الثورة العمالية عبر قيادة الطبقة العاملة ليس بامكانه ان يبقى حزباً شيوعيا متراصا و متماسكا بدون تحقيق هذا التواجد الطليعي, ونضاله المنتظم والمتواصل في سبيل رفع الاستعداد السياسي والنظري للجزء الطليعي للطبقة العاملة و تنظيمه في اماكن العمل والمعيشة...... نحن لا نرى هذا التواجد الطليعي للحزب الحكمتي في صفوف الطبقة العاملة في ايران بصورة ملموسة , ناهيك عن ان حزبنا في ايران هو حزب موجود في الخارج اي خارج ميدان قيادته الفعلية للطبقة العاملة بسبب الاستبداد والظروف الامنية ...

هذا البحث هو بحثنا ويجب ان يكون افقنا و توجهنا القادم, لوضع شيوعيتنا وحزبنا في مكانه الاساسي أي ان نجعل من الحزب حزبا عمالياً بمعنى الكلمة, نضمن تواجدنا الطليعي داخل صفوف طبقتنا، نتحرك وفق اسلوب عمل شيوعي, ننظم وفق السنن والتقاليد, نحرض و نروج لتقوية الصف الشيوعي ونشر شيوعية ماركس ولينين ... هذا يتطلب جملة من المسائل السياسية والنظرية سواء لتوضيح هذا التوجه او لنقد الحركة القومية العربية بصورة عامة و جناحها اليساري اي الحزب الشيوعي العراقي.. وكل الحركات البرجوازية الاخرى التي لديها تاثير في تضليل العمال .. ولكي اوكد ومرة اخرى ان هذا التحول وهذا البحث هو بحث عملي صرف وبالتالي بحث اجتماعي .. قبل ان يكون بحثا نظريا او سياسيا. يضاف الى ذلك ان هذا البحث يتطلب جملة من التغيرات الرئيسية... منها مشغلة واولوية قيادة الحزب, الهيئات واللجان الرئيسية للحزب, تقوية البنية النظرية لكوادر الحزب...وحسب رايي ان قيادة الحزب بعد المؤتمر الخامس يجب ان يتنبى هذا التوجه.. وبالتالي فان ذلك يتطلب عملا ملموسا.. مثلا اصدار جريدة عمالية عمومية, تنعكس فيها كافة القضايا العمالية بمختلف اشكالها وتوجهاتها... النضالات العمالية, تقارير معملية، و افق سياسي, تنظيمات عمالية مختلفة, حتى قضية المراة وهي قضية مهمة.... وما يتطلبه ذلك ايضا اعداد عدد مناسب من الكوادر التنظيمية المتخصصة في شؤون التنظيم... بحيث تتحول اولوية الحزب وكوادره الى القضية العمالية ونضالاتها و شؤونها و العوائق التي تعيق نضالها و وتوحيد صفوفها، وخصوصا انا ارى وخلا متابعتي للنضالات العمالية ان العائق الجدي امام الصف الطليعي وليس كل الطبقة هو اليسار البرجوازي اي الحزب الشيوعي العراقي سننه وتقاليده...

واخيرا اذا كان افقنا وبوصلتنا هي تحقيق هذه المهمة، اذا توجدنا حول هذه الفكرة، بغض النظر عن الاختلافات التي هي مسألة طبيعية, حينذاك بامكاننا ان نحول المؤتمر الخامس الى كرنفال سياسي مهم.. الى نقظة تحول مهم في حياة حزبنا, لنتلاحم حول دفع الحزب وقيادته نحو الهدف المنشود الذي صرفنا عمرنا من اجله..
وشكرا... 3.2.2012
وقد وجهت اسئلة ومداخلات وملاحظات مهمة عدة من قبل الرفاق الحاضرين في الندوة حول هذا الموضوع , وهي مع اجابتها تشكل توضيحا اكثر لهذا البحث وسنضيفها الى هذا البحث لاحقا.



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول المستجدات السياسية في العراق على هامش قضية طارق الهاشمي
- حول الوضع السياسي في العراق
- بمناسبة حل منظمة -مؤتمر حریة العراق-
- قيادات شابة، هي حاضر الحزب ومستقبله!
- مصر الى اين؟!
- حوار جريدة -الشيوعية العمالية- مع سامان كريم
- سامان كريم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العر ...
- النضال ضد البطالة
- مصير - الربيع العربي- مرهون بحضور الطبقة العاملة كقوة مقتدرة
- رسالة الى الرفيق/ حول التنظيم 2
- رسالة الى الرفيق: حول التنظيم
- ما صورته -الثورة- الليبية لنفسها، بأنه اكثر الاحداث ثورية، ا ...
- أسس الشيوعية العمالية لتنظيم الطبقة العاملة في العراق
- سياسة اوباما و الصدر، وجهان لعملة واحدة
- إخراج الطبقة العاملة كقوة سياسية مقتدرة بوجه الرأسمال و سلطت ...
- الوضع السياسي في العراق واجتماع قادة الكتل السياسية يوم 2 من ...
- (حوار مع سامان كريم حول الفيدرالية
- العملية السياسية الراهنة، والحركات البرجوازية في العراق!
- الدولة في العراق الراهن و التكتيك الشيوعي العمالي!حول تصورات ...
- انتخابات مبكرة، وأغلبية نيابية-سياسية- سياستان، وجهان لعملة ...


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامان كريم - حول التحزب الطبقي وتوجهنا السياسي