|
على هامش الثورة المصرية (42): وقفات على هامش أحداث بورسعيد
عبير ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 3630 - 2012 / 2 / 6 - 00:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعودت أن أضع كلمة هامش فى جزء كبير من تعليقاتى على المشهد فى مصر منذ الثورة، أحيانا بحكم البعد وأحيانا كثيرة بحكم ضخامة الحدث والوجع وحقيقة أن كل ما يقال لن يكون إلا جزء بسيط على هامش الألم والحزن. تعودت أحيانا أن أغيب لفترات عندما أطمئن إلى ان قلب الوطن بخير وينبض وأن الجسد مستمر فى صراعه الطبيعى من أجل الحرية، صراع طبيعى فى مفاهيم الحرية والمقاومة واستعادة الأوطان، ولكن ما أن يتغير نبض القلب ويبدأ فى النزف أعود مسرعة ففى الحزن يحتاج الوطن الجميع حوله ونحتاج لنكون فيه وأن نتألم معه ونشارك فى الوجع بقدر الإمكان فالوجع هنا جزء من فاتورة الوطن وجزء من شهادة الميلاد وجزء من انسانية أفتقدها البعض فدفع البعض الآخر الثمن ونزف قلب مصر وقلوب أسر عديدة فى ربوع الوطن. وكانت العودة تلك المرة مفجعة وحزينة بشكل لا يقارن مع ما سبقها رغم قبح ما سبقها وبشاعته، كانت العودة لساحة يفترض أن تسود فيها روح رياضية وفرح وحزن وغضب يظل محسوبا فى إطار الرياضة. كانت العودة لساحة تتميز بأنها عابرة لكل الأشياء فما يجمع من يحضر تلك المباريات هو حب اللعبة وتشجيع هذا الفريق أو ذاك، فلا تمييز وفقا لأى اعتبارات أخرى ولهذا كان الألم عابرا وكان الاحساس بالجرم عابرا لكل المعايير فالمستهدف -كالعادة- كان الانسان المصرى وحياته العادية التى يحاول أن يستمتع فيها رغم الضغوط. ورغم أنه استمتاع قصير الأجل ولن يغير حياته وسيعود من بعده لكل معاناته اليومية الأخرى إلا أنه يمثل للبعض الكثير. جاء العدوان على تلك الحياة العادية التى أستمعنا كثيرا منذ الثورة للسلطة السياسية الحاكمة (مجلس عسكرى وحكومة) وهى تتحدث عن ضرورة حمايتها والعودة إليها والحفاظ عليها فجاءت أحداث بورسعيد لتقول أن تلك الدعوة كانت خديعة كبرى وأن معايير العودة للحياة العادية لم تستكمل من قبل السلطة التى أخلت بدورها فى تأمين حق الانسان فى ممارسة حياته العادية بشكل يحمل الكثير من ملامح العمدية سواء أكان هناك أدراك لما يمكن أن يقود إليه هذا التراخى أو لم يوجد فالفشل فى القراءة سمة عامة للنظام السياسى منذ الثورة. وأن كانت بورسعيد ستبقى نقطة الدم التى من شأنها أن تذيب البناء القمعى أن كان لمصر أن تتحرر من تلك الخيوط المتشابكة للفساد والظلم التى تعشعش على مصر وتمنع عنها الضوء لعقود، فأن هناك وقفات كثيرة على هامش أحداث بورسعيد وعلى هامش الوجع.
الوقفة الأولى: بورسعيد متهمة تعودنا فى مصر عبر سنوات أن ظهور صاحب مهنة ما بوصفه شخصية فاسدة فى فيلم أو مسلسل يغضب البعض ويعتبرها مسألة تحتاج الغضب وأحيانا التقاضى بوصفها أهانة للمهنة. وبناء عليه عندما تحدث جريمة فى بورسعيد يتركز جزء غير قليل من الجدل على بورسعيد وحدود مسئوليتها ودورها وكيفية عقابها على ما حدث، مقابل تركيز البعض على محاولة تبرئة بورسعيد وتأكيد مشاركتها فى الألم والغضب. للآسف أشياء كثيرة تبدو مقلوبة فى تلك الأحداث الكبرى، ولعل المنطق البسيط يقتضى القول بأن حدوث جرم فى مكان ما أو من فرد فى مكان ما لا يفترض له أن يعمم. ولا يقصد بالطبع العودة لمقولات نظام مراد أسقاطه عن حالات فردية ينتفى معها المحاسبة والعقاب ولكن المطلوب التمييز بين مكان حدوث الجريمة وأصل الجريمة حتى نركز على ما يستحق التركيز والمجهود. ولعل المشاهدات تؤكد على تواجد عناصر دعت لجريمة بهذا الحجم والنوع، جريمة قادرة على ايصال الألم لأكبر عدد من البيوت فى مصر وزرع الفزع والخوف من المشاركة فى حدث عادى وممارسة حياة عادية فى تأكيد على ترويع الآمنين، وبناء عليه أن كانت بورسعيد أو غيرها هى محل حدث تتوافر فيه تلك الاشتراطات لحدثت الجريمة فى هذا المكان. الرحمة ببورسعيد والشهداء والدماء ومصر والألم الساكن فى القلوب.
الوقفة الثانية: مناشدات للمتهم البعض يوجه بيانات ومطالب ومناشدات وكلها موجهة للمجلس العسكرى، ولكن الغريب أن المجلس رصيده نفذ ولا يمكن اللجوء إليه فهو غير قابل للشحن. عندما بدأت الثورة كنا نرى فى الجيش وسيلة وسند فى مواجهة النظام المراد أسقاطه وبعد عام أصبح المجلس العسكرى المعبر عن الوجود السياسى للجيش والوجه القبيح لللنظام المراد أسقاطه جزء من النظام وجلاد من أجله فهل نطالب الجلاد بالقصاص من نفسه؟ وهل نناشده أن يحاسب نفسه؟ وهل يصح أن تتحول قضيتنا وسط الدم والألم إلى إقالة حكومة ليس لديها من "الدم" ما يكفى للاستقالة أو لاتخاذ قرارات ثورية تتجاوز عدم تغيير رئيس وزرائها لملابسه! هل وصل الانسان لهذا القدر من المهانة لدى من سكنت قلوبهم وعيونهم الكراسى فلا ترى إلا المناصب ولا تبكى إلا على الكراسى الزائلة! هل وصل الانسان إلى حد ثوانى فى خطاب يكرر نفس الصيغ القديمة والخطب القديمة التى لا ترد حق ولا تحمى عرض ولا تعلى كرامة ولا تعبر فى جوهرها الا على دفاع المسؤول عن نفسه وخططه وتصوراته التى لم تصل يوما للمواطن "المستهلك" العادى.
الوقفة الثالثة: الانسان بين العصا والكيس الأسود البعض يعيد بفرح وشبه ألم تكرار حديث الطبقية حول الفقراء والأغنياء "أبناء الناس" وكل مرة أشعر بأن تلك التعليقات هى طعنات قاتلة وأتاكد أن طريق الثورة ممتد لأن عقود "الناس اللى فوق" و"الناس اللى تحت" لن تنتهى بإحالة مبارك لاجازة فى مستشفى يتركها أحيانا لرؤية أصدقاء قدامى وأبناء على هامش ما يشبه محاكمة... البعض يرى أن الفقراء ثمنهم أقل من أبناء الناس والبعض يتحدث بفخر عن مساعدته لبعض من رأى أنهم أبناء ناس فى الهروب من الاستاد والعودة للقاهرة.... البعض يناشد أهالى هؤلاء "الناس" بالاتصال لتأكيد أن البورسعيدية فيهم خير!! مجرد كلماته عن أنه ساعد من يبدو عليهم أنهم أبناء ناس أخرجتنى من حالة المتابعة بشجن وألم إلى حالة المتابعة بشجن وألم وحسرة. يضاف إليها من يسعد بالفقراء الذين يفضلون البقاء فى الصفوف الأمامية للموت بدلا عن الأغنياء لما لديهم من فرص لبناء مصر، ولأن قيمتهم أقل من الأكثر حظا.... كلمات مرة أخرى طبقة لا أسعد بها سواء صدقت أو لم تصدق، وأتوقف أمامها خاصة مع تكرارها على هامش كل كارثة. كلمات توضح حجم ما أوصل النظام إليه الجميع من شعور بالدونية لفقره أو بالتفوق لغناه وكأن قيمة الانسان تقاس بفرصه الاقتصادية أو كارت الواسطة الذى يملكه ولكنها بالفعل مصر عقود مبارك التى لازالت تحكم المشهد والتى تعد بالنسبة لى الهدف الأساسى للثورة. فنجاح الثورة لن يتحقق حتى يشعر الانسان بقيمته ونعترف بأن القيمة الانسانية لا تقاس باعتبارات مادية وأن المواطنة لا تقاس بشهادة ووظيفة وملابس.
فى نفس السياق أستوقفتنى كلمات نقلت عن فرد أمن مركزى بعد أن تعرض لخطر غضب الثوار كما قيل فتم حمايته وأخراجه من بين الجموع فما كان منه إلا أن صرخ مطالبا بإعادة الدرع والعصا لأنها عهده!! لهذه الدرجة أصبحت الأشياء فى مصر أهم من الفرد فلن يهتم أحد بعودته حيا أو ميتا، ولم يهتم هو بحياته بقدر ما شغل بفكرة الانتقام أن عاد -حيا- بدون العهده، فى حين تحولت العهده إلى أصل الوظيفة نفسها أن يضرب وأن يحتمى ممن يضربه ربما حتى يتمكن من توجيه ضربات أكثر فالعلاقة بين فرد الشرطة والمواطن هى درع وعصا.... فى النهاية نحن أمام أشرف عبد الباقى فى فيلم الارهاب والكباب بوصفه العسكرى الواقف فى خدمة سعادة البيه اللواء وسعادة ابن البيه اللواء وحرم البيه اللواء... صورة ممتدة فى كل مصلحة ووظيفة ومكان يتحول فيها "الرئيس" لزعيم يأمر ولا ينتظر إلا الطاعة فعصيان الأمر ليس فى القاموس والبشر مجرد آلات لتنفيذ أشياء لصالح البيه "الزعيم”.. بالطبع البشر الذين يتم استغلالهم فى تلك العلاقة هم المهمشون من أبناء المحروسة وهم كثر.
أضيف للوجع تصريح أحمد خاطر والد الشهيد محمد والذى أشار فيه إلى أنه عثر على جثة أبنه -رحمه الله- أسفل سلم المستشفى فى كيس أسود.. متسائلا بألم: هل هذا يحدث لأننا فقراء؟! كم كلماته حقيقية وكم هى قاسية. كيس أسود يستكمل مشهد إلقاء جثة بجوار القمامة ولكن من وضع هذا الشهيد تلك المرة فى كيس أسود تحت السلم؟ هل شخصية مهمشة أخرى وجدت فرصة لممارسة دور على أى شخص حتى وأن كان جثمان ميت! أم من رأى أن المساحات العليا محجوزة لمن يبدو عليه أنه ابن ناس! سؤال يحتاج إلى اجابة فكما وقفنا أمام الجنود التى وضعت الشهيد قبل أشهر بجوار القمامة فى أهانة لا تغتفر ولا تنسى، علينا أن نعرف من أهان هذا الشهيد وتسبب فى تعميق جراح والده فى أهانة لا تغتفر. مرة أخرى الذنب ذنب ولا يختلف أن يكون الفاعل انسان مدنى أو عسكرى أو من الشرطة أو مواطن مطحون أو ابن ناس فالقضية الأساسية هى الانسان وكرامته حيا وميتا...... من حق هذا الأب فى مصابه أن نعتذر له ولمصر وأنفسنا أن هناك نفوس تستطيع أن تحافظ على وجه لا انسانى حتى فى مواجهة الموت.
الوقفة الرابعة: الحق والقوة وصاحب السلطة توقفت أمام مشهد أخر فرح به البعض على وسائل التواصل الاجتماعى وتعليقات الصحف وهو خبر الهجوم على محل مملوك "لمن قيل" أنه عضو سابق فى الحزب الوطنى المنحل على صلة بالأحداث التى وقعت فى بورسعيد فالحدث لا يحتاج لفرح ولكن يثير تساؤلات أكبر ويحتاج لرشادة أعلى. الحدث ليس إلا تعبير عن غياب الدولة والعودة لفكرة الثأر، ولكنه على خلاف الثأر لا يتم لدم معلوم ولكن لظن مفترض..... الحدث يدشن لمحاولة غسل ما اعتبر انه عار لحق ببورسعيد من خلال مزيد من العنف فهل يمكن قبول العنف أن تم تسميته رد فعل أو انتقام من مرتكب مفترض للجرم أو لمرتكب معروف حتى للجرم؟ وأليس الأساس هو المحاسبة والقانون؟ قد يرى البعض أن هناك خلل فى القانون أو شك فى أجهزة المحاسبة ولكن هل يعنى هذا العودة لفكرة القوة ومن يستطيع يفعل؟ ومن يضبط تلك الأشياء؟ من يتعامل مع الصور العديدة التى نشرت وكل منها يحمل بيانات عن شخص ما تتضمن أسمه واتهامه بأنه ضالع فى الأحداث دون سند ودون دليل؟ وما الذى يفترض أن يحدث فى حالة العثور عليه أو الوصول إليه حتى أن وجد السند والدليل الا تسليمه لجهات التحقيق. لازلت أعتبر أن جزء من المشكلة أن من لديه دلائل أو شواهد أو ظنون يلجأ لوسائل الإعلام والنشر بدلا من الوصول لجهات التحقيق ففى النهاية نحن أمام ثورة يفترض بها الوصول لدولة القانون وليس العكس.
ولكن تلك التساؤلات السابقة أعادتنى لنصيحة عليا بوصفها قادمة من رئيس المجلس الأعلى الذى أعتبر أن الدولة التى يمثلها غير موجودة وأن المواطن عليه أن يقتص بنفسه! لم يتخيل على ما يبدو أن تلك النصيحة يمكن التوسع فى تفسيرها ويمكن أن تشمل من لم يفكر فى أن تشملهم لأن البعض يرى الثأر مع أشخاص أخرين وليس مع أهالى بورسعيد أو مشجعى كرة قدم فريق معين. لم يرى المشير فيما قاله دليل على فشله فى إدارة دولة تعرف تاريخيا بمركزيتها فأراد أن يدشن للفوضى بديل النظام المراد أسقاطه بطريقة الثأر أو بالعودة لسياق فترة محاربة الارهاب أو أحداث ماسبيرو القريبة من عمر وجوده فى السلطة. هناك مسلسل ظهر واضحا فى حلقته الأخيرة التى عبر عنها المشير فى تعليقه على أحداث بورسعيد يهدف إلى تحويل المواجهة إلى الناس حتى يأتى الحاكم ممثلا فى المجلس الأعلى منقذا للموقف فيغنى الجميع اخترناك اخترناك ونغلق كتاب الثورة. سياق أتبعه مبارك نفسه كثيرا ويتواجد فى صفحات كثيرة من كتاب حكم مبارك المنتهى الصلاحية قبل أن يبدأ العمل به تماما كقنابلهم المسيلة للدموع. فالأحداث تشتعل والحكومة تتخذ قرارات تثير الغضب وتصدر قوانين تثير القلق ثم يأتى الرئيس على حصانه الأبيض منقذا للشعب الغلبان اللى ما يقدرش يعيش من غير الأب فتعم السعادة ويعود الأمن والامان هكذا يتعلم المجلس العسكرى من كتاب مبارك ويطل علينا ببعض فصوله متناسيا أن كافة أبعاد المشهد وخلفياته مختلفة وأن جدار الخوف يتهدم بشكل مستمر وأن دماء الشهداء تبنى جدر المواجهة والصمود. وعلى هامش كل الوجع نشرت صورة لزفاف فضل فيه العريس والعروسة وضع كلمة يسقط حكم العسكر على ملابسهم التى تمثلت فى حالة العروسة فى علم مصر بما يدشن للفارق الذى يشعر به الشعب أو جزء منه فيما يخص موقف الجيش فبعد أن كانت الصور مع الدبابات موضة الثورة فى مرحلتها الأولى دار الزمن وأصبح يسقط حكم العسكر شعار الثورة فى صورتها الحالية، وبعد أن بدأنا بالشعب يدعو الجيش للتدخل نصل لرئيس المجلس الأعلى- وزير الدفاع وهو يطالب الشعب بالتدخل مثله مثل مذيعة التلفزيون المصرى فى أحداث ماسبيرو فهل يشعر المجلس الأعلى وقائده بالفجوة التى قام ببناءها فأصبحت أعلى من أسوار "حماية" وزارة الداخلية؟! أشك.
الوقفة الخامسة: الشهداء كبشر أستوقفنى تعليق نشر على الفيس بوك مرفقا مع صور لشهداء من شهداء أحداث بورسعيد يقول بأن علينا أن نقوم بنشر الصور "شير" لأن هذا السلوك بالنسبة للتعليق "هو اللى بنعمله كل مرة"!! أستوقفنى صدق الكلمات فى جزء مما يحدث حين يتحول الموت لممارسة وجزء من الحياة، وتصبح صور الضحايا والشهداء جزء من المشهد، فتتحول الأحداث لصور تتجدد بغيرها مصحوبة بكلمات عزاء وأرقام فى قائمة الشهداء من أجل الحرية التى ينشدها الوطن. استوقفنى أن البعض ينسى أن كل صورة حياة وكل ابتسامة لحظة كانت تنظر لمستقبل..... لا اعتراض على الموت ولكن الفارق كل الفارق دوما فى الأسباب وفى تلك الأحداث التى نحن أمامها يصبح الفارق أيضا فى التفاصيل وفى الأحداث المرتبطة بالموت وما بعد الموت وقيمة الانسان فى كل الحالات.
الوقفة السادسة: هل أنت شهيد؟ على هامش الوجع لم يجد البعض من شئ يقال الا التشكيك فى كلمة "شهيد" وإعادة التساؤل مرة أخرى عن "أسباب" التواجد كما قيل على فتاة مجلس الوزراء فقيل "هل هذا وقت كرة؟"، ومن يدفع لهؤلاء تماما كما تساءل البعض عن سعر ملابس الفتاة الداخلية، وكيف سيقابل من مات الله ويقول له أنه كان فى مباراة كرة قدم كمن قال كيف تلبس عباية سهلة الفتح فى الشتاء!! أشياء كثيرة كالعادة تقال على هامش الألم فتزيده وتزيد من وجع من فقد عزيز وتزيد من هم الوطن وتفرق القضايا وتهميش الأنسان كما تعودنا منذ الثورة..... وأعود وأذكر من يتحدث أن لا صكوك شهادة يمنحها هو أو نمنحها نحن ولكنها رجاء المظلوم واحساس من قتل غدرا وتصور أنه آمن فى يد من تحمل الامانة، كما أذكره بأن عليه أن يصلح أن أراد بالنقاش فى قضايا الوطن بدلا من التشفى فى قتلى الوطن... لا أرغب دوما فى اعطاء مساحات لجدل هامشى ولكن لمن مات ولكل من فقد عزيز وللجهد الذى يقضيه الجميع فى محاولة تبرئة من مات مما نسب إليه من أهانة على طريقة كباسين مجلس الوزراء أقول لهم أن القلوب الحية فقط يمكنها أن ترى الحقيقة ويمكنها أن تشعر بالألم وأن العيون وحدها لا تملك نبض البشر وضمير الانسان أحيانا كثيرة.
الوقفة السابعة: شهادة ثورة وفى نفس السياق رأى البعض أنه عليه أمانة القسم بأن الالتراس لم يشارك فى الثورة من بدايتها مقارنة بغيره من التنظيمات والتجمعات... وبصراحة وبالنظر للتوقيت طرح السؤال نفسه لدى سؤال أخر: ما المطلوب من هذا القسم؟ هل يحل قتلهم؟! أم أن هناك تسعيرة حسب التواجد فى الميادين! وأن شهادة عدد معين ممن تواجد فى الميدان تسمح باعطاء صكوك ثورة تجنب الاستهداف؟ وهل لم يكن الشهداء الآخرون فى الميادين أيضا؟ ومن يمكن أن يعطى القائل صك أمان؟
مع كل تلك الوقفات وغيرها من الصور لا يكتبنى الا الوجع وينساب الحبر دموع على الورق ولكن البعض لا يرى الدم ولا يشعر الحزن مادام يظن واهما أن كراسيه باقية أو أن مكانته التى كانت لن تزول وستبقى تحمله الطائرات وتصطف له الصفوف فى تحية عسكرية تنسى أن المعيار ليس فى رتبة عسكرية ولا منصب كان أو لازال ولكن فى أبجديات القيام بما يتوجه هذا المنصب ومن المؤكد أن أبجديات المناصب لا تتضمن الفساد والافساد والقتل والظلم والانتقام من الشعب الذى يفترض العمل من أجله. لا أجد كلمات كافية للتعبير عن الحزن والألم ولا تكفى كلمات عزاء للوطن وأهالى الشهداء، ولكن أكرر مع الشاعر محمود الطويل: وآخر كتابي أيا مهجتي... أمانة ما يمشي ورا جثتي... سوى المتهومين بالوطن- تهمتي.
#عبير_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على هامش الثورة المصرية (41): مقولات على الهامش
-
على هامش الثورة المصرية (40): مصر والحب فى اتجاه واحد
-
على هامش الثورة المصرية (39): تساؤلات على هامش ذكرى الثورة
-
على هامش الثورة المصرية (38): المحلف الهارب والمواطن المهان
-
على هامش الثورة المصرية (37): الثورة والأيام الضائعة
-
بشار وخطاب فى اللغة العربية
-
على هامش الثورة المصرية (36): محاولات على هامش الوطن والثورة
-
على هامش الثورة المصرية (35): التهمة امرأة
-
على هامش الثورة المصرية (34): حكومة الجنزورى ومواجهة الثورة
-
على هامش الثورة المصرية (33): رسائل الانتخابات بين المواطن و
...
-
على هامش الثورة المصرية (32): خط أحمر
-
على هامش الثورة (31): مصر الحائرة بين الوردة والعرى
-
على هامش الثورة (30): فيلم يقولو واختراع الخوف
-
على هامش الثورة المصرية (29): وثيقة السلمى والمادة التاسعة م
...
-
القذافى قتيلا: الجلاد والضحية
-
على هامش الثورة المصرية (28): أحداث ماسبيرو: كيف نواجه الأزم
...
-
على هامش الثورة المصرية (27): الثورة بين التغيير والتنقيط
-
على هامش كارثة (8): من قانون الطوارئ لطائرة العودة
-
على هامش الثورة المصرية (26): السياسة المصرية وزيارة أخرى لل
...
-
على هامش الثورة المصرية (25): ملاحظات عابرة
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|