أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - هي الرقصة الأخيرة من فرط الألم















المزيد.....

هي الرقصة الأخيرة من فرط الألم


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3629 - 2012 / 2 / 5 - 21:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هي الرقصة الأخيرة من فرط الألم
كتب مروان صباح / جميع المجالات ذات الإختصاص تتطلب بالتأكيد إلى أفراد يتمتعون بالموهبة والإبداع خصوصاً تلك المهاهم التى تتعلق في إدارة الدولة والتى عبر عنها المثل الشعبي العربي وجه الصحارة وزارة الخارجية ففي أغلب الدول العريقة تشعر بأنها حاضرة في التاريخ وتتبنى المستقبل وتحترم نظامها السياسي تكون الخارجية مسؤولة عن تطبيق برامج وسياسات الحكم وعن كل شاردة وواردة بما فيها الناحية الإستخباراتية والأمنية بالإضافة للتنسيق مع أركان الجيش كما هو متبع عند القوى العظمى ، هذا يعني أن من يُوّضَع في هذا المكان لا بد أن يتمتع وتتوفر لديه من تراكم الخبرات والتجارب والإمكانيات والفطنة التى تُذّهبها البطنة وأن يكون قد قرأ التاريخ بشكله العميق ليس سياحياً .
لقد أجتهدت دون العادة الجامعة العربية في ترقيع التقرير النهائي بعد عودة المراقبيين من الرحلة الدموية لسوريا لكن الإضاءة الساطعة تجذب حتى العميان للدم الذي سال ويسيل بشكل مضاعف لأنه الأقوى من أي تدليس أو تلفيق والذي جاءت إنسحابات العرب المتتوالية من الرقابة التى تحولت إلى شهاد زور والذي دفعهم بتوجه إلى الأمم المتحدة بعد إنقسام في كيفية الإستمرار بالتعامل مع الملف السوري وتجاهل النظام لكل المبادرات وإدارة الظهر لها لم يعد مقبولاً وممكناً خاصةً بعد سقوط آخر ورقة توت تغطي عورات النظام الذي أصبح غير شرعي نتيجة قتله لأبناء الوطن ، ما أشبه الليلة بالبارحة فالدول التى تمتلك تأتير وقرار في الجامعة العربية والتى تستطيع تمرير قرارات بشكل سلس لا تريد للرئيس السوري السيناريو الليبي بل قد إجتهدت بكل ما أوتيت من حنكة ودبلوماسية بإتجاه سيناريو اليمن وفاءاً لرصيد الأب في دوره الأساسي في حفر الباطن .
في الأزمات تُثَبَت الضمائر الأكثر أصالة ، تثبت العقول ويصمم صاحبها على الإحتفاظ بها في الرأس وليس الحذاء ويستدعي البصيرة بالإضافة للبصر ، يُستدعىَ جميع الإحتياطيات والمهارات إلى داخل أروقة مطبخ صنع القرار الإستراتيجي والتكتيكي لكن يبدو نحن العرب قد أُبّتُليِنىَ بالتدجين والتقزيم بل تغلغل ذلك الرجل من العصر الماضي في الشخصيات العامة من حيث لا يدرون حلاق القرية الذي تحول إلى سياسي بسبب وفرة الإخصائيين ليصبح مهمته تشبه السائس مروض الخيول أو القرود ويهاجر إلى السلوك السياسي الذي أصبح مدجناً للبشر مما جعل السيد المعلم وزير خارجية النظام السوري يتهكأ على دور الجامعة العربية وبقراراتها سائلاً الأفواج التى دجنت في ذات المزرعة ، ما دام لسنا دافعيين تذاكر السفر إلى نيويورك فليذهب هؤلاء إلى حيث شاؤوا متيقناً أن حليفته روسيا لن تخذله أبداً ، بحيث أخرج بعض الفلسفات من مكتبه الذي لا يحمل أدراج ولا ترتكز إلى التاريخ قدر إرتكازها على الخيال الضائع وتعتمد على أقنعة متعددة لكن وجهها الحقيقي الوحيد هو ذاك الوجه التى تعاملت مع جميع حلفائها به أنه لا يوجد لديها أصدقاء دائميين لكن هناك مصالح دائمة ، فكل المساحيق التجميلية التى راهنت مصر 1973م في حربها مع إسرائيل بأن هناك مخزون روسي إستراتيجي يمكن الإعتماد عليه إلا أن جاءت المفاجأة في التوقيت الخطير وفي ذروة المعركة بأن الولايات المتحدة أنشأت خط جوي بهدف تزويد إسرائيل بالسلاح الغير منقطع وبلا حساب أمام تراجع روسي واضح عن تعهداتهم في نصف المعركة الذي أعاد التوازن في المعركة بعد أن رجحت كفة القوات المسلحة المصرية ، وقد تكرر ذات المشهد في العراق بعد ما أبرم نظام صدام حسين إتفاقيات تصل إلى أكثر من 40 مليار دولار ليست 4 مليارات وقبل أشهر شاهدنا تكراره لذات المشهد في ليبيا دون أن نتعلم من تلك التجارب المؤرخة ، الأنكى من ذلك كله لقد تخلوا الروس عن أهم حليف لديهم الرئيس المنتحر سلوبودان ميلوسوفيتش بحيث تم التضحية به لأسباب جلية هي عدم الإصتدام المباشر مع أمريكيا .
لعبة الإبتزاز المتبادلة بين القوى الكبرى يذهب ضحيتها على الأرجح من أمعن في تجاهل لإرادة الشعب ويفرض وقائع شيطانية بحيث تنمو الأزمة داخل البيت الواحد وتتغذى منه وتتعقد وتتراكب وتتصعب الحلول وتتعطل المبادرات التى تخرج من الأزمات وتتحول تدريجياً إلى حزام ناري يلتف حول عنق النظام بعد أن طوق به الشعب على مدار سنوات طويلة ، فالإنزلاق في حضن الغير لهذه الدرجة من التماهي يقلل الأحترام وتتبعثر الهيبة ويفقد القدرة على المناورة أو صياغة أي مشروع في الحاضر ، لا نقلل من تحريك الأسطول الروسي نحو شاطىء طرطوس لكن العجز الروسي قد بدأ يظهر تماماً أمام إخفاق النظام المتسارع نحو تقليص الفجوة بينه وبين الشعب الأخذة في التدهور مما جعلها تتأنى في الرفض المعلن للمبادرة العربية الجديدة كي لا تتحول مشرع للقتل الأبرياء والتى تطالب الرئيس بشار بتسليم نائبه أمور البلاد تمهيداً لنقلها لحكومة تمثل الشعب والتى تتماشى مع تصريح سابق قد أدلى به الرئيس مدفيدف بأن يجب على الرئيس بشار الإسراع في الأصلاح أو التخلي عن منصبه والرحيل ، بينما هذه المرة قد ضرب الصمت الثقيل للرئاسة الروسية والحكومة وبعث رسائل من خلال مستشار الكرملين بأننا لم يعد بوسعنا أن نقدم أي إضافات للرئيس بشار والتحرك الوحيد الممكن هو الجلوس مع المعارضة والإعتراف بها كما يسعى وزير خارجيتها في مجلس الأمن .
ليس من باب التنبوءات بل من بوابة أعمق وأدق هي الإستقراء وربط المقدمات بالنتائج وبالتالي الإحتكام إلى القرائن ، هناك فجوة كبرى بين خطوات النظام وبين تحرك العرب والروس التى تنظر للأسد بإخراجه بأقل الأضرار بينما ينزلق النظام ونقولها وفي حلوقنا مرارة إلى المربع الطائفي بحيث بدأ يحشد أسلحته وجماعاته التى تورطة في القتل العشوائي والتعذيب بالجملة في مناطق تدلل على الإنتماءات العائلية والطائفية كي يحول النزيف الى نهر من الدماء ويحول رغبة الإنتقام من الشعب إلى إنتقام من ذاته لأن أغلب الشخصيات التى تحيطه مشكوك في أمرها ونسبها وأقرب إلى دوائر الإنتهازية التى على الدوام تبحث عن ورقة شيك فيها رقم أعلى من المجهول .
هي الرقصة الأخيرة للنظام كطيور الذبيحة من فرط الألم وليس طرباً كم يدعي .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوافذ لا تقوى على صد العواصف
- شخابيط كَشَفَتْ المستور
- السينما وحجم تأثيرها على المتلقي
- تحويل الهزيمة إلى إنتصار
- إستحضار الضمير قبل الممات
- الأحياء يزاحمون الأموات
- ما بين نهر الرقيق ونهر الجوع ...
- إختلط حابل السخط بنابل الغضب
- عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان
- بين المكتنزة والمتفجرة
- طواف الباحث عمن يشتري حريته
- الحمّلّ المؤكد
- ممر إجباري للإنتقال
- إختار القِصابَة على طبِّ العيون
- بين المباغت المجهول وطريق نتحسس خطاه
- إفتقار الرؤية
- تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد
- نحتاج قدر لو بيسير من البراءة
- الديون المفجعة
- بُكاء من فرط الضحك


المزيد.....




- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - هي الرقصة الأخيرة من فرط الألم