أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - العدميون في بلادنا ظاهرة ياسين الحاج صالح














المزيد.....

العدميون في بلادنا ظاهرة ياسين الحاج صالح


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1071 - 2005 / 1 / 7 - 09:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


2 العدميون في بلادنا(ظاهرة ياسين الحاج صالح)
ببراعة لا فتة ينجح الكاتب السوري"ياسين الحاج صالح" في الخروج من الثنائيات المهلكة والتي حكمت الحياة في سوريا وجوارها على مختلف المستويات: المعارضة والموالاة والقديم والجديد والوطنية والديمقراطية واليسار واليمين... ينجح كذلك في الإقامة المتحركة على خط تماس ملتهب دوما,فهو لا يقطع مع الموروث الثقافي السوري ولا ينتقل إلى الواقع المباشر بشكل تام, فمن الطريق إلى تدمر مرورا بالبحث الجديد والجدير"الجامعات الأسيرة صورة عامة للحال الجامعية السورية" وصولا إلى نقد ثقافة الضحية, ينجح الكاتب المجتهد والنزيه في إبراز الكثير من موضوعات المسكوت عنه والمهمل والمكبوت, لكنه في إقامته الخطرة تلك, يعيد تكريس وإنتاج النسق الثقافي المهيمن أحيانا,وبلا وعي على ما أعتقد, وهو ما يبرر تصنيفي الحذر له في خانة العدميين في بلادنا.
تجنبا لسوء فهم محتمل لا ادعي انتقالي التام من المنطق العدمي إلى المنطق النقدي, أشارك الصديق ياسين والقلّة السورية التي اختارت الحوار كل أمراض الموروث الثقيل في اللغة والثقافة والأخلاق, ويشفع لنا إدراكنا وإقرارنا بأن المعرفة في الحوار أولا, وأن الواقع المشترك هو أمامنا دوما وهو طرق مختلفة نعمل على كشفها وليس معطيات سلفية وثابتة نبشّر بها وندعو الآخرين إلى اللّحاق بنا من خلالها.
تتركّز العدمية كما أفهمها في "تبخيس الوجود الواقعي المباشر"
سوريا دولة عضو في الأمم المتحدة, لها علم خاص بها وحكومة تمثل الحزب القائد ومجلس شعب هو تسمية فانتازية للبرلمان المفرّغ من مضمونه, وحوالي 17 مليون فرد نصفهم نساء وأكثر من نصف الباقي أطفال وقسم من المتبقي فقراء ومرضى وأميون يمكن تسميتهم بالآخرين. الأغلبية الساحقة من السوريين هم قولا وفعلا ملحقات خارج التعيين, تفتك بهم المعاناة بمختلف الأشكال والصيغ, ومنها التجاهل الحقيقي لوجودهم,واكثر صيغه خداعا وقسوة, يكمن في استبدالهم بتسميات أيديولوجية: شعب, جماهير,أمة وطن,....
تلك مشكلة جوهرية أساسية وكبرى, لا توجد وصفات جاهز لحلّها, أعرف ذلك وهي مسؤولية الحكم بالدرجة الأولى, لكن الثقافة السائدة في سوريا تتحمّل مسؤولية طمسها وتجاهلها, ونتشارك جميعا في هذا الجرم الأخلاقي والثقافي.

*

ورثنا لغة محنّطة, منفصلة عن الفكر والتفكير, منفصلة عن العيش, و ليس بمقدور فرد أيّا تكن قدراته وإبداعيّته, خلق وابتكار لغة جديدة, متّصلة بالفكر والحياة, متّصلة بمعاني واضحة ومحددة, لكن ذلك لا يبرر المشاركة في إنتاج وتكريس اللغة المتعالية ليس على الوجود الفردي فقط بل على الدول, كحال اللغة العربية السائدة في وسائل الإعلام والتعليم وفي الفكر والأدب, بل وفي الأبحاث الاجتماعية تحت مسميّات العلم!
في هذا الحال تسود ممارسة الخسارة المجّانيّة وهامش الربح التافه, ويكمن إغوائه الوحيد في سيادة وشيوع الفكر والمنطق العدميين!
في انعدام الغاية والهدف عدمية, وفي تضارب المنطلقات عدمية كذلك,في موت المؤلف كما في موت القارئ عدمية, في اللغة المتعالية حل سحري, لكنه منبع دائم لعدمية تحتقر الوجود الفردي أو تطمسه وتلحقه بالمهل في أحسن الأحوال.
أين كتابة ياسين الحاج صالح من ذلك؟
هو ساهم بشكل فعلي في رفع سقف التفكير والتعبير في سوريا.
وهو ساهم في تفكيك أسطورة السجين السياسي وكان له دور رائد حقا.
وهو قلب معادلة حضور الكهول وغياب الشباب في محاضرته الأولى.
ارتقى في لغته إلى الواقع البحثي كما تحقق ذلك في (الجامعات الأسيرة ).
لكنه وبدون قصد كما أجزم, يعيد إنتاج اللغة المتعالية, التي تشّربناها من الأسرة والمدرسة والحزب ووسائل الإعلام الحديثة, كما أفعل هنا بالضبط, على العكس من قصدي ورغبتي وإرادتي!
قوة وعمق النسق الثقافي السائد, تجعل حتى من معارضته أحد منابع تغذيته العكسية,ولا أعرف أنسب من اقتراح المفكر السعودي عبد الله الغذامي,بأن الحل الوحيد يبقى في إيجاد أنساق مجاورة, ربما في الحوار مدخل إليها.

اللاذقية_حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجسر
- كذبة بيضاء
- الأبلهان
- مطر في اللاذقية
- أزمة منتصف العمر_3
- أزمة منتصف العمر_2
- قمر طرطوس
- العدميون في بلادنا
- تساؤلات مفتوحة
- في سوريا السعيدة
- خوف
- حول تجربة التجمع الليبرالي في سوريا
- كي لا ندفن فكرة وتجربة - التجمع الليبرالي في سورية - مرتين !
- بيتنا
- الموءودون
- لا صوت يعلو
- الوقف الليبرالي السوري
- الفردية والانتماء
- مكاشفة - الانتماء الحر رأي فرد عضو في التجمع الليبرالي في سو ...
- سؤال الوجود


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - العدميون في بلادنا ظاهرة ياسين الحاج صالح