أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - الأنفلات الأمني في العراق مفتعل أو مخطط له ؟















المزيد.....

الأنفلات الأمني في العراق مفتعل أو مخطط له ؟


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1071 - 2005 / 1 / 7 - 09:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في حال عدم وجود القوات المسلحة وأجهزة الأمن الداخلي في العراق بعد حلها أن تقوم قوات الأحتلال بالمحافظة على الأمن ، وهو ما تمليه عليها نصوص معاهدة جنيف والذي هو من ابسط مايستوجب على المحتل القيام به .
ومنذ اللحظات الأولى لأحتلال العراق بادر الحاكم المدني الى أتخاذ كل التدابير التي تلغي وجود جميع مظاهر الأمن وشرطة المرور والقوات المسلحة ، وتولي القيادة الميدانية للقوات الأمريكية ومعها القوات المتعددة الجنسية بمعاونتها للسيطرة على الأمن .
ومنذ اللحظات الأولى لدخول القوات الأجنبية الى الأرض العراقية ، وبالنظر للكراهية والتباعد الفعلي بين سلطة صدام البائد وبين الجماهير العراقية الغارقة في ظلمها وأحزانها ، لم تجد تلك القوات المقاومة الحقيقية المفترضة في احتلال بلد مثل العراق .
وتوزعت هذه القوات على المدن والقصبات ليس لحراستها وأنما بقيت تستعرض نفسها ، وتستفز أهلها وتنكل بالأبرياء منهم ، وتستمع للأخباريات العديدة لتعتقل الأبرياء وتحتجز العديد من العراقيين ، وتستعمل معهم الأساليب التي ينكرها حتى قانون اصول المحاكمات العراقي في التحقيق .
ويبدو أن التعمد واضحاً في أصرار القيادة الأمريكية متمثلة بالحاكم المدني أن يبقي عملية السيطرة على الأمن في العراق بطيئة وغير فاعلة وغير معقولة ، أذ بقي الشارع العراقي أسير نزعات الثأر والعلاقات العشائرية والتصرفات الكيفية ، وظهر الأنفلات واضح المعالم من خلال حيازة كل مواطن على عدد من قطع السلاح لحماية نفسه ، أو لتطبيق القانون في كل قضية وفق مايتصوره حامل السلاح وليس وفق مفهوم القانون الحقيقي .
كما صارت المتاجرة بالسلاح ونقل السلاح نمن منطقة الى أخرى ظاهرة أعتيادية لم تعرها قوات الأحتلال اي أهمية ، وبقيت الحدود العراقية سائبة بأمكان أي مواطن سيان أن كان عربياً أو اجنبياً أو عراقياً بأدخال مايشاء من الأسلحة وأطنان المتفجرات دون مسائلة قانونية أو قيود تحدد من حركته ونشاطه .
وأزاء عمليات تطوع خجولة لتشكيل الشرطة الوطنية لاتتناسب مع حجم العمليات الأرهابية التي تقوم بها المجموعات التي أطلق صدام البائد سراحها من السجن وألغاء أحكامها الطويلة والثقيلة بعد أدانتها بأحكام قضائية لتقوم بتشكيل عصابات منظمة تستغل الظرف والواقع المزري الذي يمر به العراق .
ومع التطوع البطيء والهامشي والذي تتخلله العديد من السلبيات والشروخ ، بدأت معالم تشكيل جهاز لايملك العدد ولايسمح له بأن يتسلح بالسلاح المتكافيء مع أسلحة المجرمين وليس له من وسائل الأتصال والتقنية الحديثة مايملكة أي خارج على القانون ، فباتت هذه الأجهزة تحت رحمة مجموعات الأرهاب والجريمة ، التي فتكت بها وأظهرت سطوتها ونشاطها قاسياً من خلال أرتكاب بعض الجرائم ضد الشرطة وأمام الناس دون أن ترد القوات المحتلة أو تلتزم فعلياً في أسناد هذه البذرة الوطنية ، حيث كانت قوات الأحتلال قد أبقت الملف الأمني وقضية الأنتساب الى الشرطة الوطنية بيدها ، مما مكن العديد من المندسين والعاملين مع تنظيمات الجريمة والأرهاب أن يندس وسط هذا التجمع ويتحايل على الأمريكان لينتسب الى الشرطة الوطنية ويوظف نفسه كدليل ومخبر وسط مجاميع الشرطة نفسها .
وحين بدأت مجموعات الأرهاب ترصد قوات الشرطة الوطنية وتفتك بها ، لم تقدم القوات المحتلة على تعزيز قوات الشرطة وأسنادها وتسليحها ومنحها القوة التي تمكنها من المواجهة المسلحة للسيطرة على الشارع أمنياً .
كانت مجموعات الأرهاب تسيطر على شارع حيفاً ، ولم تكن الحكومة قادرة على أن تدخل الشارع لقتال ليس فقط مجموعات الأرهاب والتطرف ، وانما أنضم اليهم مجموعات ذيول صدام من رجال الأمن والمخابرات السابقين والذين وجدوا خلاصهم في الألتحاق بهذه المجموعات ، ولم تستطيع الشرطة الوطنية ولاقوات الأحتلال أن تسيطر على شارع حيفا بشكل حقيقي أو ان تنهي حالة الأ،فلات الأمني فيه ، مع أن قوات الأحتلال تعرف حقاً مصدر ومكمن وقيادة هذه المجموعات .
وحين بدأت أعداد الأرهابيين والمتطرفين العرب التوافد على الأرض العراقية ، فلم يكن ذلك الأمر دون علم قوات الأحتلال ، ويؤكد هذا الأمر بشكل غير مباشر ماصرح به وزير الداخلية السابق من كون الحاكم المدني بول بريمر كان يعارض أي تقييد لحرية وحركة هؤلاء الوافدين .
وحين وجد المتطرفين في مدينة الفلوجة مرتعاً وأرضاً مناسبة لتواجدهم وأعتبارها مركزاً لأنطلاق عملياتهم اليومية في التفجيرات والأغتيال ، كانت قوات الأ؛تلال تعرف هذه الحقيقة وتشاهدهم وهم يمرون بسياراتهم المفخخة من وسط دورياتهم ونقاط تفتيشهم .
ولما أزداد عدد المتواجدين في منطقة الفلوجة على الحد المعقول ، وكثرت معه أعداد عمليات الأغتيالات اليومية في مناطق عديدة من العراق ، وعودة القتلة بسياراتهم عودة مريحة ومعهم سلاحهم ، وبالنظر للتحالف غير المقدس الذي صار بين قوى الأرهاب والتطرف وبين قوى البعثيين وأجهزة الأمن والمخابرات السابق في منطقة سكنية مثل الفلوجة ، وتوظيف ورشاتها وبيوتها من أجل خدمة الهدف الأرهابي في أشاعة الموت اليومي بين العراقيين وتخريب بنائهم ومستقبلهم .
وبالرغم من الهجمة الشرسة وغير المتكافئة بين قوى الأحتلال والأرهاب في مدينة الفلوجة والتي كان فيها الناس من المدنيين الحطب والوقود والضحية بين الطرفين ، وبعد حرب مدمرة زعمت القوات الأمريكية أنها استطاعت تحرير المدينة من قبضة الأرهاب ، وحررتها حقاً ولكن بعد أن أحالت المدينة الى خراب .
والحقيقة انها قتلت أعداد كبيرة من الأرهابيين والمتطرفين العرب في بيوت وأوكار المدينة لكنها لم تستطع أن تحدد حركتهم أو المنافذ التي يمكن أن يتسللوا وينفذوا منها ، وفي هذا الأمر غرابة وتساؤل عن قدرة القوى العظمى المتمثلة بالقوات الأمريكية التي لم تستطع أن تنهي قدرة مجموعات فردية متسلحة بأبسط الأسلحة التقليدية ومتحددة ضمن رقعة جغرافية واحدة بقصد أو دون قصد ؟
باتت أسئلة كثيرة تلح على المواطن العراقي لايقتنع بأجاباتها المتعددة من اطراف سياسية ومحللين باتوا يملأون الشاشات الفضائية والصحف ، الأسئلة تكمن في أسباب عدم تمكن الولايات المتحدة الأمريكية القضاء كلياً على مكامن الأرهاب ، وأسباب عدم قبولها أن تتمكن قوى الأمن العراقية أن تستعيد قدرتها على مواجهة الأرهاب والقضاء عليه ، وماذا تفعل الأيات والدبابات الأمريكية في شوارع المدن العراقية ؟ ولماذا تقوم بأفعال تستفز المواطن العراقي وتثير حنقه وسخطه ؟ وأين القدرة والتكنلوجيا في تعرفها على السيارات المفخخة أو وجوه الأ{هابيين وبصماتهم ؟ ولماذا تعمدت أن تبقي الحدود سائبة لتغري البهائم العربية المفخخة أن تهرول نحو العراق لتلقي حتفها بعد أن تكفل لها ابن لادن والزرقاوي بدخول الجنة مع انهم لم يستطيعوا أن يكفلوها لأنفسهم ؟ ولماذا بقيت أعداد الأرهابيين تتنقل بين المدن العراقية دون تحديد لحركتها أو تقييد لتنقلاتها ؟
ولماذا وظفت المخابرات الأمريكية القنوات الفضائية الحليفة معها في خطوط سرية للتحريض ضد مستقبل العراق ، وان تقف تلك الفضائيات الى جانب فلول البعثيين المنهارين والمنهزمين والأقوياء بوجود القوات الأمريكية والقوانيــن الأمريكية التي تحميهم من سخط الشعب العراقي ؟
وماهي الخطة التي تريد الولايات المتحدة اتباعها في المنطقة أو في العراق بالتحديد ؟ وهل تكمن مصلحتها في بقاء الأرهاب فاعلاً في العراق ؟ وهل تكمن المصلحة الأمريكية في بقاء قواتها المتزامنة مع وجود الأرهاب والى متى ؟
وأذا كان الأداء العملي لوزارة الداخلية لايتناسب مع فعل الأرهاب وقدرة العصابات الأجرامية فهل يعني هذا أن نرضى بما تقرره الداخلية التي تضائل حجمها امام حجم الموت والدم والأرهاب اليومي في العراق ؟
أسئلة عديدة تلح في عقل المواطن العراقي وهو يشاهد حملات الترويع والتفجيرات والأغتيالات التي تطاله يومياً من مجموعات الأرهاب التي تعمل في وضح النهار وأمام أنظار الدولة وتتحداها دون أن نجد الفعل المتناسب مع فعلها في التصدي لها .
فهل أن الأنفلات الأمني في العراق كان مخططاً له أن يصير بهذا الشكل .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمعة على قبر هادي العلوي
- بيان التجمع العربي لنصرة القضية الكردية
- اخلاق المهنة
- حقا انه فلم هندي
- المسيح يعتذرفي ذكرى ميلاده
- لمن نعطي ثقتنا .. لمن نعطي صوتنا
- ممدوح ياممدوح .. نودعك الى مصياف
- مزقوا شهادة الجنسية العراقية
- بيان تأسيس التجمع العر بي لنصرة القضية الكردية
- ستبقى المسيحية خالدة خلود العراق
- الأيزيدية تحت مطرقة الأرهاب
- مأساة حلبجة الانسانية المغيبة
- الأمة العربية الى الوراء در
- حوار شفاف عن القضاء العراقي
- حق الكرد في الأختيار السياسي
- الكرد الفيلية مرة اخرى
- تأجيل الأنتخابات
- الطائفية المقيتة
- الأغلبية والأقلية
- القائمة الأنتخابية الموحدة


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - الأنفلات الأمني في العراق مفتعل أو مخطط له ؟