|
الاخونجي خالد مشعل يحل ضيفا على عمان: فلا اهلا ولا سهلا
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3628 - 2012 / 2 / 4 - 16:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بمعية ولي عهد حاكم مشيخة قطر الميني شيخ تميم بن حمد قام رئيس المكتب السياسي لحركة خالد مشعل يوم الاحد الماضي بزيارة قصيرة للعاصمة الاردنية عمان حظي خلالها بلقاء الملك الاردني عبدالله الثاني وتم خلاله حسبما ذكرت وسائل الاعلام الرسمية الاردنية استعراض سبل تعزيز العلاقات القائمة بين الاردن وبين مشيخة قطر الشقيقة في كافة المجالات كما تم تناول كافة المستجدات على الساحات الفلسطينية والعربية ، وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطيتية اكد خالد مشعل بان حركة حماس تبذل جهودا حثيثة من اجل تحقيقها مؤكدا كعادته دائما بان انهاء الانقسام بات مسالة ملحة واستراتيجية لمواجهة المخطط الصهيوني الهادف لتهويد القدس وطمس معالمها الاسلامية - يبدو ان طمس معالمها المسيحية لا تقلق بال مشعل ولا تندرج ضمن مشروعه الجهادي - وحيث يتعذر تحرير القدس وباقي اراضي المحتلة الا بوحدة العمل الفلسطيني وهو نفس الكلام الذي يجتره قادة حماس وزاد اجترارهم له منذ ان بادر رجل الشارع الفلسطيني بقرع الطناجر مطالبا بانهاء الانقسام . عقب اللقاء الذي لم يستغرق وقتا طويلا ادلى مشعل بتصريح مقتضب امام الصحفيين الذي تحلقوا حوله في باحة الديوان الملكي ورشقوه باسئلة تتعلق بدوافع زيارته لعمان حيث اكد ان زيارته لعمان تشكل عهدا جديدا بين حماس وعمان ولم يغفل بهذه المناسبة ان يجدد رفضه بان يكون الاردن الوطن البديل للفلسطينيين وبان استقرار الاردن هو فوق كل شيء واجزم هنا ان المجاهد الكبير مشعل لن ينكث بوعده طالما ان جحافل حماس وان شئتم جيشه المصطفوي قد انجز مهمة تحرير كل ذرة تراب من الوقف الاسلامي في فلسطين ومن النهر الى البحر ولم يبق ليترجم وعده الى حقائق ماثلة على الارض الا ان يجهز حافلات لنقل 3،5 مليون اردني من اصل فلسطيني الى الوقف الاسلامي المحرر كما استبعد ان يقوم باي نشاط على الساحة الاردنية من شانه انتاج ربيع اسلامي فيها يقود الى نشوء امارة اسلامية فيها طالما انه طوال مكوثه في الاردن سيكون مشغولا في تفريغها من الاردنيين من اصول فلسطينية وتحميلهم بالشاحنات المتوجهة الى الوقف الاسلامي المحرر في فلسطين ! ولقد يقول قائل وهل بوسع المجاهد بعد ان انسحب من ساحة الممانعة في سوريا ان ينسف فكرة الوطن البديل طالما ان الدولة المضيفة قد وقعت في وادي عربة مع الجانب الاسرائيلي على معاهدة يتضمن احد نصوصها ان الطرفين قد اتفقا على توطين اللاجئين الفلسطينيين حيثما تواجدوا وهنا ادعو خالد مشعل ان يقرا المعاهدة وهذا النص بالذات حتى يكرر مرة ثانية مثل هذه التصريحات ويعد ذلك بنظر الجهات الرسمية تدخلا في الشئون الداخلية الاردنية ! حتى لا نخوض طويلا في مغزى ودلالات تصريحات خالد مشعل التي لم تعد تشد اهتمام رجل الشارع بسبب عجز حماس في ترجمتها الى حقائق ملموسة نع وحتى لا نشغل القارىء في المشهد الذي راينا خلاله خالد مشعل وبقية قادة حماس تارة يتبادلون الابتسامات مع مضيفهم وتارة يصغون باهتمام بالغ مع مداعبة للحاهم للتحليلات ا لسياسية الخطيرة التي كان كان يدلي بها الميني شيخ تميم وكأن الاخير بات خبيرا سياسيا في القضايا العربية والدولية رغم جهله بموقع فلسطين على خريطة العالم ننتقل الى السؤال : هل جاء مشعل بصحبة ورعاية الاخير لعمان حتى يتحفنا بتصريحات سبق وان استمعنا اليها مئات المرات دون ان نلمس منها على ارض الواقع ولو تحرير شبر من الارض المحتلة ام ان الهدف من الزيارة لا علاقة له من قريب او بعيد بمشاريع حماس الهادفة لتحقيق المصالحة الفلسطينية او التصدي لمخططات اسرائيل التهويدية لكافة الاراضي الفلسطينية المحتلة بل له علاقة بالوطن البديل والملاذ الامن لمشعل ولبقية قادة حماس ؟؟ قبل زيارته لعمان باسابيع ذكرت العديد من وسائل الاعلام ان العلاقة بين حماس والنظام السوري لم تعد حميمة وسمن على عسل كما كانت عليه طوال احد عشر عاما كان خلالها خالد مشعل وابو مرزوق وبقية قادة حماس يحظون برعاية ودعم من جانب النظام السوري لم تكن منظمة التحرير الفلسطينية ولا الفصائل الفلسطينية المتواجدة على الساحة السورية تحظى بالحد الادنى منها كما اشارت بان مشعل حاول عدة مرات ان يلتقي بالرئيس السوري للتباحث معه في الازمة السورية ولعرض بعض الحلول الكفيلة بحل الازمة الا ان الرئيس السوري كان يرفض اللقاء به حتى في المرة التي توسطه فيها نصرالله لانجاز هذاللقاء حيث استقبل الرئيس السوري نصرالله واغلق الباب في وجه خالد مشعل رغم ان الاخير كان بنظر الرئيس السوري مجاهدا كبيرا وكان يراهن عليه لتحرير فلسطين من النهر الى البحر واستنادا لهذه المعلومات يمكن القول ان رفض الرئيس السوري استقبال مشعل له لا تفسير له سوى ان قادة حماس لم يحترموا شروط ضيافتهم في سوريا واخلوا بها كما اخل بها مشعل اثناء استضافته ورعايته من الجانب الرسمي الاردني حيث راح يدس انفه في الشئون الداخلية الاردنية عبر تنظيم جماعة الاخوان المسلمين الذي كان يحركه من وراء مراقبه العام الشكلي كما لا يستبعد كثير من المراقبين ان تكون اجهزة المخابرات السورية اثناء تحقيقها مع مؤسس الجيش السوري الحر العقيد هرموش وغيره من العناصر الارهابية المسلحة التي القت القبض عليهم قد توصلت الى طرف خيط او حتى دلائل دامغة تؤكد تورط خالد مشعل وتدخله في الازمة السورية لصالح دعم هذا الجيش والمجموعات الارهابية المسلحة وان السلطات السورية لاتريد الكشف عنها عبر اجهزة الاعلام الرسمية حفاظا على هيبة وفطنة النظام وحتى لا يظهر امام الراي العام بانه نظام غبي وبانه كان سهلا على خالد مشعل خداعه والحصول على دعمه وحرية الحركة على الساحة السورية في الوقت الذي كان يتعامل سرا وتحت غطاء من التقية التي يجيدها الاخوان المسلمون مع الخلايا النائمة لجماعة الاخوان المسلمين ان لم يكن قد اقام علاقات وثيقة مع بعض الضباط من الرتب المتوسطة والصغيرة الناقمة على النظام وتمكن من تجنيدها ويستند الخبراء في تاكيد تورط مشعل في الازمة السورية وفي تعاطيه سرا مع الجماعات المسلحة الى التحالفات التي نسجتها جماعات الاخوان المسلمين مع بعض الانظمة العربية ثم الغدر بها مثل محاولة اغتيالهم لجمال عبد الناصر في منشية البكري لمجرد ان اختلفوا معه في اقتسام كعكة السلطة و تورطهم بعد سنوات ولو بشكل غير مباشر في اغتيال انور السادات و تحريضهم وربما وقوفهم وراء محاولة اغتيال حسني مبارك في السودان رغم ان الجماعة كانت في وقت من الاوقات حليفا ومؤيدا لهذه الانظمة ، وايضا استنادا لغدرهم بالائتلافات الشبابية التي اشعلت ثورة 25 يناير ضد نظام حسني مبارك حيث استثمر الاخوان المسلمون تحالفهم مع اهذه الائتلافات من اجل ركوب موجة ثورة لم يكونوا البادئين في اشعالها ثم سرقة الثورة وتجيير نتائجها لصالح صعودهم الى سدة الحكم فلماذا لا يمارس اذا خالد مشعل نفس الدور مع النظام السوري فيغدر به بعد ان كان حليفا له ومجاهدا صنديدا يقف على الخط الاول من خطوط الممانعة ضد الامبريالية والصهيونية ولو لم يكن راغبا في اداء هذا الدور فهل يستطيع ان يرفض اداءه في ظل حركة كانت ولا زالت تشكل احد فروع التنظيم الدولى لجماعة الاخوان المسلمين وتخضع لتوجيهاته وتنفذ املاءاته وخاصة ما تعلق منها بمخططاته الهادفة الى الاستيلاء على السلطة في سوريا وغيرها من الاقطار العربية التي اندلعت فيها الثورات الشبابية ضد الانظمة الحاكمة فيها واقامة امارات اسلامية فيها تعيد انتاج الانماط الرعوية البدوية التي كانت سائدة في ظل الحكم الاسلامي واخيرا فهل سيترك التنظيم الدولي مسئول حماس على الساحة البنانية اسامة حمدان دون ان يكلفه بمهمة تقديم الدعم للجيش السوري الحر مستغلا بذلك علاقاته المتميزة بالجماعات الاسلامية المرابطة في مدينة طرابلس اللبنا نية" قندهار اللبنانية " وحيث بات معلوما ان الاخوان المسلمون يشكلون معظم كوادرها واعضاءها مثلما تشكل هذه الجماعات المسلحة العامود الفقري للجيش السوري الحر. مثلما دلق النظام السوري مياها باردة على مؤخرات مشعل وابو مرزوق والرشق وقال لهم الباب بيوسع جمل بلا مطرود فقد واجهوا نفس الموقف حين توجه خالد مشعل وبقية الشلة الى بيت عزاء شيخ المناضلين الفلسطينيين بهجت ابو غربية نافشا نفسه كالطاووس متوهما بان اهل المتوفي والمعزين سيهبون هبة رجل واحد مرحبين مهللين بهم سيتعاملون مع مشعل كاحد ابطال وقادة التحرر الوطني وخلافا لتوقعاته فقد فوجىء بعد ان سلم معزيا اهل الفقيد واثناء القائه كلمة تشيد بالمناقب الجهادية للفقيد ان جموع المعزين اخذت تقاطع كلمته مرددة هتافات تندد بانتهازية حماس وعمالتها لحاكم مشيخة قطر كما وجه له الحمامي حسين مجلي وهو احد رموز المعارضة الاردنية عبارات قاسية قائلا له : عندما تتخلى عن سوريا وتبيع نفسك لعميل الامبريالية والصهيونية الشيخ حمد بن خليفة لا يحق لك ان تتحدث في القضية الفلسطينية وتعتبر نفسك مدافعا ومناضلا عن حقوق الشعب الفلسطيني كما لا يحق لك ان تفوض نفسك وكيلا وممثلا للشعب الفلسطيني حتى تعزي ذوي الفقيد باسم هذا الشعب عندئذ التفت خالد مشعل الى عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال متسائلا : بماذا يهتف هؤلاء المعزين فاجابه الاخير بنبرة استخفاف واحتقار بهم قائلا : لا تابه بهم انهم مجرد عملاء للنظام السوري ! وهنا لم يلبث قادة حماس ان غادروا بيت العزاء بوجوه مكفهرة يجرون اذيال الخيبة نادمين على توجههم الى بيت عزاء شيخ المناضلين الفلسطينيين بهجت ابو غربية الذي تشهد سيرته النضالية انه لم يكن في يوم من الايام الا مناضلا شرسا ضد الانظمة الرجعية العربية ومدافعا عن حقوق الفقراء ومنحازا الى حقوق الشعب الفلسطيني خلافا لخالد مشعل الذي يغير جلده ويتلون مثلما تتلون الحرباء
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اخونجية الاردن يزايدون على اخونجية مصر في مسالة الاعتراف بدو
...
-
هل تبادر القوى الوطنية الى حمل السلاح لتطهير سوريا من العصاب
...
-
هل بات الجيش السوري عاجزا عن تصفية العصابات المسلحة للاخوان
...
-
على ذمة عالم دين سعودي: قوات من الملائكة المحمولة تقاتل الى
...
-
الاولى ارسال قوات عربية للاطاحة بحاكم مشيخة قطر
-
خطاب - مفصلي - لبشار الاسد ولكنه مثير للضجر
-
اخونجية يقتلون القتيل ويمشون في جنازته والنظام السوري يتوعد
...
-
حلا لازمة تونس الاقتصادية : الغنوشي يستعين بخبرات العالم الق
...
-
مصر على شفير الافلاس واولويات الاسلاميين اقامة دولة الخلافة
...
-
اخونجية الاردن واصلاحاتهم المنزّلة من السماء
-
قطر تشكل قوة تدخل من ارهابيي القاعدة وانصار السنة للاطاحة با
...
-
ثورة سورية شعارها لا اله الا الله ومحمد رسول الله
-
الغنوشي يقبل ايادي شيوخ النفط ويتنكر لهم في معهد واشنطن
-
اخونجية مصر سيطبقون المذهب الاردوغاني في ادارة دفة الاقتصاد!
...
-
اتركوا الحكم للاخوان المسلمين
-
النظام السوري يفتح النار على قناة الجزيرة ويلتزم صمت القبور
...
-
غياب الوعي الطبقي ودولارات الشيخ حمد ساهمت في فوز الاخوان ال
...
-
ا المجلس الوطني السوري ينحى التناقض الرئيسي لصالح التناقض ال
...
-
وزير خارجية الاردن متباهيا: لم نتحفظ على قرار فرض عقوبات على
...
-
هدايا الشيخ غليون ومشايخ النفط والغاز للامبريالية واسرائيل
المزيد.....
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|