أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سرمد السرمدي - سقف الفنون الجميلة يسقط على أستاذ وطلبته في جامعة بابل














المزيد.....

سقف الفنون الجميلة يسقط على أستاذ وطلبته في جامعة بابل


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 3628 - 2012 / 2 / 4 - 16:30
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


من النوادر المحلية أن عراقيا طالب بالتعويض في بلاد الغربة, بسبب تعرض زجاج سيارته الأمامي إلى خدش جراء قفزة نوعية لحصاة, كان قد اغفل جمعها من على سدة الطريق عامل النظافة في بلدية دولة أوربية, ومن الكوارث الدولية, أن يسقط سقف قاعة المحاضرات على أستاذ جامعي وطلبته في جامعة بابل إثناء أداءهم لامتحان في مادة الدرس وأصيب الأستاذ الدكتور عقيل جعفر الوائلي التدريسي الأقدم في قسم الفنون المسرحية إصابة بالغة, كذلك جرح عدد من طلبة كلية الفنون الجميلة, قد يكون السبب الرئيسي في ما حدث هو عملية الغش في مواد البناء, أو قد لا يعدوا أكثر من استخدام مواد بناء انتهت صلاحيتها, أو ربما الأفضل أن نقول أن السبب الرئيسي هو عدم وجود تلك الرعاية العلمية الهندسية المعمول بها في اغلب دول العالم عندما يتم إنشاء صرح أكاديمي يمثل بصمة اهتمام من قبل الدولة بمضمار فلسفة التعليم المراد ارتفاعها بالمجتمع إلى أقصى درجات التطور, لضمان بقاء الدولة, دولة.

قد يكون كل ذلك وأكثر, إلا أن الذي حدث لا يمكن أن يناقش بهذه البساطة, وربما السطحية, في البلد الذي تغرق شوارعه بالدم الطاهر البريء لا لشيء إلا لكون هذا قدر العراقي, أن يحدق بعينه في الشمس وبالأخرى في الموت حتى أصبح هذا زاده اليومي من الروتين, وما أحوجنا إلى الالتفات لأهمية بناء الإنسان الذي يكلف الدولة العراقية تلك الأموال الطائلة وأكثر من ذلك الوقت, فكم نحتاج لتصنع لنا الدولة فيلسوفا وعالما وأستاذا جامعيا, فالوقت الذي تقطعه الدولة في الحرص على توفير هذه الكفاءات هو بحد ذاته الرهان الذي تقطعه هذه الآمال التي كانت حبيسة سجن الطاغية ومن بعده الاحتلال, هو المقياس الذي سيجعل من العراق تلك الدولة التي نحلم بها, ذاك الجواد الذي يحملنا على ظهره لبر آمان دون مزيد من ما اصطلح عليه الكبوة, هذا الوقت ليس ترفا ولا ملكا لأحد حتى يعبث به, فهو كالعراق ملك لكل العراقيين.

ما من شك في أن هذه الحوادث المؤسفة تعود بنا إلى المربع الأول دائما, حيث يعاد النقاش دون سابق إنذار عن مدى فاعلية الوعي المجتمعي العراقي فيما يخص إدراك أهمية التقدم العلمي ودوره في بناء الإنسان قبل الدولة, تلك الدولة التي اعتدنا أن تكون بناية رسمية مطلية بلون خال من الروح يعلوها علم قلما يتم الاهتمام بكونه يرفرف بشكل طبيعي وهو محمل بالأتربة طوال السنة, فالذي يمكن لهذه الحادثة أن تخبرنا به من جديد في بلد دفع مواطنيه ما تعجز هيئة الأمم المتحدة عن الوقوف عند أسبابه من انكسارات الحداثة, ما هو الدرس الذي يختط عنوة على سبورة ذاك المشهد المؤلم لأستاذ يهم بدفع الأمل بغد أفضل لطلبته, وإذا بالبنيان يسقط عليهم دون أن يعطي فرصة للحلم أن يرفع ستارة البداية, هذا الذي حدث لن يكون آخر لقطة في فيلم معاناة العراقي وهو يخط الطريق مؤمنا أن ابتساماته ما هي إلا محطات راحة على طريق الدموع, فكل بناء يتهدم دون حسرة, إلا بناء الإنسان, فكم إنسان تهدم بناءه أوصلنا لهذه اللحظة التي يخترق قداسة الدرس الأكاديمي فيها حسابات المال والسلطة والإرهاب.

أين الثواب والعقاب ؟, فبعد الاطمئنان على سلامة الدكتور عقيل جعفر الوائلي والطلبة المنكوبين من قبل رئيس قسم الفنون المسرحية الدكتور على محمد هادي ومن قبل الأستاذ عميد كلية الفنون الجميلة الدكتور فاخر محمد, في هذا المقام لا يصح إلا القول بكون هذه الجريمة لا تفتقد لأعقد دلائل ومقومات الجرم المتعمد, في حق الأستاذ والطلبة والمجتمع والعراق, في حق كل أمل بالخير المستند إلى تطور المجتمع وتقدمه إلى ما يضمن سلامة الوطن من جهل وتخلف عبث به طويلا, إنها العصا في العجلة, بكل ما في هذه الكلمة من معنى, تلك العجلة العراقية التي خطت ملامح طريقها الدموع والدماء, أن كان فينا شبه بارقة أمل بأن لا يتكرر هذا الحادث المؤسف, فيجب للأمل أن يستند على واقع وإلا عد من باب الخرافة, ونحن اليوم في عراق جديد لا يؤمن مواطنيه إلا بكون بناء الإنسان هو الأولوية القصوى لسياسة دولة ينتخبون حكوماتها وفق ديمقراطية يجب أن تضمن هذا البناء, من خلال محاسبة دقيقة لكل ثغرة تتحين الفرص بجدرانه, وهكذا فالذي وقع على الأستاذ الطاهر وطلبته الكرام ليس سقفا لقاعة بل إنذارا للدولة برمتها, بان البناء في خطر!.

الكاتب
سرمد السرمدي
ماجستير, فنون مسرحية,كلية الفنون الجميلة, جامعة بابل, العراق



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة مهرجان مسرحي في ذي قار
- الانتحار في سبيل لحظة حب
- صباح الخير أكرهك حبيبتي
- فوائد الإدمان في العراق
- مزبلة القلب البشري في العراق
- التدخين مسموح في الحب
- ماهية المسرح العراقي المعاصر
- مفهوم الأدب في نظريات النقد المعاصر
- ميتشل فوكو في التحليل النقدي للتاريخ الإنساني
- جاك دريدا في التحليل النقدي للكتابة عن تجربة
- مدخل النظرية النقدية في الفكر المعاصر
- مسرح الصورة ليس للمخرج صلاح القصب
- جامعة بابل العراقية وخطوة نحو العالمية
- العبث والإنسان في مسرح البير كامي
- سارترية الموجد في مسرح جان بول سارتر
- ملامح المسرح العراقي المعاصر
- تفكيك الفلسفة الوجودية في الأدب المسرحي العالمي
- نظرية الواقعة في الإخراج المسرحي المعاصر
- نظرية الإخراج في مسرح الواقعة المعاصر
- أول عرض مسرحي عن جريمة المقابر الجماعية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سرمد السرمدي - سقف الفنون الجميلة يسقط على أستاذ وطلبته في جامعة بابل