|
جذور نفور اهل السنة العمرية من الانتخابات
عامر الأمير
الحوار المتمدن-العدد: 1071 - 2005 / 1 / 7 - 09:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أن كتب التراث المسمى أسلاميا تحتفي بشكل كبير بسنة عمربن الخطاب وبشكل مبالغ فيه حتى اصبح لهذا الرجل في المذاهب المدعوة ( أهل السنة والجماعة !!! ) مكانة تفوق مكانة رسول الاسلام .. ويقول الكاتب المصري سيد محمود القمني ان هناك اهتماما كبيرا بخطب كخطب عمر بن الخطاب وعدم الاحتفاء اطلاقا بتسجيل مايزيد على خمسمائة خطبة للنبي في المسلمين !!! ويتسائل عن اي ظروف كانت تقف وراء اختفاء خطب النبي وظهور خطب عمر بن الخطاب ؟؟؟ واذا ما بحثنا عن الجذور التاريخية لنفور اهل السنة ( العمرية ) من خوض الأنتخابات الديمقراطية في العراق و التهديد بنسف مراكز الاقتراع وقتل الابرياء من الناخبين فاننا نجدها تتجذر في السلوك التسلطي الديكتاتوري لعمر بن الخطاب ... لقد سن عمر سنة الارادة المطلقة للحاكم والتي أرادها ان تكون فوق ( النصوص ) فما كان يراه حسنا فهو حسن و مايراه سيئا فهو سيء بغض النظر عن مخالفته للنص القراني ( وهو النص القانوني في ذلك العهد ) ... وقد سار على هذه السنة من بعده سلاطين وأمراء و حكام المسلمين حتى هذا اليوم ... من مواقف عمر التسلطية والتي تعد تدخلا سافرا في حياة الاسرة هي منعه الصحابة من الزواج من ( كتابيات ) رغم عدم وجود نص يمنع هذا الزواج ... و أمر من تزوج منهم بواحدة منهن بتطليقها فورا !! ومن عجائب النزعة التسلطية لعمر هو منعه رسول الاسلام من كتابة ( كتاب لن يظل المسلمون من بعده !!) و اتهامه الرسول بالهذيان أو الهجر ... حتى أشتد غضب الرسول وهو في ساعة الرحيل فامرالمجتمعين لديه بالخروج من داره !!! و بعد وفاة الرسول وجدنا عمر يهب مسرعا الى سقيفة بني ساعدة و يبايع ابي بكر مستغلا حالة الفوضى التي عمت بين الانصار وغير آبه براي البيت الهاشمي الذي كان مشغولا بدفن الرسول فقال عمر لابي بكر هات يدك ابايعك وقد الغى بذلك راي كل الانصار والمخالفين لرايه والغى دور كل القبائل العربية المسلمة باشراكهم في اختيار( اماما ) لهم وفقا للمصطلح التراثي ... وعندما طعن عمر رشح ستة اشخاص ليختاروا فيما بينهم وقال اذا اتفق ثلاثة لاختيار احدهم ورفض اثنان فاقطعوا رقاب من يرفض وبهذا سن ( سنة قتل المعارضة ) وقد عانت الامة الامرين من تلك السنة العمرية الخطيرة!!! لقد شابت الكثير من ممارسات بن الخطاب نزعة تسلطية واضحة .. فاذا اراد امرا امضاه لايقبل معارضة لا من (نص) و لا من (شخص) فعلى سبيل المثال تبرئتة المغيرة بن شعبة من تهمة الزنا التي شهد فيها شهود عدول بينهم من يتمتع بلقب (الصحبة )!! و هناك الكثير من الممارسات التسلطية لهذا الرجل و التي تكرست في العقلية الاعرابية لقرون عديدة مماجعل الشعوب الاسلامية تنادي من حيث لاتشعر بحكم ( المستبد العادل!) ولا ادري كيف تمكنت العبقرية الاعرابية في الجمع بين نقيضين متضادين هما ( الأستبداد و العدالة !) ... و لهذا نجد اليوم الأقلية السائرة على السنة العمرية تخشى الأنتخابات الحرة في العراق و تعمل على عرقلتها بشتى الوسائل وتحت ذرائع وحجج واهية كوجود الأحتلال مثلا !! ياترى كيف ينظرون الى الأنتخابات الفلسطينية التي تجري تحت احتلال حقيقي ؟؟؟ ولكن اذا عرف السبب بطل العجب ... ربما كان هناك السبب الاعظم في الهلع من الانتخابات الا وهوالخشية من فوز الشيعة بحكم العراق و هو الاحتمال المتوقع الذي يؤرق منام رجال دين السنة العمرية و يجعلهم يزبدون ويعربدون و يصرخون خوفا من الحرية التي ستهز عرش الاستبداد الذي وضع لبنته عمر !! وكأن هؤلاء الشيعة كائنات قدمت من الفضاء الخارجي وحطت صدفة على ارض العراق !!! ...ليس غريبا ان نجد حكام العرب اليوم هم الوحيدون في العالم لاييستسيغون الانتخابات الديمقراطية و ليس غريبا ان نجد الشعوب الاسلامية و العربية بالذات تتوهم بعودة الخلافة على طريقة الدولة الاموية او العثمانية بغض النظر عن فساد هذه الطريقة الاستبدادية في الحكم وعدم ملائمتها لروح العصر و الحداثة ... فما دامت كتب مشايخ الاسلام مليئة باللغو الفارغ عن عظمة ابن الخظاب وصلاح الدين و السلطان عبدالحميد ... ومادامت كتابات البواقين وتهريجات الفضائيات العربية تتحسر على بطل العروبة و جرذها الاعظم والذي سار بالناس على الطريقة العمرية في الحكم في استبداده و تجاهله للنصوص القانونية و استهتاره بها و اقصائه للراي الاخر و تصفيته جسديا.. فلا عجب اذا !!!.. و اليوم نرى الجماعات الارهابية تسير في الطريق الاستبدادي الاجرامي نفسه في الخطف والقتل و الذبح و النحر والتهديد بنسف المراكز الانتخابية وتفجير السيارات المفخخة لمنع الناس من اختيار ممثليهم الشرعيين ... نقول لهؤلاء ان عجلة التاريخ والتطور سائرة بالشعب العراقي على طريق الحرية و الكرامة و حقوق الانسان رغم كل هذا التهديد والترهيب والصراخ و العويل .. لقد جاء زمن الشعوب و ولى زمن المستبدين الى الابد!!!
#عامر_الأمير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العقل العربي الأسلامي ونظرية المؤامرة
-
الزنداني ... والأيدز ... وجائزة نوبل
المزيد.....
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|