|
الفاشية على الأبواب...فهل من يستعد لمواجهتها ؟؟؟
جهاد عقل
(Jhad Akel)
الحوار المتمدن-العدد: 1071 - 2005 / 1 / 7 - 09:30
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
الفاشية على الأبواب... فهل من يستعد لمواجهتها ؟؟؟ الخطوة التي بادر إليها النائب اليميني المتطرف أرييه إلداد ، وتقديمه إقتراح قانون عنصري يطالب فيه بإلغاء صفة اللغة الرسمية الثانية عن اللغة العربية في إسرائيل ، هي تعبير عن الواقع العنصري الفاشي الذي أصبح يحظى بشرعية ، بل وتأييد واسع في الوسط اليهودي داخل إسرائيل . أرييه إلداد هو عضو برلمان عن كتلة " هئيحود هليئومي " المتطرفة جداً ... لا يفوّت أعضاء هذه الكتلة فرصة أو حدث عام إلا ويطرحون فيه فكرهم العنصري الذي يحمل أبعاداً فاشية ضد المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل .
المناسبة التي دعت هذا العنصري المتطرف إلى طرح إقتراحه هذا يإلغاء الصفة الرسمية للغة العربية ، كلغة ثانية في إسرائيل ، هي "يوم اللغة العبرية " ، مدعباً أن إلغاء الصفة الرسمية عن اللغة العربية وعدم كتابة العربية على اللافتات الإرشادية في البلاد " من أجل إيجاد توازن صحيح وواضح ما بين مكانة العبرية كلغة الدولة وبين إحتياجات المجموعات التي تنطق بلغات أخرى في إسرائيل بما في ذلك الجمهور العربي" (صحيفة هآرتس 5-01-2005) . ونحن نسأل هنا لماذا أراد هذا العنصري المأفون إلغاء إستعمال اللغة العربية حتى على اللافتات الإرشادية ؟؟؟ هل ينوي حشرنا في "غيتوات" لا يسمح لنا الخروج منها لاحقاً ، وبذلك لا حاجة إلى إستعمال اللغة العربية على اللافتات الإرشادية ، لأن حرية التنقل والحركة ستكون لليهود فقط ؟؟؟. أم أنه ينوي تنفيذ مشروع حزبه بتنفيذ الترانسفير الجماعي للأقلية العربية الفلسطينية وبذلك لا حاجة لأستعمال اللغة العربية ، وفقاً لفكره الفاشي !!؟؟.
علينا التأكيد أننا لم نفاجأ من هذا الموقف الذي عبّر عنه نائب عنصري متطرف ، لكن الغريب أن تصريحاته لم تلق أي إستنكار من قبل الجهات الرسمية الحكومية وحتى غير الحكومية ، مما يجعلنا نشعر بأن هذه المواقف العنصرية - ذات المضامين الفاشية - أصبحت تجد لها دفيئة مناسبة لدى المسؤولين الحكوميين وغيرهم من قادة الأحزاب الصهيونية الأخرى !!؟؟. فماذا يقول عرب هذه الأحزاب ؟؟ ولماذا يصمتون ولا ينطقون حتى بالعبرية ،ويعارضون موقف هذا المأفون العنصري الذي بدأت بذور أفكار حزبه الفاشية تنمو وتكبر بسرعة داخل المجتمع الإسرائيلي .
في إستطلاع للرأي بخصوص مشاركة المواطنين العرب في الإنتخابات البرلمانية وإن كان لهم حق بتمثيل برلماني ، أُجري بين الشباب اليهود عبّر أكثر من 50% منهم عن رفضه لهذا الحق ، وطالبوا بإلغاء مشاركة العرب في الانتخابات البرلمانية وعدم السماح بترشيح أو إنتخاب عرب للبرلمان – الكنيست . نتائج هذا الإستطلاع خطيرة جداً ، فيها تعبير صريح وواضح عن الفكر الذي تغلغل في السنوات الأخيرة بين الشباب اليهود وقيادة العديد من الأحزاب اليمينية ، هذا الفكر يقوم على أساس رفض كل ما هو عربي ، رفض حق المواطن العربي بالمساواة ، وشرعنة قضية التمييز والعنصرية بل والفاشية ضده .
هذا الوضع يثير الغضب ويطرح العديد من التساؤلات الكبيرة ، ومن ضمنها أين جهاز التعليم الرسمي يا تُرى؟ . هل تخصص هذا الجهاز أصبح إطلاق العنان للفكر العنصري والتثقيف له ؟ أم أن هؤلاء الشباب يستمدون رأيهم الفاشي هذا من وزيرة المعارف ليمور ليفنات التي لا توفر فرصة واحده من أجل بث سموم الكراهية ضد العرب ؟؟!!. إننا نؤكد بهذه المناسبة أن كل من حمل الأفكار العنصرية والفاشية ضد أبناء الأقلية أياً كانت، أصبح فكره هذا لاحقاً فكراً عنصرياً وفاشياً ضد كل من عارضه الرأي حتى لو كان من أبناء جلدته . وعندها تصبح الممارسة ليس فقط تصريحات وتعبير عن موقف في إستطلاع رأي ، بل ممارسات قمعية فظيعة ضد أبناء الأقلية وغيرهم .
شركة " إلعال" للطيران مثال آخر للعنصرية
عندما يقرر المواطن العربي السفر إلى خارج البلاد جواً ، تبدأ رحلة العذاب والمعاناة التي تحمل معها الإهانة والتجريح ..بل وتعكس العنصرية الفظيعة التي تطبق ضده في المطار أو نقطة العبور الحدودية . حيث يتعرض الى ملاحقة ومراقبة متواصلة منذ وصوله إلى نقطة التفتيش الأولى على مدخل المطار ...وحتى صعوده سلم الطائرة ومن ثم داخل الطائرة أيضاً .
قبل فترة حدثني أحد المعارف ، وهو شخصية رسمية يشغل منصباً رفيع المستوى ، ويمثل فيه دولة إسرائيل في محافل دولية ... قائلاً:" كنت مسافراً إلى مؤتمر دولي رسمي ...مع وثائق لكن ذلك لم يشفع لي ، وتعرضت لعمليات التفتيش المهين في المطار ..وبعد تفتيش الحقيبة أبلغوني أنني لا أستطيع حملها إلى داخل الطائرة بل سأتلقاها في الدولة التي أسافر إليها ..في المطار .." وعندما لفت إنتباهه إلى غراية التصرف وأنه تصرف عنصري جرى معه لأنه عربي حتى لو كان يحمل صفة تمثيلية رسمية ، حاول التنصل من ذلك مدعيّاً بأن التفتيش هو عام وللجميع !!؟؟. للحقيقة إستغربت من " سذاجة" هذا المسؤول العربي الذي يحاول بلع الأهانة ضده عن طريق القول بأن التفتيش هو عام وللجميع .
عائلة أبو عيّاش من قرية عيلوط الجليلية كانت في طريقها إلى رحلة إستجمام في العاصمة المصرية القاهرة ، وقد حجزت لها تذاكر للسفر على متن طائرة تابعة لشركة "إلعال" الإسرائلية . وفقاً للخبر الذي نشرته صحيفة "هآرتس" يوم الأثنين 27 كانون أول 2004 يظهر أن السيد حسين أبو عياش وأفراد عائلته قد تعرّضوا لتلك الإهانات التي تجري في إطار التفتيش "الأمني" الذي يحظى به المواطنين العرب فقط ...حيث لا يكتفي رجال الأمن بالتفتيش العادي – الآلي للحقائب ، بل تم تفتيش الحقائب يدوياً والأجساد طبعاً ، لكن الغريب أن المسؤول الأمني في المطار قد أبلغ السيد أبو عيّاش أن الحقائب ستصله في الرحلة القادمة للطائرة لأستكمال التفتيش ... مما يعني وصول الحقائب بعد أسبوع أي بعد انتهاء فترة الرحلة ، الامر الذي دفع أبو عياش الى رفض الأقتراح والعودة الى بلده والسفر في اليوم التالي عبر مطار عمّان الى القاهرة .
الأمر المضحك المبكي يظهر في رد الناطقة بلسان مصلحة المطارات حيث تتهم العائله بأنها رفضت السفر بدون الحقائب ، لأن أسباب أمنية دعت الى إعادة تفتيش تلك الحقائب مما أدى الى تأخير الحصول عليها . هكذا إذن الضحية هو المتهم حسب المنطق الغير مفهوم للناطقه ومن أنطقها بهذه الأقوال ... إن مثل هذه التصرفات المهينة مع المسافرين العرب على متن طائرات شركة "إلعال" لا مثيل لها في عالمنا ... والمسافر العربي يدفع رسوم أمن ضمن التذكرة التي يحصل عليها من "إلعال" ..ليس من أجل دفع ثمن إهانته وملاحقته من قبل مهوسيين أمنيين يتم تعينهم من أجل ملاحقة ومراقبة وتفتيش وإهانة المسافرين العرب في هذه الشركة ، بل من أجل ضمان أمنه وفقاً لمعايير الشركة . هذه التصرفات هي تصرفات عنصرية خطيرة جداً ، ربما ستؤدي لاحقاً إلى إلزام المسافرين العرب في شركة "إالعال" على إرتداء لباس خاص أو وشاح مميّز لهم لتسهل عمليات الملاحقة والمراقبة لهم .
لقد حان الوقت لوقف هذا التفتيش المهين ، وربما أفضل وسيلة للتخلص من هذه الإهانات والتحقير الذي يدفع ثمنه المسافر العربي هو إعلان المقاطعة وعدم السفر في شركة "إلعال" وغيرها من الشركات الإسرائيلية ، التي تقوم بإستقبال المسافر العربي بمثل هذه الإهانات المزريّة والمخجلة جداً ...نعم مقاطعة المستهلك لشركة ومنتوجاتها هي خطوة إحتجاجية هامة ، يقوم بها المستهلك من أجل تغيير المعاملة وتحسينها . وعلى المسؤولين في وزارة المواصلات التدخل ووقف هذه الإهانات ضد المسافرين العرب ، لإنها غير مبررة ولا يمكن أن تتواصل تحت شعار "الأمن" .. من أجل تكريس ظاهرة عنصرية خطيرة لا يمكن السكوت عليها .
#جهاد_عقل (هاشتاغ)
Jhad_Akel#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
610
-
لماذا إمتعض رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر؟
-
المؤتمر الحادي عشر للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب -تحدي
...
-
صنع الله ابراهيم المقاوم الحر
-
مليون ونصف فقير فقط
-
نعم للعمل اللائق
-
مجزرة الفلوجه ...وصمة عار على جبين الغزاة
-
مأساة الاجور
-
العدوان مستمر....
-
الندوة- الاجتماع العربي للتامينات الاجتماعية ، تحديات وآمال
...
-
المتوسط ...بحر الموت للعمال المهاجرين
-
دولة - بيبيستان -
-
بمناسبة انعقاد الدورة الثامنة للاتحاد الدولي لنقابات العمال
...
-
-عالم بالشقلوب- ...أغنياء فقراء....!!!!
-
بمناسبة مرور -46- عاما على انتفاضة سجناء سجن شطة الاسرائيلي
-
نعم للاضراب المفتوح وفورا
-
قناة -الجزيرة- للبيع .....؟!
-
لماذا التحريض على مؤتمر بيروت للحركة العالمية لمناهضة الحرب
...
-
اللاسامية....الجاني حارس المؤسسة
-
هل انتهت العبودية في عصرنا ؟
المزيد.....
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
-
زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
-
كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
-
مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
-
ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
-
مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
-
جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|