|
بيان من تيار سوريا الديمقراطي العلماني
تيار سوريا الديمقراطي العلماني
الحوار المتمدن-العدد: 3628 - 2012 / 2 / 4 - 09:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تمرُّ سوريا منذ ما يُقارب السنة، بأزمة بنيوية عميقة تهدد كيانها ووحدتها. وهي ما فتأت تشتد يوماً بعد يوم مع ازدياد ضغط الشارع. يترافق ذلك مع ضغوط دولية هائلة من قبل القوى الغربية التي لطالما كانت السبب في تخلفنا، وتراجعنا. وهي نفسها التي وقفت في وجه مشاريعنا التنموية. ودعمت الأنظمة الدكتاتورية العربية طيلة خمسين عاماً من حكمها. لتأتِ اليوم تحت ذريعة الدفاع عن الديمقراطية والحرّيات، فتدّعي أنها نصيرة للشعب السوري وقضاياه. وهي التي قتلت ملايين من العرب، بشكل مباشر أو غير مباشر عبر دعمها للمشروع الصهيوني وإسرائيل في المنطقة. إننا نرى في تيار سوريا الديمقراطي العلماني، بأنَّ الهجمة التي تتعرض لها سوريا تحمل أبعاداً خبيثة، وأهدافاً مدمّرة للدولة والمجتمع. وهي تتجاوز موضوع التغيير الديمقراطي الذي يدّعي البعض بأنه ينادي من أجله. الهدف منها هو تغيير كبير وخطير في النظام السياسي للبلاد، وإعادة رسم الخارطة الجيو- سياسية للمنطقة، مع ما يحمل ذلك من أخطار تقسيمها، واحتمال ادخال البلاد في أتون حرب أو صراعات أهلية لا تخرج منها لسنوات طويلة. وتكون مبرراً لتحكّم هذه القوى وسيطرتها على المنطقة ومقدّراتها. إنَّ الانتقال إلى الديمقراطية، والتعددية، ودولة الحق والقانون هو ضرورة ملّحة، ومطلب لا مساومة عليه. وإنَّ نقل سوريا؛ من الحكم الشمولي المستبد إلى دولة حداثة وديمقراطية لكل مواطنيها، وتحقيق العدالة، ومنحهم الحقوق المتساوية دون تمييز لقومية أو طائفة أو دين، هو أحد الأهداف المركزية لتيار سوريا الديمقراطي العلماني. ونشدد على موضوع التغيير الشامل في الدولة عبر مشروع انتقالي، وطني شامل. وصولاً إلى تحقيق الأهداف المنشودة والإنتقال السلس والآمن إلى فضاء الحرّيات، وإلى انتخابات حرّة ونزيهة تشمل كافة السلطات. إنَّ تدويل الأزمة، ونقل ملّفها من الجامعة العربية إلى مجلس الأمن هو مخطط لا يخدم سوريا وشعبها، ولذلك؛ فإننا كتيار سياسي حر، نؤكد على ما يلي: 1- الممارسة السياسية الحرّة لجميع المواطنين بالشكل السلمي والوطني، الآمن. والوقوف مع المعارضة الوطنية الشريفة التي تنتهج السياسة كنهج وفكر تنافسي، سلمي، وحرّ. والتي تراهن على التغيير الداخلي الوطني بخصوصية ودلالة المجتمع السوري. ونرفض في هذا الإطار، كلّ عمل مسلّح، أو أي طرف يستخدم العنف، والسلاح سبيلاً لتحقيق غاياته السياسية أو لأية غايات أخرى. 2- إننا نرفض زج الجيش، أو توريطه، أو تحويله لأداة قمع، أو قتل بحق المتظاهرين السلميين. أو جرّه إلى معارك وصدامات معهم. لقد ُوجِدَ الجيش العربي السوري، للدفاع عن سوريا وأرضها وشعبها. كما أننا وفي ذات الوقت، ندين بشده، ونرفض استهداف الجيش العربي السوري، وما تتعرض له هذه القوات كل يوم من قتل, واغتيالات. وهتك لحرمات هذه المؤسسة الوطنية من قبل المسلّحين والمتطرفين، أو ما يُدعى بالجيش الحر. وننظر إلى هذه الأعمال على أنها تعدّي صارخ على هذه المؤسسة، ويحق لها قمعها والتصدي لها بشتى الأساليب. 3- إننا نقف في خندق الرفض القطعي، لكل الضغوط الخارجية والمؤامرات التي تتعرض لها سوريا، من أي مصدر كانت، أو بأي شكل أتت. كما نرفض وندين طلب الجامعة العربية من الأمم المتحدة فرض عقوبات اقتصادية، أو غيرها، على سوريا وشعبها. لأنَّ هذه العقوبات لن تطال سوى الشعب السوري، وتزيد أزمته وتُطيل معاناته التي بدأت تُرهق كاهله منذ بداية الحراك. 4- يرفض التيار طلب الأمم المتحدة أو غيرها من هيئات، أو زعماء، أو دول، أو أي طرف خارجي آخر، دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي، فرئيس البلاد هو رمز كرامتها. ونعتبر هذا تدخلاً صارخاً في الشأن السوري الداخلي. وهذا الشأن يقرره، ويحدده، الشعب السوري بكل فئاته، ولا أحد سواه. 5- في هذا المجال، نؤكد على رفض كل أشكال التدخل الخارجي، والدولي، والسياسي العريض في الشأن السوري الداخلي. أو محاولة رسم مستقبل سوريا، ومصيرها القادم. ونشير هنا إلى الإرادة السورية الجامعة، لكل فئات، وأطياف الشعب السوري، القادرة على تجاوز أزمتها ورسم مستقبلها. 6- إننا في هذا الشأن، نطالب كتيار سياسي حر، باحتكام جميع الأطراف إلى لغة العقل، والحوار سبيلاً للخروج من الأزمة. ومدخلاً لإعادة تصفية الحسابات السياسية الضيّقة التي طغت على مصلحة الوطن وهي تهدد وجوده. وذلك؛ عبر المشاركة الكاملة بين جميع الفئات والأطراف في عقد مؤتمر وطني شامل بمشاركة الجميع. يحدد خارطة طريق تُخرج البلاد من أزمتها. وتُعيد رسم مستقبل سوريا، بما يرضي كل الأطراف، ويحفظ كرامة سوريا. ويراعي ثوابتها القومية والوطنية.
عشتم، وعاشت سوريا، ديمقراطية علمانية حرّة.
تيار سوريا الديمقراطي العلماني سوريا في 3/02/2012
#تيار_سوريا_الديمقراطي_العلماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل
...
-
استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان
...
-
حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان
...
-
المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
-
حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب
...
-
ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر
...
-
ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين
...
-
قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم
...
-
مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|