أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - العودة من الضياع














المزيد.....

العودة من الضياع


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3628 - 2012 / 2 / 4 - 09:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وأخيرا تمكنتُ من أن أجد نفسي بنفسي دون أن أُبلغ الشرطة عن قصة ضياعي ودون أن أستعين بصديق, وجدتُ نفسي وعثرتُ عليها كما يعثر الباحثون عن الذهب على صندوق من الماس والمجوهرات مدفونة تحت كومة من القش ,وجدتُ نفسي بإلهامٍ من داخلي وقلتُ :أخيرا استيقظ الإنسان في داخلي وأخيرا مات الصمت واستيقظ الوجود وأعلنت كراهيتي للواقع وأعلنت حبي للخيال وللأوهام التي تنعش وجودي ,وحتى أغدو بخطوات نشيطة لا بد أن أتدحرج على الأرض مثل حبة برتقال أورنجية ,ولا بد أن أقفز هنا وهناك مثل طابة تنس أو مثل ريشة يحملها الهواء لأعلن في النهاية أن وجودي هو مصدر ثقتي بنفسي وبالعالم وبأن هذا العالم يتحرك بقدر ما يشعر ويحس بوجودي فوجودي هو أصل الكون وأصل المخلوقات السعيدة...وأخيرا وجدتُ المكان الذي يناسب شكلي وحجمي وجسمي بالكامل من أخمص القدمين حتى أعلى الجمجمة ووجدتُ الماء الذي باستطاعته أن يطهر جسدي فليس من السهولة أن يطهر جسدي أي نوع من أنواع المياه المكررة والمعقمة والممغنطة فالماء الذي يطهرني لم يخلق مثله إلا في الساعات الأخيرة من هذا اليوم, ووجدتُ أخيرا الماء الذي يباركني ...ووجدت معه الماء الذي يتناسب مع عطشي, ووجدت الأكسجين الذي يتلاءمُ مع رئتيّ ووجدتُ نفسي بعد أن أضعتها كثيرا ووجدتُ روحي ووجدت نوعا من الدماء قريب الشبه بدمائي ,وأخيراً وجدتُ قلمي الذي ضاع مني بعد أن كنتُ قد بحثتُ عنه كثيرا بين طيات الكتب وأوراق الزمان, وأخيرا وجدتُ وقتا للراحة لكي أستريح من طول المسافة وكثرة التفكير...وأخيرا وجدت الشارع الذي يناسب عنواني ووجدت البيت الذي يناسب أحلامي,وأخيرا تمكنت من تفصيل العالم بما يتناسب مع حجمي وقدراتي,وأخيرا توصلت إلى حلٍ لكبرى المشاكل الفلسفية العالقة بين الإنسان ومحيطه الذي يحيط به واكتشفت أخيرا بأن لكل إنسان محيط يحيط به إلا أنا لي محيط أنا الذي يحيط به من كل الجوانب ومن شتى الاتجاهات,وأخيرا تصورت نفسي عملاقا وأخيرا أصبحتُ مدهشا جدا حتى لنفسي,أنا واحد من أولئك الذين أتعبتهم الحياة وأتعبوها بكثرة الأسئلة, وأنا واحدٌ من الذين تسللوا خفية من داخل العتمة إلى داخل البيضة, وأنا واحد من الذين وجدوا بعد طول السنين مكانا يتناسب مع قدراتهم ووجدت طريقي المجهول بعد أن كنت قد عشت قصة طويلة من الضياع وأنا أبحث عن الإطار الذي يناسب صورتي وعن نمرة الحذاء الذي يناسب قدمي,وأخيرا وجدت النور والضياء بعد أن كنتُ أتلمس بيدي الأشياء وأتحسسها لكي أصل إلى بر الأمان... أنا تعبت كثيرا لأجد شيئا يناسبني فأنا مزاجيٌ جداً في طبعي وسلوكي ولا شيء من السهولة أن يتناسب معي فلا توجد على وجه الكرة الأرضية زاوية تناسب شطحاتي الفكرية وحبي وأفكاري في الجلوس بها وأنا حين أجلس في الزاوية أبعثر نفسي وألملمها ليغدو شكلي بمستوى الزاوية القائمة ومن ثم أدخل في العمق الحاد في الزاوية ومن بعد ذلك أضع رأسي فوق ركبتيّ وأنا منكمش وكأنني أعاني من شدة البرد والصقيع... ولا توجد أي رواية مكتوبة من الممكن أن أقرأها وأنا مستمتع بها وليس من السهل أن أقرأ لأي كاتب أو أي كاتبة فأنا لا يعجبني العجب ولا الصيام في رجب وأنا لا تلهيني أماكن الاستجمام عن التفكير,وأخيرا أنا وجدت الرواية التي تتناسب مع مزاجي في القراءة ووجدت الكاتب الذي يتناسبُ معي ..ولا توجد أي أرض من السهولة بمكان أن تتناسب مع هواي ومع طبيعتي.

ليس من السهولة أن أبحث عن نفسي وأجدها بسرعة فقد جربتُ الضياع كثيرا وجربت العودة إلى نقطة الصفر مرارا وتكرارا,وأضعتُ نفسي كثيرا وفي أغلب المرات كانت بعض الناس تجدني متسكعاً في أعلى القمم وفي بعض الأحيان كنتُ أنا من يجد نفسه ولكن بعد فوات الأوان,أنا في بعض الأحيان أبحث عن نفسي كثيرا ولا أعرف كيف أجدها,وكثيرا ما أجد نفسي تبحث عن أشياء تناسبها وكثيرا ما أغدو وأنا متعب القدمين من كثرة وقوفي وسيري وأنا أحاول أن أجد رائحة أشتمها تكون مناسبة لأنفي فليس من السهولة أن أجد رائحة تتناسبُ مع مستوى أنفي الرفيع الذي لا يشتم أو لا يقبل بأن يشتم أي رائحة,وكثيرا ما أبحث عن مأكولات تكون مناسبة لمعدتي فالذي يناسب الناس لا يناسبني والذي تتفق معه الناس ليس من الضرورة أن أتفق معه أنا والذي يوافق الناس ليس من الضرورة أيضا أن يكون موافقا لي ,وكثيرا ما أبحثُ عن مناظر أرتاح إليها وأنا أنظرها بعيوني وتكون متناسبة مع عيوني, ليس من السهل أن أرضى بأي منظر وليس من السهل أن أقبل بأي شكل لا بد وأن يكون المنظر مدروسا والشكل مقبولا, حتى طبيعة الأرض التي أمشي عليها ليس من السهل أن أقبل بها,وحتى طبيعة الشتاء قد لا يتناسب مع قلقي وعنفواني نوع البرد وحبات المطر التي تتسللُ من جلدي إلى داخل العظم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنواع الكلمات
- درس في الحب والكراهية
- أنا مسكين الله
- كيف يتصور الإسلام نظرة العالم المسيحي له؟
- عدوى البرودة
- كثرة الوضوء ومرض الوسواس القهري
- مشكلة المثقفين
- كنتُ وما زلتُ يتيماً
- أنواع الإسلام
- ذهبوا كفارا وعادوا كفارا
- الضلع الأعوج والحب
- رسالة إلى صديقتي جانيت الحايك
- صعوبات في البلع
- العيشه تصعب على الكافر وابن الحرام
- على حساب الفقراء
- ماتوا اختصارا للشر
- آفاق
- أصل الانسان من حيوانات مختلفة
- أفكار غريبة عن المسيح
- مثلك مثل كل الناس


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - العودة من الضياع