رياض الزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3627 - 2012 / 2 / 3 - 20:57
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
قد لا ناتي بجديد اذا قلنا أن مشكلة العراق الحقيقية هي في المحاصصة الطائفية , والفساد المالي والاداري الذي استنزف كل موارد الدولة وعطل التنمية فيها , عملية سياسية قائمة على اساس طائفي وعرقي منذ ان شرع لها الحاكم المدني بريمر في مجلس الحكم , وأستمرت لتنتج لنا جمعية وطنية كتبت دستورا عرفنا على اننا طوائف وقوميات ولم يعرفنا على اساس المواطنة ؟ أستمرت العملية السياسية بعد ذلك لتنتج لنا برلمان طوائف يغطي على الفاسدين وحكومات محاصصة مترهلة , تفتعل الآزمات للتغطية على الفشل الذريع في ادارة الدولة , الآزمة السياسية التي يعيشها العراق اليوم وتدخلات دول الجوار في الشأن الداخلي , هي نتاج طبيعي لهذة المحاصصة الطائفية , سوء الادارة وانعدام الخدمات والبطالة وتردي مستوى المعيشة للمواطن العراقي , هي نتاج طبيعي لحجم الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة .. كل المؤشرات تؤكد أن العراق يسير في نفس الاتجاة , فحكومة المحاصصة الطائفية أمرا لا مفر منة خلال الفترة المتبقية من عمر (برلمان الطوائف ) وحكومة الاغلبية السياسية التي يتحدث عنها البعض هي وهما غير قابل للتطبيق على ارض الواقع , فكل قائمة تمثل طائفة معينة وأي اقصاء لها هو بمثابة اقصاء لتلك الطائفة , زعماء الكتل السياسية يدركون ذلك جيدا , فهم يختلفون كثيرا ثم يعودوا ليتقاسموا النفوذ والسلطة من جديد , ربما يكون حجم المشكلة كبير فكل الحلول المطلوبة لمعالجة مشاكل العراق هي بيد (برلمان الطوائف ) سيء الصيت ؟ هو الذي ينتظر منة أن يشرع قانون للانتخابات يفكك هذة المنظومة الطائفية السياسية ؟ وقانون أحزاب يكشف على أقل تقدير عن موارد تلك الاحزاب , فنحن لانتوقع أن يمنع القانون المنتظر تشكيل أحزاب على اساس طائفي ؟ ومطلوب من هذا البرلمان أن يشرع قوانين لمكافحة الفساد , وأن يمارس دورة الرقابي وأن يدعم الهيئات الرقابية ؟ أذا لم يتدارك الشعب العراقي خطورة الموقف ويمارس ضغطا شعبيا متواصلا على البرلمان يجبرة على تشريع القوانين المطلوبة , فلن يحدث التغيير المنشود , وسيعيد (برلمان الطوائف ) انتاج نفسة , وسيتمتع الفاسدين بحماية كتلهم النيابية , ويبقى المواطن العراقي هو الخاسر ألاكبر في عملية سياسية فاشلة تسير من سيء الى اسوء ..
#رياض_الزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟