أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامل السعدون - الأستبصار أو الرؤية الفائقة - مقال في البارسيكولوجيا















المزيد.....


الأستبصار أو الرؤية الفائقة - مقال في البارسيكولوجيا


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 1071 - 2005 / 1 / 7 - 09:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من المواضيع الرائعة التي لم يتطرق لها القلم والعقل العربي بعناية ولحد الآن ، بل وتركت لعبث المشعوذين وسياط التكفيرين ، موضوعة التنجيم أو قراءة الطاالع أو أستبصار ما لا يبصر .
طبعا ليس تلك القدرة او الظاهرة حسب ما أهمل من قبل الكاتب كما القاريء العربي بل ومواضيع عديدة جدا من موضوعات علم النفس والاديان القديمة والتصوف الإسلامي وغيرها .
طبعا هذا الإهمال ليس مرده إننا في غنى عن كل هذا فنحن لسنا أغنى من فرنسا أو السويد أو ألمانيا أو الولايات المتحدة ، والتي في كل واحدة من كل الدول المئات من الجمعيات العلنية والسرية التي تتعامل بالروحانيات ليل نهار ويدفع طلبة العلم آلاف الدولارات سنويا ليتعلموا التأمل او اليوغا أو السحر أو قراءة الطالع .
ولكنه الفقر المعرفي والغرور بما لدينا وكأن ما لدينا هو خير ما أخرج للناس ، بينما الناس هناك يذهبون إلى التبت أو الهند أو اليابان لتعلم البوذية والكونفشيوسية . أذكر اني سعيت في العام الماضي لطباعة ونشر أحد كتبي عن الياراسيكولوجيا ، بذلت الجهد مع عدة مطابع وكان أطرف جوابٍ وصلني من أحدهم يقول فيه ، أسفين.... نريد كتب عن الكمبيوتر ، هل تستطيع ترجمة شيء عن الكمبيوتر ..؟
هه .. الكمبيوتر حسب ...، وكأننا هناك في الشرق نلنا الديموقراطية والكرامة وحرية المرأة وما عاد ينقصنا إلا الكمبيوتر ...!!
أظن لو أني قلت للرجل ، لدي كتاب عن سيرة حياة بن العثيمين ( والذي ينكر لحد الان كروية الارض ) ، أو عن بن لادن أو الزمخشري ، لطار الرجل من الغبطة ، خصوصا وأني لست من المحترفين ولن أطلب الكثير من المال ...!
حسنا ...كان الدكتور فرانتز مسمير 1734- 1815
أول من فتح الباب واسعا امام علم الاستبصار ، ضمن كمّ من الظواهر التي ترافقت مع اكتشافه للتنويم المغناطيسي ( علما بانه لم يكتشف وإنما أعاد أكتشاف التنويم ) ، إذ لاحظ الرجل ان مرضاه الذين يتلقون تنويما مغناطيسيا ، كانوا يظهرون قدرات غريبة من قبيل الحس الفائق ، الأستبصار الفائق ، التخيل الحي وغيره .
بهر الرجل لهذا الذي اكتشفه ، فهو خارق لقوانين الطبيعة التي يعرفها ويؤمن بها كل من في عصره .
ولكن هذا هو الذي حصل ولا زال يحصل في كل العصور والأزمان .
أناس يرون ما لا نرى ، يقرأون الطالع ، يسمعون ما لا نسمع .
فيهم الصادقون ، وفيهم المشعوذون أو لنقل المنتفعون الذين يبيعون السعادة عبر التلفون مثل هذا العراقي الطيب البروفسور الذي يجلس بكرة الكريستال وكامل عدته من البخور والعطور والخواتم ويقرأ الطالع بكامل وعيه وتحت انوار الكاميرات الجبارة الساطعة ( علما بان هذا العلم شفاف للغاية ولا يقبل انوار او أصوات عالية او تلفونات ترن كل عشر ثواني ) ...!

نظريات في الأستبصار :
_______________

وهل في اليد إلا النظريات ...؟
غوامض الحياة كثيرة ، بل كثيرة جداً ، وكلما أزددنا علما .....أزددنا جهلا ، وكما يقول العبقري الرائع آينشتين ( إن الرب ليقهقه بملئ فمه من اولئك الذين يتوهمون أنهم عرفوا الحقيقة ) .
لكن حسبي ان آخذ من النظريات أثنتين ، كلتاهما طريفتين ، وكلتاهما أجدني لا أستطيع إلا ان اقتنع بهما ، بعد أن أعقد قرانهما على بعض ...!!
قبل أن أتطرق إلى تلكما النظريتين ، خطرت في البال طرفة تلح في الخروج للتنفس خارج حنجرتي :

يقال ان متشككاً كان على فراش الموت ، وقد الحت بناته وزوجه والناس عليه ان يدعو الرب للرحمة بروحه البائسة ، امتثل الرجل مرغما وهتف ( يا الهي - إذا كنت موجود حقاً- أرحم روحي - إن كان لدي روح اصلاً ) ...!
مسكين ...لم يستطع ان يتحرر من الشك ، ليس في وجود الخالق حسب ، بل وفي انه كائن ذو روح .
أظن اننا ومن اجل ان لا نكون في مثل هذا الموقف المزري ، يفترض ان يكون لدينا إيمان بشيء ما ، وإلا لمزقنا الشك باكرا وتناهبتنا الامراض والعلل والمرارات وغدر الغادرين .
طيب نعود إلى النظريتين اللتان تفسران اشكالية الاستبصار الذي هو خارق لقوانين الطبيعة .
تقول الأولى والتي هي طريفة للغاية ، ان جسمنا الفيزيقي المادي محاطٌ بجسم آخر من مادة اثيرية لا ترى طبعا ولا تلمس ولا يمكن ان توعى او تحس بحواسنا ذات المنشا المادي وأن هذا الجسم له ما لاجسامنا المادية من عقل وحواس وعقل باطن ، وأن هذا الجسم هو الذي يستقبل الامواج الأثيرية المحملة بالمعلومات من الارواح والاجسام الاخرى ، وهو الذي يستقبل انواع الطاقات الكونية كما والروحية التي ترد الينا وبالتالي ، فإنه وحده يشكل مصدر إمدادنا بالأستشرافات التي تتجاوز حدود الزمان والمكان ، لينقلها لاحقا إلى العقل الباطن في رؤوسنا ، معنى هذا ان ما نملك من قدرات خارقة في عقلنا الباطن يستمدها هذا العقل من شقيقه الاثيري الشفاف القادر على حل رموز المعلومات التي لا يقدر عقلنا الواعي على حلها ، كما وهو قادر على الانتقال عبر الزمان والمكان لأصطياد المعلومة النافعة .
أما النظرية الأخرى فتقول ان العقل الباطن ذاته يملك بالاساس خزين لا ينضب لكل المعلومات ، مضافا إلى ان لديه آلية خاصة للتواصل مع مصادر المعلومات ، عبر السياحة الحرة في الاكوان ( كما يحصل أثناء النوم ) ، وإلا او ليس الكون في الاساس طاقة تحمل على جناحها معلومات وبرامج عمل ورسائل تواصل بين القلوب والعقول والارواح .
على اية حال كلا الرأيين مقبولين نسبيا طالما اننا لا نملك بديلا اكثر معقولية ، وطالما ان فيزياء الكم تدعم اليوم وبقوة مسالة التداخل الزمني ، وانتقال المادة من مكان إلى آخر دون الحاجة إلى وسيط زماني او مكاني .
على اية حال نعود إلى قدرات الاستبصار أو سمها التنجيم او قراءة الطالع ، فنسأل هل من الممكن تعلم هذه القدرات ؟
لا أشك في ان اي واحدٍ منا مستعد لبيع كل ما يملك في سبيل ان ينال قدرة من تلك القدرات المسماة خطأ بالقدرات الغيبية ، ولكننا لو عرفنا الحقيقة ، لوفرنا الكثير من المال والجهد والأنتظار والتمني ...!

أتقان الأستبصار :
___________

الحقيقة انني كتبت في هذا المجال كتابا صغيرا ولكنه وافٍ للغاية وسينشر في القريب ، إنما اجيز لنفسي ان أعيد صياغة بعض ما ورد فيه بلغة تناسب ما يمكن ان ينشر في صحيفة الكترونية .
اول ما اود الأشارة اليه هنا هو ان الاستبصار كما اي ممارسة روحية او باراسيكولوجية ، لا يُعلّم لانه معلوم اصلا ، فهذه القدرات موجودة فينا وبالتالي فهي توقظ وتحرض حسب ، من خلال تقنيات معينة تمكن من مد الجسوروالتواصل بين العقل الباطن ( منبع كل القدرات ) والعقل الواعي ( هذا الذي نعيش معه وبه في حياتنا الاعتيادية ) .
اود ان أجدد التاكيد على هذه النقطة ....!
كل ما يمكن ان نوقظ من مواهب أو كفاءات ، هي قدرات طبيعية نملكها اصلا في اعماقنا وليست هبة من الله او موهبة ، وإن كان كل شيء في الاصل ينبع من منبع واحد ، هو جوهر الخلق أو روح الحياة أو الواحد الذي لا نعرف بالضبط هويته بعد ، أنما فرق بين ان تقول ان هذا الرجل موهوب وذاك المسكين لم يوهب ، لا هذه المسائل مثلها مثل وجود العينين والانف والدماغ ، ليس من أحد محروم منهم ، أنما هذا انفه كبير وذاك له عينان زرقاوان ، وتلك تستخدم دماغها بشكل حسن ، وذاك يفسد دماغه بالخمر والأيديولوجيا....!
لأضرب لك عزيزي القاريء هذا المثل المتواضع :
لنأخذ طفلين شقيقين ، أحدهما ولأسباب لا نعرفها أظهر اهتماما مبكرا بالموسيقى ، الآخر لم يظهر اي اهتمام بشيء على الاطلاق ، قمنا نحن الابوين بالتأكيد على هذه الميزة وهرولنا بالطفل إلى اقرب معهد موسيقي ، وتواصل التأكيد على موهبة ( المحروس ) ابننا ، بالتاكيد ، بعد عشرون عاما سيكون هذا الابن قد بلغ في الموسيقى شوطا كبيرا ، أما الآخر فأظن أنه لن يكون له في الموسيقى شأنٌ ولو ظل يقلب النوتات طوال عمره .
لماذا ؟ لأننا دعمنا الأول وحملناه مسؤولية الهبة التي وهبها الله له ، في حين لم نقل للأخر انت موهوب ، بل ربما قلنا له ابحث لك عن شيء آخر تفعله فأنت لم توهب ما وهبه الله لأخيك ...!
نحن نستعمل كلمة موهبة بطريقة خاطئة بالكامل ، ونعممها على ما لا يعد من الحالات ، فهذا روائي موهوب ، وتلك راقصة موهوبه ، وهذا رجل دين موهوب ، وذاك روحاني موهوب ...!
تخيل كم من الضرر نصيب به انفسنا واهلينا حين نلصق كل شيء بالرب ، وكأنه لا عمل له إلا توزيع الهبات بشكل فردي ..!
طيب أذن هذه قدرات طبيعية لا موهوبة ولكن موجودة ، فكيف نوقظها ؟
نوقظها من ماذا ؟
من ...مكمنها في العقل الباطن ، وهذا يتطلب ان نزور العقل الباطن .
طيب كيف نزوره ، ونحن لا نعرف لغته ؟
كيف نتحاور ؟
بسيطة ....نتعلم لغة العقل الباطن ...ليس هذا بمشكل ....!
الف باء العقل الباطن هي عزيزي القاريء ، الرموز ، الصور ، التخيلات ، أجواء بيت العقل الباطن تعبق برائحة البخور ، العطور الخاصة ، في العقل الباطن يجب ان تكون مسترخٍ بالكامل ، لأنه لن يحاورك وأنته مشدود ولن يفتح لك ابوابه حتى ، ثم لكي تذهب للعقل الباطن عليك ان تأخذ معك هدية ...!
مرآة سوداء او كرة كريستال او كأس من الحبر ....!
طيب ...كيف لي بكل هذا ؟
بسيطة ...!

تهيء باكرا :
_____________

1- نشط قدرتك على التصور ...!
تذكر حين كنا اطفال ، كم كنا ناشطين في الخيال ، كنا في أغلب الأوقات نسبح على ضفاف العقل الباطن حتى صدمنا البالغون بقولهم ، كفاك طفولة ، لقد غدوت رجلا ( أو امرأة ) وعليك ان تتحمل المسؤولية ..!
أجلس ساكنا لفترة من الزمن ، ولو نصف ساعة كل يوم ودقق النظر بصورة ما من صور التخيل الصينية أو الهندوسية أوأوراق التاروت اورموز الكابالا اليهودية أو ما تجده من آثار الفراعنة العظام ، هذه الصور وغيرها احبذها انا اكثر من الصور العادية التي يقترح بعض السيكولوجيين التمرن عليها ، لان الصور العادية في المجلات أو الكتب لا تحمل نكهة تاريخية وبالتالي قد توقظ أحاسيس أخرى بعيدة عن غرضنا هذا .
ركز في الصور بمنتهى الدقة ، في كل نقطة من الصورة ، وحاول ان تسترخي وأنت تركز ...حاول ان تسترخي في كل عضلة من عضلات الجسم ، لتكون الفائدة اكبر ، ثم أغلق عينيك وحاول ان تستذكر تفاصيل الصورة ، تذكر انك يجب ان تكون مؤمنا بما تفعل وان هذا الذي تفعله ليس عبثا على الأطلاق ، بل عمل مهم ليس للباراسيكولوجيا حسب ، بل وحتى لإيقاظ الأبداع الفني او العلمي لديك .
الآن أو في النصف ساعة التالية من التمرين ، قم بالتدخل في إعادة تشكيل الصورة بشكل حر ، حاول ان تضيف لها تفاصيل من قبلك ، أو أهجرها ان شئت وأشرع بالتخيل الحر ، بلا قيود ولأطول فترة ممكنة ، متى شعرت انك بدأت تفقد أهتمامك أو أن تركيزك قد ضعف أو أنتابك الملل ، حاول ان تعيد خيالك إلى ذات النقطة التي بلغتها ، وإلا كف عن التخيل ولا ترهق نفسك أكثر ، إنما عد إلى ذات الممارسة في أقرب فرصة .

2- دون ملاحظات عن كل ما رأيت في خيالك او في مشوارك التصوري هذا ، تعود ان لا تهمل شيء دون تدوين ، لأن الكثير من الأشياء سيبدأ بالهبوط عليك مع تدفق خيالك وتوالي ساعات التمرين ، تعود أيضا أن تسجل الوقت والظروف الجوية أو الأجواء التي كانت ترافقك ساعة قيامك بتمرين التخيل ، لأن هذا سيفيدك مستقبلا في تحديد أفضل الأوقات للتأمل والتخيل ، فمثلا عند أكتمال البدر ، يكون الخيال أنشط والقدرات التصورية والإبداع وأستبصار المستقبل أفضل منه عند ظهور الهلال ، وهكذا نرى ان من الضروري ان تعرف ما يناسبك أكثر من الأوقات والظروف العامة .
لا تترك شيء للصدفة أو الحظ ، بل ضع كل شيء في إطار علمي منطقي منظم .

3- تعلم الاسترخاء : حتى في حياتك الأعتيادية ، تعلم ان تجلس بشكل مسترخي ، على الأقل تكسب بضع سنوات أضافية من العمر أو المزيد من العافية للعضلات من خلال الأسترخاء ، لأن توتر العضلات يؤدي إلى الشيخوخة الباكرة وتسارع الأمراض واحداً إثر آخر .
تعلم أن تسترخي قبل أن تجلس إلى كرسي التخيل ( ولاحقا كرسي الأستبصار ) ، لأن العقل الباطن لا يعمل إلا أذا استرخى الجسم بالكامل وهدأ الوعي ونام جزئيا ، وكلنا يعلم أن الوعي لا يهدأ إلا أذا أسترخى الجسم ( طبعا هناك العديد من التمارين على الأسترخاء في مقالات سابقة لي أو تجدها في أي كتاب تأمل معتبر أو عبر التواصل الخاص معي ) .

4- عود نفسك على أن تعيش أجواء باراسيكولوجية من خلال القراءة في تلك الأبواب ، فليس كالقراءة محرضٌ على الإيمان بتلك العلوم القديمة قدم الدهر ، تعرف على الرموز التي تجدها في بعض تلك الكتب ، فتلك معارف انسانية مهمة ، ومعرفتها قوة لك ولمن حولك .

5-من الأستعدادات الضرورية لممارسة الأستبصار ، أن يكون لديك وسائل مساعدة من قبيل ( كرة الكريستال أو المرآة السوداء أوأوراق التاروت أوقرص الرمل أو ما شابه ) ، طبعا بالنسبة لكرة الكريستال الأصلية غالية جداً ، وليس بمقدور المهتم شرائها ، زائدا أن من الباكر البدء بكرة حقيقية ، هناك بدائل عنها من قبيل الكرة البلاستيكية ، وهي مشابهه في الشكل للأصلية وإن كان تأثيرها دون الأولى ، من البدائل الأخرى ، قرص الرمل أو المرآة السوداء أو غير ذلك ( جميع هذه يمكن عملها منزليا ، ولدي طريقة العمل ويمكن تلقيها مباشرة عبربريدي ) .
أود أن أنبه عزيزي القاريء إلى أن جميع تلك الوسائل محرضات للوعي اليقظ لكي يهدأ ، وبذات الوقت تستحث تلك الأدوات العقل الباطن على أن يأمن لنا إذ يجد أننا نتعامل معه بأحترام ومن خلال أدواته ورموزه ولغته ، إنها تماما مثل مسماع الطبيب ، أو التلسكوب أو الميكرسكوب ، أدوات بحث وعمل ، ولا تملك بذاتها طاقة سحرية معينة أو غير ذلك .
طبعا أغلب تلك الوسائل ورثناها عن عصور فجر الحضارة ، من البوذيين واليابانيين والهندوس واليهود والفراعنة وعرب ما قبل الإسلام ، وأستمرت بذات مواصفاتها حتى يومنا هذا وإن أختلفت قليلا حسب تقاليد الشعوب وطرائق عيشها , نضيف لذلك ان من المحبذ استخدام البخور والمواد التي يمكن أن تطلق دخانا ، لأن أجواء العقل الباطن تتطلب أن يكون هناك دخان ( كما هو حال الأكوان إبان لحظة الخلق المقدسة ) .
العقل الباطن لا يفكر ولا يعيش بمنطق العقل الواعي ، وتلك اجوائه التي يجب أن تحترم .
كذلك يحبذ عزيزي القاريء المهتم بالروحانيات ، ان تكون لديك أجوائك الخاصة التي لايضايقك فيها احد ، سواء للتأمل الحر أو تمارين التصور أو للجلوس إلى كرة الكريستال أو قرص الرمل .
دائما يجب أن تحافظ على أن تكون بعيدأ عن اي مضايقات ، على الأقل إبان ساعتك الروحية ، أما بعد ذلك فلك كامل الحرية أن تعيش على هواك .

6- ادواتك التي تستخدمها للتأمل أوللأستبصار ينبغي أن تكون مصانة عن انظار المتطفلين وينبغى ان تحمى من نور الشمس او الضوء القوي أو الروائح الكريهة أو اللمس من قبل الآخرين ، وحالما تشتريها او تعدها بنفسك ينبغي ان تمغنط بأنفاسك وبصمات روحك وجسمك ، لكي تأتلف معك وتنجح بيدك وتكون حصتك وحدك ، هذا مهم جدا عزيزي القاريء المهتم ، وإلا لن يتقبل العقل الباطن العمل مع تلك الإدوات لانه لا يثق بها وبالتالي لا يثق بك .
( طبعا لدي للمهتمين ، طقوس المغنطة " بلغة العلم " أو " المباركة والتطهير" بلغة الروحانيين - وهي مأخوذة من موروث الأحبة الهندوس ) .

__________________________________________________________________________________________________


خاتمة :
____

في رسالة للعبقري العظيم فرويد إلى زميله وغريمه بذات الآن الرائع يونغ يقول : لو أمكن لي أن اعيش ثانية لبحثت في الباراسيكولوجيا .
أما يونغ فقد فعل وكان له الفضل الأول بعد مسمير وبرايد ، في أن يعيد للباراسيكولوجيا مهابتها وكرامتها التي ابتذلها المشعوذون ورجال الدين بذات الآن .
كم من الأشياء عزيزي القاريء ما لا نعرف لحد الآن ؟ كم من الأشياء لا نراها لحد الآن ولكننا نجيز لأنفسنا أن نصدقها ، لمجرد أنها تأتي ، لابسة ثوب العلم ...؟
مغناطيسية وجاذبية أرضية والكترون وأشعة غاما وأكس وألفا وبيتا و....الروح والعقل الباطن وغيرها....!
غوامض وغوامض كثيرة ، نتقبلها ربما على مضض لأنها شائعة ولأن العلم قال فيها رأيه ...!
ظواهر من قبيل الأستبصار والسمع الفائق والحس الفائق والمشي على النار وتحريك الأشياء بقوة الأرادة وأستنزال المطر وعشرات الحالات التي تأكدت وعاشها فلاسفة وعلماء معتبرين ، لم يقيض لها للأسف إلا في السنوات الأخيرة من يبحث فيها ، ليحررها من عوامل الصدفة او وهم الهبة الألهية ، أو وهم الأعمال الشيطانية ، علما بأنها كما قلت لا من الرب ولا من الشيطان ولا محض صدفة ، إنما قدرات داخلية لدى كل الناس .
أذكر اني عشت مثل شبابنا في الوقت الحاضر ، ذات العقلية التي لا تؤمن إلا بما ترى او ما يجيزه المنطق ...هه... وأي منطق ...؟
المنطق الذي أحرق كوبرنيكوس حيا وأراد قتل غاليلو ، لأنهما قالا بكروية الأرض ( ولا زال الشيخ بن باز وأتباعه وبن لادن ورفاقة الحالمين بحور العين ، يرفضون هذه الكروية لحد الآن ) .
قلت... كنت كذلك ، قبل ثلاثون عاما من يومي هذا.....!
كان عالمي كئيب للغاية ...لا شيء إلا هتافات البعثيين وتهريج الشعراء العرب في التغني بأمجاد البكر والبعث وصدام والوحدة القادمة ...!
كل شيء منظم بدقة...خطواتنا محسوبة ، قاماتنا بذات الأرتفاع وأزياءنا كلها مفصلة على الطريقة الصدامية ( كقامات وأزياء أخوتنا الصينيين حملة الكتاب الأحمر ) ، نسينا الحب والشعر والخمر والمجهول... !
اللعنة كل شيء كان معلوما ( أو هكذا أوهمونا )...كنا نموت من الكأبة ، كما كان الروس يموتون لهفة لزجاجة الكولا أو حبة الشوكولادة او أغنية للفيس بريسلي أو فلما لهيتشكوك ....!
نشأنا أجيال من المرضى المضطربين عصبياً ، الجبناء بشكل مدهش والقذرون بشكل مفجع ، وإلا.... انظر لما يفعله بعض العراقيين في بلدنا الآن ....!
حين أهتديت إلى علم النفس والباراسيكولوجيا ، تغير إيقاع حياتي بالكامل ...أستعدت توازني ، أستعدت براءة وإنبهار الطفل الذي قتله القاشست في باكرا....صرت أعرف كيف اراوغ الموت والمرض والجوع والإفلاس ...قدرات وقدرات عديدة تفجرت في داخلي ...!
لأجل هذا انصح بالقراءة وأتمنى على كل قاريء أن يعرف ما يقرأ ويوفر على نفسه قلقا وكأبة ومرض وعمر قصير ...!
علم النفس ...علم النفس ...علم النفس...
وريث الفلسفة وسيد العلوم وأمها وأباها ...!
ومن نافذة علم النفس لا من أي نافذة أخرى ، خذوا الباراسيكولوجيا ....!
فأنها لم تجد إلا لدى علم النفس الأحتضان الحق والرعاية والدعم والتكريم ...!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاريزما الصوت
- برد – شعر
- مرثية الفتى وضاح – شعر
- ذاك الذي أطفؤا قمره – قصة
- لكي تكون عظيماً ...عش العظمة في لحظتك هذه – مقال سيكولوجي
- صورة – قصة قصيرة
- سحر الحواس - مقال سيكولوجي
- كيف نحقق الشخصية التي نحلم لها ؟
- التلباثي ---وجيزٌ عمليٌ تطبيقي
- عباءاتهم وفضاء العراق ـ شعر
- ان كنت حبيبي ـ شعر
- ثانيةٍ على عتبات ميرا ـ شعر
- الشيوعيون وحدهم ـ الجزء الثاني - شعر
- الحوار المتمدن – واحةٌ ظليلةٌ للغرباء والسائرون عكس التيار
- ببغاء – قصة قصيرة
- الشيوعيون....وحدهمُ ــ شعر
- تهدجات على عتبات ميرا – شعر
- سحر ميرا - شعر
- أقولُ لكْ….شعر
- يتولاني - شعر


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامل السعدون - الأستبصار أو الرؤية الفائقة - مقال في البارسيكولوجيا