جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3627 - 2012 / 2 / 3 - 01:48
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
اصبح للعنف انواع كثيرة كلما تعقد حياة الانسان لتأخذ اشكالا رهيبة في العصر الحديث. ابسط انواع العنف كان سابقا جسديا يأتي من الخارج اي من طرف أخر يلحق بنا الاذية الجسدية. لاحظ رغم ان العنف الجسدي قد يؤدي الى الموت و التشويه كما يمارس من قبل جلاوزة بعض الحكام فانه في الحقيقة ظاهر للعيان يشهد على المعتدي.
ثم ظهر نوع آخر منه اكثر تعقيدا بتطور علم النفس البشري سمي بالعنف النفسي عندما نتعرض الى محاربة نفسية مريرة في حياتنا اليومية يمكن ان يصدر من اقرب الاقرباء. رغم ان هذا النوع من العنف قديم كالعنف الجسدي و خارجي ايضا اصبح اليوم اكثر تفننا و من ضمن وسائل التعذيب لانه اكثر تحطيما و خفية في نفس الوقت.
و اليوم و في عصر الانجازات و الواجبات و السعي و الحث و المواعيد و الشهادات و التحصيلات العلمية و المنافسات نتعرض الى عنف داخلي قد يدفعنا الى الانتحار. هذا النوع من العنف يطلق عليه الفيلسوف الكوري Byung Chul Han في كتابه الاخير بالحرب الداخلية تاتي من الضغوط التي نتعرض لها في حاضرنا من داخل انفسنا لم يكن له وجود سابقا. فمثلا نتعرض اليوم الى سكتة قلبية او امراض عصرية اخرى نتيجة للضغط العالي في داخلنا. لقد بدأ عصر التقيمات و القياسات و المقاييس و الحسابات الداخلية و الخارجية.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟