أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - ملاحظات من الواقع السليماني














المزيد.....

ملاحظات من الواقع السليماني


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 21:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ترتكز بعض الملاحظات البسيطة ؛ التي سجلتها على أحد أصحاب الطاكسيات الكبيرة التي تعبر الطريق الإقليمية رقم 106 الرابطة بين بنسليمان والبيضاء حول جانب من سلوك هذا الشخص،وهو يقود الطاكسي متوجها إلى نقطة أخرى ، و هو المكان الذي أتجه إليه أنا بالضبط ، فيما يخص شكل الطاكسي يبدو حجمه متوسطا ويميل لونه إلى الرمادي، وعليه طبعة تحيل الى المجال الذي يعمل فيه . أما بالنسبة للركاب ، فبأكملهم متوجهون إلى نفس المكان ؛ لكن في البداية لم يكن الطاكسي قد إمتلأ ، وكان على صاحبه أن يعكس الإتجاه ،وهذا ما قام به؛ لكن المكان الذي عكس فيه ؛ وسط المدينة، وحافل بالراجلين ، لكنه لم يبال بهم؛ كما أنه لا توجد أية إشارة تحيل على عكس الإتجاه ؛ لكن رغم هذا خرق القانون ،فالقانون في نظره هو وجود الشرطة، فهذه الأخيرة ؛ يخاف منها ، ومن ردعها ، ولا يستطيع أن يرى بحرية نحوها ،أو يوجه نظرته صوب شرطي من شرطتها .
أثناء عملية عكس الإتجاه ؛ عكس بقوة ، ومرر المقود بقوة ، فاصطدم الراكبون فيما بينهم ؛ بل منهم من ارتطم( بالكوسان) ؛ إنه خلال عملية السياقة ؛ تحقيق للرجولة ،و القيادة وتعويض الإذلال، والإهانة المكرسة من طرف المؤسسات الكابحةالتي يتفاعل معها ، فيعمل هنا على ممارسة الإذلال بالإذلال، بعد هذا يضحك بعد أن حقق الإشباع، وتجاوز الكبت ؛ إنه يحس أنه الفوق؛ بينما هِؤلاء الراكبون يقبعون في التحت ؛ تمر هنيهة؛ يظهر له شخص يدعى (الشاعر ) وهو يقفز من أعلى السور، فقال صاحب الطاكسي : ( الشاعر شاد سروالو و قيلة كان يدير شي حاجة) ؛ قطع الطاكسي عشرات الامتار؛ فسمعته يقول لشخص الذي يجاوره: ان الشاعر كان شاعر حقيقيا ينتج الكلمات والمعاني؛ تفوق المتنبي وأدونيس؛ لكن ( ساطة) هي من قضت على أحلامه وحولتها إلى جحيم تستعر نيرانه وأضاف صاحب الطاكسي أن : ( الساطات بنات لقحاب ) يحولن الرجال الطيبين إلى بؤساء , فتموت الكلمات والمعاني، وهذا ما حصل للشاعر الذي كان صديقه، ودرس معه، وعرف عمق شعره ،ومغزى دلالاته. وبعد أن إنتهى صاحب الطاكسي من كلامه هذا ؛ الذي وجدت صعوبات كبيرة في التقاطه نظرا للهدير القادم من محرك السيارة وصوت الموسيقى عاد هذا الشخص الى ضحكه وسارع يقول : (هاذيك لبلاصة كان كيضرب فيها الصابونية ههههه) , فماذا يقصد ب (الصابونية ) يا ترى؟
إن الصابونية ليست هي الصابون الذي نقوم بشرائه من السوق ؛ بل يقصد بها الوظيفة التي تقوم بها،فماهي هذه الوظيفة؟ يتضح من خلال كلام صاحب الطاكسي أن الشاعر كان يقوم بشيء بواسطة الصابونية،وهذا الشيء هو العادة السرية،والتي يصطلح عليها (بالتكفات ) ؛ (ربيعة خت وحيد ) وفي هذا الصدد ؛ شرح لي احد الكفاتة ذات مرة أن: ربيعة خت وحيد يقصد بها الأصابع الأربعة التي تمسك بالقضيب ، و التي يتحرك بين عرينها مساهمة في التعويض الإستهامي ؛ بينما ( اخت وحيد )، فيقصد به الأصبع الخامس الذي يظل إحتياطيا ويقوم بأدوار تكميلية وإسعافية في بعض الأحيان . فيما يخص بعض الملاحظات التي سجلتها على الشاعر ، فيبدو شخصا نحيفا وهي سمة أغلبية الكفاتة ،و النحافة تطال العضلات والصدر والمؤخرة ولايظهر إلا السروال و هو يتمايل يمينا ،وشمالا وكذلك الوجه، والشعر المتساقط . بالموازاة مع الإنصات ضغط صاحب الطاكسي على الكوابح، وإذا به تظهر له مجموعة من النسوة؛ّ لكن السيارة كانت ممتلئة بالرجال فركبت إمرأة واحدة ، فتم تجاوز الموضوع في هذا الصدد لاحظت أن النظام الركوبي يتساهل مع احتكاك أجساد النساء بالرجال وهذا يتنافى مع النظام التنشئوي القائم على الفصل بين الجنسين؛ حيث تأتلف الأجساد رغم غرابتها ويختلط المدنس بالمقدس وتتلاشى الفوارق والحدود وتنعدم النظم والقيم وينعدم معها طقس العبور. وفي تلك الاثناء ؛ ساد الصمت وأحسست بتراجع سرعة الطاكسي فظهر لي شرطي وكف صاحب الطاكسي عن الضحك ،وساد الوجوم وجهه واستنتجت أن الخوف له تاريخه وثقافته وطقسه ومحفزاته وتهيآته فلو لم يكن الشرطي يحمل بدلة الشرطة التي تدل على المخزنة والسلطوية لما تغيرت سمات صاحب الطاكسي و لظل في دعاباته وسخريته من الشاعر الذي يعتبره صاحب الطاكسي أدنى منه دون مرتبته من هنا أمكنني أن أقول: إننا نعيش في السلطوية والكبح،والولاء ، واللاقانون ،والمخزنية ، والدونية، والتبخيس ، واللاإعتراف ، ويتجلى هذا في سلوك صاحب الطاكسي الذي رفع من السرعة بعد أن تجاوز ، بل أضاف راكبين آخرين ،ورفع من التسعيرة من ثلاثة دراهم الى خمسة دراهم؛ (أقصد هنا القريبين من المدينة) ، ثم انحرف شمالا صوب محطة البنزين واستمر الراكبون ينتظرون ؛بينما هو لا يبال. وفي تلك اللحظة استنتجت أن الحداثة والديمقراطية، والغيرية، والمساواة ، والمواطنة، والفضاء العام، والقانون، والحرية ، ماهي الا كلمات فلكلورية سطحية صالونية تجريدية ترنسندتالية لاوجود لها في الواقع؛ وإن من يتحكم فيه تقافة الكابح على المكبوح ، الشيخ على المريد .



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طقس صلاة العيد الأضحى وجدلية الحضور والغياب بين المعنى واللا ...
- تأملات كرزازية
- البرتوش(عمل وصفي)
- ذاكرتي والطفولة - طفولتي والذاكرة
- جولات نقدية...من الشارع السليماني!
- يوميات طفل قروي كرزازي (1)
- إكتشاف الحب-جبران خليل جبران-تعريب:عبد الله عنتار ‏‏
- دعوة للنضال من أجل الحرية والإنسانية
- أبو العلاء المعري-إحترام الحياة-تعريب :عبد الله عنتار
- النظرة الأطفالية في المجتمع الكرزازي:(تعبير عن الوجود و مواق ...
- مامعنى الإنفعال؟- فريدريك نيتشه- تعريب:عبد الله عنتار
- عظمة الإنسان - بليز باسكال-تعريب:عبد الله عنتار
- النظرة الأطفالية في المجتمع الكرزازي:(تعبير عن الوجود و مواق ...
- دوارنا بين الماضي والحاضر٬ رصد لموارده الطبيعية والبشر ...
- أرضي-حياتي
- دراسة وصفية:الفضاء العام (الحديقة العمومية-نموذجا)-حديقة الح ...
- عنفوان تحت الرماد
- متى تنهض المرأة الكرزازية؟*
- آيروستي
- الإسلام و قيود التاريخ(1)


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - ملاحظات من الواقع السليماني