|
ثورة يناير بين مطرقة العسكر و سندان الاخوان
احمد عبدالمعبود احمد
الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 17:47
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لقد ظل المجلس العسكري وأجهزة إعلامه خلال الأشهر الماضية أن يستخدم كافة الوسائل المشروعة و غير المشروعة لإرهاب الجماهير من يوم ٢٥يناير ٢٠١٢.فلا حديث لهم سوى الأحاديث الدائمة عن العملاء و المؤامرات الداخلية و الخارجية التي تستهدف أمن مصر وعن مخططات حرق المباني وعن عدم صرف مرتب يناير لإثارة الفوضى و السخط بين المصريين لصب جم غضبهم على الثورة و الثوار و ذلك لخدمة مصالحهم الشخصية و العربية نفس الأساليب التي كان يستخدمها نظام مبارك المخلوع لخلق حالة من الذعر والخوف و لمنع الجماهير من التحرك والثورة على النظام. وعلى الجانب الآخر شارك الإخوان المسلمين في هذه المسرحية الهزلية أو (الحملة التخوينية ) بغرض التخويف و الترويع للمصريين و محاولين تحويل الذكرى الأولى للثورة لمجرد احتفال وكأن الثورة قد انتهت وحققت مطالبها وأهدافها أو تم القصاص لشهدائها من القتلة و فلول النظام البائد . والى أن جاء يوم ٢٥يناير ليحبط كل مخططات المجلس والإخوان معاً. فخرجت الملايين في مسيرات و مظاهرات حاشدة بلا أي خوف من الحملات الإعلامية الشرسة، خرجت لا لتحتفل بل لتؤكد على استمرار الثورة المصرية و لتؤكد على أن الجماهير المصرية لن تهدأ حتى تتحقق أهداف الثورة المصرية من عدالة اجتماعية وحرية وكرامة وحتى تأخذ بثأر شهداء وجرحى الثورة وأنهم لن ينخدعوا مجدداً بالمسخ البرلماني ومساومات الإخوان مع المجلس العسكري. ولكن سرعان ما اكتشفت الجماهير المصرية كيف يريد المجلس العسكري والإخوان ؟ الالتفاف على الثورة ومحاولة وأدها وخرجوا بملايينهم ليتحدوا النظام القديم-الجديد و لقد كنا لوقت قريب أمام ثورة نبيلة في أهدافها و عظيمة برجالها و زكية بأرواح شهدائها ثورة تفتحت فيها الورود في جناين مصر أما الآن و بعد عام من قيامها نجدها تتعرض لخطر فظيع و ذريع يكاد يعصف بها و يقضى على أهدافها من (عيش و حرية و عدالة اجتماعية و غيرها ) فأصبحت ثورة يناير ما بين أنياب الذئاب و مكر الثعالب من ( العسكر و الإخوان ) برغم إنها ليست كأي الثورات في لسميتها و عدد شهدائها و أيضا في تحالفاتها الخبيثة و ثورتها المضادة لإفسادها و تفريغها من مضمونها على يد العسكر و بمباركة من الإخوان الذين قبلوا بالبرلمان مقابل الميدان و نسوا انه لولا الميدان ما كان البرلمان و ما خرجوا أصلا من سجون مصر فليس من المعقول الآن التوافق التام الذي تشهده الساحة السياسية في مواقف الجماعة المتكررة مع العسكر إنها ليست صدفة قبولهم إجراء الانتخابات على حساب فاتورة دماء الشهداء في مجلس الوزراء و محمد محمود و تحويل الانتخابات الديمقراطية إلى انتخابات طائفية بعد شيطنة شرفاء ميدان التحرير لحساب الملائكة من الإخوان و السلفيين و تحليهم آن ذاك بالحكمة التي لم نعهدها عنهم من قبل وذلك بحجة عدم جرف الإخوان إلى فتنة كبرى هم في غنى عنها و نسوا أن ديننا يأمرهم بالجهاد و نصرة إخوانهم و أخواتهم بالميدان بعدما تعرض لهم العسكر بالضرب و السب و خلع الملابس ثم حرق المصاحف فلمصلحة من هذا الصمت هل حقا لنصرة الدين أم لمكاسب و مغانم الدنيا ؟؟ و بعد أن نالوا مرادهم و فازوا بالبرلمان و سمح لهم شعبنا المغيب إعلاميا و المقهور اقتصاديا و تحت دعاوى ضلالات اختيارهم يصلح الأحوال و يدخلك الجنة وترهيب الناخبين بمخاوف النار فقد سمح هذا الشعب المغيب للجماعات الإسلامية أن ترث حضارة (7000) سنة على حساب المفكرين الثوريين من الليبراليين و الإصلاحيين الذين هم وقود الثورة بحق و لولاهم ما تحققت مكاسب للثورة من محاكمة مبارك و رموزه و حل الحزب الوطني و المحليات و الزيادة الطفيفة في مرتبات العاملين بالدولة وإجراء الانتخابات و غيرها و حتى لا يصدم هذا الشعب فيكم لابد لكم من توحيد الصفوف مع كل القوى و لابد من مراجعة مواقفكم من الثورة و الثوار فهؤلاء هم الأولى بعقد الصفقات و الجلوس معهم على مائدة المفاوضات و ليس العسكر الذي باتت ايامة أصبحت معدودة أي إلى زوال ولكن الشعب هو الباقي بشرفاء ثورته لأننا جميعا في مركب واحد فالاستئثار بالشيء ليس من أخلاق المسلمين و ثقتنا في القيادات المستنيرة بالإخوان قادرة على مراجعة مواقف الجماعة و سرعة توحيد الصفوف و العودة إلى روح ميدان التحرير تحت شعار كلنا مصريون للعبور بمصر من كبوتها و النهوض بها إلى بر الأمان و دحر أعداء الوطن و فلول النظام السابق فبناء مصر بالوحدة الوطنية و ليس بالتفرقة العنصرية
#احمد_عبدالمعبود_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
برلمان 2011 بين الجهل بالسياسة و الجهل بالدين
-
الجماعات الاسلامية و خفافيش الظلام
-
مبارك الفرعون المخلوع
-
ثورة مصر رايحة على فين
-
تحرير الشعب من غزو العقول
-
اصلاح التعليم بين الجودة و الروتين
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|