صاحب الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 15:45
المحور:
المجتمع المدني
لا يدرك أغلب المنخرطين في العمل السياسي خفايا السياسة وأهدافها ويجري استغلالهم على نحو كبير ويزجون بمعارك دموية مع جهات سياسية منافسة وتذهب تضحياتهم سدى لانقيادهم الأعمى، فتحقق نخبهم السياسية أهدافها.
يعتقد (( دان بروان )) " أن معظم البشر مصابون بعمى البصيرة، يسيرون على غير هدى في طريق يجهلون مسلكه على نحو صحيح فيؤدي بهم إلى الهاوية ".
عمدت الأنظمة المستبدة على غرس المهانة في وجدان مجتمعاتها والذل لاحكام السيطرة عليهم، فينصاعون على نحو لاواعي لغريزتهم الكامنة بالانتماء إلى الجماعة المضادة لحمايتهم من سلطة مستبدة تستخدم العنف المفرط لإخضاعهم إلى سلطانها.
إن الفرد المعرض لصنوف التعذيب والمهانة يبحث في اللاوعي عن جماعة معارضة يعبر من خلالها عن رفضه لواقع الاستبداد ويكون مستعداً التضحية بالنفس لقاء رد الاعتبار لذاته المهانة من دون أن يعي أهداف المعارضة ودوافع شخوصها، كونه مدفوعاً غريزياً الانتماء إلى قطيع يقوده راعي ليتخلص من عبء تحمل مسؤولية ذاته ويبدي الطاعة العمياء لتنفيذ توجهاته.
تقول (( حكمة قديمة )) : " إن أغلب الناس يتصرفون مثل الخراف، لا يسيرون من دون راعٍ ".
إن الجهل يُغيب العقل لصالح العاطفة ما يُمكن السياسي خداع المجتمع الجاهل بالشعارات الزائفة التي تحاكي العاطفة لا العقل، كونها تستهدف التمنيات المدفونة في اللاوعي التي يصعب الافصاح عنها إما الخشية من سلطة مستبدة وإما عدم القدرة التعبير عنها على نحو حقيقي.
إن عجز سلطة الاستبداد إخماد صوت المعارضة يجعلها عنصراً جاذباً لأصوات اجتماعية مترددة وخائفة فكلما ضعفت قبضة أجهزة العنف استقطبت المعارضة مزيد من المناصرين المهمشيين، ما يمهد الفسحة ليصبح الجبان منهم بطلاً يتحدى سلطة الاستبداد على نحو متهور، لا بدافع شرعية مطالبه وإنما لتحرير ذاته على نحو لاواع من عبء خوفها المزمن ورعبها من سلطة الاستبداد.
يعتقد (( دان براون )) " أنه منذ القدم كان صوت الجهلة عالياً يرددون شعارات لنخب سياسية لا يدركون مغزاها ولا دوافعها ويتعصبون لها من دون مسوغات مقنعة ويضحون بأنفسسهم لأجلها من دون أن يدركوا أنهم لا يحققون مصالحهم وإنما مصالح نخبهم السياسية ".
إن توظيف المعارضة جهل المجتمع وحقده الكامن ضد سلطة الاستبداد يُمكنها حشد المناصرين لتقويضها، وكلما أمكن اضعاف قبضة أجهزة العنف تداعى حاجز الخوف من نفوس المواطنين ما يمهد الطريق لإسقاطها.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/
#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟