يوسف عكروش
الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 00:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشعلة لم تنطفيء.. الثورة تبدأ الآن
الثورات التي اجتاحت المنطقة العربية لاسقاط أنظمة وعصابات ومافيات حكم مستبدة وفاسدة، قامت على نهب الثروات الوطنية لصالح عصابات ومافيات لصوص وحرامية وعملت على افقار ونهب واسعين للكادحين وكافة الشرائح الشعبية، تغطيها وتحميها سياسات قمعية ودموية تجاه الاحتجاجات السلمية للجماهير الشعبية.
واجهت الطغم والعصابات الحاكمة منذ البداية الانتفاضات والحراكات والمظاهرات والمطالب الشعبية بشن حملات شرسة وحشية قلّ نظيرها، تهدف الى كسر إرادة الجماهير الثائرة من خلال زج قوات دركية وبوليسية و عسكرية مجحفلة فاشية في المدن والريف والبلدات وأطلقت العنان لبلطجيتها وزعرانها ومجرميها في حرب تريدها النظم الساقطة أن تكون حاسمة. رافق ذلك حملات من التخريب الاعلامي وشراء الذمم ودفع الرشى المالية والوعود مختلفة الأشكال لأفراد وقوى ظلامية عرفت عبر تاريخها الطويل كأحتياطي لعصابات الحكم هذه والتي تتماهى بتركيبتها وبرامجها، حتى ولو أختلفت أيديولوجيتها ظاهريا وشكليا، مع عصابات الحكم هذه وبعضها مندمج عضويا في بنية أنظمة العصابات واستمراره مرهون باستمرار وبقاء هذه العصابات.
بالرغم من فداحة التضحيات التي قدمتها وتقدمها جماهير الشعوب في مواجهة الطغم الحاكمة الدموية، فإن بسالتها في استمرار ثوراها في الدفاع عن ثوراتهم يرسم ملامح السقوط المتسارع لهذه الأنظمة المتهاوية المتسارعة السقوط، أنظمة أنتهت صلاحيتها وتعيش أيامها الأخيرة وقد رأينا سقوط عدد منها بدءا من تونس مرورا بمصر وليبيا واليمن لن تكون آخرها.
لقد فشلت النظم في محاولاتها لحرف انفاضات الشعوب عن مسارها وفشل العنف الوحشي عن ردع الجماهير من الاستمرار في تظاهراتها واضراباتها وحراكها ومطالباتها وفشلت النظم البائدة كذلك حتى الآن في اشعال الحروب الطائفية والاقليمية والنزاعات الأهلية.
بالرغم من التفاف وتآمــــر القوى السوداء، بدعم مالي وإعلامي ولوجستي وغيره من شتى أنواع الدعم، وقدرتها على سرقة منجزات الثورة وقطف ثمارها لو بشكل مؤقت، ورغم تجذّر عصابات النظم القديمة في مؤسسات الدولة واستمرار هيمنتها على بعض مفاصل الدولة، إلا اننا على أبواب مرحلة حاسمة تنتصر فيها إرادة الشعوب الثائرة وتمهد لبناء أوطان الحرّية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
#يوسف_عكروش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟