أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيين الديمقراطيين :إلى التحريفية و الإصلاحية يؤدّى التنكّر للماوية ! مقتطف من العدد السادس من - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !-















المزيد.....


رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيين الديمقراطيين :إلى التحريفية و الإصلاحية يؤدّى التنكّر للماوية ! مقتطف من العدد السادس من - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !-


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 22:46
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيين الديمقراطيين :
أنبذوا التحريفية و عانقوا علم الثورة البروليتارية العالمية !
مقتطف من العدد السادس من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !"
إلى التحريفية و الإصلاحية يؤدّى التنكّر للماوية !
" إنّ الإستيلاء على السلطة بواسطة القوة المسلّحة ، و حسم الأمر عن طريق الحرب ، هو المهمّة المركزية للثورة و شكلها الأسمى. و هذا المبدأ الماركسي-اللينيني المتعلّق بالثورة صالح بصورة مطلقة ، للصين و لغيرها من الأقطار على حدّ السواء "
( ماو تسى تونغ " قضايا الحرب و الإستراتيجية " نوفمبر- تشرين الثاني 1938؛ المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني)

و يتضمّن هذا العدد مقالات أربعة هي على التوالي :
1- تونس :أنبذوا الأوهام و إستعدّوا للنضال! - خطوة إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء !
2- من الفليبين إلى تونس : تحريفية حزب العمّال " الشيوعي " التونسي و إصلاحيته بيّنة لمن ينظر بعيون شيوعية حقّا.
3- رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيين الديمقراطيين : أنبذوا التحريفية وعانقوا علم الثورة البروليتارية العالمية !
4 - تعليق مقتضب على تمهيد "هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا- لينينيا ؟ "
رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيين الديمقراطيين :
أنبذوا التحريفية و عانقوا علم الثورة البروليتارية العالمية !
" إنّ النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقية و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية. و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجيا البرجوازية. إنّ المحرّفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون إليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخطّ الرأسمالي" ( ماو تسى تونغ ، "خطاب فى المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية " ، 12 مارس – آذار 1957).
-------------------------------
جاءت ولادة "اليسار" الماركسي- اللينيني فى تونس ( وغيرها من بلدان العالم) نتيجة الصراع العالمي بين التحريفية المعاصرة ،السوفياتية منها بالأساس و الفرنسية و الإيطالية و اليوغسلافية... من جهة و الأحزاب و المنظمات الماركسية-اللينينية و على رأسها الحزب الشيوعي الصيني منذ الخمسينات و خاصة خلال الستينات. و جاء الطرح الوطني الديمقراطي بطبيعة المجتمع شبه المستعمر شبه الإقطاعي و الحاجة إلى ثورة وطنية ديمقراطية بقيادة بروليتارية تمهّد الطريق للثورة الإشتراكية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية تكريسا للمقولات الماركسية- اللينينية الواردة فى " إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية" الذى صاغه الحزب الشيوعي الصيني و نشره عبر العالم، و نقيضا للأطروحات التروتسكية و التروتسكية الجديدة القائمة على إعتبار المجتمع رأسماليا و إعتبار الثورة المطلوبة " ثورة إشتراكية ". هذه من الحقائق الموضوعية التى لا ينكرها إلاّ جاهل بالتاريخ المعاصر أو معيد لقراءته من وجهة نظر مثالية ذاتية.
و تعود جذور "حركة الوطنيين الديمقراطيين" إلى المجموعات التى دافعت عن الطرح الوطني الديمقراطي الذي برز منذ بداية السبعينات فى تناقض مع الطرح التروتسكي و التروتسكي الجديد فى تونس.
1- من مجموعة ثورية رئيسيا إلى مجموعة تحريفية إصلاحية :

" إنّ طبيعة الشيء يقررها فى الدرجة الأولى الطرف الرئيسي للتناقض، الذى يحتلّ مركز السيطرة. لكن هذا الوضع ليس ثابتا، إذ أن الطرف ارئيسي و غير الرئيسي لتناقض ما يتحوّل احدهما إلى الآخر، فتتبدّل طبيعة الشيء تبعا لذلك."( ماوتسي تونغ " فى التناقض" ، صفحة 483 من "مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة"، المجلّد الأول).
--------------------------
و بما أننا لا ننوى فى هذا المقال المقتضب الدخول فى التفاصيل التاريخية لنشأة هذه المجموعة و علاقاتها بالمجموعات الوطنية الديمقراطية الأخرى و ما تتقاسمه معها و ما تختلف فيه ، نكتفى بقول إنّ الإسم المشترك لهذه المجموعات يشير إلى تأكيدها على طبيعة الثورة المطلوبة بروليتاريا فى المستعمرات و أشباه المستعمرات. ( سبق و أن ناقشنا التسمية عند نقدنا لمشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين اللينينيين).
و لئن أمكننا أن نعدّ المجموعة و غيرها من المجموعات الوطنية الديمقراطية رئيسيّا ثورية فى بداياتها فلأنّها كانت تتبنّى و تناضل عمليّا من أجل التغيير الثوري و من أجل خطّ إيديولوجي و سياسي ثوري رئيسيّا. و عندما نقول رئيسيّا فهذا يعنى فى مظهرها أو طرفها الرئيسي الذى لا ينفى وجود الثانوي غير الثوري ضمن خطّ هذه المجموعة و غيرها من المجموعات الوطنية الديمقراطية و نشاطها حينذاك. و من ثمّة ساهمت هذه المجموعات فى دفع حركة الصراع الطبقي فى القطر خاصّة على الجبهة الطلاّبية و فى نشر الأطروحات الوطنية الديمقراطية داخل الجامعة أساسا. بيد أنّها ككلّ وحدة أضداد/ تناقض و كلّ ظاهرة و سيرورة شهدت فى مسارها صراعات بين الرئيسي و الثانوي ، بين الحاجة إلى تعميق القطيعة مع التحريفية بكافة أرهاطها و تعميق الخطّ الثوري إيديولوجيا و سياسيّا و تنظيميّا نحو المساهمة فى إيجاد الحزب البروليتاري الثوري كحلقة ومهمّة مركزيين لقيادة النضال من أجل إنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية عبر حرب الشعب من ناحية و الإنعزالية و الإنتهازية اليمينية من ناحية ثانية. و ِقد عرفت شأنها فى ذلك شأن غالبية المجموعات الوطنية الديمقراطية الأخرى التى لم تستطع أن تقطع جذريّا مع التحريفية و أن تتبنّى علم الثورة البروليتارية العالمية نظريّا و أن تطبّقه عمليّا و تتقدّم صوب إنجاز المهمّة المركزية المتمثّلة فى إيجاد الحزب الشيوعي الثوري ، عرفت تحوّلا كمّيا فنوعيّا فى طابعها فصارت رئيسيّا مجموعة إصلاحية منذ نهاية الثمانينات.

2- لا وطنية و لا ديمقراطية ، أطروحات تحريفية إصلاحية :

و اليوم ، خلال السنة و نيفّ تقريبا ، أكثر من أي زمن مضى، زادت الطبيعة التحريفية الإصلاحية تعمّقا و غدت أوضح حتى بالنسبة للذين لهم أدنى إطلاع على الماركسية-اللينينية حتى لا نقول الماركسية-اللينينية –الماوية وهو التعبير الأصحّ عن علم الثورة البروليتارية العالمية اليوم. و بإختصار شديد ، يتنكّر أنصار حركة الوطنيين الديمقراطيين لما سبق و أن دافعوا عنه من مقولات ثورية . فبعد رفعهم – إلى جانب آخرين- شعار الحركة الطلاّبية " القطيعة التنظيمية و السياسية مع النظام" ، لم يخجلوا من إعتبار رشيد عمّار و جيش دولة الإستعمار الجديد ، دولة البرجوازية الكمبرادورية/ البيروقراطية و الإقطاعية المتحالفين مع الإمبريالية ، جيشا وطنيّا و بذلك يطمسون المسألة الوطنية فى العمق.

فإذا كان هذا الجيش فى تونس وطنيّا و بالتالى إذا كانت الدولة التى هو عمادها الجوهري وطنية ( " يعتبر الجيش ، حسب النظرية الماركسية حول الدولة ، العنصر الرئيسي فى سلطة الدولة."– ماو تسي تونغ " قضايا الحرب و الإستراتيجيا" 6 نوفمبر-تشرين الثاني 1938 ،المؤلفات المختارة ،المجلّد الثاني) ، ما الحاجة إلى ثورة وطنية ؟ و إذا ما أنجزت فى تونس " ثورة ديمقراطية إجتماعية " حسب الناطق الرسمي لهذه الحركة ، ما من حاجة إلى ثورة ديمقراطية ومن هنا ما عادت هناك حاجة فى النهاية إلى الثورة الوطنية الديمقراطية.

و هكذا يتمّ الإلغاء التام و الكلّي لضرورة الثورة الوطنية الديمقراطية و يتمّ إفراغ الوطنيين الديمقراطيين من مضمونهم ما يثير سؤالا منطقيّا و شرعيّا : لماذا إذن التمسّك بهذه التسمية " حركة الوطنيين الديمقراطيين" فى حين أنّ المهام المطروحة عليهم حسب تصريحاتهم قد أنجزت و الحال أنّه لم تعد هناك حاجة لا لثورة وطنية و لا لثورة ديمقراطية و لا لثورة وطنية ديمقراطية طبعا ؟

من الوطنية الديمقراطية لم يبق لهم سوى الإسم الذى لا يعبّر عن رؤيتهم للواقع و عن تطلعاتهم و أهدافهم فلينزعوه عنهم فيستريحوا و يريحوا و ليطلقوا على أنفسهم إسم " حركة الديمقراطية الإجتماعية " مثلا فيكونوا من الصادقين!

أمر هذه المجموعة قد يحيّر الكثيرين غير أنّه مفهوم تماما من طرف الذين يعلمون أن الحركة الماركسية- اللينينية التى قادها ماو تسى تونغ فى الستينات و السبعينات سعت فعلا لتعرية الأحزاب الكبرى و الأحزاب فى السلطة ،و ليس المجوعات أو المنظّمات، التى تحمل إسم الشيوعية و لا تملك من الشيوعية غير ذلك الإسم إذ هي فى الواقع تحريفية برجوازية لا غير؛ و الذين درسوا عن كثب الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و صراع البروليتاريين الماويين ضد التحريفيين الساعين لإعادة تركيز الرأسمالية فى الصين ، داخل الحزب الشيوعي الصيني ذاته ؛ و الذين درسوا بجدّية مسار التحولات الكمّية منها و النوعية التى شهدتها الدولتين الإشتراكيتين السوفياتية و الصينية من دولتين بروليتاريتين إلى دولتين برجوازيتين و التى شهدهما كلّ من حزب لينين و ستالين ، الحزب الشيوعي السوفياتي و حزب ماو تسى تونغ ، الحزب الشيوعي الصيني ، من حزبين بروليتاريين ثوريين إلى حزبين تحريفيين برجوازيين أعادا تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي بعد وفاة ستالين و فى الصين بعد إنقلاب 1976 ؛ و الذين يدركون فحوى مقولة ماو تسى تونغ فى مطلع النقطة الأولى من هذا المقال و يفهمون المادية الجدلية حقّ الفهم.

3- الإنتقائية و الإقتصادوية :
لقد تعامل قادة هذه الحركة مع علم الثورة البروليتارية العالمية ككل، والماركسية كأولى مراحله و اللينينية كمرحلته الثانية و الماوية كمرحلته الثالثة، بمنهج إنتقائي لا أكثر و لا أقلّ فحيث رغب الجماعة فى مهاجمة مجموعة أخرى أو تيّار أو حزب للظهور بمظهر الثورية لجؤوا إلى مقتطفات من كتابات رموز الشيوعية لا سيما ماركس و لينين غير أنّهم ما عادوا يتبنّون المثل العليا و المبادئ الشيوعية. إنّهم يتعاطون مع علم الثورة البروليتارية العالمية ببراغماتية ، يستغلّونه لأهداف و غايات نفعية ضيّقة لا من أجل نشر الشيوعية و النهوض بالمهام النظرية و العملية للمساهمة فى التقدّم بالثورة محلّيا وقوميّا و عالميّا ، من منظور بروليتاري ثوري و يمارسون بعد ذلك ما يحلو لهم بعيدا عن الماركسية- اللينينية.
و على سبيل المثال لا الحصر ، فى إحدى الوثائق الناقدة لحزب العمل الوطني الديمقراطي أيّام مساعي تأسيسه ، ثمّة إعتماد على مقولات لينينية لدحض الأطروحات التحريفية أصلا لمرتدّى " العود" الذين ما عادوا هم أيضا شيوعيين و لا وطنيين ديمقراطيين من منظور البروليتاريا. و لكن فى المدّة الأخيرة ، شاهدنا جماعة الحركة الوطنية الديمقراطية و خاصة ناطقها الرسمي يخبطون خبط عشواء و يتنكّرون أيّما تنكّر للينينية. ففضلا عن كونهم لم يطبّقوا المبادئ اللينينية فى بناء التنظيم الثوري و تسييره و موقفه البروليتارية ، يطعنون اللينينية بالترويج لمفاهيم ديمقراطية برجوازية ، "ديمقراطية إجتماعية " غير طبقية و لدولة ليست أداة إضطهاد طبقي و لجيش دولة الإستعمار الجديد على أنّه جيش وطني إلخ.
" لا يمكن التحدث عن " الديمقراطية الخالصة" ، بل عن الديمقراطية الطبقية فقط ( و نقول بين هلالين إنّ " الديمقراطية الخالصة" ليست فقط صيغة جاهلة تنمّ عن عدم فهم لنضال الطبقات و لجوهر الدولة على حدّ سواء ، بل هي أيضا صيغة جوفاء ولا أجوف، لأنّ الديمقراطية ، ستضمحلّ ، إذ تتطور فى المجتمع الشيوعي و تتحوّل إلى عادة ، و لكنها لن تصبح أبدا ديمقراطية " خالصة".) إنّ " الديمقراطية الخالصة" ليست سوى تعبير كاذب لليبيرالي يخدع العمّال."( لينين " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ، صفحة 18، دار التقدّم موسكو ، الطبعة العربية).
و زيادة على هذا ، لعقود الآن ، تجذّر داخل المجموعة إنحراف إنتهازي يميني إقتصادوي إذ صبّوا جهودهم رئيسيا على المسائل المطلبية المباشرة للجماهير أي على الجبهة الإقتصادية و أولوا النزر القليل من الجهد – أو أغفلوا عمدا عامدين- للنضال على الجبهتين الإيديولوجية و السياسية فى تضارب تام مع ما عرضه بإقتدار لينين فى مؤلّفه المنارة الثورية " ما العمل؟". و بلغ بهم الأمر مثلما بلغ ب"الوطد" أن عقدوا تحالفات ليست فقط مشبوهة بل و رجعية صراحة مع البيروقراطية النقابية ذراع النظام الحاكم فى الحركة النقابية ، وذلك فى أكثر من موقع و من قطاع و من جهة ( مثلا ، ما حصل فى الإتحاد الجهوي بتونس العاصمة أو فى المؤتمر الأخير للإتحاد...). و هذا ما يشهد به و شهده الكثيرون و لا يحتاج منّا إلى بيان.
و قد تحوّل عدد من المنتمين إلى هذه الحركة إلى مجرّد بيروقراطيين يسعون وراء السلطة و الجاه و المال و يعارضون بشراسة العمل الثوري الحقيقي أينما وجدوا. و لا غرابة فى أن تدير المجموعة بحركة بهلوانية ظهرها لسنوات من الدعاية المناهضة لعضو من المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل كان من رموز ال"وطد" ، ليحتضنون و يضمّوه إلى صفوفهم على أنّه مناضل لا يشقّ له غبار! و بعد نقد لاذع لحزب العمل الوطني الديمقراطي الإنتهازي الشرعوي ، تقام المساعي حثيثة للتوحّد معه ! إنّما الطيور على أشكالها تقع !
4- الوطنية و الأممية :
فى الأصل ، كانت المجموعات الوطنية الديمقراطية تتبنّى الشيوعية هدفا أسمى و إيديولوجيا. و كما مرّ بنا أتت التسمية للتأكيد على طبيعة الثورة فى تعارض مع الأطروحات التروتسكية و التروتسكية الجديدة المتعلّقة بصدد طبيعة الثورة على أنّها " ثورة إشتراكية " او ديمقراطية وطنية كما يزعم البعض. ووطنية هذه المجموعات ، مرّة أخرى فى الأصل، نابعة من فهم الثورة الوطنية الديمقراطية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات كتيّار من تيّاري الثورة البروليتارية العالمية و تيارها الآخر هو الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية مثلما أوضحت ذلك وثيقة الحزب الشيوعي الصيني و على رأسه ماو تسى تونغ " إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية" منذ بداية الستّينات ، فى إطار صراع محتدم مع خطّ التحوّل السلمي التحريفي المفضوح الذى كان يعتبر أنّ الإستقلال قد تمّ و لا ضرورة للثورة الوطنية الديمقراطية المناهضة للإمبريالية و الإقطاعية و البرجوازية الكمبرادورية/البيروقراطية و أنّ المطروح هو إستكمال الإستقلال السياسي بالإستقلال الإقتصادي لا غير.
و إضافة إلى تنكّرها للتاريخ العالمي و المحلّي و الإطار العام لنشأتها ضمن مجموعات وطنية ديمقراطية أخرى ، إختارت المجموعة التى ننقد أن تدير ظهرها إلى الحركة الشيوعية العالمية برمّتها مطبّقة الإنعزالية فى أجلى صورها ذلك أنّها إنقطعت عن الإطلاع على الصراعات الدائرة داخل الحركة الشيوعية العالمية على النطاق العالمي و كأنّها ليست جزءا منها. و لم تساهم فى توضيح المسائل النظرية و محاور الصراع بين الماركسية و التحريفية عموما ثمّ بين الماركسية- اللينينية- الماوية و الخوجية و لم تساهم فى التصدّى للهجمة العالمية للإمبريالية والرجعية ضد الشيوعية (حملة "موت الشيوعية " منذ التسعينات) . ما فعلته هو مزيد التوغّل فى الإقتصادوية لتصبح جوهريّا مجموعة نقابية شغلها الشاغل الحصول على بعض المواقع مهما كلّفها الأمر و ظلّت أحيانا تصدر بين فترات متباعدة بعض النصوص المتفاوتة الأهمّية.
كمجموعة شيوعية فى الأصل ، لم تدرس الأدبيّات الشيوعية العالمية و التجارب الإشتراكية و الصراعات داخل المنظّمات الشيوعية العالمية و أرضياتها و ما إلى ذلك بما يعنى أنّها لم تسعى لتطوير المعرفة بالشيوعية كعلم و لم تربط علاقات أمميّة مع واحدة من عديد المنظّمات العالمية و تنخرط فيها من أجل النضال بغاية إيجاد منظّمة أممية للبروليتاريا العالمية. و بإختصار غاب الخطّ الأممي كلّيا لدى المجموعة مثلما غاب فهم الهدف الأسمى الشيوعية و الدفاع عنها و غاب إعتبار الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة تيارا من تيّاري الثورة البروليتارية العالمية كما غاب النضال من أجل التعريف بتجارب البروليتاريا و الثورات الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة و حرب الشعب فى أنحاء العالم منذ الثمانينات – مثال البيرو و الفليبين و النيبال و الهند إلخ .
تلاشى الخطّ البروليتاري بشتى جوانبه الإيديولوجية و السياسية و التنظيمية و أهيلت عليه جبال من التراب ليحلّ محلّه منذ عقود الآن خطّ ديمقراطي برجوازي لا وطني و لا ديمقراطي من وجهة النظر البروليتارية ، يمدح دولة الإستعمار الجديد و جيشها و يطمس المسألة الوطنية و يطمس المسألة الديمقراطية و جوهرها الثورة الزراعية و الأرض لمن يفلحها و المساواة بين المرأة و الرجل و الحريات السياسية للجماهير الشعبية و الدكتاتورية ضد أعداء الشعب داخليّا و خارجيّا. من أين لمثل هذا الخطّ التحريفي الإصلاحي أن يتناول تناولا ثوريّا الأممية البروليتارية و يكرسها فى الواقع الملموس؟
خاتمة :
لقد أثبتت تجارب البروليتاريا و الشعوب و الأمم المضطهدة عالميّا أنّ التحرّر الوطني الديمقراطي غير ممكن التحقيق بقيادة قوى دينية و لا بقيادة قوى قومية أو أية قوى أخرى عدا البروليتاريا و بأفق التمهيد للثورة الإشتراكية كجزء لا يتجزّأ من الثورة البروليتارية العالمية .
هذه الحقيقة كانت تدافع عنها العديد من عناصر حركة الوطنيين الديمقراطيين فى الماضى البعيد الآن و كانت تنتقد الإصلاحية فى الثمانينات و لكن ها هي تتخلّى عن التحرّر الوطني الديمقراطي الحقيقي لا الوهمي و تضحى هي ذاتها إصلاحية تسعى جهدها لإصلاح دولة الإستعمار الجديد و خدمتها و النشاط فى إطارها لا الثورة عليها فإضطرّت بموجب تحريفيتها و إصلاحيتها هذه إلى التحالف مع الإصلاحيين و منهم حزب العمال " الشيوعي " التونسي و إلى تضليل المناضلين و المناضلات و الجماهير العريضة بشأن طبيعة الدولة و طبيعة جيشها وهي تصوّر الإنتفاضة على أنّها ثورة و الجيش العميل على أنّه جيش وطني و ما إلى ذلك من الترويج للوفاق الطبقي و التحوّل السلمي و المشاركة فى الأنتخابات المسرحية و إعتبار مؤسسات دولة الكمبرادور و الإقطاع بالتحالف مع الإمبريالية مؤسسات وطنية و الإعتراف بشرعية حكومة النهضة وقبلها المشاركة فى الهيئة العليا ... و التحالف مع البيروقراطية بشتى الطرق و مشاركتها بعض المواقع ...
هدف الشيوعيين الأصيلين لا المزيفين هو تحقيق الشيوعية كهدف أسمى. و على الشيوعيين أن يكونوا شيوعيين و ينشروا مبادئ الشيوعية لا الأوهام البرجوازية. وتتجسد الشيوعية في اشباه المستعمرات بالالتزام بمبدا الصراع الطبقي والنضال الوطني والتمسك بالقطيعة مع اجهزة نظام دولة الإستعمار الجديد والحفاظ على استقلالية البروليتارية الإيديولوجية و السياسية و التنظيمية و عدم التذيّل بأي شكل من الأشكال للبرجوازية عامة .و ما نستشفّه مما تقدّم هو أنّ حركة الوطنيين الديمقراطيين لا تنتمى إلى الشيوعية و الشيوعية منها براء ، هي بالأحرى حركة ديمقراطية برجوازية لا تختلف كثيرا عن "العود" و "الحزب الإشتراكي اليساري" و "حزب العمّال"الشيوعي " التونسي"... إلاّ فى جزء من التاريخ الخاص بكلّ منهم هي بالأساس مجموعات ديمقراطية إشتراكية. و لم تفاجئنا تحافاتهم الإنتهازية الماضية و لن تفاجأنا تحالفاتهم الإنتهازية القادمة أيضا.
و نتوقف هنا لندعو النزهاء من أنصار هذه الحركة إلى أن يراجعوا الخطّ الذى ينتهجونه و يقيموا تاريخهم ومسارهم تقييما صحيحا من منظور بروليتاري و أن يرسموا لأنفسهم آفاقا ثورية لا إصلاحية و أن يختاروا عن وعي الإنحياز إلى البروليتاريا و الجماهيرالشعبية الكادحة و تبنّى علم الثورة البروليتارية العالمية لا الإيديولوجيا البرجوازية علما و أنّ هناك أفراد من ضمن هذه الحركة عشّشت فى أذهانهم و سلوكاتهم وممارساتهم التحريفية و ما من أمل بتاتا فى إصلاحهم.
و من البديهي أنّنا نرحّب بمساهمات أخرى تصبّ فى الإتجاه الذى رسمنا كما نرحّب بالنقد البنّاء من وجهة نظر بروليتارية و سنسعى للإستفادة حتى من النقد من أية وجهة نظر أخرى على أن يلامس الحقيقة التى هي وحدها الثورية مثلما علّمنا لينين العظيم وشدّد على ذلك ماو تسى تونغ قائلا:
"على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة ، تتفق مع مصلحة الشعب . و على الشيوعيين أن يمونوا فى كلّ وقت علىأهبة لإصلاح أخطائهم ، فالأخطاء كلها ضد مصلحة الشعب" ( " الحكومة الإئتلافية" ، 24 أبريل-نيسان 1945، المؤلفات المختارة المجلّد الثالث).
====



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق مقتضب على تمهيد-هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا ...
- لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية!( عدد 6 / جانفي 2012)إلى التح ...
- من الفليبين إلى تونس :تحريفية حزب العمّال - الشيوعي - التونس ...
- تونس : لا للأوهام الديمقراطية الرجوازية !( فقرة من- تونس :أن ...
- تونس : على الشيوعيين أن يكونوا شيوعيين و ينشروا مبادئ الشيوع ...
- تونس : الدولة و الثورة الحقيقية فى أشباه المسعمرات والمستعمر ...
- تونس : عودة إلى مسألة ثورة أم إنتفاضة؟
- تونس: أنبذوا الأوهام و إستعدّوا للنضال! - خطوة إلى الأمام خط ...
- تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد الصراع الطبقي و الطبقات ف ...
- تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد - الدكتاتورية المشتركة - ...
- تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد -التحوّل الإشتراكي للرأسم ...
- تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد - الإصلاح الزراعي على الن ...
- تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد الصينيون و التجربة السوفي ...
- تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد ماو و القيادة الجماعية -م ...
- تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد علاقة الجيش بالحزب -مقتطف ...
- تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد - الدور القيادي للحزب فى ...
- تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد - الماوية وفهم الدغمائية ...
- تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد الماوية وتعويض الجدلية با ...
- تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد علاقة الماوية بالفلسفة ال ...
- تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد الماوية و عصر الإمبريالية ...


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيين الديمقراطيين :إلى التحريفية و الإصلاحية يؤدّى التنكّر للماوية ! مقتطف من العدد السادس من - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !-