ياسر السالم
الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 19:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حوار الفرقاء يبدو مسلسلاً سيئاً، إن أستمر الحال على ما هو عليه الآن من جلسات رتيبة في غرف مغلقة، تعقد تارة وتعطل في أخرى، بمشاركة محدودة وغير ذات فاعلية.
فليس هناك ما يوحي بأن القوى المهيمنة على النفوذ تنوي مراجعة مجمل العملية السياسية وإعادة رسم خارطة طريق لمستقبلها .. وليس هناك ما ينبئ بأنهم يمتلكون القدرة على نقل البلد من حالة الأزمة إلى حالة الاستقرار .. كما ليس هناك ما يشير إلى إن تلك الكتل ترغب في حل الأزمة من الأساس.
وإذا كان الحكم على النوايا جائزا، فهناك شكوك عامة في نوايا الفرقاء لإنجاح مبادرة المؤتمر الوطني العام الذي دعا إليه رئيس الجمهورية جلال الطالباني.
لكن لا داعي للحكم على النوايا بعد أن أعلن النائب عن ائتلاف دولة القانون عبد العباس شياع في تصريح صحفي، وجود أتفاق بين الرئاسات الثلاث (الجمهورية، النواب، الوزراء) بعقد لقاء وطني بدلاً عن المؤتمر الوطني العام المرتقب عقده.
وإذا جاز لنا أن نتصارح في تحديد المسؤولية عن الوقت الذي أهدر والأزمة التي صرنا إليها، فإنني أشير إلى طرفين بوجه أخص، أولهما الكتل المتنفذة المنتجة للأزمة.
والثاني بقية القوى السياسية التي لم تستطع جمع شتاتها فتشكل جبهة عريضة معارضة لتقويم مسيرة العملية السياسية.
فالمبادرات الفردية من هذا الحزب أو ذاك التيار لن تؤثر كثيراً، أمام السلطة الفاسدة بنفوذها وأموالها وسلاحها.
فاصلة
حتى الآن ليس هناك حل للازمة. وهذه نقطة الإجماع الوحيدة بين جميع أطرافها من دون استثناء.
والمؤتمر الوطني العام الذي يراد منه تفكيك الأزمة، بقي مجرد عنوان بلا مضمون، ومحض ذرٍّ في العيون، وشراء للوقت حتى الانتخابات المقبلة في عام 2014.
أما الحوار الثلاثي الذي بصدده أبطال الأزمة. فأنه سيكون (كما جرت العادة)، حواراً عابراً للأشهر ومفتوحاً بغير نهاية، والأحداث فيه مكررة ومملة، والفكرة الأساسية منه معروف سلفا وشاهدناها مرات عدة .. محورها التفنن في تخدير المواطن لمواصلة سرقة ثروات البلد..!
#ياسر_السالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟