عبد العزيز الخاطر
الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 10:53
المحور:
المجتمع المدني
تعودنا أن نتحدث ونستمع إلى المحاضرات والمناقشات ,بل لعلنا أكثر المجتمعات عقدا للندوات والمؤتمرات إلا أن المشترك الوحيد بينها جميعا , أنها تتحدث أو يتركز موضوعها حول غائب يرجى حضوره, مؤتمرات واجتماعات ومقابلات حول الديمقراطيه الغائبه, وحضور كثيف للحديث عن الحريه المفقوده, وتجمع آخر لمناقشة العدل الغائب وهكذا فيما يتعلق بالحقوق وبالدساتير الديمقراطيه وبالمجتمع المدنى وخلافه , مثل هذه الظاهره لها تبعات يمكن الاشاره إلى بعضها
أولا: الحديث عن الغائب بهذا الشكل الذى نراه فى مجتمعاتنا عن هذه القيم والظواهر يجعل من المتحدث فى موقع القوه وقد لاتشعره بنقصه وحاجته لحضور هذا الغائب وبالتالى يفقد المجتمع تدريجيا السعى لتحقق هذه القيم ماديا ويكتفى بالحديث عنها تعويضا فى كل موسم.
ثانيا: عندما نتحدث عن حرية كتابة المقال والمسؤوليه مثلا, فى حين ليست هناك حرية صحافه أصلا والجرائد حكوميه ورؤساء التحرير معينين رسميا فأى حديث سنجنى وهل نقترب من الغائب أو نزداد بعدا عنه.
ثالثا: لايمكن الحديث عن جزئيات القيم وحقوق الانسان ومؤسسات المجتمع المدنى فى حين غياب المؤشرات والمبادىء الكبرى الحاكمه لذلك بمعنى حرية الكتابه جزء من الحريه كمفهوم أوسع فالحديث عن الاجزاء تأبيد لاستمرار غياب الكل .
رابعا: تفريغ الطاقات والشحنات منخلال الجديث عن المثال دون توفره أو النيه فى إيجداده يثبط الهمم ويحول الأمر إلى روتين تتعود عليه النفس وتتأقلم معه الذات ما أمكن .
خامسا: كم عقدت من المؤتمرات والندوات والمحاضرات حول الديمقراطيه والحريه والمجتمع المدنى وبمباركه من الأنظمه ذاتها فى دول الثورات العربيه القائمه, ومع ذلك ثارت الشعوب وحرقت الارض واشعلت السماء حين أكتشفت أن الحديث عن الغائب يعنى عدم حضوره فى وجود أنظمه هى فى الاساس تعنى نفيه.
سادسا:إذا حضر الانسان ولم تحضر قيمه وما يكفل له العيش الكريم, إنفصل الواقع عن المثال أو الحاليه البشريه فى أوج إنسانيتها, فالشعوب إذن بين سرعة تدارك الأمر والدفع بحضور قيم الحياه الكريمه لا الحديث عنها عوضا.
سابعا: اليوم أصبح الحديث عن حق الشعوب والمجتمعات فى الحياه الكريمه والمشاركه لايتطلب الحديث الموسمى المتكرر فالثورات أو موجات التحرر تتحرك من مكان الى مكان ولايمكن الاختفاء عنها أو الانزواء فى ركن بعيد.
#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟