أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - مدينة الموصل خط أحمر وطني وملتهب .














المزيد.....

مدينة الموصل خط أحمر وطني وملتهب .


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1071 - 2005 / 1 / 7 - 09:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مدينة الموصل الشهيرة من المدن العربية التاريخية العريقة ، الموصل هي إمبراطورية نينوى التاريخية ، وهي كذلك عاصمة الشمال العراقي ، وأحدى الولايات العراقية الثلاث إلى جانب بغداد والبصرة عاصمة الجنوب في الإمبراطورية العثمانية ، وهي أم الربيعين وبنت دجلة ، والمركز الثقافي والزراعي والتجاري والجامعي والعمراني والسياسي ، ولها خصائصها المعيشية والسكانية المعروفة التي تجعل منها مدينة متفردة ، ورغم عربية المدينة فهي تضم جمع من الملل والنحل المتجانسة والمتشاركة منذ القدم ، وهي منفذ العراق إلى بلدين مجاورين هما سوريا وتركيا ، من كل هذه الشروط تكون الدور التاريخي والخاص للموصل الحدباء ، وصارت جزءاً رئيسياً من الحجر الوطني العراقي الراسخ والجميل .

تتعرض مدينة الموصل مثلها مثل جميع المدن العراقية ، ومثل الوطن برمته إلى مخاطر جدية متصاعدة من التهديد بالاجتياح والتدمير على غرار ما حصل لمدينة الفلوجة الملغاة ، فقد أطلق الوزير قاسم داود تهديدات صريحة باجتياح الموصل ، وهذا الوزير المعين من قبل الإدارة الأمريكية لا ينطق عن الهوى إنما هو مكلف بما يقوله ويوحى له من مصادرة الخاصة التي عينت رئيسه كما عينت رئيس رئيسه ، وقد أطلق الوزير تهديداته العسكرية مستقوياً بقوات الاحتلال الأمريكية التي حشدت حوالي 1000 آلاف جندي لتنفيذ هذه المهمة القذرة ، وقد رد على الوزير رئيسه ( أبو الإبر ) ونفى أن تكون هناك خطط جاهزة لاجتياح مدينة الموصل ، لكنه ترك الباب مواربا للمستقبل كما للتفسيرات والشروحات ، كما فعل صحفي موالي للاحتلال في قناة العربية والذي لم ير أي تناقض في تصريحات الوزير ورئيسه ، إنما رأى إن أحدهم يكمل الثاني ويوضح الآخر في ضرورة قيام هذه العمليات في الموصل !!

الغريب في الأمر (ولا غريب إلا الشيطان ) أن هذه التصريحات للوزير تأتي في حمأة سعار التصريحات الغريبة والتي لا تنظر إلى مصلحة الوطن والشعب ، وهي كثيرة وخطيرة ، وتعكس ركاكة هذه الشخصيات وبؤس ما يسمى ب ( العملية السياسية ) وضحالة الأوضاع ، فقد كشف السيد جلال الطلباني هذا الأسبوع عن وجود خطة جاهزة للسيطرة على مدينتي الموصل وكركوك في حال تدهور الأوضاع !! ما هذه التصريحات الخطيرة بصدد مدينتين خاصتين ؟؟ والى من يوجه السيد الطالباني رسائله هذه ؟؟ وما المقصود بهذه المفرقعات الخطيرة ؟؟ ولماذا لم يعد السيد الطالباني خطة للتدخل في الموصل أبان الانتفاضة الشعبية المجيدة عام 91 ؟؟ بينما استدار من مؤتمر بيروت إلى مخبأ الدكتاتور السري في بغداد ليفاوضه من دون شروط على أقل من الحكم الذاتي الحقيقي !! وهل هذه التصريحات هي لحماية الانتخابات كما أدعى السيد عبد العزيز الحكيم في استعداده لجمع وتجنيد وتحشيد 100 ألف عنصر مسلح من ميليشيات منظمة ( فيلق بدر المنحل ) لحماية انتخاباتهم !!

تزداد حمى التصريحات المنفلتة والمنفعلة وهي تعكس عمق المأزق السياسي والأمني الذي وصل إليه الوضع العام في بلادنا بسبب الاحتلال وسياساته المعادية لشعبنا ، وتحول الوطن إلى ساحة للصراعات الداخلية القومية والطائفية والعشائرية والصراعات الخارجية ، وقد تخصص عدد من وزراء الاحتلال وهم يتخبطون في تصريحاتهم ويقف في مقدمتهم ( الولد ) حازم الشعلان إلى جانب قاسم داود الذي يريد أن يلعب دورا مهما كان قذراً أو مدمراً ويريد أن يتشبه بالمجرم علي كيماوي الذي دمر مدينة حلبجة ( ما الفرق ؟؟ ) ، وقد صمت المدعو موفق الربيعي وطواه النسيان بعد أن انتهت صلاحيته بسرعة ملفتة مثله مثل الولد أحمد الجلبي ، لكن جبة المرجعية الشيعية كانت رحيمة وتجاوزت الشروط الدينية والأخلاقية ، وسمحت لهما بالدخول في قائمتها الدينية الطاثفية ، لتؤكد إن السياسة قضية لا علاقة لها بالدين والتدين والإيمان الحقيقي وب ( نهج الإمام علي السراطي القرآني المحمدي ) !!

إن مدينة الموصل في خطر جدي ، والاحتلال الغاشم لا يتورع عن تدمير المدينة وشطبها من الوجود ، خاصة إذا تعارض هذا الوجود مع مصالحه وخططه العسكرية أو الانتخابية المهددة بالفشل ، فلا تنسوا إن نفس هذه القوات هي التي شطبت مدن كثيرة في مقدمتها هوريشيما وناكازاكي ومدن وقرى فيتنامية لم تعد موجودة ، إضافة إلى مدينة الفلوجة الملغاة ، بينما تتلكأ اليوم في إغاثة منكوبي طوفان آسيا غير مكترثة بسمعتها السيئة أو القيام بداعية استعراضية سلمية إلى جانب الهياج العسكري المنفلت !! إن قضية مدينة الموصل هي خط أحمر وطني لا يحق لأحد أن يصمت أو يتردد ، أو يتخذ نصف موقف إزاءه ، أو يؤجل إعلان موقفة إلى ما بعد حصول الكارثة التي ستكون كبيرة ومريعة بكل المقاييس ، بسبب وحشية المحتل ، وكبر المدينة التي تضم أكثر من مليوني إنسان !! وهذا لايعني عدم أهمية المدن الصغيرة أو المتوسطة ( مثل الفلوجة ) أو أية قرية أو بقعة وطنية وهذا ما يضعه كتّاب الاحتلال في تبريراتهم المتهالكة لتبرير ما حصل للفلوجة !!

إن مدينة الموصل حجر أساسي في البناء الوطني ، ولها موضعها وموقعها الخاص والحساس تاريخيا وراهنا ، وهي قضية كل الوطن وكل الناس ، لذلك على كل المرجعيات الفكرية والثقافية والسياسية والدينية غير الطائفية أن تتحرك بسرعة وتتخذ موقفاًً وطنياً حاسماً وسريعاً في منع العدوان ودرء الكارثة . لا يحق لأحد أن يصمت لكي تمر هذه الحلقة الخطيرة التي سوف تضرب وتهدد كل شيء !!

أحمد الناصري 6 . 1 . 05



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطاقة للناس والوطن
- الشهيدان الخالدان سحر أمين منشد وصباح طارش ( ثائر ) . نجمان ...
- دعوة : من أجل كتابة وتوثيق تاريخنا الوطني اليساري ، من اجل ك ...
- السجون والمعتقلات الرهيبة وبارقة أمل مغربية وسط الليل البهيم
- تطورات الوضع السياسي والأمني بين الإرهاب والإنتخابات وحمى ال ...
- نحو تدقيق المصطلحات والمفاهيم والمقولات السياسية . النظام ال ...
- الإعداد والتحضير للعمل الفكري والسياسي في الماركسية . مهزلة ...
- الأهوار : طائر الفينيق الذي عاد إلينا من زهرة الرماد والوجع ...
- الشهيد مناضل عبد العال موسى / مؤيد
- كلمات في عشق النساء . نص من أدب الرسائل
- الرعب ، الصمت ، العار . قضيتان من باريس وبغداد
- اليسار الجديد والقضايا الفكرية والسياسية والإعلامية ، بمناسب ...
- بشتآشان الجرح المفتوح والملف المغلق !!
- عن المبادرة الوطنية والإنتخابات وقضايا أخرى
- رسالة الى الفدائية البطلة لويزه أحريز
- عرس واويه في شرم الشيخ ، وأشياء أخرى
- عن أغراض مؤتمر شرم الشيخ ، وأهمية المبادرات الوطنية الموازية ...
- كيف تعرفت على شعر سعدي يوسف ؟؟
- مبادرة وطنية ديقراطية عراقية
- هموم شخصية وقضايا عامة ، عن الفلوجة والإرهاب وغياب أبو عمار


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - مدينة الموصل خط أحمر وطني وملتهب .