أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - إياد أبازيد - يقولون .. أقليات














المزيد.....

يقولون .. أقليات


إياد أبازيد

الحوار المتمدن-العدد: 3624 - 2012 / 1 / 31 - 18:10
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



لابد أن نعترف في البداية بأن حقوق الأقليات عامة هي واجبات الأكثرية؛ ومن ثم فإن حقوق الأكراد هي واجبات العرب. والحقوق دوماً هي حقوق أفراد وحقوق جماعات وحقوق مجتمعات؛ هدر أي منها هو هدر الجميع، والتفريط بأي منها تفريط بالجميع، والإفراط في أي منها وبال على الجميع.
منذ قيام دولة سورية واستقرار حدودها الدولية كان ولاء المواطنين الأكراد، ولا يزال، خالصاً لوطنهم السوري ومجتمعهم السوري ودولتهم السورية، من دون أن ننفي تعاطفهم المشروع مع بني قومهم في العراق و تركيا وإيران وغيرها، أو نتجاهل عذوبة الحلم بقيام دولة كردية، ومن دون أن نطلق أحكام قيمة على محمولاتهم الذاتية، وكانت مشاركتهم العملية في الشأن الوطني العام، سواء في مؤسسات المجتمع المدني أو في مؤسسات الدولة تعبر عن طابع تعايشهم وتفاعلهم الإيجابي مع مواطنيهم من العرب في مناطق سكناهم، وقد تسنم عدد غير قليل منهم مناصب عليا في الجيش والإدارة العامة، بما في ذلك رئاسة الجمهورية، من دون أن يثير ذلك أي تحفظ لدى العرب السوريين؛ كان ذلك في وقت أخذت تنمو فيه روح المواطنة، وأخذ المجتمع فيه يتجه نحو الاندماج الوطني. فلم تمارس أي سياسة تمييزية إزاءهم حتى قيام الجمهورية العربية المتحدة التي أثارت بعض المخاوف لدى الأقليات الدينية والقومية على السواء. لكن أول إجراء تمييزي لا يزال الأكراد السوريون يعانون من آثاره السلبية كان إحصاء عام 1962 الذي حرم عدداً غير قليل منهم من حق الجنسية السورية. ثم تتالت السياسات التمييزية بعد الانقضاض على المكتسبات والمنجزات الليبرالية، منذ عام 1963، باسم مشروعية ثورية، كانت سمة جميع ما سمي حركات التحرر الوطني أو القومي. ويمكن القول إنه لم تكن هناك مشكلة كردية في سورية، على نحو ما نرى اليوم، قبل أن تفقد الدولة طابع عموميتها، وتسيطر عليها أيديولوجية قومية مشبعة بالأوهام، ولعل أبرز هذه الأوهام وهم التجانس والنقاء القوميين، حتى بات مفهوم الوحدة القومية أو الوطنية، في الوعي، يعني نفي التنوع والاختلاف والمغايرة على كل صعيد، حتى على صعيد الحزب القومي ذاته، أو على صعيد الجماعة العربية. (نذكر جميعاً الموقف القومي من مقولة انقسام المجتمع إلى طبقات، مثلاً). ويضاف إليه وهم التمامية والكمال، ووهم الامتياز والتفوق، (كنتم خير أمة أخرجت للناس.) ووهم جوهرية الأمة ورسالتها الخالدة، ووهم إمكانية استعادة الماضي أو إعادة الأمور إلى نصابها، والله أعلم ما نصابها، ووهم أن صحة العقيدة هي التي تقرر منحى التطور، وأن الوعي والإرادة يصنعان الواقع. ولا أحد يماري في واقع أن هذه العقيدة، كغيرها من العقائد، كانت ولا تزال غطاء لمصالح حولت الدولة تدريجياً إلى نوع من "دولة تسلطية" قوامها "الاحتكار الفعال للسلطة والثروة والقوة"، حسب تعبير خلدون حسن النقيب. ومن ثم فإن مشكلة الأكراد في سورية لم تكن يوماً مع مواطنيهم العرب، بل إن مشكلتهم ومشكلة مواطنيهم العرب أيضاً هي مع الدولة التسلطية؛ ومن ثم فإن حلها لا يمكن أن يكون إلا باستعادة عمومية الدولة وكونها دولة حق وقانون لجميع مواطنيها بلا استثناء، وبإعادة إنتاج مبدأ المواطنة في العلاقات الاجتماعية والسياسية.
حين يختار الأكراد المخرج الديمقراطي وتتبنى قواهم الحية هذه الإستراتيجية لحل المسألة القومية وتعقيداتها، يؤكد حقيقتين مهمتين:
الأولى: إن النضال الديمقراطي يعني بداهة في أحد وجوهه نضالاً من أجل مساواة جميع القوميات في نظر المجتمع والقانون، وهو في الحال الكردية تثبيت الحقوق المشروعة لهذا الشعب المضطهد كحقه في المواطنة وحقوقه الثقافية والسياسية، وحقه المتساوي في المشاركة في إدارة السلطة والدولة، بما في ذلك أيضاً تقرير مصيره بالوسائل والأساليب الديمقراطية.
الثانية: إن تبني الديمقراطية طريقا رئيسا لحل المسألة القومية الكردية سيعمق بلا شك حال التلاحم النضالي بين كل القوى السياسية والاجتماعية التي يوحدها هدف التغيير الديمقراطي، ويبني أواصر ضرورية من الثقة والاطمئنان بين الشعب الكردي والشعوب التي يقاسمها العيش المشترك مزيلاً عند العرب "شعور التوجس والشك" بأن الكرد يخفون وراء نضالاتهم حسابات ومصالح ذاتية ليس إلا، وأنهم يترقبون الفرصة المناسبة لتحقيقها دون اعتبار لمصلحة المجتمع الذي يعيشون في كنفه.
كما يزيل في المقابل الإحساس لدى الأكراد بأنهم كانوا جسرا عبرت فوقه أحزاب وتنظيمات نحو أهدافها السياسية الخاصة وتناست فيما بعد ما رفعته من شعارات لنصرة حقوقهم القومية، مما يقطع الطريق تاليا على مختلف الأطراف والأنظمة في اللعب بالمسألة الكردية واستخدامها كورقة ضغط في صراعاتها الإقليمية.
إن المعاناة العربية والكردية واحدة، وتختصر أسبابها كلمة واحدة هي الديمقراطية، كمعبر لا غنى عنه كي نواجه جميعا كافة المعضلات القومية والإنسانية ونتصدى للتحديات والأخطار الماثلة أمامنا في عالم لا مكان فيه إلا للشعوب المتكاتفة المتحدة.
فأن تكون قوميا حقا وأن تكون وطنيا حقا، يعني أن تكون ديمقراطيا حقا.



#إياد_أبازيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وما النصر إلا صبر ساعة ...
- قصة حارتنا ...
- الانتهازيون الصفر
- المقاومة والصمود
- سورية .. ثورة شعب من البداية حتى النهاية ...
- من حوران هلّت البشاير ...
- الحرية ...
- القبض على السيّد الرئيس ...
- سورية صباحك حلو ...
- احترق ليحرق الطغاة
- غموض و حيرة و تخبط ...
- صَرْخَة فيْ ضَميْر الإنْسَانِيّة .....
- الإنسان السوري ... أين حقوقه ...!!؟؟
- سورية .... إلى أين؟
- جوزيف ستالين خالد بكداش وحافظ الاسد اولاد القومية العدمي
- السوري ... أنا
- السلمية والحرب الأهلية
- سندان الثورة السورية بين المطرقة و المطارق
- أولاد حارتي ... أزاهير الرياحين
- صباح الخير سورية


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - إياد أبازيد - يقولون .. أقليات