تمر هذه الايام ذكرى احداث ايلول سبتمبر او الثلاثاء
المشؤوم على قول
الامريكيين وكثير من شعوب العالم المتعاطفة معهم وحتى بعض
الشعوب التي نالها الوبال من تداعيات ذلك اليوم والان على الشعوب المسلمة
ان تعيد حساباتها اعتمادا على النتائج التي تمخضت عنها فالاطماع
الامريكية
التي كانت هناك دول تقاومها باي حال نراها اليوم تتملق للتقرب
منها مقابل هذا
ذلك التيار الذي كان يدعي منهجيته الاسلامية السلفية
الدقيقة وانهم على وصفهم
يجب ان يصلوا باخلاقياتهم حتى يكونوا قرءانا
يمشي على الارض وينشرون الفكر
الاسلامي السمح ولو كره الكافرون
اصبحوا اول من شوه صورة الاسلام باسلوب لم
يسبق له مثيل والان لو
نظرنا الى طرفي النزاع نجد الطرف الامريكي الذي يريد
السيطرة على
مقدرات الشعوب واعادة زمن الاستعمار ولكن بحلة جديدة باستخدام اخر
ماتوصل اليه الفكر الانساني من فن السياسة وتطور التكنلوجيا والطرف
الاخر
والذي يريد كالاول ان يسود العالم ويبسط افكاره ويشبع نهمه باستخدام
الوازع
الديني تحت شعارات المنقذين الالهيين والمبشرين بجنات الخلد
وحور العين المتتبع
لطرفي النزاع يرى الطرف الاول محاولا تنفيذ رغباته
دون الاستهانة بالشعوب
الاخرى والنيل من كرامتها علنا والمحافظة على
حقوقها في العيش كبشر ولم تجعل ما
ابدعه العقل البشري حكرا على
شعبها بل على العكس هي بحاجة الى اسواق للسلع وهذا
بالنتيجة ينعكس
ايجابيا على الامم الاخرى وهذا ما يلمسه كل منصف متتبع لخط
سيرها
وابسط مثال هو المانيا التي خرجت من حربين عالميتين باقتصاد ادعى
الى
الانتحار منه الى الامل في العيش في ظله حتى تروي قصص كبار السن
منهم ووثائقهم
انه مرت عليهم فترات تداول بعض الناس السلع بمبداء
المقايضة اي من القرن
العشرين الى زمن ماقبل سك النقود حتى يروى ان
امريكا قامت بطبع عملة فقط
للتداول المحلي وتبرع موظفي احدى
الولايات الامريكية بنصف راتب احدى الاشهر
لموظفي مقاطعة بايرن
الالمانية تروي الوثائق الالمانية التي تعرض في التلفزيون
بين اونة واخرى
كيف كان الناس ياكلون الجيفة كالحيوانات الميتة وغيرها فماالذي
خسرته
المانيا من الدعم الامريكي او الاستعمار كما يحب البعض هذا الوصف
وهي
الان احدى الدول الصناعية السبع! في العا لم بل اعظمها وصاحبة
اكبر اقتصاد في
العالم وهي التي تحملت خسارة اقتصاد اربعة دول فقط
لادخالهم الى نظام العملة
الاوربية اليورو وهذا كله ليس كلام من ضرب
الخيال بل وثائق مثبتة اما الطرف
الثاني والذي جعل حتى من لا يعرف
معنى كلمة الاسلام يلعن كل من ذا شعر اسود حتى
انه في امريكا قتل
شخص من السيك لكونه ذا شعر اسود ويضع عمامة فيريد هذا الطرف
استغلال تجارة الفكر الديني هذه التجارة التي ثبت كسادها من زمن
حيث سبقهم
غيرهم وفشلوا لانه ببساطة الفكر الاسلامي يتحدث عن
السماحة ووحدة الشعوب
واحترام راي الاديان الاخرى وهذا ما لا يعرفه
هؤلاء المشكلة في عقلية هؤلاء
والذي جعلهم يختلفون عن التجار
الاخرين هو ان هؤلاء جعلوا نعيم الدنيا والاخرة
حكرا عليهم هم اما غيرهم
فلا يحق له العيش في الدنيا وقبل لفظ انفاسه الاخيرة
يسلموه رقم
غرفته في سقر وما اقوله ليس افتراء على احد بل هو حقيقة الفكر
الذي يحمله هؤلاء الا وهو الفكر الوهابي او السلفي كما يحبون هم ان
يقولوا
والحقيقة ان مناقشة هذا الفكر ذا اهمية كبيرة للشعوب الاسلامية
وخاصة الشباب
لان فيه اشباع للرغبات المراهقية للشاب المسلم المحروم
من التعبير عن نفسه
والدفاع عن مكنوناته وغيره من الضروريات النفسية
ما يجعله فريسة سهلة لتلك
الافكار المثيرة للرغبات المكبوتة وهذا يحتاج
الى تفصيل وكتابات وهنا ساحاول
سرد بعض افكار هؤلاء وقبل ان اكتب اي
شيء انتبهت ان مشرفي بعض المواقع يتصورون
اني اميل في كتاباتي الى
مذهب ما دون الاخر لذا يجب ان اذكر اني من ابوين
شافعيي المذهب وقد
مررت باكثر مراحل الفكر الاسلامي السني حتى الوهابي قبل ان
اصل الى
العلمانية لذا ما اسرده هو ليس افتراء بل معايشة للواقع الفكر الوهابي
يستهتر بكل ما هو نتاج العقل البشري فكرا ومادة فكل الافكار البشرية كفر
من
فلسفة الى علوم اجتماع فنفس ومنطق حتى الانسانية لايحبذها اكثر
علمائهم فيقول
محمد عبدالوهاب من تمنطق فقد كفر والفلسفة والكفر
صنوان اما المادية فالكاميرا
حرام ويجب تدميرها على اساس كل مصور في
النار او يؤتى يوم القيامة بالمصور
ويقال له انفخ الروح في ما صنعت
فلما يعجز يرمى به مع صورته بالنار والتلفزيون
كان حرام ثم غيروه الا
في حالة مشاهدة البرامج الدينية وبعض العلمية اي كل بيت
مسلم
يح! تاج الى رقيب تلفزيوني اما الهاتف فقد افتى بعض علماء السعودية
بحرمته لانه يعتبر من اعمال الجن ومن استعان بجني فقد كفر وهم لهم
برنامج
خاص لتمرير فتاواهم هذه تحت اسم نداء الاسلام اما استهانتهم
بالنفس البشرية
فالفتاوى لاتعد ولا تحصى منها من ترك الصلاة فقد كفر
والعهد الذي بيننا وبينهم
الصلاة فمن تركها فقد كفر ومن نذر لغير الله
فقد كفر ومن نادى بغير الله فقد
كفر ومن حلف بغير الله فقد كفر ومن
استعان بغير الله فقد كفر وكل كلمة كفر من
هاتيك تعني القتل حيث
هناك حديث عندهم من ترك الصلاة في المسجد لثلاثة ايام
يستتاب والا
فيكفر ويقتل والتكفير لا يتم بالضرورة كما رائينا على اسس اسلامية
بل
على اسس وهابية محضة منزلة عليهم من السماء خصيصا استهزائهم
بمعتقدات
وتقاليد غيرهم يصل الى حد الاستهانة بانسانيته فهم لايؤمنون
بمبداء النقاش
الموضوعي لانه تفتح بابا من ابواب الشيطان هم في غنى
عنه بل على كل اصحاب
الافكار والمبادئ والاديان الاخرى مع اول خطبة او
موعظة وهابية التوبة والا
فيستتاب ويقتل بكل سهولة العقل الانساني عندهم
قاصر ويجب اتباع العقل والمنهج
الالهي ولا موصل اليه الا عن طريق العقل
الوهابي فهم يعتبرون انفسهم الناطقون
باسم الله الاستهانة بالمجتمع
الانساني والعلاقات الاجتماعية تصل ذروتها عندهم
ونرى هذا من خلال
فتاوى علماء نداء الاسلام حيث رد احدهم مرة على سؤال لامراءة
لديها
ستة اطفال من زوجها ومشكلته انه يشرب الخمر فقال بكل سهولة تطلقي
منه
وكاءن بيت مال المسلمين هو الذي سيكفلها او سينفق عليها من
واردات الحج السنوية
التي يبذرها ال سعود في مونتكارلو وغيرها عدم
معايشتهم لواقع مجتمعات المسلمين
وانقطاعهم عن هموم المسلمين
وعيشهم في ابراج عاجية صفة غالبة سوى بعض المجتمعات
التي من
مصلحتهم متابعتها او تحت اوامر عليا وهذا واضح من فتوى نفس الاذاعة
ردا على سائل من مدينة كركوك حيث سئل ان هناك مزارا لاحد الاولياء
في
منطقتنا والناس يتبركون به فرد العالم العلامة والحبر الفهامة ان ابلغ
السلطات
المحلية عنهم لانه لايعرف ماهية السلطات التي تحكم كركوك
وغيرها وخاصة هذه
المسالة كانت بعد نهاية حرب ايران فقد كان حاكم
كركوك الحاكم بامر الله ان سرد
هذه الامور اعتبرها واجب لمن عايش
هذا الفكر العقيم فمن ينظر من الخارج! ليس
كمن سكن الداخل وهي
مهمة لمعرفة الخلفية الثقافية التي انتجت منفذي هجمات
سبتمبر
ولكي ياخذ الحديث مجرى اخر مهم اذكر انه لما تم تفجير المدمرة كول
في السواحل اليمنية او السفارتين الامريكيتين قامت امريكا بملاحقة
الفاعلين
ولكنها لم تستطع تحشيد العالم لحرب على دول اخرى لانه
ببساطة العسكري هو نموذج
للحرب في اي مكان من العالم فيقتل بالفتح
ويقتل بالضم لذا لايكون مدعاة لحشد
دولي اما ان تسرق طائرة مدنية
وتفجير بناية مدنية فهذا سبب لحشد حتى قوات الهية
براءيي لان الفكر
الذي كفر هؤلاء الامريكيين هو الذي كفر وسيكفر جميع الشعوب
الاسلامية
ومابال احدنا لو كان يوما هو او احد ابنائه على متن احدى الطائرات
المدنية العربية اوالاسلامية وجاء شلة من هؤلاء واختطفوها باعتبارها
مملوكة
لقيادة كافرة وفيها اناس ضالون وارتطموا بها باحد المساجد
الاسلامية لان فيها
نقوش اندلسية وهي بدعة يجب ازالتها بالقوة وهذا
مع انه مضحك ولكن هذا هو فكر
هؤلاء فماذا سيكون موقف القارئ
ومن وجهة نظر اخرى بعد التفجيرات السابقة قام
الامريكيون بمطاردة
زعيم القاعدة اسامة سرا لذا لم يحصل على شهرة كبيرة تلبي
رغباته
فكان الواجب القيام بعملية اكبر لنيل الشهرة المطلوبة كصاحبه الاخر
الذي لم يشبع من لقب حارس البوابة الشرقية ليصبح محرر البلاد العربية
فجنون
العظمة هي هي في كل زمان او مكان والا فكان الاولى بهؤلاء ان
يحرروا اراضيهم
قبل افغانستان او فلسطين فالفقه الاسلامي يقول اذا احتلت
اي قطعة من ارض
المسلمين فالجهاد فرض عين على اهل تلك الارض
وفرض كفاية على البلاد الاخرى لذا
كان فرض عين تحرير ارضهم وفرض
كفاية تحرير افغانستان اما الادعاء ان الافعى
تقتل من راءسها وانه
يجب قتل راءس الافعى الامريكية بدل من ذيلها فهذا من باب
الغباء
السياسي لدى هؤلاء فامريكا لم تعد افعى بل اصبحت اخطبوطا ليس
براءس
واحدة بل رؤوس لا تحصى واضلاع اكثر لذا تدمير بنايتين لم
الامريكي الا تسلطا
ولو نظرنا الى c0يزد الاقتصاد الامريكي الا قوة والنفو
القوى والتيارات
الاسلامية الوطنية نرى قيامها بالكثير من النشاطات
داخل اوطانها دون ان تكون
مبررا لحملة امريكية فنرى حزب الله
وحماس والجهاد والنهضة وغيرها مع ان بعضها
طال حتى المدنيين
كما هو الحال في فلسطين ولكن العذر بح! ملة عسكر ية في هذه
الحالة
غير مقبول ولكن اعتقد ان هذا كان سابقا لانه بداءت الادارة الامريكية
الان بتهديد تلك الحركات بابادتها على عكس سابقا حيث كانت اكثر ما
تفعله هو
اصدار نشرة سنوية واعتبارهن حركات ارهابية لايحق لها ممارسة
النشاطات السلمية
في امريكا واوروبا ولكنها ظلت على ارض الواقع
اما اليوم كما قلت فهي تهدد حماس
وحزب الله وغيرهن اي ان الجماعة
الذكية لم تسئ فقط لنفسها بل حتى للحركات
والتنظيمات الاسلامية
النزيهة ايضا ويدعي هؤلاء بان امريكا تدعم اسرائيل ويجب
ان تدفع الثمن
فالسؤال هو هل دعمت امريكا اسرائيل فقط والا فكيف دخل مجاهدونا
الابطال كابل وحرروها من الغزو السوفييتي هل جائت الاسلحة من مذاغر
الملائكة ام ماذا يكفي استهانة بعقول الشعوب المسلمة اما الاسطوانة
المشروخة ذا الاغنية النشاز والتي تتحدث عن تقاطع المصالح وتضارب
المصالح
عملا بمبداء الرسول انه عاهد اليهود لتقاطع مصالحه معهم فهي
جدا هزيلة لانهم
يقرون انه لما تقاطعت مصالحهم مع امريكا يجوز التغاضي
عن فلسطين وتركها كمسمار
جحا ولما تقاطعت المصالح فجحا يريد
الوصول الى مسماره هل فكر الشيخ الجليل لما
قال انه يستند الى عمل
الرسول في مسالة تقاطع المصالح انه يسئ الى شخص النبي
لانه قال
بان الرسول لما تقاطعت مصالحه مع اليهود عاهدهم ومنحهم حقوقهم
وابعد عنهم الاذى وماذا لو اكملنا الكلام وقلنا ولما تقاطعت مصالحه معهم
قام باخراجهم من المدينة وكل جزيرة العرب اليس هذا ما يدل عليه كلامه
ان
فتاواهم هذه كنا نعلق ايام زمان يوم كنا نحمل فكرا مقاربا واكتشفنا زيف
افكارهم
كنا نقول لهم ان فتاواكم من باب الفتاوى السريعة في هدم الشريعة
لانه ما كان
احد ينبس ببنت شفة الا وكانت فتاوى التكفير جاهزة وكنا
نسميها البطاقات الجاهزة
فلكل مسالة بطاقتها الخاصة وهذا ماحصل
في يوم الثلاثاء المشؤوم فالبطاقة كانت
جاهزة وفتوى التكفير والقتل
طال حتى الالفي مسلم الذين كانوا يقيموا صلاة
الجماعة في المسجد
المخصص داخل المبنيين والان واذا كان على الشعوب الاسلامية
ان تختار
بين اهون الشرين فلعمري ان الاستعمار الامريكي اهون من الاستعمار
الوهابي والسؤال موجه لكل منصف