موقف النخبة اليهودية في العراق من الهوية العراقية 1920-1952

مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 3623 - 2012 / 1 / 30 - 10:50
المحور: الصحافة والاعلام
    

ناقشت الباحثة ازهار عبد علي حسن رسالتها عن (موقف النخبة اليهودية في العراق من الهوية العراقية 1920-1952) في كلية الاداب-جامعة بغداد-قسم التاريخ، وحصلت على درجة الامتياز، تضمنت الرسالة تمهيدا وثلاثة فصول وخاتمة و الاستنتاجات العامة التي توصلت لها الباحثة، كتبت في تمهيد الرسالة مفهوم النخبة والهوية ومدلولاته التي يعبر عنها، ورأي عدد من علماء الاجتماع ومفهومهم للنخبة والهوية، كما عرض التمهيد الجذور التاريخية للطائفة اليهودية وبداية نشاطهم في العراق.
تناول الفصل الاول موقف النخبة اليهودية من الاحداث السياسية في العراق1920-1952 وقسم الفصل الى موقف النخبة اليهودية خلال فترة الانتداب الربطاني 1920- 1932 وموقهم من عهد الاستقلال حتى عام 1941، اذ يعد عام 1941 نقطة تحول مهمة في موقف اليهود عامة والنخبة اليهودية ولاسيما بعد احداث(الفرهود).
كرس الفصل الثاني دور النخبة اليهودية في القطاع الاقتصادي حيث برز منهم: الاخوان عدس- خضوري مراد شكر،وفي مجال التجارة برز : ابراهيم يوسف زلخة- عبودي عزرا يوسف- سليم شماس- يهودا يعقوب نونو-مشي يعقوب،وفي مجال الاستثمار برزمنهم ساسون معلم، وفي مجال الزراعة برز منهم الياهو خلاصجي-عزرا مناحيم دانيال، سيطر يهود العراق على الاقتصاد العراقي وهيمنوا عليه، وبرزت مواقفهم من خلال سيطرتهم التجارية ومشاريعهم الاستثمارية وخدماتهم المالية التي قدموها للبلد، وتميزت مواقفه ايضا بكتابات تحث على تطوير الاقتصاد العراقي، كما كانت لهم مواقف بمناصبهم الادارية التي خدموا من خلالها اقتصاد العراق.وفي مجال الطباعة والورق برزت أسرة دنكور وتخصصت باستيراد الورق ولوازم الطباعة وكان إلياهو عزرا دنكور في مقدمة التجار المستوردين للورق والالات المطبعية.
اما الفصل الثالث فتطرق الى دور النخب اليهودية في الحياة الاجتماعية العراقية في مجالات عدة، فتميزت مواقفهم في مجال التعليم ورفع المستوى العلمي، فضلا عن دورهم في رفد الصحافة العراقية بكتاباتهم ونتاجهم من خلال اسهاماتهم التي تميز بها منهم: نعيم طويق- انور شاؤل-مير بصري- سليم البصون-منشي زعرور، ودورهم في الشعر والادب منهم شالوم درويش- سامي موريه-مراد ميخائيل-ابراهيم عوبيديا-جاد بن مئير-سمير نقاش، وفي مجال الفن وتألقهم بالطرب العراقي الاصيل برز منهم يوسف حورشي -الاخوان صالح وداود الكويتي- سليمة مراد، وخدماتهم في المجال الصحي ومهنة الطب التي عبرت عن اصالتهم العراقية برز منهم: داود كباي-ناجي جيتايات-جاك عبودي، كما تميزت النخبة اليهودية ب في عدد من المواقف المتنوعة التي عبرت عن انتمائتهم لهويتهم العراقية منهم: ابراهيم حييم-عزرا مناحيم دانيال- اليعازر خضوري،وتطرقت الباحثة على عدد من المواقف السلبية لبعض شخصيات النخبة اليهودية.
اظهرت الرسالة ان اغلب مواقف النخبة اليهودية كانت ايجابية تجاه الهوية العراقية، ومن ضمن ما توصلت اليه الباحثة:
• تميزت مواقف النخبة اليهودية في المجال السياسي بعدم زج انفسهم كثيرا في هذا المجال بسبب شعورهم انهم اقلية وهدفهم ان يبقوا محافظين على توازن وضعهم داخل المجتمع العراقي، لكن لم يمنع هذا من بروز ثبات ولائهم للهوية العراقية من خلال عدد قليل من المناصب السياسية التي وصلوا اليها بجدارة مثل ساسون حسقيل.
• تألقت النخبة اليهودية في المجال الاقتصادي ولا نبعد عن الحقيقة اذا قلنا(الباحثة) انهم كانوا مسيطرين على اقتصاد العراق بكل موارده وانواعه، بل يتضح انهم عوضوا انكماشهم في الجانب السياسي ليضيفوا خبراتهم وسيطرتهم على الجانب الاقتصادي، ولاتنكر مواقفهم في الجانب التجاري من خلال مساهمتهم في غرفة تجارة بعداد.
• عبرت النخبة اليهودية عن مواقف عدة في المجال الثقافي،فبرزت في مجال التعليم، ومجال الصحافة الذي اظهر كفاءات عراقية يهودية ساهمت في تطوير الثقافة في العراق من خلال المطابع وتوفير المستلزمات لها وخبراتهم وقدراتهم التي وظفوها في هذا المجال،وعبرّوا من خلال كتاباتهم ونتاجهم الادبي عن عشقهم للعراق وحبهم للغة العربية، وتمسكوا بالفن العراقي الاصيل واعتزازهم به وتغنوا باللهجة العراقية الاصيلة،إذ برزت فيه مواهب كان لها اثرها في المجتمع العراقي، فضلاً عن دورهم في المجال الطبي الذي اتضحت فيه مواقف تثير الاعجاب والاحترام بكل ماقدموه من مواقف عبرّت عن شعورهم بأصالة عراقيتهم.
• تركزت مواقف النخبة اليهودية على تأكيد هويتهم العراقية بشى الطرائق والوسائل، فتعددت المزاقف وتنوعت في أكثر من مجال وأكثر من طريقة للتعبير، على الرغم من المواقف القليلة السلبية ضد الهوية العراقية، والتي لاتؤثر على ما أظهرته النخب من مواقف تؤكد انتماءهم وولائهم للعراق.

#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات