أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد قانصو - الإسلام المعاصر وتحدّيات الواقع..














المزيد.....


الإسلام المعاصر وتحدّيات الواقع..


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 3622 - 2012 / 1 / 29 - 23:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



.. يقودنا البحث والتأمّل في واقع الإسلام المعاصر إلى التعرّف على الكثير من المعضلات والمشاكل التي انسحبت بشكل أو بآخر على الحياة العامّة للإنسان المسلم, وتجسّدت في الكثير من المواقف الثقافيّة, والفكريّة, والتربويّة, والسياسيّة, والاجتماعيّة التي تحكم المجتمع الاسلاميّ الكبير في هذا العصر .
وبعيداً عن بكائيّة التشرذم المذهبيّ الإسلاميّ, وما يعانية المسلمون من غياب منطق الحوار في ما بينهم, ولجوء بعض الفرق منهم إلى منطق التكفير, وأسلوب التّصفية الجسديّة انطلاقاً من أدلجة خطيرة تستولي على عقول التابعين وتصيّرهم أدوات طيّعة لا تملك نقداً او تساؤلاً أو اعتراضا, وبمنأى عن لازمة جلد الذات, أو تكرار الرثائيّة المعهودة للواقع المأزوم الذي نعيش, فإنني أحاول من خلال هذه الأسطر الإضاءة على بعض العناصر الإضافيّة التي أظنّ أنها مكوّنات أساسيّة في صناعة الأزمة .
فمن هذه العناصر ما هو متعلق بالبنيان التفسيريّ والاجتهاديّ للمصدر الأساسيّ للتشريع الإسلامي ـ أي القرآن الكريم ـ تليه السّنة النبويّة الشريفة, والتي تعتبر مصدراً مهمّاً من مصادر التشريع بعد الكتاب. وتكمن المشكلة في إخضاع النصوص القرآنيّة والروايات النبويّة إلى مزاجات شخصيّة, أو تأثيرات بيئيّة أو اجتماعيّة, أو مصالح سياسيّة, أدّت إلى مسخ النّص وإبعاده عن مساراته ومصاديقه الحقيقيّة.
فعلى سبيل المثال نجد في بعض التفسيرات محاولات مكشوفة لإثبات دعوى ما, أو تصحيح مسار تاريخيّ أو سياسيّ, أو إسقاط متعمّد لتبرير واقع اجتماعيّ, وإضفاء روح الشرعيّة عليه من خلال تطويع المصادر والأدلّة, فنلاحظ لدى بعض المفسرين اعتمادهم على آيات الوحدة بين المسلمين, وتزكية روح الجماعة, توصّلاً إلى شرعنة حكم الحاكم الظالم, وتهيئة الأمّة لتقبّله أمراً واقعاً يريده الله ويرضاه لأنّ فيه إبقاء على الوحدة, وحؤولاً دون شقّ عصا الطّاعة الموجب للضعف والتفرقة .
وفي نموذج آخر نرى بعض الإخباريين أو الفقهاء يعتمد على روايات مخالفة لصريح القرآن الكريم ويسعى إلى تأويلها وتبريرها بغية اعتمادها كأدلّة قاطعة على صوابيّة الأحكام والفتاوى المستنبطة, كما نلاحظ في كثير من الاجتهادات التفسيريّة والفتوائيّة التي تكرّس الواقع الذكوريّ في الدائرة العملانيّة, وتجعل من المرأة ناقصة حظّ, وعقل, ودين, مقدّمة لحرمانها من التكافؤ مع الرجل في المساحة الحقوقيّة.
وما يفاقم المشكلة أنّ جمهور المبلّغين والدعاة يتلّقى هذه الآراء بالإذعان والتسليم, ويأخذ بها أخذ المسلّمات بدافع من الشخصانيّة المستحكمة في سلوكه, وبالتالي فهو يشكّل حارساً أميناً لهذه الأحكام وسوراً منيعاً أمام كلّ محاولات النّقد والتشكيك والاعتراض.
وعليه فلا غرابة أن يتوقّف الزمن عند مجموعة من العلماء والمفسّرين الذين كان لهم فهمهم و تجربتهم في الماضي, ويتجمّد العقل البشريّ عن التفكير, والتحليل, والاستنتاج, ويوصد الباب أمام كلّ محاولة اجتهاديّة تجديديّة, ويتّهم أصحابها بالابتداع والمروق عن جادّة الحقّ والشريعة.
ومن العناصر المساهمة أيضاً في تكوين الواقع المؤسف الذي نحياه كمسلمين, التداخل العشوائيّ لسلطة العوام على المنتج الفكريّ للأمّة, والذي هو شأن أهل الاختصاص وحدهم, ضمن دائرة رحبة تتّسع للكثير من المجدّدين وأصحاب الروئ الموائمة بين محوريّة النّص ومتغيرات العصر .
إلا أنّ الفوضى الذي يحدثها الغوغائيون من شأنها أن تعيق حركة التجدّد في الفكر والفقه الإسلاميّين, وبالتالي تشكّل جداراً عازلاً أمام المحاولات المخلصة للإنتقال بالإسلام وإخراجه من دائرة الجمود إلى مواكبة الحاضر, وسدّ احتياجاته, وتقديم الحلول الملائمة لتعقيداته الكثيرة .
إنّ ما نشهده اليوم يعتبر انتكاسة خطيرة في الواقع الدينيّ تتمثل بسطوة العوام على الفتوى وفرضهم الرقابة الصارمة على اتجاهاتها, ما يولّد حالة من التردّد والحذر لدى المتنوّرين في طرح أفكارهم ورؤاهم التي من الطبيعي أن تواجه بالسبّ, واللعن, والشتيمة, والإخراج عن شروط الدّين والملّة .
وأمام هذا الواقع لا بدّ من إعادة ترسيم الحدود بين دوائر البحث والتحقيق, وبين الانفعاليين والببغائيين من الجمهور, الذين يفترض بأرباب المنابر والدّعاة أن لا يتخذوهم دفاعات ومتاريساً لحماية مواقعهم الدينيّة ومصالحهم الدنيويّة.
نحن اليوم بحاجة إلى الكثير من التواضع والاعتراف أنّنا في قفص الاتّهام, وأنّه علينا الإجابة على الكثير من التساؤلات, وردّ الكثير من التّهم التي لا تساق ضدّنا كإسلاميين وحسب, إنما توجّه ضدّ الإسلام كلّه شكلاً ومضمونا, كما أنّ علينا أن نتسلّح بالجرأة والشجاعة للخوض في قراءة نقديّة للموروث الثقافيّ والفكريّ الذي نختزن, والذي لا شكّ أنّه بحاجة إلى إعادة النظر والتقويم.



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى العام الجديد ..
- النّاس ..
- صناعة الحبّ..
- أنتَ طالق !..
- الجنّ البريء!..
- في بيتنا إنترنت ..
- نبيل ..
- لقاء الخميس ..
- أبو كريم ..
- الإسلام السياسيّ في قفص الاتهام!.
- الشخصانية
- الشعوب العربية بين مطرقة الديكتاتورية وسندان الاستعمار
- المدائن ..
- دويلة الحشيشة في لبنان!..
- المرأة في الميدان.. آيات القرمزي نموذجا..
- طهاة الحصى ..
- الاعتراف ..
- خطايا ..
- مشوّهون ..
- نحو عدالة اجتماعية ..


المزيد.....




- الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة ...
- سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم ...
- كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
- طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...
- ” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ ...
- 21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا ...
- 24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل ...
- قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد قانصو - الإسلام المعاصر وتحدّيات الواقع..