أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - الفصل الثاني الانعطاف الحاسم














المزيد.....

الفصل الثاني الانعطاف الحاسم


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3622 - 2012 / 1 / 29 - 12:09
المحور: سيرة ذاتية
    


3
الفصل الثاني
الانعطاف الحاسم
حققت امي حلمها بالانتقال الى بغداد في السنة الثانية عام 1945بدافع حمايتنا ومتابعة دراستنا . ومع ذلك فقد بقينا في السكن الداخلي . وتعمقت صداقتنا . حيث كنا نذهب سوية سيرا على الاقدام صباح السبت حيث نقضي عطلة الاسبوع في البيت . ولا نكف عن الحديث المرح والضحك . وندرس معا ولم اتدخل في اسباب خروجها بعد الدوام لممارسة نشاطها السياسي . واجتزنا الامتحانات العامة سوية فقد لحقت بها بعد رسوبها في البكلوريتين. وحصلت على اعلا المعدلات بالنسبة للفتيات في العراق وكان المفروض ان يؤمن لي هذا التفوق دخول كلية الطب كما اهلت معدلات حبيبة دخولها كلية الهندسة باول دفعة في ولوج المرأة العراقية كلية الهندسة . وكان من شأن ذلك ان يغمرنا بالفرح. ولكن حدث ما هز كياني فقد سقط اول شهيد للحزب الشيوعي العراقي في مظاهرة 28/حزيران/1946 شاؤول طويق, وهو يهتف , لامساومات لامهادنات نريد عراقا حرا مستقلا, . وخرجت الصحف الوطنية مجللة بالسواد. ولاول مرة في حياتي اقرأ الصحف وبدات بمتابعتها . ومع تتبع نتائج الامتحانات , ظهر اسم الشهيد مع الناجحين, وتألمت كثيرا
لم اقبل في كلية الطب مباشرة, لان الكلية تستقبل سنويا ثلاث فتيات فقط من الاديان الثلاثة . وبقوا ينتظرون نتائج المكملين لان بينهم كانت فتاة يهودية من عائلة غنية وذات موقع في الحكومة . ومع ذلك لم احقد عليها وتألمت كثيرا لموتها المفاجيء بعد شهر من بدء الدراسة. ولم اتحمس لتقديم طلب لاحتل موقعها رغم الحاح الاهل والاصدقاء واخذوا يهنئون امي بابنتيها اللتين ستصبحان طبيبة ومهندسة . فقد كانت تلك المهنتان ارقى المهن في العراق.
لم نكمل السنة الدراسية الاولى . اعتقلت حبيبة في البيت الذي اعتقل فيه فهد سكرتير الحزب الشيوعي العراقي في كانون الثاني 1947 فقد كان الرفيق فهد بنفسه ينظم اول خلية نسوية للحزب تقديرا لدور المرأة . وكانت حبيبة واحدة من خمسة فتيات جرى اعتقالهن وهن ذاهبات لحضور الاجتماع الاسبوعي . فاستكمل هذا الحدث انقلابا تاما في حياتي. فلم اعد اعبأبالدراسة وواضبت على زيارة حبيبة في سجن النساء الذي كان مجاورا للمستشفى الملكي حيث كلية الطب , برفقة خطيبها حسقيل قوجمان . وكان طالبا في كلية الصيدلة بعد ان اعاد امتحان البكلوريا معنا . وخلال الشهرين ونصف من التوقيف , استطاع حسقيل ان يغذي شغفي لمعرفة كل شيء عن الشيوعية ولاسيما عن قوانين الديالكتيك التي شرحها لي مرفقة بالامثلة العملية. وهكذا بدأت اتبين الواقع واقيس العلاقات الاجتماعية واعدت النظر بكل مواقفي وعلاقاتي واخترت سبيل حياتي وحددت اهدافي. ثم جاءت محاكمة الرفيق فهد العلنية ونشر وقائعها في الصحف, لتحدث انعطافا حاسما في حياتي وتمدني بغذاء روحي عميق, وثقة بالسبيل الذي اخترته بلا حدود.
لقد استطاع الرفيق فهد ان يحول المحاكمة الى محاكمة للنظام الذي كان يتعاون مع المستعمرين لنهب الوطن واضطهاد الشعب. كما جسد وطنية الشيوعيين قائلا, كنت وطنيا قبل ان اصبح شيوعيا وعندما اصبحت شيوعيا شعرت بمسؤلية اكبر تجاه وطني,وعبر عن تواضع الشيوعيين وتقديرهم للحركة الوطنية ودورها في النضال الوطني , رافضااعتبار كل النشاطات الجماهيرية من اجل القضايا الوطنية والعربية بقيادة الشيوعيين وحدهم. وكان لشموخه وهو مهدد بحكم الاعدام تأثير معنوي كبير على الجماهير عموما وعلى الشبيبة خصوصا , وكنت منهم. فكنا نتلقف الصحف يوميا لنقرأ وقائع المحاكمة ونحلق باحلامنا وامالنا بالسير على طريقه. وكان للضجة العالمية التي احدثها حكم الاعدام لاسباب سياسية في وقت كانت البشرية لم تتذوق الحرية الا لماما بعد النصر على الفاشية , اثرها في اضطرار الحكومة الى تغيير الحكم الى المؤبد وعزز الثقة بقدرة البشرية على تحقيق اهدافها.
ومنذ ذلك الحين اتخذت قراري في تكريس حياتي لخدمة شعبي والانسانية عن طريق النضال الوطني والاممي , في سبيل وطن حر وشعب سعيد يسهم في تحرير البشرية وتطوير حضارتها .
حكم على حبيبة وعمومة مصري لمدة شهلاين مع وقف التنفيذ وببراءة الثلاثة الاخريات. وصدر قرار فصلها من كلية الهندسة . وبدأت ادارة كلية الطب تلاحقني وكثرت الاسئلة عن علاقتي باختي. وقبل نهاية السنة اعتبرت مفصولة بحجة الغائهم الصف التحضيري الذي ابدعوه في تلك السنة واختيار النخبة فقط للدورة الثانية.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2- بوادر الوعي الوطني
- الفصل الاول من رحلة حياة البدايات
- البشرية تغذ السير نحو تحررها رغم المصاعب والتضحيات
- رحلة حياة امرأة عراقية عبر اخطر مراحل تطور شعبها والبشرية
- تجتاز البشرية مرحلة المطالبة بالحرية الى مرحلة صنعها
- البشرية تغذ السير نحو تحررها رغم المصاعب والتصحيات
- يحق للفلسطينين التمتع باول منجوات عصر التحرر لانهم اغنوا تار ...
- الانتفاضات والاعتصامات المعاصرة ميادين اعداد الاجيال الصاعدة
- دماء الشهداء تؤجج الحراك الجماهيري وتطور اهدافه
- التحرك الجماهيري العراقي يوطد ديناميكيته بالتظافر مع تحرك عم ...
- البشرية تغذ السير نحو تحررها باسقاط الانظمة الموغلة بالتخلف ...
- ثورة 14/تموز رائدة الثورات التحررية المعاصرة ومحكمة الشعب من ...
- لماذا يموت الشعب الصومالي جوعا والسبيل الوحيد لانقاذه
- العامل الحاسم في اجتياز البشرية المرحلة الانتقالية لتحررها و ...
- من صعوبات مرحلة الانتقال التي تمر بها البشرية استماتتة قوى ا ...
- ثلاثة ايام للغضب والتحدي والامل في بغداد عاصمة الكون ومصدر ا ...
- تطور مقاومة الشعب العراقي للاحتلال افقد المحتلين وادواتهم اع ...
- وتبقى ساحات الاعتصام والتظاهرات الميدان الرئيس لتحقيق الاهدا ...
- اخر واصعب المراحل الانتقالية في تاريخ البشرية لانجاز تحررها ...
- انهاء الاحتلال وادواته الهدف الرئيس والموحدلجميع مكونات الشع ...


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - الفصل الثاني الانعطاف الحاسم